أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عماد ابو حطب - موندياليات/صاروخ يزيل غشاوة القلب والعينين














المزيد.....

موندياليات/صاروخ يزيل غشاوة القلب والعينين


عماد ابو حطب

الحوار المتمدن-العدد: 7593 - 2023 / 4 / 26 - 02:10
المحور: الادب والفن
    


بما انه موسم المونديال تذكرت مونديال عام 1982،هل يتذكر أحد أن هذا المونديال اقيم في الفترة من 13.06 وحتى 11.07 ؟ كنا في خضم الغزو الإسرائيلي للبنان و حصار بيروت الذي بدء يوم 14.06 اي بعيد بدء المونديال.كان العالم مشغولا بكأس العالم وصامتا على حصار بيروت وتدميرها ،الذي بدء بتدمير المدينة الرياضية.لم نسمع أو نشاهد اي فريق مشارك قد وضع يده على فمه أو ندد بحرب ثم حصار طال مئات الآلاف من المدنيين.
منذ بدء الاجتياح كنت انام في مقر مجلة "الحرية" حيث لم يمض على وصولي إلى بيروت مبعدا من المغرب سوى شهر ولم يكن لدي مكان ابات فيه بعد أن غادر بيت عمي القاطنين في شارع ابو سهل في منطقة الفاكهاني بعد تعرض المنطقة لقصف متواصل وسقوط صاروخين على البناية.فرحلوا ورحلت انا ولكن إلى مقر" الحرية".حينها كان مقرها يقع في شارع بربور القريب من خطوط المواجهة الأولى ومتاريس المقاومة التى أنشأت على عجل لصد تقدم القوات الغازية.
مقر "الحرية " كان مكونا من مكاتب في الطابق الأول وملجأ من طابقين خصص الاعلى للاخراج وأرشيف الصور والأرشيف الورقي،بينما كان الطابق الثاني تحت الأرض مقرا للمنتدى الديمقراطي الفلسطيني.بعد ثلاثة أيام من بدء الاجتياح تفتق العقل الأمني الجهبذي للمسؤول الأمني للجبهة وجهازه العتيد على فكرة نقل مقر قيادة الجبهة من الفاكهاني إلى مقر المجلة،فهنا يوجد ملجأ من طابقين.افقت في الصباح فإذ بأعضاء المكتب السياسي المتواجدين في لبنان أو كما سميت قيادة الطوارئ تحتل الملجأ ومن مقر هادئ لا يلفت الانتباه أصبح مقرا عليه حراسة مسلحة وعشرات السيارات تقف أمام مدخل البناية مما أزعج سكان البناية المقابلة وأثار جزعهم،فهم يعرفون جيدا أن لا شيء سري وخلال ساعات سيعرف الغزاة أن هنا مقر لقيادة أحد فصائل المقاومة.جاء وفد منهم للاحتجاج وكان علي نقل احتجاجهم لقيادة الطوارئ التي كان جوابها :"لن يقصفوا البناية فهنا مركز صحفي وإعلامي وان قصفها فالأمر سيحدث فضيحة لهم".بصراحة الجواب غير مقنع لأحد خاصة أن بنك المعلومات لدى طيران الغزو كان مليئا بالأهداف وقصف مقرا بالخطأ لن يكلف الإسرائيليين إلا القول ماذا تفعل قيادة منظمة تخريبية بين المدنيين؟ إحدى نعم مقر الحرية وجود مولد كهرباء مركزي وحينما لم يعد يعمل تم احضار مولد كهرباء صغير يضيء ما هو ضروري لعمل القيادة التي كانت تغادر مساء وبحكم نومي في المقر أصبح هناك وحدة حال بيني وبين حراس المقر الذين جاؤا الي في ثالث ايام المونديال ومعهم تلفاز صغير طالبين وصله بالمولدة لمتابعة المونديال،كان جواب قيادة الطوارئ :"لا نريد اي تجمعا يلهي الحراسات ويقلل من الاهبة الاستعدادية والحس الأمني للحراسات.بقي التلفاز مطفأ الى ان حدث فجاة امر ما،لقد اختفت قيادة الطوارئ فجاة.وكما جائوا فجأة اختفوا بقدرة قادر.لم نعلم لماذا ذهبوا والى اين؟ كل ما تركوه ورائهم:مجموعة من أربعة حراس ومولدة صغيرة وتلفاز ابيض واسود صغير وهدوء قاتل. كنت انا الوحيد الذي بقي مع الحراسات،لم يبلغني أحد باي شيء..تركت كما ترك التلفاز والمولدة.لم يأبه بمصيري أحد تركت مع الأثاث المتروك.في الليلة الأولى اشتغلت المولود والتلفاز وشاهدنا اول مباريات المونديال.وفي تلك الليلة وضعنا التلفاز في مدخل البناية وتجمع من تبقى من الجيران ليشاهدوا المباراة معنا. فجأة اقترب مني مسؤول مجموعة الحراس وقد أصبح بيننا مودة وقال متسائلا:"الم يبلغك احد بشيء؟حينما أجبت بلا ،قال:"لقد وصلت معلومة أمنية ان المقر سيقصف الليلة لهذا غادروا فجاة،وحينما سألت مسؤول الأمن :"لماذا ابقيتم سامر كان الجواب:"نحتاج إلى بوستر لصحفي شهيد لفضح الغزاة:.لم أصدق ما أخبرني به إلا أنني أصبحت حذرا جدا ومنذ تلك الدقيقة حملت فرشة الاسفنج وأصبحت ما ان يحل الظلام انام على مدخل البناية المقابلة. في تلك الليلة قصفت البناية لكن الصاروخ سقط في أرض ترابية تبعد مترا واحدا عن مقر "الحرية"، ولم يستشهد احد...لم ينفجر الصاروخ ولم يصدر بوستر لأي صحفي شهيد...لكني عرفت من يومها مدى إنسانية هذه القيادة وحرصها على كوادرها.



#عماد_ابو_حطب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ملل كوروني
- مهن ما بعد الكورونا/5_المنحوس منحوس ولو علقوا على باب ط....ف ...
- مهن ما بعد الكورونا/4-طار في الهواء شاشي
- عريس لقطة في زمن الكورونا
- مهن ما بعد الكورونا/3_قحط وهلملالي
- مهن ما بعد الكورونا/3- قحط وهلملالي
- طار الودع ووشوشنا الحكومة/2- مهن ما بعد الكورونا
- طارالودع ووشنا الحكومة/1/مهن ما بعد الكورونا
- الزهايمر رمضاني/3-عرب عرب وين وطنبورة وبن
- الزهايمر رمضاني/2_عزا
- الزهايمر رمضاني
- وطن المنفين
- عودة مؤقتة
- توحد
- فهد المواخير
- أفكار شاحبة
- متاهات في ظل التباعد الاجتماعي
- حقيقة مناضل دون رتوش
- تفاؤل 2023
- الضرسان بيلبقله


المزيد.....




- السجن 20 عاما لنجم عالمي استغل الأطفال في مواد إباحية (فيديو ...
- “مواصفات الورقة الإمتحانية وكامل التفاصيل” جدول امتحانات الث ...
- الامتحانات في هذا الموعد جهز نفسك.. مواعيد امتحانات نهاية ال ...
- -زرقاء اليمامة-... تحفة أوبرالية سعودية تنير سماء الفن العرب ...
- اصدار جديد لجميل السلحوت
- من الكوميديا إلى كوكب تحكمه القردة، قائمة بأفضل الأفلام التي ...
- انهيار فنانة مصرية على الهواء بسبب عالم أزهري
- الزنداني.. رائد الإعجاز وشيخ اليمن والإيمان
- الضحكة كلها على قناة واحدة.. استقبل الان قناة سبيس تون الجدي ...
- مازال هناك غد: الفيلم الذي قهر باربي في صالات إيطاليا


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عماد ابو حطب - موندياليات/صاروخ يزيل غشاوة القلب والعينين