أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - جعفر المظفر - في ضيافة المدافع .. تلك الايام الساخنة (1)














المزيد.....

في ضيافة المدافع .. تلك الايام الساخنة (1)


جعفر المظفر

الحوار المتمدن-العدد: 7725 - 2023 / 9 / 5 - 18:51
المحور: سيرة ذاتية
    


بعد قرار فصلي من الحزب نهاية عام 1981 بدعوى عدم التطوع في الحرب العراقية الإيرانية, وهو أمر سوف أتحدث عنه لاحقاً لأكشف عن المشاهد الحقيقية التي تؤكد أن ثمة لعبة حقيقية قد رافقت ذلك المشهد المؤلم سواء على مستواها العام أو ذلك الخاص بي شخصياً.
تبع ذلك القرار الحزبي نقلي من كلية طب الأسنان في بغداد حيث كنت أعمل فيها مدرساً لموضوعة الجسور والتيجان إلى طبيب أسنان إختصاصي في وزارة الصحة.
أرسل علي المرحوم الدكتور رياض الحاج حسين وزير الصحة آنذاك الذي كنت وإياه على علاقة حزبية لكوني شاركته إدارة منظمة النشاط الوطني في كل من وزارتي الصحة والتعليم العالي وهي منظمة حزبية تهتم بتنظيم العلاقات مع الأطباء الإختصاصيين وبقية التدريسين في كلا الوزارتين. طلب مني أن أختار أي مركز صحي لطب الأسنان في بغداد على أن أقرر بنفسي بعد شهر فيما إذا كنت أرغب بالبقاء فيه أم الإنتقال إلى مكانٍ آخر. شكرت للسيد الوزير موقفه الكريم والشجاع فلقد كان الزمن محرجاً جداً. كثير من الرفاق البعثيين من معارفي كانوا قد آثروا التريث بإنتظار معرفة درجة حساسية الموقف وذلك لتحديد نوعية العلاقة معي بعد أن أصبحت طريداً في الزمن الصعب وبتهمة على درجة كبيرة من الحساسية, وكان من بين أولئك عديدون كانت لي معهم علاقات شخصية متينة. بالنسبة لي لم يثرني موقفهم كثيراً إذ كان علي في ذلك الظرف الصعب أن أقدرلهم خوفهم وتوجسهم مثلما أحسب للشجعان منهم موقفهم الإستثنائي للتعبير في وقت الشدة عن إلتزاماتهم الأخلاقية فالعلاقات الأمنية كانت قد وضعت بقية العلاقات الإنسانية والمجتمعية وحتى الأخلاقية على الرف إلى حين.
كثيرون تصرفوا مع القرار بشجاعة .. على سبيل المثال صديقي وأخي الدكتور غالب الجاسم رحمه الله الذي أصبح نقيباً لأطباء الأسنان مباشرة بعد قرار فصلي زارني في البيت وترك مفتاح سيارته أمامي في مبادرة كريمة للإعلان عن محبته لي بعد أن أعلن أن ذلك لن يعني بكل الأحوال عدم إلتزامه بقرار الحزب, وإلا فلتكن هي مشيئة الله. الدكتور عبدالسلام السلمان الذي صار مديراً عاماً في زارة الصحة أظهر الكثير من الكرم الأخلاقي فلم أره إلا وهو يقدمني على نفسه في أي مشهد إجتماعي أو حتى رسمي. ولنيتي التفرغ للعمل في عيادة خاصة بي فقد أمر الدكتور عبدالباقي المدير العام لمؤسسة إستيراد وتوزيع الأدوية والمستلزمات الطبية بحجز جهاز الأسنان الوحيد المخزون لأغراض العرض لحين عودتي من الجبهة.
على الجهة المقابلة كان هناك أشخاص لا أريد أن أذكر أسماءهم قد تحاشوا الإتصال بي خوفاً أو تحسباً, ومن جهتي حاولت أن أعذر لهم تصرفهم ذاك لأن مواقعهم الحزبية كانت قد جعلت مواقفهم بالغة الحساسية, برغم اعتقادي أنه كان بإمكانهم تصريف الأمر بطريقة سلوكية أفضل وكنت قد تعمدت ولكي لا أسبب لهم أي إحراج أن أبتعد عن كل الأماكن الإجتماعية التي كنا نلتقي فيها.
لكن الأغرب حقاً من بين كل هؤلاء هو جاري في منطقة سكناي, فالرجل لم تكن له علاقة بالعمل السياسي, إلا إنني كما عرفت بعدها كان قد وضع عينه على وظيفة المدير العام لمؤسسة (...) التي يعمل فيها وذلك بعد أن فرغت هذه المؤسسة من أغلب موظفيها بقرار من صدام حسين, الذي أمر وعلى طريقته بإدارة الدولة, أن يضع النسبة المطلقة من هؤلاء الموظفين في الحجز بعد فصلهم من وظائفهم, وقد شمل قراره ذاك حتى فراش أو بواب المدير العام نفسه, وهكذا وجد صاحبنا أن الحظ تماماً مثل ساعي البريد فهو لا يطرق الباب مرتين ولذلك قرر منذ اليوم التالي أن يعدم كل فرص اللقاء بي, وحتى أنه كان يخرج إلى سيارته منحنياً لكي يكفل لبقية السور الفاصل بين بيتي وبيته أن يخفي ما يتبقى من جسده الكريم لكي يعفيه ذلك من عقوبة اللقاء بي.
من جهتي ولكي أوفر عليه عذابات الطموح, وانسجاماً مع القول : لا أرى (!) ولا (!) يراني فقد قررت فوراً أن أرفع السياج الفاصل بين دارينا خمس طابوقات دفعة واحدة .



#جعفر_المظفر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الكيان الشيعي العراقي الموازي من دولة السلطان إلى دولة الولي ...
- سقوط النظام الملكي العراقي .. قراءات خاطئة (2)
- الرابع عشر من تموز .. قراءات خاطئة
- مقدمة كتابي الرابع (ثلاثة إسلامات)
- شخصية العراقي
- العنف العراقي ... صفة جينية متغلبة أم نتيجة لأسباب
- من رفض المشكلة إلى الرفض المشكلة
- ثلاثة إسلامات .. المقدمة
- العرب الذين غزوا فارس هل كانوا بدواً حفاة
- البحث عن الهوية والذات .. قُل هكذا تحدثت البصرة.
- بين العقائدي والبراغماتيك
- عن كرم أهل البصرة وترحابهم بأهل الخليج في كأس الخليج
- على عنادك على عنادك / أحبهم وأحرك إفادك
- الحزن الأسود والفرح الملون
- ثقافة لحظة المغادرة وثقافة لحظة الانبهار
- ذكريات بطعم الحنظل وأخرى برائحة الشَبوّيْ .. (4)
- العلمانية وبناء الدولة الوطنية
- 14 تموز : ثورة كانت أم انقلاب (2)
- 14 تموز ثورة كانت أم إنقلاب
- بين الدولة المدنية والدولة العَلمانية


المزيد.....




- مصدردبلوماسي إسرائيلي: أين بايدن؟ لماذا هو هادئ بينما من ال ...
- هاشتاغ -الغرب يدعم الشذوذ- يتصدر منصة -إكس- في العراق بعد بي ...
- رواية -قناع بلون السماء- لأسير فلسطيني تفوز بالجائزة العالمي ...
- رواية لسجين فلسطيني لدى إسرائيل تفوز بجائزة -بوكر- العربية
- الدوري الألماني: هبوط دارمشتات وشبح الهبوط يلاحق كولن وماينز ...
- الشرطة الأمريكية تعتقل المرشحة الرئاسية جيل ستاين في احتجاجا ...
- البيت الأبيض يكشف موقف بايدن من الاحتجاجات المؤيدة لفلسطين ف ...
- السياسيون الفرنسيون ينتقدون تصريحات ماكرون حول استخدام الأسل ...
- هل ينجح نتنياهو بمنع صدور مذكرة للجنائية الدولية باعتقاله؟
- أنقرة: روسيا أنقذت تركيا من أزمة الطاقة التي عصفت بالغرب


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - جعفر المظفر - في ضيافة المدافع .. تلك الايام الساخنة (1)