مهن ما بعد الكورونا/4-طار في الهواء شاشي

عماد ابو حطب

الحوار المتمدن-العدد: 7586 - 2023 / 4 / 19 - 09:42
المحور: الادب والفن
    

مهن ما بعد الكورونا/4
طار في الهوا شاشي ...وانا ما ادراشي *

يقولون "صاحب الحاجة أرعن"،وربما هذا المثل كتب خصيصا عني،فرغم تجاربي الفاشلة في البحث عن عمل،إلا أن "الجوع كافر"،والوحدة قاتلة ،وبما أنني مناضل سابق أحيل ذاتيا على التقاعد لم أيأس،من إيجاد عمل في زمن الوباء،ورغم تشاؤمي الأبدي،ارغمني "الطفر " على التفاؤل ،لهذا ،رغم "الخوازيق "،المتلاحقة ،تشكلت لدي قناعة ،أن علي البحث عن أفكار جديدة ،لم تستهلك،وإجهاد نفسي قليلا،فلا بد من أن انجح...وليس بإمكاني العودة إلى الشارع ،والجلوس على الدكة بجانب أصدقائي المشردين،لهذا ما أن سمعت عن حاجة شركة جديدة تهتم بالحفاظ على الصحة العامة إلى عاملين في مجال الأمن، ولكن ليس الأمن التقليدي،كحراسة البوابات نهارا،أو التجول في طوابق المولات ليلا ، والامساك بالحرامية،او سارقي المنتوجات المتنوعة،خاصة ان جسمي لم يعد يتحمل علقة جديدة،كالتي اطعمني إياها "طرزان"،منذ أيام قليلة ، حتى قفزت إلى مقر شركة الأمن هذه.كانت الوظيفة بعيدة عن أمور الأمن، ممكن أن يقوم بها اي إنسان بلا خبرة،كل ما علي أن أقف على الباب اعترض كل من
يحاول الولوج إلى السوبر ماركت، أو المتجر ،أو محطة القطار شاهرا مقياس الحرارة الشبيه بالمسدس، و هذا الإجراء أصبح "الوضع الطبيعي الجديد". وهكذا اصبحت واحدا من اخطبوط من الاشخاص ، المسؤولون عن مراقبة درجة حرارة الأشخاص والمنتشرين تقريبا في كل الأماكن المزدحمة للحد من انتشار الفيروس.ولأني "حمقي"،و"حشري"اكثر مما يجب ،كنت اضغط على زر المسدس أكثر من مرة حينما لا أجده قد أعطى علامة حمراء،وفي أحيان كثيرة أبعد الكمامة لاسأل الداخل ،أن كان يشكو من حرارة،إستمريت على هذا المنوال إلى أن مر أكثر من ثلاثين شخصا لم يعطي مسدسي اي اشارة،مما أثار شك المسؤول ... إقترب مني،لفحص المسدس،فإذ به عالق لا يعمل،نظر الي جبيني ،أنتبه إلى تعرقي،صاح بمساعدة آخر،إقترب الأخير واضعا المسدس على جبيني،الإشارة الحمراء تلمع...انا الآن في غرفة العزل،والوظيفة طارت في الهواء شاشي.. وانا ما "ادراشي".

*من مجموعة "سجين الفيروس" الصادرة مؤخرا عن الهيئة المصرية العامة للكتاب

#عماد_ابو_حطب (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل