أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - خليل الشيخة - عقم مجادلة الملاحدة













المزيد.....

عقم مجادلة الملاحدة


خليل الشيخة
كاتب وقاص وناقد

(Kalil Chikha)


الحوار المتمدن-العدد: 7540 - 2023 / 3 / 4 - 18:47
المحور: حقوق الانسان
    


لاتجادلوا الملاحدة
من يقرأ التاريخ الإسلامي سيرى كثيراً من الشخصيات التي تصنف بأنها ملحدة أو كافرة. منهم مثالاً وليس حصراً: أبن الراوند والرازي والفارابي وابو العلاء المعري ( نسبة إلى معرة النعمان السورية). لم يتوقف لصق الكفر عند هؤلاء، بل تعداهم ليشمل أفراداً أوّللوا النص ليتناسب مع منطق العدالة الإلهية منهم الجعد بن درهم الذي ذبحه خالد القصري في المسجد تقرباً لله بعيد الأضحى. ولاننسى أبن المقفع الذي أبدع الخليفة بقتله حيث أمر الجند أن يقطعوا أصابعه وأطرافه وأن تشوى أمامه كي يأكلها، أو الحلاج صلب وأحرق. كل هؤلاء قتلوا تقرباً إلى الله، تماماً كما فعلت ومازالت تفعل دولة الخلافة في العراق والشام (داعش).
وصمة الكفر والإلحاد لاتخلو غالباً من أبعاد سياسية: مثل قضية محمد محمود طه السوداني الذي حكم عليه بالإعدام (1985) شنقاً بتهمة الردة على يد الرئيس المؤمن جعفر النميري. محمود طه قسم القرآن الكريم إلى مرحلتين: المرحلة المكية والمرحلة المدنية. أما المكية فهي - كما قال – روح الدين الإسلامي، وأما المرحلة المدنية فهي فترة إنشاء الدولة وهي تاريخية تخص ذلك الزمان. هي محاولة لتبرأة النصوص القرآنية من مسألة الجهاد والعنف والإرهاب. لكن سعي النميري للإسراع بشنقه لم يكن بدافع الكفر والردة فقط، بل كان سياسياً لأن طه هذا شكّل حزباً سياسياً معارضاً تحت مسمى الحزب الجمهوري حيث وجد النميري تهديداً له، ثم أتت فتوى الأزهر لتأكد الردة والكفر والضلال.
خوف السياسيين ورجال الدين على مناصبهم يدفعهم لتكفير كل من يحاول شق طريق مختلف عنهم. سقراط أهم مثال على ذلك، إذ أنه كان يرشد شباب أثينا إلى حقائق الوجود وإلى تفاهة عبادة الأصنام. فوجدته السلطة تهديداً لها، فأمرت بقتله بتجرع السم. وسقراط يعتبر عماد الفلسفة الغربية كما أنه عماد مايسمى بالفلسفة الإسلامية. حاول تلاميذه اقناعه بترك موافقه لتجنب الموت، لكنه أبى وتمسك بأفكاره وظل أميناً لفكره فمات مرفوع الرأس وبقي أثره إلى يومنا هذا.
ولاننسى المفكر المصري اسماعيل أدهم الذي ألف كتاب " لماذا أنا ملحدا" ثم أنتحر في عمر يافع. كان مغرماً بالرياضيات إضافة إلى إهتماماته في العلوم التطبقية الأخرى. شخصية أخرى، هو السعودي عبدالله القصيمي الذي بدأ حياته سلفياً يهاجم الشيعة خطاباً وكتابه، ثم جذبته موجة الكفروالضلال، فأخذ يؤلف الكتب في الإلحاد ونقد الأديان. ولمن يريد التوسع بتاريخ الإلحاد في الإسلام عليه قراءة كتاب "تاريخ الإلحاد في الإسلام" للفيلسوف المصري عبد الرحمن بدوي الذي ألف أكثر من 150 كتاب قبل أن يرحل.
والأن وبعد هذه المقدمة، نرى أن عدد الملحدين في الوطن العربي يزداد بإزدياد حركات التعصب والسلفية وتسلط داعش. فلايمكن أن تتعصب بجهة حتى ترى ردة الفعل بالجهة الأخرى، خاصة بعد سهولة الإطلاع على المعارف بشكل مجاني على النت واتساع رقعة مواقع الإتصال الإجتماعي. والذي يزيد الطين بله أن الكثير من هؤلاء كانوا أصلا في تنظيم الإخوان أو مشايخ وأئمة سابقين حافظين للقرآن والحديث. وعندما يحاول البعض الجدل معهم يخسر في الغالب المناظرة لسببين بسيطين: الأول أنهم عارفين أكثر من المجادل بالقرآن والسنة والسبب الثاني هو أنهم يتكلمون بالدليل العقلي والمجادل يتكلم بالمعارف الإيمانية التي لاتستند لدليل عقلي. فمثلاً، المؤمن المجادل لايستطيع إثبات وجود الملائكة أو الجن ولذلك تتحول المناظرات إلى جدال عقيم يزداد فيه عدد الملاحدة أكثر.
ولذلك أطلب منكم أيها الأعزاء أن لاتتجادلوا مع الملاحدة. فمن يؤمن بالله والإسلام هو يؤمن لأنه يرتاح لذلك ويشعر بالانتماء وليس لأن هناك أدلة وبراهين. شيء آخر، ألا يتوجب على رجال الدين والمشايخ تنقية التراث الإسلامي الذي ورثناه، فهؤلاء الملاحدة والمبشرين المسيحيين يقرؤون لكم من صحيح بخاري ومسلم أحاديث صحيحة، ويقرؤون لكم آية السيف التي تقرأها داعش وتعتمد عليها في ذبح وسلخ وسبي البشر.
آذار-4 - 2023



#خليل_الشيخة (هاشتاغ)       Kalil_Chikha#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ممنوع التصوير مع الحمير
- رواية وفيلم الخروج
- ديفد كوبرفيلد
- الصهيوني إفراهام ستيرن
- هو سعيد بشبهة الإرهاب
- في الأمثالوجيا والإفحام
- أصل الأنواع
- التعابير المشتركة بين الإنسان والحيوان
- الأحمدية كفر وإلحاد
- الشرطة في خدمة الشعب
- ما أشبه بارحة باليوم
- الديك والكلب
- اللغة واللهجة: مدينة حمص نموذجاً
- يوحنا الدمشقي بين الجبرية والحرية
- مجزرة 1860 وتأثيرها على الحاضر
- إمامة المرأة في الإسلام
- نصارى ومحمديين
- فيلم وتأثير راشمون
- عيد هلوين في الولايات المتحدة
- السودان وعصا العسكر


المزيد.....




- الإمارات تدين اعتداءات مستوطنين إسرائيليين على قافلة مساعدات ...
- السفير ماجد عبد الفتاح: ننتظر انعقاد الجامعة العربية قبل الت ...
- ترحيب عربي وإسلامي بقرار للجمعية العامة يدعم عضوية فلسطين با ...
- سفير فلسطين بالقاهرة: تمزيق مندوب إسرائيل بالأمم المتحدة ميث ...
- هل تعاقب واشنطن الأمم المتحدة لاعتمادها قرار -عضوية فلسطين-؟ ...
- صورة السنوار وتمزيق الميثاق.. ماذا فعل مندوب إسرائيل خلال جل ...
- فيديو.. مندوب إسرائيل يمزق ميثاق الأمم المتحدة بعد الاعتراف ...
- فيديو.. السفير الإسرائيلي يمزق ميثاق الأمم المتحدة
- رئيس بعثة الجامعة العربية بالأمم المتحدة: قرار الجمعية العام ...
- خبير مصري يعلق على تصويت الأمم المتحدة لصالح فلسطين


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - خليل الشيخة - عقم مجادلة الملاحدة