أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - جعفر المظفر - محاولة إغتيال طارق عزيز*














المزيد.....

محاولة إغتيال طارق عزيز*


جعفر المظفر

الحوار المتمدن-العدد: 7733 - 2023 / 9 / 13 - 20:25
المحور: سيرة ذاتية
    


في انتظار السيد طارق عزيز ممثل رئيس الجمهورية المكلف بافتتاح مؤتمر الطلبة الآسيويين قضينا أكثر من ساعة بعد معرفتنا بخبر وصوله إلى بوابة المستنصرية, واعتقدنا وقتها أن الرجل ربما كان قد بدأ زيارته باللقاء على فنجان قهوة في غرفة رئيس الجامعة الدكتور هاشم جابر الذي أعرف جيداً أنه لن يضيع فرصة اللقاء دون الحصول على مكاسب تفيد عمله وجامعته.
بدأ الوقت يثقل الخطى ولاح القلق في النفوس وبدت الحيرة على الوجوه ولم يكن سهلاً العثور على تفسير لمعرفة السبب الحقيقي للتأخير من داخل قاعة المؤتمر التي أحكم رجال الأمن إغلاقها فلم تعد هناك قدرة على التواصل مع خارجها.
لكننا لم نترك لعقارب الساعة فرصة أن تتلاعب بأعصابنا أكثر مما فعلته حتى كأن مدير مكتب الطلبة والشباب في القيادة القومية الأستاذ كمال فاخوري قرأ ما يدور في ذهني فلم يقاوم رغبته في العثور على اجابة شافية, فهو في النهاية كان يتحمل مسؤولية متابعة شؤون المؤتمر مع الجهة المضيفة وهي المكتب التنفيذي للاتحاد الوطني لطلبة العراق الذي ذهب معظم أعضائه لإستقبال عزيز.
طلب المرحوم فاخوري من عضو القيادة القطرية للحزب السيد حكمت العزاوي الذي بدا مرتبكاً وشاحب الوجه ولا يملك قراراً بشان إفتتاح الجلسة أن يسعفه بتفسير. تشاور الرجلان قليلاً, بعدها همس فاخوري في أذني حتى لا يسمعه الجالسون إلى الجوار : لقد حدث امر رهيب. ثمة من ألقى بقنبلة يدوية لحظة وصول نائب رئيس الوزراء, ولقد جُرح الرجل مع عدد من أعضاء المكتب التنفيذي بضمنهم رئيس المكتب السيد محمد دبدب كما واستشهدت طالبة كانت تقف بالقرب من البوابة وهي المرحومة فريال.
وعرفت فيما بعد أن هناك شكوكاً تدور حول هوية منفذ العملية كونه قام بها بناء على أوامر صادرة من حزب الدعوة الذي لم يتأخر طويلاً فأعلن مسؤوليته عن تنفيذ تلك العملية الإرهابية, ومثله فعلت منظمة العمل الإسلامي.
وفيما بعد عرفنا أن من بين المصابين أيضاً أعضاء من المكتب التنفيذي الذين تواجدوا في بوابة الجامعة لغرض استقبال عزيز وكان من بينهم السادة طاهر البكاء وهشام محمد ثامر وخولة لفتة ومحمد حسن وطه الجبوري رئيس اللجنة الإتحادية في كلية الشريعة, وكانت إصابة مرافق ممثل رئيس الجمهورية صعبة إذ قلعت احدى عينيه تماماً.
وأما البريئة فريال المواطنة من محافظة كركوك والطالبة في جامعة الموصل فلقد جاء استشهادها وليدا لحظها العاثر, إذ لم تكن لها أية علاقة بالمؤتمر وصادف وجودهاعند بوابة المستنصرية لغرض زيارة قريبتها الطالبة في جامعة المستنصرية. ودون أن تدري ودون أن تقصد صار اسمها أحد المفاتيح والعناوين الاساسية للحرب العراقية الإيرانية حيث اسرع صدام حسين مباشرة بعد محاولة الاغتيال إلى جامعة المستنصرية ليقسم في خطابه الموجه لجمع من الطلبة الذين احتشدوا حوله أن (مهر فريال غالي) وأن الجريمة لن تمر من دون ردٍ أقسم فيه بالثلاثة على أنه سيأتي سريعاً.
ومثلما فعلت الصدفة مع عاثرة الحظ الشهيدة فريال فإن الصدفة أيضاً أنقذت آخرين من خطر الموت أو الإصابة. بالنسبة لي كانت نصيحة المرحوم فاخوري بضرورة بقائي في القاعة بعد ان كنت عزمت أن أكون بين المستقبلين هو الذي ساهم بابعادي عن مكان الحادث. ومثلي أنقذ الحظ أيضاً عضوي المكتب التنفيذي السيدين مضر الملا وفهد الشكرة, حيث ذهب الأول بصحبة عضو القيادة القطرية حكمت العزاوي إلى قاعة المؤتمر بعد وصوله إلى بوابة الجامعة قبل السيد عزيز بدقائق وذهب الثاني بصحبة وزير التعليم العالي جاسم الركابي الذي وصلها أيضاً قبل التفجير بقليل.
ودعونا الآن نقرأ نَص ما كتبه لي الدكتور طاهر البكاء عن ذلك الحادث الإرهابي :
(مباشرة ً نقلتنا سيارة إسعاف تزامنَ وصولها قبيل وصول ممثل رئيس الجمهورية بدقيقة واحدة، وهي تقل احد أعضاء الوفود الأجنبية التي تعرضت إلى تسمم قبل ليلة وتلقت علاجاً في مدينة الطب، وجلبتها سيارة الاسعاف كي تحضر حفل الافتتاح، طلبتُ من سائق الاسعاف التوقف لحين نزول ممثل الرئيس, وكان هذا الطلب من حسن حظنا نحن المصابين بذلك الهجوم الغادر، إذ نَقلت تلك السيارة جميع المصابين، بشكل فوضوي، كنت في حينها بكامل وعيي، رغم النزيف الحاد، الذي جعلني أرتجف من شدة البرد، وذلك لفقدان جسمي كمية كبيرة من الدم. وفيما تمدّد طه الجبوري في أرضية سيارة الإسعاف، وكان مصاباً في رقبته، فنَزف كل دمه وتوفي قبل أن تصل سيارة الإسعاف إلى المستشفى)..
أما منفذ العملية (سمير رضا غلام) فقيل أنه كان عراقياً من (التبعية الإيرانية) وطالباً في كلية العلوم في الجامعة المستنصرية , وهناك من قال أنه نفذ العملية بإيعاز من الجهات العراقية سعياً لتهيئة الساحة العراقية وكسب الراي العام العربي والعالمي قبل شن الحرب ضد إيران.
وعن هذا الإدعاء سوف تتحدث الحلقة الرابعة من هذه المذكرات
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*في ضيافة المدافع .. مذكرات الأيام الساخنة (3)



#جعفر_المظفر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في ضيافة المدافع .. مذكرات الأيام الساخننة (2) يوم المستنص ...
- في ضيافة المدافع .. تلك الايام الساخنة (1)
- الكيان الشيعي العراقي الموازي من دولة السلطان إلى دولة الولي ...
- سقوط النظام الملكي العراقي .. قراءات خاطئة (2)
- الرابع عشر من تموز .. قراءات خاطئة
- مقدمة كتابي الرابع (ثلاثة إسلامات)
- شخصية العراقي
- العنف العراقي ... صفة جينية متغلبة أم نتيجة لأسباب
- من رفض المشكلة إلى الرفض المشكلة
- ثلاثة إسلامات .. المقدمة
- العرب الذين غزوا فارس هل كانوا بدواً حفاة
- البحث عن الهوية والذات .. قُل هكذا تحدثت البصرة.
- بين العقائدي والبراغماتيك
- عن كرم أهل البصرة وترحابهم بأهل الخليج في كأس الخليج
- على عنادك على عنادك / أحبهم وأحرك إفادك
- الحزن الأسود والفرح الملون
- ثقافة لحظة المغادرة وثقافة لحظة الانبهار
- ذكريات بطعم الحنظل وأخرى برائحة الشَبوّيْ .. (4)
- العلمانية وبناء الدولة الوطنية
- 14 تموز : ثورة كانت أم انقلاب (2)


المزيد.....




- السعودية.. مطار الملك خالد الدولي يصدر بيانا بشأن حادث طائرة ...
- سيجورنيه: تقدم في المباحثات لتخفيف التوتر بين -حزب الله- وإس ...
- أعاصير قوية تجتاح مناطق بالولايات المتحدة وتسفر عن مقتل خمسة ...
- الحرس الثوري يكشف عن مسيرة جديدة
- انفجارات في مقاطعة كييف ومدينة سومي في أوكرانيا
- عشرات القتلى والجرحى جراء قصف الطيران الإسرائيلي لمدينة رفح ...
- القوات الأوكرانية تقصف جمهورية دونيتسك بـ 43 مقذوفا خلال 24 ...
- مشاهد تفطر القلوب.. فلسطيني يؤدي الصلاة بما تبقى له من قدرة ...
- عمدة كييف: الحكومة الأوكرانية لا تحارب الفساد بما فيه الكفاي ...
- عشرات الشهداء والجرحى في غارات إسرائيلية متواصلة على رفح


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - جعفر المظفر - محاولة إغتيال طارق عزيز*