تاريخ خزانة الماء

خليل الشيخة
كاتب وقاص
(Kalil Chikha)

الحوار المتمدن-العدد: 7702 - 2023 / 8 / 13 - 18:52
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    

عندما كنت أتسوق في أحد المحلات الأمريكية، وقعت يدي على كتاب صغير، غريب الشكل والعنوان، فقد حمل أسم " تاريخ استعمال اوراق التواليت والمراحيض "2022”A History of Toilet paper and potty- Sophia Ghoiz- لكاتبة أمريكية تهتم بكتب الأطفال من ولاية فلوريدا. الكتاب موجه للأطفال والكبار لكثرة المعلومات التي به. كما هو معلوم يرجع تاريخ الإنسان الحالي إلى 200 الف سنة أو أكثر. خلال كل هذه الفترة الطويلة لم يخترع الانسان أي شيء ينظم عملية التخلص من فضلاته سوى استعمال الخلاء الخارجي أي كما تفعل بقية الحيوانات والثلاث حجرات، أو الحشائش وأوراق الشجر. رغم أني وجدت الكلام في الموضوع مقرف إلا أنه يعطي صورة تاريخية وحتى ثقافية للبشر عبر تاريخهم الطويل.
حتى في هذه المسألة، هناك أختلاف ثقافي بين الشرق والغرب، فالغرب أستعاد على الجلوس والشرق استعاد على القرفصاء، إضافة إلى وضعية الجلوس عند الغرب، فهم يمسحون والشرق يغسل. والمسح عند الامريكين عادة قديمة بدأت بالقنب والاسفنج وانتهت بمحارم دائرية مثل الكلينكس. والمحارم هذه هي نتيجة لاختراع الورق الذي بدأته الصين في 72 م وانتقل للغرب عن طريق العرب المسلمين.
ففي بلاد الرافدين ومصر الفرعونية، كانت الطبقة الميسورة قديماً تستعمل الأواني الفخارية، ثم يأخذها العبيد ويرمونها وينظفونها ثم تستعمل مرة أخرى، ومن الممكن أن تتخيل الروائح المقرفة. شكلت هذه مشكلة للبشر عبر التاريخ لأنها كانت تسبب انتقالاً الأمراض.
من الامبرطورية الرومانية حتى القرن التاسع عشر:
أنتشرت المراحيض في الدولة الرومانية لعامة الشعب، فقد وصل عددها في عام 315 ميلادي إلى 144، حبث عدت العامة الذهاب إلى المراحيض الحكومية نوعاً من التنزه كما في المقاهي اليوم، فكان يجتمع الأصدقاء ويثرثرون وهم جلوس جنبا إلى جنب، وعند الإنتهاء، يمسك الشخص بعصا يوجد في نهايتها اسفنجة أو خيشة موضوعة في ماء مضاف إليه خل ويمسح بها. ومن هنا أتى المثل الانكليزي: : " لاتمسك العصا من الجانب الخطأ "(1). يتم جريان الماء في أسفل المرحاض ويوجه إلى الشارع وفي العصور الوسطى كانت الماء توجه بقنوات نحو الأنهار حيث كثرت الأمراض المعدية، خاصة عندما بدأ تلوث ماء الشرب . استمر هذا الوضع في بريطانيا حتى انتشرت الكوليرا عام 1830 حيث حصدت الاف البشر. عندها اصدرت الحكومة البريطانية مرسوماً بأنه يتعين على كل بيت أن ينشأ وبشكل إجباري خزانة ما ء أو (دبليو سي)(2).
في عام 1861 طلب الأمير البريطاني ادوارد من أحد الصناع الشاطرين كان أسمه ( تامس كريبر) (3) أن يصنع له تواليت بخزان ماء متدفق، ففعل ومنذ تلك الفترة وحتى أوائل القرن العشرين تطور التواليت حتى وصل إلينا في شكله الحالي . فقد صنعوا الخزان المتصل وكوع داخل التواليت كي يحجب الروائح. أما في الصين القديمة وحتى في الهند، فكان الفلاحون يحولون فضلاتهم إلى جداول صغيرة كي تأكلها الخنازير. وهذا أحد العادات القذرة عند الخنازير..
تذكرت مثل كان يطلقه كبار السن في سوريا على الأولاد الكسالى عديمي الفائدة " هل سأزرع على خ.ر.ا.ك. الفجل عندما تكبر" وسألت أحدهم عن سر هذا المثل فأجاب بأنه قديماً "كان الناس تعملها بوعاء ثم يأتي رجل يجمع كل ذلك ويضعه في عربة طنبر ثم يسوقه إلى بستان الفجل، والسبب أن الفجل ينمو بسرعة على فضلات البشر"
أخيراً، ا من ناحية الأسماء التي نطلقها على المرحاض هي بيت المي وهو ترجمة لخزنة الماء أو الدبليو سي واالتواليت وهي كلمة انكليزية وبيت الخلاء وهي قديمة نسبة لأستعمال البرية وثلاث حجرات والأدب وهي أتت من ان الإنسان عندما يدخل التواليت يجب عليه أن يتأدب أي يحترم نفسه ويخجل.
آب-13- 2023
........................................................
1- Holding the stick from the wrong end
2. Water Closet.´-or-W.C.
3- Thomas Crapper.

#خليل_الشيخة (هاشتاغ)       Kalil_Chikha#          

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل