أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - سلوى فاروق رمضان - عقد الزواج وعقد الشركة














المزيد.....

عقد الزواج وعقد الشركة


سلوى فاروق رمضان

الحوار المتمدن-العدد: 7132 - 2022 / 1 / 10 - 20:30
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


في عقد الشركة لا يوجد محاباة ولا تمييز ، عقد يتمتع أفراده بحقوق متناسبة لما قدموه، الربح والخسارةفيه مقابل المشاركة في الحصص ، وفرصة تخارج الشركاء من الشركة واحدة وبنفس الشروط ، وإستقرار الشركة والتعاملات بين الشركاء أمر يهم القانون لدرجة وضع القانون بنود لها .
في شركة التضامن مثلآ لو أراد أحد الشركاء التخارج عليه أن يعرض حصته علي الشركاء الأخرون وليس من حقه أن يرفض ويجبر شركائه علي أمر لا يريدونه ، لإن في بداية العقد كان فيه إتفاق . ووضع المشرع أركان أساسية في العقد لا تنعقد إلا به ،كشرط النية في الشراكة التي يترتب عليها وجوب المشاركة في الأرباح والخسائر وعلي هذا لو أتفق أطراف العقد على مخالفة هذا البند كإتفاق الشركاء علي مشاركة أحدهم للربح ولكن ليس عليه الخسارة هذا الشرط ما يسمى بشرط الأسد يفسد العقد بقوة القانون على الرغم وجود قاعدة قانونية تقول ( أن العقد شريعة المتعاقدين ) ، أي أن للأطراف الحق أن يشترطوا علي أنفسهم ما يشاؤون في العقد ويلتزمون به وسيحاكمهم القانون وفقآ لما إشترطوه علي أنفسهم في حدود عدم مخالفتهم القانون . هنا شرط الأسد من الحدود التي لايجوز الإتفاق علي مخالفتها !
العلة؛ لإن ذلك يتنافي مع نية المشاركة في العقد ، هذا يتنافى مع العدالة والطبيعة الإنسانية التي تكره الإستغلال ، القانون حقآ عادل في الحفاظ على أموالنا ، حتي عندما تدخل الفقهاء بآرائهم المصبوغ بصبغة دينية ، بحكم هيمنة العقل الديني علي جميع نواحي الحياة لم يعترضوا علي هذا الشرط ، بل توجد قاعدة فقهية تؤيده وهي ( الغرم بالغنم ) أو ما يعبر عنها بالنعمة بقدر النقمة والنقمة بقدر النعمة ) . فالعدالة عمياء رحمية فهي لم تفرق بين الرجل والمرأة ولا بين المسلم وغيره ، الحقيقة سواء قانونآ أو شرعآ لا غبار على إحترامهم لحفظ الحقوق المادية .
لكن أين تذهب هذه القاعدة وهذه العدالة في قانون الأحوال الشخصية ؟!
كيف المشرع في القانون التجاري يرفض شرط الأسد وفي الأحوال الشخصية يوافق عليه ؟ فعقد الشركة التي لها أهداف مادية فقط لها قيود لتحافظ عليها وعلي حقوق الشركاء لم يحظ مثلها قانون الأحوال الشخصية ، فعقد الزواج من حق طرف واحد أن يطلق ويتخارج من الشراكة الزوجية بكامل إرادته وبكل الطرق التي يحب أن يخرج بها ،فعنده الطلاق غيابي وحضوري ، شفهي وكتابي وعنده حق الرد بكامل حريته وكل هذا محروم منه الشريك الأخر ، وعلي الرغم أن كل هذا يؤثر علي موقف الشريك في العلاقة ولكن لا يوجد حماية قانونية شرعية لحفظ المركز القانوني وحقوق الطرف الأخر ، كيف لطرف له الحق أن يستبدل زوج مكان زوج والأخر لا ، بل الأخر محروم حتي أن يحفظ موقفه من التلاعب ، كيف لطرف له كل شريكة والطرف الأخر له نصف شريكه أوربعه ولو رفض الطرف الأخر الوضع المهين يتنازل عن حقوقه المادية حتي لو بعد عشرون سنة جواز مقابل حفظ كرامته من الخيانة ! فإما الخيانة أو الإستغلال المادي ، أين قاعدة الغرم بالغنم الفقهية التي تحافظ علي أموال الناس ، هنا تظهر قاعدة أخري تسمي ( الحقوق الشرعية) وهي لا تسمع إلا في الخيانة والإغتصاب الزوجي .
فهناك ( في قانون الشركات كمثال) كان الظلم ولو وافق عليه الأفراد مرفوض ،وهنا يصبح الظلم مقبول وحق سواء وافق الشريك علي ظلمه وسواء لم يوافق الشريك علي إهدار كرامته .

المشكلة ليس أن قانون الأحوال الشخصية تأخذ تشريعتها من الدين فقط الذي بطبيعة الحال يتكلم بلسانه الفقهاء ، جميع القوانين عدا هذا القانون تؤخذ بالتفكير المنطقي والقواعد القانونية المنظمة لمصالحنا بعيدآ عن دوجمائية الدين ، لإن حتي في الفتاوي أو الدراسات الفقهية هم عندهم حس العدالة ولا ينتقصوا حقوق الشركاء ولكن ما الذي يحدث في الأحوال الشخصية ، ليس مشكلة تدخل الدين فقط الثابت في مصالحنا المتغيرة ولكن من الأساس كان سبب تدخل الدين هو صفة الثبوتية والقداسة ، بمعني أي عاقل لا يمكن أن يوافق علي الخيانة الزوجية وأي خطيب مفوه لا يستطيع أن يجادلنا فيها ! ولكن عندما تدخل قدسية الدين يمنع أن تفكر وأن تقول لماذا ، لذا كان قانون الأحوال الشخصية هو الذي يؤخذ بهذه الأراء الفقهية ، فالنساء هم أخر العبيد فليس بالساهل التفريط فيهن ، ولإن إنعدام العدالة في القانون يكاد أن ينطق فمن الذي يستطيع كتمانه إلا إعطاء صفة القدسية ؟ هذا من ناحية ، ومن ناحية أخري للبحث عن الأسباب التي تجعل قانون الأحوال الشخصية هو قانون عبودي هو تعريف معني الزواج في الفقة الذي يؤخذ القانون تشريعه منه ، ( هو عقد يمتلك به الرجل مبضع المرأة ، عرفه المالكية علي إنه عقد علي مجرد متعة التلذذ بآدمية وعرفه الشافعي بإنه عقد يتضمن إباحة وطء ) .
عندما نري هذه التعريفات نستطيع أن نفهم لماذا جميع القوانين (وفي هذه المقال اتخذت قانون الشركات كمثال) تحفظ حقوق الشركاء وقانون الأحوال الشخصية الذي يترتب عليه حقوق أكثر تعقيدآ لا يحفظ فيه حقوق الشركاء بالتساوي وهو أن المرأة في نظر الأخير لا تعتبر شريكة للرجل بل هي بضع للرجل .
لكي يكون القانون أكثر عدالة يراعي الحقوق فعلينا أن نحيد الدين عنه ليس لإنه سبب المشكلة ولكنه غطاء جيد بقدسيته لمن يريد إستغلاله في قهر الأخر ، وعلينا بعد أن نعيد مفهوم الزواج لنجعله يتلائم مع إنسانيتنا ( عقد الزواج هو عقد تعاهدا فيه المرأة والرجل علي العيش سويآ بإخلاص )



#سلوى_فاروق_رمضان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بسنت خالد ،ضحية الكيد الذكوري
- خواطر من وحي الحضارة
- التنوير وسنينه
- رموزنا المصرية . اللواء باقي زكي يوسف نموذجأ (٢)
- رموزنا المصرية . زينب الكفراوي نموذجآ ١
- لماذا نقرأ الأدب
- البوركيني وفن صناعة المظلومية ٢/٢
- البوركيني وفن صناعة المظلومية
- الهوية الدينية في القضية الفلسطينية
- موقف شيخ الأزهر من الإخوان
- أين العفة من الطلاق الغيابى ؟
- الشخلعة بين الشيخ والفنان
- (هل يستفزهم العرى حقا !)
- ثقافة تبرير التحرش
- بالعامية المصرية آنسة ولا مدام
- هل أخلاقنا حقيقية أم مجرد مظاهر
- مقتطفات من التاريخ الذكورى
- العلمانيه بين الظاهر والتطبيق
- التناقض عند الاسلاميين
- المتاجرة بالام النساء والمكايدة الذكورية


المزيد.....




- ” قدمي حالًا “.. خطوات التسجيل في منحة المرأة الماكثة في الب ...
- دراسة: الوحدة قد تسبب زيادة الوزن عند النساء!
- تدريب 2 “سياسات الحماية من أجل بيئة عمل آمنة للنساء في المجت ...
- الطفلة جانيت.. اغتصاب وقتل رضيعة سودانية يهز الشارع المصري
- -اغتصاب الرجال والنساء-.. ناشطون يكشفون ما يحدث بسجون إيران ...
- ?حركة طالبان تمنع التعليم للفتيات فوق الصف السادس
- -حرب شاملة- على النساء.. ماذا يحدث في إيران؟
- الشرطة الإيرانية متورطة في تعذيب واغتصاب محتجزات/ين من الأقل ...
- “بدون تشويش أو انقطاع” تردد قنوات الاطفال الجديدة 2024 القمر ...
- ناشطة إيرانية تدعو النساء إلى استخدام -سلاح الإنستغرام-


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - سلوى فاروق رمضان - عقد الزواج وعقد الشركة