الأربعون شبيها/3

عماد ابو حطب

الحوار المتمدن-العدد: 7735 - 2023 / 9 / 15 - 10:14
المحور: الادب والفن
    

الاربعون شبيه/3*
فكنا من فذلكات المثقفين/

حينما استجمعت بعض قوتي صرخت فيه:"هل انت قريني؟ وماذا تريد؟ ومن أين جئت؟إن لم تجب ساصرخ والم عليك امة لا اله إلا الله ".أجاب ببرود:"لم انت متشنج ومرتعب؟".بلا شعور صرخت:"بالله بدك إياني الاقي حالي قدام حالي أكثر من مرة وفي أكثر من مدينة وبفرق سنين وما شخ تحتي من الخوف،ستي الله يرحمها كانت تقول لي انه بس يفط قدامك شبيهك معناه قربت ساعتك والله راح يتولاك برحمته،وبس تتواجه مع قرينك معناها الشيطان لبسك،فخلصنا وقول مين انت؟،وليش عم تطلع بوجهي شو لاحقني؟".رد:"اذا قلت لك ما راح تصدق انا انت ،وانت انا ،وكل مكان كنت انت فيه
كان واحد منا فيه بعدين ".لم افهم كلامه،اهي فزورة؟ أجاب ببرود:"الا تدعي كتابة القصص وانك مثقف؟اعمل خيالك لتعرف من اكون،واتركنا من القرين والشيطان والملاك فقد باتت جزءا من ارث قديم لم يعد مقنعا لطفل صغير في القرن الثاني والعشرين ، سأعقد معك اتفاقا مفاده ان تكشف لي توقعاتك لمن أكون،وبالمقابل سأكشف لك شخصيتي.إن وافقت قل ذلك".قبل ان أومئ براسي موافقا وضع إصبعه على فمي وقال:"شرطي الوحيد ان ما ستقوله سيكون من بنات أفكارك ليس سطوا على أفكار كتاب آخرين توفوا ام مجهولين".

ماذا يريد هذا الكائن الشبيه مني؟ من قال له اني مثقف اصلا؟ كل ما أجيده نبش كتابات الأولين خاصة المجهولين والذين كتبوا بلغات شبه مندثرة،والاستيلاء عليهاواعادة تدويرها ووضع اسمي عليها،كما يفعل معظم المبدعين.ساخوض التحدي معه وسأرى ذكائه وغرور .قلت له لقد كتبت منذ عشرة أعوام تحت عنوان لغو ما يلي :"

"بينما نحتسي القهوة معا،أحدث ظلي عن ذلك الطبيب الفاشل الذي لم ينجح حتى في علاج جسده وروحه.ينظر ظلي صوب المرآة المتشظية ويبتسم إبتسامته الصفراء المعهودة".لهذا اعتقد انك تجسيدا لشبحي .لقد ذكرتني الآن أن نصفي الجوزائي يظن انه نجح في كل شيء فشلت فيه في حياتي اما كيف ستكون النهاية لا اعرفْ .

* نص من مجموعة جديدة قيد الإعداد

#عماد_ابو_حطب (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل