أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - سلوى فاروق رمضان - العلم والعقل الجمعي














المزيد.....

العلم والعقل الجمعي


سلوى فاروق رمضان

الحوار المتمدن-العدد: 7175 - 2022 / 2 / 27 - 19:41
المحور: الصحة والسلامة الجسدية والنفسية
    


كلنا تربينا على قصة أن طبيب مشهور بيعالج الناس ولكن ابنه مرض ولم يستطع شفائه ، والحكمه من تلك القصة أن مهما كنت طبيب متميز فأنت غير قادر تعالج بدون إرادة الله ، وقصة أخرى متكررة أن الله يسلط علينا بأمراض غريبة كلما عرفنا كيف نتعامل ونعالج مرض فيسلط علينا مرض آخر ليعلمنا بعجزنا ونتواضع أمام إرادته .
هذه القصص وغيرها الكثير لا أعتقد أن أحدنا تحصن منها ، إما أن قالها خطيب جمعة أو شيخ فضائيات أو مدرسة في فصلها ، قصص تدل علي إيمان من يقولها أن هناك صراع بين العلم وبين إرادة الله ، وهذا لا يعني إحتقارنا للعلم بكونه علم بل إحتقارنا للعلم لإنه التضاد مع واقعنا الذي يكشف تخلفنا، لذا العقل الجمعي يقف ضده ويتشفي في تعثراته ، ونفتخر بفشل علاج الإيدز مثلا أو نعرقل إكتشافات علمية تعطي أمل لمرضي وسعادة لعوائلهم ، فالذالك نحن بلا شك بيئة معادية للعلم.

فك الرباط بين ما هو ديني وما هو علمي .
كيف للإنسان أن يكون مع المرض ضد الصحة ، ويعرقل إكتشافات علمية صنعت لسعادتنا ويترك ذلك ويدافع عن الشقاء ، هذا مشكلة في العقل المتلقي لأي مكتشف أو إختراع ، فالعقل الديني يتلقى العالم عن طريق مروره بطريق الحلال والحرام وأقوال فقهاء يستنبطون من نص ويفعلونه علي واقع ويطوعون الواقع عليه رغمآ عن الحقيقة ، فطريقة تفكيرهم كما قال الفيلسوف زكي نجيب محمود فكر علي فكر ، أي لا يهتمون بالواقع ولا إنعكاسات ما يقولوه على الواقع ، لذا يجرؤون علي العقل ويقولون بمنتهى السلاسة أن الحمل أربع سنين وأن بول البعير يشفي وأن التمر ينجي من السم وكل هذا الهراء ؛ لإنهم إعتنوا بطريقة نقلهم وبالأسانيد ، فينقلوا ما يروه دون أي إشمئزاز لمخالفتهم العقل والطبيعة ، فكلما كان سندهم صحيح فقولهم صحيح وهذا أجل ما يتطلعوا إليه ، وطبعا العقل الجمعي هو ضحية لرجال الدين ، لإنهم هم المشكليين لوعيه ،لذا توجد قصص من هذا النوع أثرا على ثقافتنا .
فهذا العقل كما من سماته النقل دون التفكير فبالتالي عندما يعارض العلم ما ينقله فالاشعور يتجه نحو كراهية العلم الذي يضعهم في موقف حرج ويكشف بطلان ما يروجوا إليه ، فمثلا تحريم الدين أكل الخنزير يجعلهم يكرهوا جميع منتجات العلم التي نتج من الخنزير ، ونضع هذه المعجزة العلمية علي طاولة مفاوضات رجال الدين الذين لا طالة لهم غير القفز على منتجات الغير ، ومن ثم ممارسة القوامة على عقول البشر وعقول العلماء، ويفتوا في إذا كان هذا الإنتاج العلمي حقنا أن نستخدمه أم لا ، فهل المجتمع الذي يحترم العلم يأمن علي مناقشة كهذه مع رجال الدين ؟ هل العلم يناقش مع عقلية الحلال والحرام والنقل وبالأسانيد والعنعنة ؟! ولكنه عندنا للأسف يناقش .ومن مظاهر معاداة العلم هو جعل رجال الدين علماء وتدخلهم بهذه العقلية المعنعنة الناقلة في تفاصيل حياتنا ومحاولة أن نجعل من الدين علم له مختصون .
أما التفكير العلمي هو تفكير قائم على الأدلة والأختبار والتطبيق علي الواقع ومشاهدت ما النواتج وتسجيله وإعادة التجارب وإعطاء نفس النتيجة للتأكد ، وللأسف هذه العقلية ليست هي المنتشرة في ثقافتنا نظرآ لإن العلماء الحقيقيين ليسوا مؤثرين بل رجال الدين بزعمهم إنهم علماء ، لذا التصارع حتمي بين أتباع التفكيرين ، فنري نظريات علمية يناهضها أتباع التفكير الديني لأنها ضد ثوابته ، وكلما زاد عدد الرافضيين للنظرية فكإنهم بذلك يرتاحون أن ما يقولوه صحيح ، هذا التفكير عندهم لإن المذاهب بنيت عالأغلبية والسلطوية ، لذا يقعون ضحايا لتسويق آرائهم بالأغلبية وليس بالأدلة .

إشكالية الربط بين الدين والعلم .

يجب أن نفكر بما هو ديني في الدين وفقط وبما هو علمي بطريقة العلم فقط ، وأن نعيد تموضع المصطلحين ، وأن الدين ليس علم بل هو طريقة روحانية بين الإنسان وربه وأن رجال الدين ليسوا علماء ولا أوصياء على عقولنا ، لإن التفكير الديني غير مضر لو كان في الدين فقط ولكن عندما يتدخل في حياتنا يخلف معاداه للعلم وتطورنا في مناحي حياتنا .
فك الإرتباط بين العقليين هو إحترام لكليهما ولا ينتقص من الدين ، هو إحترام للعلم وتسهيلا للإستفادة منه فلا نضع الفتاوى عثرات على طريقه ،وإحترامآ للدين حتي لا يوضع موضع مقارنة بينه وبين العلم بمقارنة ظالمة له، فالدين ليس شأنه معالجتنا حتي نلومه علي حديث غير صحيح علميآ ، فهو خاضع للتأويل ولكن رجال الدين هم من يجروه إلي معارك ليست له .

لماذا يلجأ الناس إلي الدجالين لمساعدتهم .

في الآونة الأخيرة تم القبض علي معالج بالأعشاب بسبب أن أحد ضحاياه مات ، فثار د خالد منتصر تساؤل ، لماذا يلجأ الناس إلي هؤلاء ولا يلجأون إلي الطب؟ فإنه كان يظن أن الناس تلجأ لهؤلاء بسبب إستغلائهم لأسعار الدواء والطبيب ولكن ما إكتشفه إنهم يدفعون أضعاف مضعفة لهؤلاء الدجالين ، السبب في ظني لا يخرج من دائرة معادتنا للعلم ، فنعتقد أن العالم المتقدم يتآمر علينا ويخفي علينا المواد الفعالة في العلاج ويستغلوننا ، وهؤلاء الدجاجلة يتكلمون بطريقة مناسبة لتفكرينا فيحتلوا ثقتنا ، ولإننا كل من هب ودب نقول له عالم ، فالحافظ عالم والناقل عالم، ونتجرأ علي كل العلماء الحقيقيين لو فهمونا حقائق تختلف عما نؤمن به ، ولإننا شوهنا سمعة شركات الأدوية إنهم نصابين وإنهم يريدون سرقتنا ولا نعلم حقيقة إنهم يتكلفون مليارات لتخرج أبحاث حقيقية لتنتج دواء وممكن بعد دفع المليارات أن تسحب الدواء من السوق إذا ثبت في الإستخدام أن نسبة معينة عانت آثار جانبية غير متوقعة فالثقافة البعيدة عن الطريقة العلمية هي السبب في ضحك الدجاجلة علينا فالأمر ليس شخص يقبض عليه ،بل هي ثقافة كاملة بنيت في سنين يجب هدمها.



#سلوى_فاروق_رمضان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الخيانة المشروعة والمكايدة الذكورية
- عقد الزواج وعقد الشركة
- بسنت خالد ،ضحية الكيد الذكوري
- خواطر من وحي الحضارة
- التنوير وسنينه
- رموزنا المصرية . اللواء باقي زكي يوسف نموذجأ (٢)
- رموزنا المصرية . زينب الكفراوي نموذجآ ١
- لماذا نقرأ الأدب
- البوركيني وفن صناعة المظلومية ٢/٢
- البوركيني وفن صناعة المظلومية
- الهوية الدينية في القضية الفلسطينية
- موقف شيخ الأزهر من الإخوان
- أين العفة من الطلاق الغيابى ؟
- الشخلعة بين الشيخ والفنان
- (هل يستفزهم العرى حقا !)
- ثقافة تبرير التحرش
- بالعامية المصرية آنسة ولا مدام
- هل أخلاقنا حقيقية أم مجرد مظاهر
- مقتطفات من التاريخ الذكورى
- العلمانيه بين الظاهر والتطبيق


المزيد.....




- في اليابان.. قطارات بمقصورات خاصة بدءًا من عام 2026
- وانغ يي: لا يوجد علاج معجزة لحل الأزمة الأوكرانية
- مدينة سياحية شهيرة تفرض رسوم دخول للحد من أعداد السياح!
- أيهما أفضل، كثرة الاستحمام، أم التقليل منه؟
- قصف إسرائيلي جوي ومدفعي يؤدي إلى مقتل 9 فلسطينيين في غزة
- عبور أول سفينة شحن بعد انهيار جسر بالتيمور في الولايات المتح ...
- بلغاريا: القضاء يعيد النظر في ملف معارض سعودي مهدد بالترحيل ...
- غضب في لبنان بعد فيديو ضرب وسحل محامية أمام المحكمة
- لوحة كانت مفقودة للرسام غوستاف كليمت تُباع بـ32 مليون دولار ...
- حب بين الغيوم.. طيار يتقدم للزواج من مضيفة طيران أمام الركاب ...


المزيد.....

- الجِنْس خَارج الزَّواج (2/2) / عبد الرحمان النوضة
- الجِنْس خَارج الزَّواج (1/2) / عبد الرحمان النوضة
- دفتر النشاط الخاص بمتلازمة داون / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (مقدمة) مقدمة الكتاب / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (3) ، الطريق المتواضع و إخراج ... / محمد عبد الكريم يوسف
- ثمانون عاما بلا دواءٍ أو علاج / توفيق أبو شومر
- كأس من عصير الأيام ، الجزء الثالث / محمد عبد الكريم يوسف
- كأس من عصير الأيام الجزء الثاني / محمد عبد الكريم يوسف
- ثلاث مقاربات حول الرأسمالية والصحة النفسية / سعيد العليمى
- الشجرة الارجوانيّة / بتول الفارس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - سلوى فاروق رمضان - العلم والعقل الجمعي