أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد رضا عباس - من ذاكرة التاريخ: يوم عودة السيادة الوطنية للعراق















المزيد.....

من ذاكرة التاريخ: يوم عودة السيادة الوطنية للعراق


محمد رضا عباس

الحوار المتمدن-العدد: 7735 - 2023 / 9 / 15 - 18:51
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مع اقتراب تسليم السيادة للعراقيين من قبل الإدارة الامريكية زاد الإرهاب من وتيرته واصبح كل يوم داميا على العراقيين وسقوط ضحايا أبرياء بفعل السيارات المفخخة والاحزمة الناسفة . لقد كان احد اهداف الإرهاب هو تفجير 250 سيارة في يوم تسليم السيادة من قوات التحالف يوم 30 حزيران 2004.
وبينما كانت القوى الإرهابية تخطط لان يكون يوم 30 حزيران يوما داميا يشل العراق بالكامل , كانت الحكومة المؤقتة بزعامة اياد علاوي تخطط شيء اخر . لقد قرر الدكتور علاوي نقل السيادة قبل يومين من موعدها الرسمي من اجل تفويت الفرصة على الإرهاب . وتم ذلك , كان حفل تسليم السيادة للعراقيين حفلا متواضعا لا موسيقى و استعراض عسكري ولا خطب . لقد اجتمع 6 من الافراد اثنين من التحالف (بول بريمر ونائبه الإنكليزي ديفيد ريتشموند ) وأربعة من الجانب العراقي (الدكتور اياد علاوي ونائبه برهم صالح ورئيس الجمهورية فيصل عجيل الياور ورئيس مجلس القضاء الأعلى مدحت محمود) في غرفة صغيرة من قصر المؤتمرات في المنطقة الخضراء في الساعة العاشرة والنصف بتوقيت بغداد يوم 28 حزيران.
تلا بريمر الذي اعتذر عن عدم اجادته اللغة العربية خطابا قصيرا مشيرا الى انتهاء سلطة الائتلاف المؤقتة التي راسها لمدة 13 شهرا ونهاية الاحتلال و تولي حكومة علاوي " السلطة السيادية كاملة " . وقال في الختام " نرحب بالخطوات التي اتخذها العراق ليحتل مكانته التي يستحقه بين الأمم الحرة في العالم بالسيادة والكرامة" , المخلص ل . بول بريمر الرئيس السابق لسلطة الائتلاف المؤقتة , الامر الذي جعل الحضور يضحكون ويصفقون له . ووقف الحاضرون عندما شرع بريمر في تسليم الخطاب الى القاضي مدحت محمود الذي سلمه الى الياور , رئيس الجمهورية.
وبعد ساعتين من هذا الحفل المفاجئ والمتواضع غادر بريمر العراق راكبا طائرة عسكرية أمريكية عائدا الى بلده .
وبعد أربعة ساعات من مغادرة بريمر العراق قام أعضاء الحكومة المؤقتة بأداء اليمين القانوني تبعها خطاب رئيس الوزراء الدكتور اياد علاوي لخص به برنامجه للمرحلة القادمة.
العالم بأجمعه تقريبا رحب بعودة السيادة للعراق . من الدول العربية كانت السعودية و اليمن , لبنان , الأردن ,و سوريا ,إضافة الى الجامعة العربية ومجلس التعاون الخليجي . كما وهنأ الشعب العراقي كلا من تركيا وايران وألمانيا والصين روسيا وايرلندا.
عراقيا , رحبت جميع الأحزاب العراقية بالمناسبة , المرجعية الدينية في النجف اعتبرت القرار خطوة نحو " التخلص من الاحتلال البغيض الذي ارتكب ما لا يغتفر من الأخطاء بحق العراق والعراقيين", مطالبا هيئة علماء المسلمين " الكرام ان يواجهوا المتطرفين التكفيريين المندسين بين صفوفهم بالإعلان صراحة بان هؤلاء فئة ضالة خارجة عنهم", فيما طالب المرجع السيد كاظم الحسيني الحائري : بالتحرك بجدية تامة لترتيب كل المقدمات للانتخابات العامة لضمان ممارسة جميع المواطنين حقوقهم من العملية السياسية حتى تجري الانتخابات في موعدها وتكون حرة نزيهة".
كتاب عراقيون كبار اعربوا عن تفاؤلهم بهذا اليوم المجيد . الأستاذ علي الخفاجي كتب " اليوم لا غصة ولا دجل .. العراق لنا ولنا وحدنا" . الأستاذ رياض الزيدي دعا الى نثر " الزهور على مقابر اخوتنا وابنائنا واحبتنا ". وكتب خليل إبراهيم ان يوم 28 حزيران " هو حقا تاريخ وطني فاصل وحاسما يزف للشعب العراقي المظلوم باقة جميلة من تطلعاته والآمال المشروعة لانتقال البلد من مرحلة تاريخية مريرة .. الى اشراقة العهد الديمقراطي الفيدرالي الجديد ". وكتب وداد فخري " بان يوم 28 حزيران افشل مخططات حرق ابار النفط وتفجيرات داخل المدن العراقية ". واعتبر الأستاذ داوود البصري ان يوم 28 حزيران " هو يوم امل ليس للعراقيين فحسب بل لجميع دول منطقة الشرق الأوسط". وكتب الأستاذ رشيد الخيون " عادة السيادة الى بغداد من هيمنة القرى والريف ومن الجيش الأمريكي , وان كانت منقوصة فتكمل". واعتبر الدكتور عبد الخالق حسين الذين تحدثوا عن السيادة المنقوصة فيقول " اثبت الزمن تفاهة تلك الادعاءات حيث اغلب الحكومات العربية غير منتخبة وانما اغتصبت السلطة عن طريق الانقلابات العسكرية " . ويسرد الأستاذ حمزة الجواهري العقبات التي مرت بالعراقيين ولكن " العراقيون اثبتوا للعالم انهم اكبر من كل التحديات ". وذكر الأستاذ عبد المنعم الاعسم المتباكين على امر السيادة المنقوصة بالقول " كل دول العالم تمتعت اول الامر بالسيادة على الورق ثم بدأت رحلة تشييد السيادة وسقايتها وحمايتها. وكتب الأستاذ كامل السعدون شعرا قال فيه " من شهد منكم بهاء هذه الليلة .. وبدور هذه الليلة تتلألأ في سماء الشرق المعتمة بلا نجوم , وليرفع راسه شامخا .. فلم تغده بلا وطن .. ".
و بالمقابل , فقد ظهرت أصوات عراقية مشككة بقرار نقل السيادة وهاجمت الحكومة العراقية المؤقتة . هيئة علماء المسلمين اعتبرت انتقال السلطة اجراء شكلي هدفه " الضحك على العراقيين" . الشيخ احمد السامرائي اعتبر الحكومة تجسد " الهيمنة الامريكية". رغد صدام حسين اعتبرت ان عودة السيادة الى العراق لم تقدم " شيئا جديدا". حزب البعث , استهل بيانه بعبارة " لا سيادة تحت حراب الاحتلال الأجنبي ", فيما وصف الشيخ محمد مهدي الخالصي نقل السلطة , لعبة أمريكية " لترميم صورة الإدارة المتدهورة", و" التخفيف من ضغط المقاومة العراقية الباسلة".
الملاحظ ان جميع من شكك بانتقال السلطة الى العراقيين هم من الذين رفضوا سقوط نظام البعث ودعموا العمليات المسلحة التي رفعت شعار " محاربة المحتل " والتي لم تفرق هذه " المقاومة" بين امريكي و عراقي , بين هدف عسكري وهدف مدني , او تجمع امريكي في ثكنة عسكرية او مسجد يصلي فيه عباد الله.
كما ذكر الأستاذ عبد المنعم الاعسم ان سيادة جميع الدول كانت سيادتها حبر على ورق في البداية , لكن بمرور الزمن يقوى عودها و ينجز استقلالها بالكامل . لقد كان من الاحسن بمن رفع شعار رفض " السيادة المنقوصة" القبول بها مؤقتا حتى يتبين الخيط الأبيض من الخيط الأسود , خاصة وان برنامج الدكتور علاوي كان من البرامج الناضجة والتي كانت تخدم جميع العراقيين بما فيهم البعثيون الذين لم تتلطخ ايدهم بدم الأبرياء. ولو وقفت " المقاومة " والداعمين لها مع الدكتور علاوي لما سقط الالاف من العراقيين ولما كان هناك حرب أهلية اكلت الأخضر واليابس . على كل حال , بعد عشرين عام , وبعد ما جرى ما جرى من نكبات على العراقيين , لم تقفل دولة واحدة أبوابها على العراق لأنه غير كامل السيادة , حيث ان جميع دول العالم تتعامل معه على انه دولة مستقلة ذات سيادة كاملة , ولكن هل من سائل يسال " المقاومة " ما ذنب الذين قتلوا على يدها ويتمت الأطفال وسبيت النساء وابكت الرجال؟



#محمد_رضا_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من ذاكرة التاريخ : انفجار ازمة بين الشيعة والكرد على القرار ...
- من ذاكرة التاريخ : الملك عبد الله بن الحسين يحذر من - الهلال ...
- لا يجوز ان تكون سلطة العشيرة فوق القانون
- تركيا رفعت سعر الفائدة.. اين المشكلة؟
- صعود ونزول عدد المولات في الولايات المتحدة الامريكية
- ضرورة حذف الاصفار الثلاث من العملة العراقية
- التنمية الاقتصادية في العراق الان بخير .. ولكن
- لماذا دق الحصار الاقتصادي عظام العراقيين وفشل في روسيا ؟
- من ذاكرة التاريخ : حرب الفلوجة الاولى
- ديمقراطية تعبانه خيرا من ديكتاتورية عادلة
- التدريب الحكومي المدعوم .. خطة نحو الازدهار الاقتصادي
- من ذاكرة التاريخ : قصة مقتل الزعيم الراحل عبد الكريم قاسم
- ما علاقة سعر الفائدة بسعر المعدن الأصفر , ولماذا على نساء ال ...
- وقف الحرب الروسية - الاوكرانية اصبحت مسألة انسانية واخلاقية
- سؤال و جواب على تراجع الليرة التركية , ولماذا تراجع الرئيس ا ...
- تمويل الحملات الانتخابية في النظم الديمقراطية , ولماذا على ا ...
- الحنين الى قاعدة الذهب
- فرق شيعية جديدة ظهرت بعد تغيير 2003 في العراق
- نعم البناء يحتاج الى اسمنت , ولكن الى رسمال ايضا
- اوغندا الضحية الاخرى لعقوبات الغرب الاقتصادية


المزيد.....




- الديوان الملكي السعودي يصدر بيانا عن الحالة الصحية للملك سلم ...
- ترقب عالمي بعد اختفاء مروحية الرئيس الإيراني
- كأس الاتحاد الافريقي: الزمالك يحرز لقبه الثاني
- قائد بالحرس الثوري الإيراني يفند التصريحات حول تلقي اتصالات ...
- مراسل RT: مسيّرة -بيرقدار أكينجي- التركية دخلت المجال الجوي ...
- مظاهرة حاشدة في العاصمة البلجيكية بروكسل دعما لفلسطين (فيديو ...
- وزارة الخارجية الإيرانية تصدر بيانا بشأن البحث عن مروحية رئي ...
- -يُعاقب على الحرية-.. نائب رئيس وزراء صربيا يربط بين حادث مر ...
- إيران.. رئيس منظمة الطوارئ يشرف على عمليات البحث عن مروحية ا ...
- تقرير عبري: الإمارات وضعت شرطا واحدا للمشاركة في إعمار قطاع ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد رضا عباس - من ذاكرة التاريخ: يوم عودة السيادة الوطنية للعراق