أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - العرب الذين غزوا فارس هل كانوا بدواً حفاة














المزيد.....

العرب الذين غزوا فارس هل كانوا بدواً حفاة


جعفر المظفر

الحوار المتمدن-العدد: 7507 - 2023 / 1 / 30 - 16:49
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ليس هناك شك في أنّ بلاد ما بين النهرين كانت قد بنت أول حضارة في تاريخ البشرية ولذلك فإن العودة لتأكيد صلة العراق بهويته التاريخية الماضوية يصبح مغرياً, وربما سنجد أنفسنا أمام محاولة لطغْيَنَةِ ماضٍ لا يمكن استعادته مما يؤدي إلى مزيد من الضياع والتيه. إن التأكيد على العمق السومري والبابلي والأكدي والآشوري للعراق، مطلوب لغرض فهم الطبيعة الحالية للموروث المجتمعي العراقي، وليس لغرض إحلال ثقافة متراجعة أو حتى مختبئة خلف ظلال المشهد الحالي, ولقد حدث لمصر قبل العراق هذا الصراع الأزموي من أجل البحث عن الذات والهوية بعد انهيار حكم عبدالناصر، ورأينا بعض المثقفين وهم يهربون إلى الخلف بحثاً في التاريخ عن ثقافة يمكن أن تغطي على عمق الإنهيار متعلقين بأذيال الحضارة الفرعونية ليصبحوا لا هم بالمصريين ولا هم بالفراعنة, وإنما هم في ذلك كالعراقيين الذين ينكرون صلتهم بالعرب وبالموروث العربي لصالح انتسابهم البابلي أو السومري أو الآشوري وما شاكل.
والحال إن هذه العودة غير الموفقة للتاريخ لن تحقق لهم الصلة بالتاريخ بمقدار ما تقطع صلتهم بالحاضر الذي يجب أن يجدوا أنفسهم فيه بشكل يقيهم شر الضياع الثقافي وجاهلية الإنتماء.
ولعل أفضل ما يمكن متابعته هنا أن الذاكرة والموروث الفارسي قد تشكلا تحت عناوين تؤكد أن العرب البدو الغزاة هم الذين هدموا الحضارة الفارسية التي كان قد بناها الساسانيون وذلك حينما غزوا الأراضي الفارسية تحت راية الإسلام بداية من معركة القادسية.
لكن بإمكان عودة سريعة للتاريخ أن ترينا أن البادئ بالغزو كان هو الطرف الفارسي وليس الطرف العربي أو الإسلامي, وأن الفرس الساسانيين هم الذين هدموا الحضارة العراقية البابلية وغيرها من الحضارات التي تشكلت في أرض الرافدين, ولم يعرف عن العراقيين أنهم الذين غزوا بلاد فارس او اعتدوا على حدودها قبل أن يتقرر تحرير العراق على يد الخليفة الراشدي الثاني عمر بن الخطاب, ولنلاحظ أن معركة القادسية نفسها التي أدت إلى (غزو) الأراضي الفارسية لم تكن قد حدثت في البداية على أرض فارس وإنما على أراضي العراق المحتلة من قبل الدولة الفارسية الساسانية.
وسنكتشف على عكس ما يقولون أن (الحضارة الفارسية), سواءٌ في زمن كورش الكبير أو في زمن غيره من الغزاة الفارسيين لأرض الرافدين لم تقدم للعراقيين سوى الحروب والعساكر والإحتلال. ولم يذكر لنا التاريخ أن إيران قدمت للعراق في فترة الغزو ذاك أي تطور حضاري بل كانت هي السبب في تهديم حضارته والحجْر عليه.
وهنا ستتكفل هذه الحقيقة التاريخية المهمة بإعادة ترتيب الحقائق التاريخية من جديد, وحتى أنها ستقلب عاليها سافلها, فالعملية عربياً (أسلمة إيران) لم تنشأ في بدايتها كـ (غزو لإيران) وإنما كحرب (تحرير للعراق) لأنّ الفرس هم الذين كانوا في البداية من (غزوا) العراق أما العرب فقد أتوا بعد ذلك لكي يحرروا العراق من تبعات الغزو الفارسي, وإن اندفاعهم بعدها إلى أراضي فارس لإسقاط دولة الأكاسرة الساسانيين كان امتداداً لعملية تحرير العراق من الإحتلال الفارسي ولوضع حد للأطماع الفارسية التي كانت تؤكد أن العراق هو جزء من الإمبراطورية الفارسية. بل لعلنا نجد في اختيار هم لـ (المدائن) العراقية عاصمة لتلك الإمبراطورية خير دليل على ما نقوله, وليس صعباً بعدها أن نفهم أمنية الخليفة الراشدي عمر بن الخطاب (أن يجعل بينه وبين الفرس جبلاً من نار) على أساس خلوّها من أية كراهية عِرْقية أو عنصرية مسترشدين بالوقائع التاريخية التي تؤكد أن الفرس لم يكونوا في وارد الكف عن مطامع إعادة احتلالهم للعراق مرة أخرى, وإن إيقاف ذلك العدوان لم يكن ليتم إلا من خلال القضاء على مصدر الخطر الأساسي ألا وهو مطاردة كسرى الفرس في عقر دياره, أو أن تتحقق أمنية عمر بن الخطاب أن يجعل بين العرب وبلاد الفرس جبلاً من نار.
وهكذا جاءت أسلمة إيران حينها كنتيجة لسياق وليس تحقيقاً لنوايا مسبقة هدفها احتلال إيران أو أسلمتها. ويقودنا هذا المشهد إلى معاينة ما سبقه من أحداث مفصلية وأهمها تلك التي انتصر فيها القائد العربي (المثنى بن حارثة الشيباني) على الفرس في معركة (ذي قار) لنستدل منها على أن العرب لم يكونوا طارئين على العراق في أثناء الإحتلال الفارسي ذاك, بل كانوا في الحقيقة من سكانه الأساسيين, وأن معركة تحرير العراق نفسها لم يقم بها (عرب الجزيرة البدو الغزاة) وإنما قامت بها في الأصل القبائل العربية العراقية التي استنجدت بدولة الخليفة عمر بن الخطاب فجاءتها الجيوش العربية المسلمة سعياً لنجدتها, ثم جاء احتلال إيران بعد طردها من العراق كنتيجة في سياق ولم تأتِ لغاية منقطعة وقائمة بذاتها للغزو ذاته!.



#جعفر_المظفر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البحث عن الهوية والذات .. قُل هكذا تحدثت البصرة.
- بين العقائدي والبراغماتيك
- عن كرم أهل البصرة وترحابهم بأهل الخليج في كأس الخليج
- على عنادك على عنادك / أحبهم وأحرك إفادك
- الحزن الأسود والفرح الملون
- ثقافة لحظة المغادرة وثقافة لحظة الانبهار
- ذكريات بطعم الحنظل وأخرى برائحة الشَبوّيْ .. (4)
- العلمانية وبناء الدولة الوطنية
- 14 تموز : ثورة كانت أم انقلاب (2)
- 14 تموز ثورة كانت أم إنقلاب
- بين الدولة المدنية والدولة العَلمانية
- مقدمة كتاب (العلمانية وبناء الدولة الوطنية)
- السباحة عكس التيار
- صراع الأزمنة العراقية
- فن النوم على المسامير
- الطائفية في العراق والدولة العلمانية
- ميكافيلي .. الرجل المجني عليه
- (الإسلاسي) و (العُلَيْمانية) : مفهومان قيد الإنشاء
- الأقلية الأكثرية
- فكر المظلوميات من جيفرسون المؤسس إلى بوش الإبن المفلش


المزيد.....




- بايدن يعلق على ما ذكره كتاب عن إرسال ترامب لبوتين أجهزة اختب ...
- الجيش الإسرائيلي يرد على إعلان حزب الله إصابة جنود إسرائيليي ...
- مسؤولون إسرائيليون: غارة دمشق استهدفت قياديا بحزب الله
- ضربة رمزية أم مدمرة؟ أولمرت ولابيد يختلفان بشأن الرد الإسرائ ...
- السلطات الأميركية تعتقل أفغانيا خطط لهجوم -إرهابي- يوم الانت ...
- نزوح كبير في فلوريدا الأميركية هربا من -ميلتون-
- واشنطن: دعوة حزب الله لوقف إطلاق النار تظهر تراجعه
- الجيش الإسرائيلي يطالب مستشفيات شمال غزة بـ-الإخلاء الفوري- ...
- إعصار ميلتون يبلغ الدرجة القصوى وبايدن يطلق نداء إخلاء بفلور ...
- كلمة نعيم قاسم تثير تساؤلات عن -فصل الربط- بين لبنان وغزة؟


المزيد.....

- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .
- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - العرب الذين غزوا فارس هل كانوا بدواً حفاة