أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سلوى فاروق رمضان - رموزنا المصرية . زينب الكفراوي نموذجآ ١














المزيد.....

رموزنا المصرية . زينب الكفراوي نموذجآ ١


سلوى فاروق رمضان

الحوار المتمدن-العدد: 7013 - 2021 / 9 / 8 - 22:16
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


رموزنا المصرية
زينب الكفراوي نموذجاً (١)

بدأت بنت بور سعيد مقاومتها للإحتلال الإنجليزي منذ عام ١٩٥٤ م ، في هذا الوقت كانت تبلغ ثلاثة عشر عامآ فقط ، بدأت بتوزيع منشورات تحث الناس علي المقاومة ، كانت تأخذ صندوق من قسم العرب ومعها عسكري وتمر علي القهاوي والبنوك لتجمع تبرعات وهي تردد نشيد ( سلح جيش أوطانك واتبرع بسلاحه عشاني وعشانك).
وفي عام ١٩٥٦م جاء العدوان الثلاثي علي مصر ليستنزف الجيش ما بين دفاعه عن سينا ودفاعه عن القناة ومدنها ، ولكن العدوان لم يواجه الجيش فقط بل واجه معه المقاومة الشعبية.
كانت البطلة زينب الكفراوي من أوائل من إنضم للمقاومة ، والدها كان يعمل صول في قسم العرب ببور سعيد ، طلب منه ضابط بنات تعمل كفدائيين معهم لإن العدو لم يشك في البنات ، فقال الأب عندي ابنتي ، وفعلآ كانت ثقته في محلها ، لم تذهب هي فقط للعمل الفدائي بل قالت لصديقاتها ، ليلي النجار - زينب أبو زيد - سلوي الحسيني- أفكار العوادلي . كلهم رحبوا بالمشاركة .
إنضمت للمعسكر الحربي الوطني لتتدرب قبل الإنضمام للفدائيين ، كانت تذهب ساعة تدرب قبل أن تذهب لمدرسة المعلمين .
ساعدت والدها في إخفاء مستندات مهمة من القسم حتي لا يعثر عليها الإنجليز وكانت تعمر السلاح للفدائيين وتعطيهم الطعام وتساعد علي إخفائهم وساعدت علي إخفاء الضابط البريطاني مور هاوس ابن عمة ملكة بريطانيا .
وفي حوار أجرته البطلة مع جريدة الوطن قالت أن الإنجليز كانوا يفتشوا البيوت بحثآ عن الفدائيين وعن الأسلحة ، فأحضرت سلم نقال وصعدت عليه إلي سطح مجاور وخبأت القنابل والأسلحة عند حماة خالتها وجارتها ثم عادت إلي المنزل بنفس الطريقة وكانت تخبئ السلاح في صندلة فيها نحاس حتي لايتعرفوا عليه بالاسلكي لإن السلاح له نفس رنة النحاس .
وفي الأطلس التاريخي لبطولات شعب بور سعيد الذي قام بإعداده المؤرخ البور سعيدي ضياء القاضي ، يحكي لنا عن موقف للبطلة يقول فيه " عندما أراد رجال المقاومة نقل بعض الأسلحة والذخائر من مخبأ سري بعزبة النحاس إلي تجمع لهم بالقرب من شارع رشيد ،أسند العملية لآنسة في ربيع العمر تدعي زينب الكفراوي توجهت مع الفدائيين إلي المخبأ السري وأخرجوا منه عشر قنابل مايلز وأربعة رشاشات كارل جوستاف ووضعوها أسفل عربة أطفال ووضعوا فوقها مرتبة الطفل وأحضرت زينب ابن أختها الرضيع وأسدلت عليه ستائر العربة وسارت به ومعها حملها الثمين فأمام قهوة الإتحاد إعترضتها دورية بريطانية وبأعصاب من فولاذ جابهت قائد الدورية وأكملت مشوارها وسلمت الفدائيين حملها الثمين "
تقول الكاتبة سكينة فؤاد صاحبة رواية ليلة القبض علي فاطمة عن هذا الموقف إنها لم تكن قرأت الوثائق الوطنية عن المقاومة الشعبية قبل ما تكتب روايتها ، فبطلتها فاطمة التي جعلتها رمز للصمود والعزة والشجاعة لم تكن في جسارة البطلة الشعبية الحقيقية زينب الكفراوي التي وضعت ابن أختها بدل من العروسة اللعبة التي وضعتها فاطمة .

بعد مقاومة العدوان وإنتهائه استقبل الفدائيين المهجرين في معسكر الجولف وخدموهم .

سنة ٢٠١٣ م عندما أعلنت بور سعيد حالة العصيان المدني ضد جماعة الإخوان المسلمين الإرهابية ، عادت مرة أخري المناضلة لتنضم مع الثوار لتقاوم سيطرة العدو الإخواني علي البلد ، كما قاومت سابقاً العدوان الثلاثي .

تم تكريمها من الرئيس عبد الناصر وتم تكريمها أيضا من الرئيس السيسي سنة ٢٠١٧ م .

هذه البطلة وزملائها وزميلاتها الذين كافحوا من أجل وطنهم لم يكن ظروفهم إنسانية ومرفهة بل كانوا يرون الموتي وأشلائهم فيدفنوهم ويواصلون الكفاح ، كانت الحرائق تشتعل حولهم ولا يعرفون حتي أن يتغذوا بشكل طبيعي ،وكل هذا كان بجانبهم مؤن معكسر العدو العامر بكل ما لذ وطاب ، بمجرد التعاون مع العدو كانت فرصة لتغذية وحياة أفضل من الباقي ولكن معني الشرف عندما يستوطن في النفس يروم الإنسان حين إذ الجوع ولا يساعد عدو بلده ولا يبيعها .

فتحت السلطات المصرية الجمارك وخرجوا الدقيق فطبخوه الناس بدون خميرة ليسد جوعهم ويرجعوا للمقاومة مرة أخري ، ولو وجد الدقيق يعانون من قلة الجاز فيتحايلون علي الظروف ويجمعون الخشب في الشارع ويضعوا الجاز القليل المتوفر ليطبخ أهل الشارع كله عليه ، كل هذا لم يقولوا ماذا أعطانا الوطن لإن الإنسان السوي يعرف أن الوطن بذاته هبة لا يفرط به أبدآ ذو الحضارات .
لذا فالتكريم لمن قاوموا من أجل وطنهم نحن من نحتاجه لإن الضمانة لوجودنا وإستمرارنا هو وجود مثل هؤلاء الأبطال بيننا وليس وجود من يشكر الله فرحآ بهزيمة بلده لإنها تتعاون مع بلد هو لايحبها .
التكريم لأبطالنا نحن الشعب من يحتاجه لإن هؤلاء هم رموزنا الذين يعكسون حقيقتنا . فنساء مصر لسن لعب ورجالها ليسوا عبيد لمن غلب ، فرجالها هم من حرروا وطنهم في أصعب الظروف ونسائها هن من إمتلكوا جسد ليس للإغواء بل لمواجهة جميع تحديات الحياة، وعواطف ليست لتوصمهم بالنقصان بل لتفيض شجاعة ، وعقل كامل ليجعلها تقف وتحمي وطنها وقت الأخطار .
. أقدس بقاع الأرض وطننا .



#سلوى_فاروق_رمضان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا نقرأ الأدب
- البوركيني وفن صناعة المظلومية ٢/٢
- البوركيني وفن صناعة المظلومية
- الهوية الدينية في القضية الفلسطينية
- موقف شيخ الأزهر من الإخوان
- أين العفة من الطلاق الغيابى ؟
- الشخلعة بين الشيخ والفنان
- (هل يستفزهم العرى حقا !)
- ثقافة تبرير التحرش
- بالعامية المصرية آنسة ولا مدام
- هل أخلاقنا حقيقية أم مجرد مظاهر
- مقتطفات من التاريخ الذكورى
- العلمانيه بين الظاهر والتطبيق
- التناقض عند الاسلاميين
- المتاجرة بالام النساء والمكايدة الذكورية
- أزمه وعى


المزيد.....




- زرقاء اليمامة: قصة عرّافة جسدتها أول أوبرا سعودية
- دعوات لمسيرة في باريس للإفراج عن مغني راب إيراني يواجه حكما ...
- الصين تستضيف محادثات مصالحة بين حماس وفتح
- شهيدان برصاص الاحتلال في جنين واستمرار الاقتحامات بالضفة
- اليمين الألماني وخطة تهجير ملايين المجنّسين.. التحضيرات بلسا ...
- بعد الجامعات الأميركية.. كيف اتسعت احتجاجات أوروبا ضد حرب إس ...
- إدارة بايدن تتخلى عن خطة حظر سجائر المنثول
- دعوة لمسيرة في باريس تطالب بإلإفراج مغني راب إيراني محكوم با ...
- مصدر يعلق لـCNNعلى تحطم مسيرة أمريكية في اليمن
- هل ستفكر أمريكا في عدم تزويد إسرائيل بالسلاح بعد احتجاجات ال ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سلوى فاروق رمضان - رموزنا المصرية . زينب الكفراوي نموذجآ ١