أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - 14 تموز : ثورة كانت أم انقلاب (2)














المزيد.....

14 تموز : ثورة كانت أم انقلاب (2)


جعفر المظفر

الحوار المتمدن-العدد: 7310 - 2022 / 7 / 15 - 17:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


إن الحكم على تلك المرحلة يجب أن يتم من خلال مساطرها وفراجيلها وسيكون من الخطأ بعدها أن نلجأ إلى الإشكالات الإقتصادية التي خلقها قانون الإصلاح الزراعي في المراحل اللاحقة لكي نخطئه بطريقة اسقاطية تعتمد على استعمال مساطر وفراجيل مرحلة لاحقة على معطيات مرحلة سابقة.
وإن جلّ ما يمكن أن نقوله هنا أن قانون الإصلاح الزراعي كان قد حرر الفلاح من هيمنة الإقطاعي, أي أنه حرره سياسياً وإجتماعياً ونقل المجمتع العراقي من مرحلة كان يهيمن عليها تحالف الإقطاع مع السلطة إلى مرحلة صار الفلاح يمر فيها إلى السلطة دون وسيط ضمن نظام المواطنة ومن خلال القانون الذي يساوي بينه وبين سيده الإقطاعي سابقاً, وحتى من خلال تراجع دور شيخ القبيلة لصالح دور الدولة ولصالح الفلاح المواطن. إن هذا بالنهاية قد زعزع سلطة رجل القبيلة وفتح أبواب المجتمع العراقي بالسعة التي كفلت له بناء علاقات إجتماعية وسياسية جديدة لا تشبه سابقتها, وحتى أنها تتناقض معها من نواحٍ كثيرة.
ولعل هذه الموضوعة المحورية ستضعنا أمام واحدة من الإشكاليات الحقيقية التي يعاني منها الفكر السياسي العراقي الذي يرهن قراءاته إما إعتماداً على القراءات المسطحة التي تعتمد على عامل واحد وإما على القراءات الإسقاطية التي لا تراعي عوامل النجاح أو الفشل في مرحلة بالمقارنة مع ما سبقها فتلجأ لإصدار أحكام على مرحلة سابقة من خلال معطيات مرحلة لاحقة.
إن القراءة الإسقاطية هي خطرة لأنها لا تتيح للعقل العراقي أن يعيد قراءة تاريخه السياسي والإجتماعي والإقتصادي بالإتقان والتوازن المطلوب, وأما القول الذي يؤكد على أن الأمور تقاس بخواتيمها فهو يُخضع التقييم إلى قياسات ميكانيكية وإختزالية بحتة ولا يقف أمام ضرورة أن يناقش الأمر بسابقه وليس بلاحقه فقط. وأجزم أن ذلك سيوصلنا بكل بساطة إلى إمتلاك معادلات أكثر عدالة وعلمية للحكم على ما جرى في الرابع عشر من تموز عام 1958 وهل كان ثورة أم انقلاب.
إن قراءة البعد الواحد ستجعلنا أمام معطى التأكيد على أن الحركة كانت إنقلاباً عسكرياً ولم تكن ثورة, وأما الحجة على ذلك فإنها قامت بواسطة العسكر ولم يكن للشعب دورا تنفيذياً فيها, وهذا سيجعلها بكل بساطة شبيهة بالإنقلابات العسكرية التقليدية التي تحدث او حدثت في العديد من بلدان العالم ومن ضمنها الأخرى. وأزعم أن التطور السياقي لا يحدث إلا في المجتمعات التي أنجزت تكوينها (ثورياً), وقد كنت أوليت مفهوم ( الدولة تحت التكوين ) بعض الاهتمام, وأشرت إلى إن العراق كدولةٍ مُعرَفّة بنظام وتقاليد لم يحدث لها أن أنجزت تكونها الحقيقي بعد. وهنا فإنه لا يمكن الاعتماد على عمر النظام السياسي لتقرير مسالة التكون تلك وإنما على طبيعة ومتانة البنية الاجتماعية والاقتصادية والثقافية المستقرة للدولة والنظام.
في إعتقادي ان ما حدث في يوم الرابع عشر من تموز, وبعيداً عن التعاطف أو الإنحياز, كان ثورة وفق كثير من المقاييس, فعلى الرغم من أن الهجوم الرئيسي كان قد نفذه العسكر لوحدهم, وعلى الرغم من بعض وجوه الهيجان الشعبي الذي ساد شوارع العراق لحظة إذاعة البيان الأول الذي اعلن عن سقوط النظام الملكي وما أدى إليه من ممارسات وحشية مدانة على أيدي بعض الرعاع, إلا أن التأييد الشعبي كان كبيراً وواضحاً ومؤثراً بإتجاه نجاح الثورة وإقتناع العالم بشرعيتها.
في هذا السياق فإن علينا أن لا ننسى الدور الشعبي البارز على صعيد التمهيد للثورة وحتى على صعيد التنسيق مع قادتها العسكريين وفي مقدمتهم رأسي الهجوم قاسم وعارف. لقد كانت هناك من جهة سلسلة الإنتفاضات الشعبية التي حدثت ضد النظام الملكي لأسباب سياسية واجتماعية, وكانت تجهض باساليب أمنية رادعة, وهناك أيضاً التنسيق المباشر بين جبهة الإتحاد الوطني التي ضمت في صفوفها الشيوعيين والبعثيين والديمقراطي الكردستاني وحزب الإستقلال. ويعرف أولئك الذين عاشوا في تلك المرحلة أن الشارع العراقي لم يكن يهدأ إلا لكي ينتفض مرة أخرى, أما النظام الملكي فلم يعد بمقدوره حينها تحقيق النقلة العصرية المطلوبة التي تجعله يتوافق أو يلتحق بمتغيرات العصر ويفك من بعض القيود التي كانت تمنعه من التقدم والتغيير المطلوب.

من جهتة كان النظام الملكي قد استهلك نفسه سياسياً من خلال تبعيته الواضحة للدولة البريطانية التي كانت في أواسط الخمسينات على وشك أن تعلن إفلاسها بعد أن توزع عالم ما بعد الحرب العالمية الثانية إلى عالمين أحدهما أمريكي والثاني سوفيتي.



#جعفر_المظفر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- 14 تموز ثورة كانت أم إنقلاب
- بين الدولة المدنية والدولة العَلمانية
- مقدمة كتاب (العلمانية وبناء الدولة الوطنية)
- السباحة عكس التيار
- صراع الأزمنة العراقية
- فن النوم على المسامير
- الطائفية في العراق والدولة العلمانية
- ميكافيلي .. الرجل المجني عليه
- (الإسلاسي) و (العُلَيْمانية) : مفهومان قيد الإنشاء
- الأقلية الأكثرية
- فكر المظلوميات من جيفرسون المؤسس إلى بوش الإبن المفلش
- عوامل ساعدت على إنتشار التشيع في العراق أثناء الحكم العثماني ...
- قاطعوا الإنتخابات ولا تكونوا كذابي زفة
- عوامل ساعدت على إنتشار التشيع في العراق أثناء الحكم العثماني ...
- عوامل ساعدت على إنتشار التشيع في العراق أثناء الحكم العثماني
- فشافيش*
- سياج بيتي (2)
- كان يا مكان .. سياج بيتي
- كابول وبغداد .. عن معنى الدولة ومعنى الطرف الثالث والسلاح ال ...
- الرئيس الصح في الزمن الخطأ .. القسم الثالث والأخير


المزيد.....




- البنتاغون: أي مشاركة لنا في إسقاط صواريخ روسيا فوق أوكرانيا ...
- تفاصيل عن مقتل 3 مصريين برصاص الجيش المكسيكي على حدود غواتيم ...
- الزعيم كيم يهدد الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية بالأسلحة ال ...
- عنصر بأمن السلطة الفلسطينية يعتدي على مراسل الجزيرة بطولكرم ...
- -كان في مخبأ عميق تحت الأرض-.. شكوك بشأن مصير هاشم صفي الدين ...
- بيان يتحدث عن خطط لحماس في الضفة وإسرائيل
- مسؤول إسرائيلي يوضح لـCNN الهدف من الغارات على الضاحية الجنو ...
- انفجارات في بيروت بعد توجيه الجيش الإسرائيلي تحذيرا إلى سكان ...
- زيادة الطلب على الكهرباء.. هل تشكل حلا لأزمة الصناعة الخالية ...
- لبنان: تقارير تتحدث عن استهداف الخليفة المحتمل لنصرالله


المزيد.....

- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .
- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - 14 تموز : ثورة كانت أم انقلاب (2)