صطّوف ولطّوف

خليل الشيخة
كاتب وقاص
(Kalil Chikha)

الحوار المتمدن-العدد: 7737 - 2023 / 9 / 17 - 20:35
المحور: الادب والفن
    

جلس صطوف ولطّوف في مقهى " الأرض بتتكلم عربي" يرشفان الشاي. جال صطّوف برأسه ثم قال لجاره بصوت منخفض:
- اليوم نزلت إلى السوق كي أشتري بصل، وإذ بالبصل قد ارتفغ ضعفين. رد لطّوف:
- الأسعار نطت اليوم مثل الطابة عالياً
- والله معاشي كله لايكفيني ثلاث أيام ... وبالطبع اللحمة لم أكلها منذ ثلاث سنين
- - لم تعد الليرة ذات قيمة، قطعة ورق فقط. فقدت قيمتها. .. رد صطوف:
- كلما صعد الدولار، انخفضت الليرة....
وعندما سمع لطّوف بكلمة الدولار، التفت حوله واستعاذ بالله ثم قال لجاره:
- الله يخليك .. لاتلفظ اسم هذا الملعون بل قل الأخضر.. والله يضعونك في بيت خالتك ولا أحد يعرف مصيرك.
قال صطّوف:
- أنت رجل جبان.. كمان أصبح التحريم في ذكر الدولار والحديث عنه.
- نعم أنا جبان .. ألا تذكر كيف دكوا أبو سحبان بالسجن وأختفى اثره لأنهم لقطوه ومعه مئة دولار.
قال صطّوف هامساً هذه المرة:
- يأ أخي كل شيء في الدنيا مرتبط بالدولار .. اللحمة .. الدجاج ...
رد لطّوف ساخراَ:
- والله مبين عليك أصبحت تفهم بالاقتصاد وتزاحم عمك آدم سمث في هذا المجال، والله من المفروض أن يضعوك وزير اقتصاد
قال صطّوف مؤيداً كلام جاره:
- والله صدقت.. والله طالب إبتدائي أفهم بالإقتصاد من هذا الوزير ... هو حمار معبأ ببنطال.
أمتعض لطّوف ووقف مودعاً:
- أخي أنت لاينفع معك الكلام ... قلت لك أتركنا بهمومنا .. والله جسمنا مامتحمّل ضرب وإهانة... يالله خاطرك..
شد صطوف يد جاره وقال له مازحاً:
- خلص.. أجلس .. لاتخاف .. هل تريدني أن استغيب فلان وعلتان ... فلان أكل ... علتان شرب.
- أي هذا أفضل ... لأننا سنختفي في سابع سرداب إذا استمريت في الفزلكة هذه.
وما إن انتهى لطّوف من الكلام حتى أمسك رجل من وراءه بطرف قميصة وأمسك الرجل الثاني بشعر صطّوف أما الثالث فقال:
- عما تحكوا بالأسعار والدولار ياكلاب .. ماعاجبكم الوضع .. والله لاأسلخ جلدكم يا أولاد الحرام.
وقال الرجل الذي يمسك بصطوف:
- أنتم تتآمرون ضد الدولة وتقبضون بالدولار من دولة أجنبية وتنون إسقاط النظام بالقوة.... والله لاخليكم تشتهوا الموت وما وماتشوفوه.
أما صطّوف ولطّوف فقد تحولا إلى جثتين بلا حياة من شدة الخوف ... مما جعل الرجال يجروهم كما تجر أكياس الطحين.
أيلول – 17 - 2023

#خليل_الشيخة (هاشتاغ)       Kalil_Chikha#          

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل