أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خليل الشيخة - الثعلب والدب














المزيد.....

الثعلب والدب


خليل الشيخة
كاتب وقاص

(Kalil Chikha)


الحوار المتمدن-العدد: 7723 - 2023 / 9 / 3 - 17:04
المحور: الادب والفن
    


بعد أن أكل الدب كل الأطعمة الموجودة على الطاولة ومسح فمه وشرب كأس نبيذ، طلب من الخادم أن يحضر الطباخ. أتى الطباخ مسرعاً ووقف بين يدي الدب العظيم وهامته منحنية. نظر إليه الدب وابتسم ثم قال:
- أهلا بطباخي العزيز، سلمت يداك على هذه الأطعمة اللذيذة... من أين تعلمت فن الطبخ أيها الثعلب العزيز.
رفع الثعلب رأسه مبتسماً وقال:
- إنها خبرة طويلة أيها الدب العظيم.. فعائلتي لها تاريخ طويل في فنون الطبخ والنفخ.
- على أية حال .. إني دعوتك لأمر آخر .. فأنا كما تعرف لا أثق بأحد غيرك.. خاصة في الأطعمة.. فأني أخشى أن يدس الخبثاء والخونة السم لي في الأطعمة.
انحنى الثعلب مرة أخرى إشارة للتواضع والخضوع وقال تفضل أيها الزعيم العظيم:
ولما سمع الدب هذا الكلام، طلب من الثعلب أن يقترب ويجلس بجانبه، فارتبك الثعلب وتملل وقال بخجل:
- معذرة أيها العظيم.. العين لاتعلو عن الحاجب.
- تعال.. فأنت الآن صديقي المخلص.
عندما جلس الثعلب، وضع الدب يده على كتفه ومال إليه قائلاً:
- أريد أن انذرك لأمر جلل، فهل أنت مستعد أن تسمع.
- أنا خادمك الأمين وكاتم أسرارك أيها العظيم.
جال الدب بنظره حول المكان ثم قال:
- أريدك أن تشكل فريقاً مدججاً بالسلاح وتغزو فيه الجيران والأعداء تجلب لي كل ماطاب من الدجاج وغيره. نأكل وكل مايزيد نبيعه في السوق السوداء.
- أني طوع بنانك أيها العظيم.. ولن يوقفني شيء في سبيل تحقيق مرادك... فالأرض ليست ملكاً لأحد، بل هي للأقوى من أمثالنا.
ودع الثعلب الدب ثم انغمس في تشكيل فريق حرامية وقطاع طرق، وبدأت هذه الأعمال تأتي بالخيرات إلى مملكة الدب العظيم. أخذ الدب يستعرض قوته على الضعفاء والجيران بواسطة فريق الثعلب. استولى عليه الطمع والجشع فأمر الثعلب أن يزرع فريقه في كل مكان في الأرض، وفعل الثعلب كل ماطلب منه، فقد بدأ يقتل وينهب ويرتكب مجازر تحت أسم الدب العظيم.
في ليلة ظلماء، رأى الثعلب حلماً قلب كيانه وغير بوصلة حياته، فقد رأى بأنه بين الناس وهم يهلهلون له ثم أتوا بتاج الدب العظيم وألبسوه أياه وصرخوا : "يحيا الثعلب العظيم ... صاحب الفضل في عظمة مملكتنا".
في اليوم الثاني، توجه الثعلب بفريقه لينقلب على الدب العظيم ويجلس مكانه. هاجت الأمور وماجت .. وكتبت الصحف وتحدثت القنوات الصديقة والمغرضة عن نوايا الثعلب منها الداعمة ومنها المحذرة.
عندما سمع الدب العظيم بنوايا الثعلب، جهز جيشاً جراراً لمواجة الصديق القديم. سمع الثعلب بالخبر فتراجع وهمدت همته. في اليوم الثاني هاتف الدب الطباخ وقال له:
- أسمع أيها الطباخ العزيز.. مازلت أحبك وأنت مازلت صديقي رغم ما ارتكبته من حماقات، وأني نويت أن أضعك وزيري ومساعدي الخاص هنا في القصر.... فتعال نتحدث وننظم ألأمور.
تردد الثعلب ودار وجال ثم سأل المقربين له، فنصحوه بأن يذهب إلى الدب العظيم، فمهما فعل، لن يقتله ويورط نفسه بالجريمه. وفي اليوم الثاني ركب الطباخ مع المقربين الطائرة متجهاً إلى قصر الضيافة. وفي الجو انفجرت الطائرة في السماء ومات كل من فيها. قال الدب العظيم في تأبين الثعلب الطباخ:
- نودعك ونعرف أنك الصديق العزيز الذي ازدهرت مملكتنا به.. نودعك وقلوبنا تحترق ألماً ، فإن فراقك صعب واستبدالك أصعب.
أيلول-3- 2023



#خليل_الشيخة (هاشتاغ)       Kalil_Chikha#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رواية ابن البلد
- تاريخ خزانة الماء
- أحذية أداديس
- الله والفقر
- احترم نفسك أولاً
- مذكرات أبنة الدكتاتور
- عقم مجادلة الملاحدة
- ممنوع التصوير مع الحمير
- رواية وفيلم الخروج
- ديفد كوبرفيلد
- الصهيوني إفراهام ستيرن
- هو سعيد بشبهة الإرهاب
- في الأمثالوجيا والإفحام
- أصل الأنواع
- التعابير المشتركة بين الإنسان والحيوان
- الأحمدية كفر وإلحاد
- الشرطة في خدمة الشعب
- ما أشبه بارحة باليوم
- الديك والكلب
- اللغة واللهجة: مدينة حمص نموذجاً


المزيد.....




- كيلوغ: توقيع اتفاقية المعادن بين واشنطن وكييف تأخر بسبب ترجم ...
- عرض موسيقي مفاجئ من مانو شاو وسط انقطاع الكهرباء في برشلونة ...
- مسقط.. أكثر من 70 ألف زائر بيوم واحد للمعرض الدولي للكتاب
- محاربون وعلماء وسلاطين في معرض المماليك بمتحف اللوفر
- إخترنا لك نص(كبِدُ الحقيقة )بقلم د:سهير إدريس.مصر.
- شاركت في -باب الحارة- و-هولاكو-.. الموت يغيب فنانة سورية شهي ...
- هل تنجو الجامعات الأميركية من تجميد التمويل الحكومي الضخم؟
- كوكب الشرق والمغرب.. حكاية عشق لا تنتهي
- مهرجان الفيلم العربي في برلين: ماض استعماري يشغل بال صناع ال ...
- شاركت في -باب الحارة- و-ليالي روكسي-.. وفاة الفنانة السورية ...


المزيد.....

- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خليل الشيخة - الثعلب والدب