أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - عن كرم أهل البصرة وترحابهم بأهل الخليج في كأس الخليج














المزيد.....

عن كرم أهل البصرة وترحابهم بأهل الخليج في كأس الخليج


جعفر المظفر

الحوار المتمدن-العدد: 7490 - 2023 / 1 / 13 - 16:31
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ما أزعج صاحبي وما أفرحني
أوافق صاحبي القول أن أهل البصرة كانوا مغالين هذه المرة في كرمهم,
لكن صاحبي قبل تأكيده على أن التعبير عن الضيافة بهذا الشكل هو سلوك يدل على فقدان التوازن نسي قطعاً وعلى الأقل أن يبحث عن أسرار هذه المغالاة في عمق الوعي البصري الذي كان قد تشكل على الأقل خلال الربع قرن الأخير وخلال ما يقارب العشرين سنة من القرن الذي بعده.
إنها الفرحة البصرية الكبيرة الأولى بعد حربين كانت البصرة ساحتها وبوابتها الأولى, الحرب العراقية الإيرانية التي استمرت لثمانية أعوام وحرب الكويت التي أكلت ما تبقى في البصرة من رؤوس النخيل, ثم بعد حصار شاركت البصرة مرارته كل العراقيين إذا بقوات الإحتلال الأمريكي وهي تمر من خلال بوابتها لتجعل من أرضها مرة ثالثة ميداناً للقهر والموت والخراب.
فلماذا إذن نعيب على أهل البصرة الرقص حتى الصباح, وهم يفعلون ذلك كمثل ذلك الذي يرقص في يوم عرسه, وخاصة حينما يلتقي مع أهله في خليجهم العربي وهو يحمل غصناً للزيتون وحمامة للسلام بعد أن وضعوا في يده البنادق والنصال.
وأدري أن صاحبي لم يكن مهتماً بإيجاد تفسير نفسي واجتماعي لطبيعة هذه المغالاة البصرية في الكرم والترحيب فثمة سبب جوهري وراء زعله, لأنه يدري قطعاُ أن هذه المغالاة لم تكن سائبة أو منفلتة عن قاعدة الوعي الرصين وإنما هي في حقيقتها تعبير عن إنتماء صارخ لأمة ووطن أرادوا له أن يتراجع ويتوارى وتنقطع جذور تواصله مع أمته وإنتماءه العربي الأكيد.
فالبصرة , هذه المدينة التي أُريدَ لشيعيتها أن تكون ضِداً لعراقيتها وعروبتها رفضت إلا أن تكون هويتها الحضارية أبعد من القبيلة والطائفة والعرق. وأراني أحسب أن المغالاة في الكرم والضيافة والترحيب كانت في مجملها إعلاناً واعياً وصاخباً عن إصرار البصرة على ان تكون حاضرة أمة وأعظم من أن تكون تابعة لدولة في الجوار.
بهذا الشكل أراد البصريون أن تصل رسالتهم أقوى من أن تحجزها رغبات وإعلام إحزاب السلطة ومافياتها القزمة التابعة والتافهة, ولهذا جاءت المغالاة قوية لكي تضمن وصول الرسالة متخطية جدار التعتيم والإستلاب والتشويه.
مغالاة البصريين يا صاحبي كانت مناسبة للإستفتاء على عراقية البصرة أولاً وعلى إنتماءها لمحيطها العربي ثانياً.
نعم, كانت الفرحة البصرية والمغالاة في الكرم بمثابة استفتاء شعبي في الهواء الطلق بعيداً عن مقص الرقيب وعيون المراقب الشاخصة من خلف الحدود وبنادق عصاباته المتجولة في أزقة الوطن والسارقة لنفطه ولأمنه.
إنها طريقة لتكريم نفسها قبل أن تكون تكريماُ لغيرها من عرب الخليج.
ولهذا غالت البصرة في تعبيرها عن الذات بعد أن مُنِعَت من التعبير عن فرحها وطيبتها وصلتها وإنتماءها العربي
إن الفرح بكل ذلك لا يمكن ان يتم إلا بشكل إستثنائي لأن اللحظة كانت إستثنائية.
حتى كأن البصري عرف كيف يتقن فن الإمساك بلحظته التاريخية الفاعلة رافضاً ان تمر دون أن يغالي بالإفصاح عنها.
وبالطريقة البصرية : المغالاة في الكرم والترحيب .. نحن العراقيون, من الشمال إلى الجنوب, هكذا نعبر عن فرحنا.
ولعل ذلك ما أزعج صاحبي
ويقيناً كان ذلك هو الذي أفرحني.



#جعفر_المظفر (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- على عنادك على عنادك / أحبهم وأحرك إفادك
- الحزن الأسود والفرح الملون
- ثقافة لحظة المغادرة وثقافة لحظة الانبهار
- ذكريات بطعم الحنظل وأخرى برائحة الشَبوّيْ .. (4)
- العلمانية وبناء الدولة الوطنية
- 14 تموز : ثورة كانت أم انقلاب (2)
- 14 تموز ثورة كانت أم إنقلاب
- بين الدولة المدنية والدولة العَلمانية
- مقدمة كتاب (العلمانية وبناء الدولة الوطنية)
- السباحة عكس التيار
- صراع الأزمنة العراقية
- فن النوم على المسامير
- الطائفية في العراق والدولة العلمانية
- ميكافيلي .. الرجل المجني عليه
- (الإسلاسي) و (العُلَيْمانية) : مفهومان قيد الإنشاء
- الأقلية الأكثرية
- فكر المظلوميات من جيفرسون المؤسس إلى بوش الإبن المفلش
- عوامل ساعدت على إنتشار التشيع في العراق أثناء الحكم العثماني ...
- قاطعوا الإنتخابات ولا تكونوا كذابي زفة
- عوامل ساعدت على إنتشار التشيع في العراق أثناء الحكم العثماني ...


المزيد.....




- رغم إعلان ترامب لوقف إطلاق النار.. شاهد كيف كانت الدفاعات ال ...
- وسط إرباك حول توقيته.. وسائل إعلام من إيران وإسرائيل تُعلن س ...
- ترامب يُعلن دخول وقف إطلاق النار حيّز التنفيذ ويوجه -رجاءً- ...
- إسرائيل.. الكشف عن حصيلة قتلى الهجوم الإيراني على بئر السبع ...
- -فُرض على العدو بعد مهاجمة العُديد-.. شاهد كيف وصف التلفزيون ...
- رضا بهلوي من باريس: أنا مستعد لحكم إيران وعلى خامنئي أن يرحل ...
- ترامب: إسرائيل وإيران وافقتا على وقف لإطلاق النار
- فيما تتصاعد حرب الإبادة في غزة: المهمّات المباشرة لإسناد فلس ...
- حادثة الطفلة غيثة تشعل المغرب.. موجة غضب وتضامن
- ثمرة واحدة قبل النوم تُحسّن جودة نومك بشكل ملحوظ


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - عن كرم أهل البصرة وترحابهم بأهل الخليج في كأس الخليج