أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - سلوى فاروق رمضان - العلمانيه بين الظاهر والتطبيق














المزيد.....

العلمانيه بين الظاهر والتطبيق


سلوى فاروق رمضان

الحوار المتمدن-العدد: 6531 - 2020 / 4 / 7 - 22:16
المحور: المجتمع المدني
    


مدينة ساحليه ، ظواهر أهلها علمانيه ، شاهدنا فيها الفتيات اللاتى تسوقن الموتوسيكلات ، الاختلاط بين الجنسين ، ومقاومه التيار الدينى المتشدد كما فعلو مع الشيخ المحلاوى وأنكرو عليه أن يخلط السياسة بالدين ، و قاومو بلطجه أتباع حازم صلاح أبو اسماعيل، وغيرها من المواقف التى اتخذها أهل اسكندريه لمقاومه التيار المتشدد عندما كان حاكما ،
كيف لمدينة مثل هذه حينما تمر عليها أزمه لا يعلمون أن اللجوء للعلم ولكنهم لجئوا الى التفكير الخرافى ،لدرجه انهم يخرجون متظاهرين ضد فيروس ،بمعنى أصح لماذا أنتصرت العلمانيه على الظاهر ولكن وقت الأزمات نرجع الى جذور التصرفات الغير علميه ،فهل تتخيل أن ناس كان لهم باع طويل فى سقوط الحكم الثيوقراطى ،فى وقت الأزمه يرجعون الى نفس التفكير الخرافى الذى أنتج الحكم الثيوقراطى الذى ساهمو فى اسقاطه !
بصرف النظر عن وجود دعوات خبيثة فعلا لأستخدام الموقف سياسى ولكن على حد تعبير اللواء (محمد الشريف )محافظ الإسكندريه ، أن بعض البسطاء فى الأحياء الشعبيه بالمحافظه خرجو إلى الشارع إستجابه لدعوه البعض للدعاء للرفع البلاء، ومره أخرى وصفهم إنهم على فطرتهم .
ما يهمنى هنا هم البسطاء هؤلاء لماذا لم يكن الإستجابة للدولة ولا الإطمئنان للعلم وكان الإستجابة لتفكير خرافى ؟
فالظاهر علمانى والفطرة سلفية متشدده فالذى حدث فى الإسكندرية يجعلنا ندرك تماما أن الظواهر الجيده المتحرره ليست دليل على عقلية متفتحه فلا تطمئن للظواهر كثيرا لإن فى أى ضغط نفسى سيركن العقل للوعى الأول الذى شكله، وللأسف نحن لم يشكل وعينا التفكير العلمى ،فلم تساعدنا المناهج الدراسيه التلقينيه فى التفكير العلمى ولا المفكرين التنويريين كان لهم تأثير علينا أكثر من الأصوليين وطبعا ولا إعلام معتمد على الإثاره شكل لدينا تفكير منطقى منظم ، بمعنى أصح لم تكن حب الحياة الذى شاهدناه فى الإسكندريه إلا ظاهرة بدون تنظير ،الظاهر العلمانى هذا ليس له تنظير يؤسس ويدخلخل داخل العقل بل كانت ظاهره علمانيه دون فلسفه فرديه تؤمن بها، بل مجرد ظاهره فرضها الواقع ،لذا عندما حدث مأزق رأينا أن الإحتماء والرجوع كان للعقل الأول الذى تشكل على أسس خرافيه ، للأسف إن ما قلته ليس منطبق على الإسكندرية فقط ، بل منطبق علينا جميعا ولكنى أخذت الإسكندرية وما حدث بها من مظاهرات ضد كورونا كمثال ،
والأمثلة كثيرة تدلل على أن (المظاهر خداعه) ليست مجرد مثل بل حكمه حقيقيه ،لان الظاهر والباطن فى كثير من الأحيان بيعانى الفرد من ازدواجيتهم .وهذا ما ينتج سلوك بعيد عن المنطق .
مثل هذه الإزدواجيه ما يحدث فى تركيا ،المفترض إنها علمانية ودستورها علمانى ، جاء إليها حزب يؤمن بدولة الخلافة الإجرامية !هذه الإزدواجية تكشف لنا أن لا فائدة من فرض أى شئ إلا بشكل وقتى ،الأهم ماذا يحدث فى عقل الناس هذا هو المستمر هذا هو الضمان ، قد يكون فرض الشئ له أهميه فى وقته ، كما فرض أتاتورك العلمانية ولكن إن لم يتبع هذا الفرض توعيه حقيقية سينقلب الأمر ،
وهكذا حدث لتونس العلمانية التى خرج منها عدد لا يستهان به من الدواعش .
ومثال أخر قد يأتى اليك أحدهم ليغنى لك (أنا لك على طول) والحقيقه هو يرى نفسه لك وللأخريات ولكن ظاهرة الإخلاص التى ظهر عليها كانت فقط أمر فرضه الواقع .
ومثال أخر حبيبين تعاهدوا عالحب سعداء من المفترض أن يحافظوا على سعادتهم ولكن فى أقرب خطبه جمعه سيتخلى عنها حبيبها ، لإنه أقتنع أن الحب حرام، وفى أقرب فتوى ستسمعها ستتخلى عنه وتستغفر ربنا لإنها بالمثل إقتنعت أن الحب حرام .
الخلاصة
ظاهرة جيدة علمانية، ليست دليل على التفكير العلمانى ،ولكنها ستنقلب الضد تماما ،وسيحدث رده حضارية فى السلوك إذا كانت الظاهرة العلمانية، ليست لها أساس فلسفى علمى شكل وعينا .
لا تبحث عن الظاهر ولكن أبحث عن من شكل الوعى الأول ومن اللاعب الأساسى فى هذا الوعى ،لأنه حتما فى وقت الأزمات سنلجئ له .



#سلوى_فاروق_رمضان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التناقض عند الاسلاميين
- المتاجرة بالام النساء والمكايدة الذكورية
- أزمه وعى


المزيد.....




- التقرير السنوي للخارجية الأمريكية يسجل -انتهاكات جدية- لحقوق ...
- شاهد: لاجئون سودانيون يتدافعون للحصول على حصص غذائية في تشاد ...
- إسرائيل: -الأونروا- شجرة مسمومة وفاسدة جذورها -حماس-
- لجنة مراجعة أداء الأونروا ترصد -مشكلات-.. وإسرائيل تصدر بيان ...
- مراجعة: لا أدلة بعد على صلة موظفين في أونروا بالإرهاب
- البرلمان البريطاني يقرّ قانون ترحيل المهاجرين إلى رواندا
- ماذا نعرف عن القانون -المثير للجدل- الذي أقره برلمان بريطاني ...
- أهالي المحتجزين الإسرائيليين يتظاهرون أمام منزل نتنياهو ويلت ...
- بريطانيا: ريشي سوناك يتعهد بترحيل طالبي اللجوء إلى رواندا في ...
- إخفاقات وإنجازات.. الخارجية الأميركية تصدر تقرير حقوق الإنسا ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - سلوى فاروق رمضان - العلمانيه بين الظاهر والتطبيق