أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سلوى فاروق رمضان - تحت الوصايا كنموذج














المزيد.....

تحت الوصايا كنموذج


سلوى فاروق رمضان

الحوار المتمدن-العدد: 7730 - 2023 / 9 / 10 - 20:10
المحور: الادب والفن
    


إن من يفتون أن الأصل للمرأة أن تقر في بيتها لإن خروجها من أسباب الفتن ومن يقولون بحرمانية خروج المرأة للعمل بدون إذن زوجها هم أنفسهم من يعفون الزوج من مصاريف العلاج وأجر الطبيب لزوجته! ففقهاء المذاهب الأربعة إتفقوا على عدم وجوب نفقة العلاج على الزوج، قال الإمام الشافعي في الأم (........ لا يؤدي عنها أجر طبيب ولا حجام )، وفي المذهب الحنفي جاء في حاشية ابن عابدين أن النفقه هي الطعام والكسوة والسكن، وفي فتح القديرقال شمس الأمة الحلواني ( إذا مرضت مرضا لا يمكن الإنتفاع بها بوجه من الوجوه تسقط النفقه) فحتى كسوة الطعام والسكن والكسوة سقطت وهي مريضة! ولم يتغير رأي بقية المذاهب فهم يعتبرون أن التداوي لحفظ أصل الجسد فلا يجب لمستحق المنفعة ( الزوج) كعمارة الدار للمستأجر تجب على المالك لا على المستأجر! هذا وغير إجماعهم على عدم إلزام الزوج بشراء كفن لزوجته ولو كانت فقيرة، هذه الفتاوى ما هي إلا إسقاط نفسي لكراهية المرأة والرغبة في تكبيح جماحها، أصحاب هذه الكراهية ينشروها بين الناس عن طريق المقدس، فإعطاء كراهيتهم القداسة تصعب على العقل التفكير في عدم عدالتها ويجعلون لأصحاب الفكرة سلطة على العوام فيصبحوا قادرين على تهيجهم على أي مفكر ويستطيعوا أن يجعلوهم يقولوا أن هذا تكريم للنساء بدون الشعور بأي تناقض، فخطورة القداسة إنها تمنع من يعتنفها من إدراك معاني ما يقولوه هم فقط مدفعون بعواطفهم يخشون رفض المرأة لهم يخشون أن لا يستطيعوا نيل رضاها أو أن لا يستطيعوا أن يملوا عينها، من أجل ذلك أحكامهم لصالح ترويض هذا الكائن لمصالحهم، فيناهضون تعليم المرأة لكي لا تعلم كم المظالم التي يحوطونها بها يناهضون عملها حتى لا تستقر وتملك حريتها وتستغنى عن الرجل لو آذاها، يخشون إحترام المرأة لنفسها لذا يحوطونها بأفكار للحط من قيمتها، فهي الناقصة التي تتحكم فيها عواطفها ومع ذلك يقبلون أن تتحاسب كما يحاسب الرجال ومسئولة عما لا يسئل عنه الرجال، خدمة وتعليم وصحة أطفال ونفس الوقت تمنع من المسؤلية المالية والوصاية على الأطفال، طبعا لسبب يسوقوه وهو الخشية من أن يخدعها أحد وتصرف الأموال عليه،أي أن الأم قادرة على تحمل جميع المسؤليات التي تريح الذكر ولكنها غير قادرة على تحمل مسؤلية تجعلها حرة هي وأطفالها بعيدا عن سلطة ( قبيلة الأب).
لو أدركنا أحكامهم عن طريق التفكير المنطقي الذي يحتم علينا أن نراعي مصالح الجميع سنراهم متناقضين، ولكن حين ندرك هدفهم في السيطرة على المرأة سنراهم منطقيين، لقد نشروا الأفكار التى تمكنهم من ذلك ونجحوا في تحويل مصدر قدسية المرأة في الحضارات القديمة ( الأمومة ) إلى تكبيل النساء بها، فلا وصايه لها عليهم ولا تستطيع حتى أن تقدم لهم في مدرسة ولا تخرج لهم جواز سفر ولا أن تسمح بإجراء عملية جراحية لأطفالها، وبسبب الأمومة هي مكبلة مع زوج من أجل أطفالها مهما كان يسئ معاملتها.
مع ذلك نرى كثيرين يدافعون عن هذا الوضع وفي ظني أنه لا يخترق هذه القداسة المانعة من التفكير سوى الفن، لانه وحده القادر على مخاطبة الجماهير بمختلف مستوياتهم الثقافية والتعليمية وأخذ عقلهم لبضع دقائق ووضعهم في حال اخر غير حالهم وظروف أخرى لبشر أخرين يعانون من التناقض ويألم المشاهد بوضع نفسه مكان الأخريين، فيرفض ما كان يدافع عنه عندما يراه مجسدا على الشاشة، لذا لا عجب من زعر الرجعيين من أعمال فنية كمسلسل" تحت الوصاية " ومحاولة تشويهه، فما قدموه في الفن فضح ما يقولوه من شعارات في الوصية، فالناس بعمل فني واحد أدركوا تطبيق ما يردد من شعارات كاذبة.



#سلوى_فاروق_رمضان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الخلع ظلم!
- صناعة التقديس
- تنظيم النسل
- المصلحة والأخلاق
- كيف سمح الجمهور بالتطاول على فنانيه
- الهوية المصرية وإستلاب الوعي
- العلم والعقل الجمعي
- الخيانة المشروعة والمكايدة الذكورية
- عقد الزواج وعقد الشركة
- بسنت خالد ،ضحية الكيد الذكوري
- خواطر من وحي الحضارة
- التنوير وسنينه
- رموزنا المصرية . اللواء باقي زكي يوسف نموذجأ (٢)
- رموزنا المصرية . زينب الكفراوي نموذجآ ١
- لماذا نقرأ الأدب
- البوركيني وفن صناعة المظلومية ٢/٢
- البوركيني وفن صناعة المظلومية
- الهوية الدينية في القضية الفلسطينية
- موقف شيخ الأزهر من الإخوان
- أين العفة من الطلاق الغيابى ؟


المزيد.....




- “فرحي أولادك وارتاحي من زنهم”.. التقط تردد قناة توم وجيري TO ...
- فدوى مواهب: المخرجة المصرية المعتزلة تثير الجدل بدرس عن الشي ...
- ما حقيقة اعتماد اللغة العربية في السنغال كلغة رسمية؟ ترندينغ ...
- بعد مسرحية -مذكرات- صدام.. من الذي يحرك إبنة الطاغية؟
- -أربعة الآف عام من التربية والتعليم-.. فلسطين إرث تربوي وتعل ...
- طنجة تستضيف الاحتفال العالمي باليوم الدولي لموسيقى الجاز 20 ...
- -لم أقتل زوجي-.. مسرحية مستوحاة من الأساطير الصينية تعرض في ...
- المؤسس عثمان الموسم 5.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 158 باللغة ...
- تردد قناة تنة ورنة الجديد 2024 على النايل سات وتابع أفلام ال ...
- وفاة الكاتب والمخرج الأميركي بول أوستر صاحب -ثلاثية نيويورك- ...


المزيد.....

- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سلوى فاروق رمضان - تحت الوصايا كنموذج