أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف فكري وسياسي واجتماعي لمناهضة العنف ضد المرأة - سلوى فاروق رمضان - الخلع ظلم!














المزيد.....

الخلع ظلم!


سلوى فاروق رمضان

الحوار المتمدن-العدد: 7579 - 2023 / 4 / 12 - 04:51
المحور: ملف فكري وسياسي واجتماعي لمناهضة العنف ضد المرأة
    


حروب لإقرار حق الخلع، وحروب أيضا لإستمراره بحجة إنه يظلم الرجل ويجعل المرأة تستسهله في أقل المشكلات! وما البديل حين تستحيل العشرة بين الزوجين،فالحل هو الطلاق، ومن بيديه الطلاق؟ الزوج، وكيف يطلق؟ بكلمة، أين ينطقها؟ في أى مكان ولا يشترط الذهاب للمحكمة، ومتى يقع؟ في لحظتها، وما شروط الطلاق؟ قد يكون إضطراب هرموني أو خسارة فريقه الكروي وقد يكون بسبب معقول، فلا يراجعه أحد ومن حقه التطليق غيابي دون معرفة الزوجة وقد يطلق ويوثق أو يقف على مرحلة الشفاهية فقط، وعلى المرأة أن يقع عليها هي عبئ إثبات وقوع الطلاق لحفظ ما تبقى لها ولأطفالها من حقوق وهذا بعد ما تعرف إنها طلقت من الأساس.
وكثير من الحالات إكتشفت إنها كانت مطلقة بعد وفاة زوجها الذي إعتنت به في مرضه حتى لا ترث فيه ويجعل الإرث كله لعائلته،
البديل إذا إستحالة العشرة بين الزوجين هو الطلاق،أي أن يصبح هو الخصم والحكم، فله أن يعتقها أو لا يعتقها، فإذا أبى فعليها أن تذهب للمحاكم سنين يضيعون من عمرها، يستنزفوها بين أروقة المحاكم ومكاتب المحامين، إستنزاف وقت وإستنزاف مال، حتى يصبح هذا الرجل هو محور حياتها، ولا تتفرغ لنفسها ولا لطموحتها ولا لإنشاء أسره تسعد معها، فسعادتها وأحتياجتها ليست من أولويات المشرع.

لكن الخلع ليس بسهولة الطلاق بالنسبة للرجل ولكنه أقل تعنت مع المرأة، فعلى المرأة التي تريد الخلع أن تذهب لمكتب التسوية في محكمة الأسرة ، قبل إحالة الدعوى للحكم تعلن الزوج وتحاول الصلح، إذا فشل الصلح تحدد جلسة لنظر الدعوى، وترد للزوج في المحكمة مقدم الصداق(المهر)وتتنازل عن حقوقها الشخصية المادية، ثم تؤجل المحكمة الجلسة لتسمية حكمين حكم من اهلها وحكم من أهله ليكتبوا التقرير، كل هذه الإجراءات تأخذ شهور وتضمن حق الزوج في الإعلان ومع الأخذ في الإعتبار محاولة الصلح.
فلم يكن الخلع كما يصوروه عصبية وقتية وقرار إنفعالي تأخذه المرأة، فحق الخلع للمرأة في المحكمة مع كل هذه الإجراءات بمقارنة مع حق الطلاق للرجل مع سهولته، هل ترى فيه عداله؟!
هناك من يقول قد يتم خلع الزوج وهو لا يعلم، على الرغم أن في أكثر من إعلان لا تتم دعوى الخلع إلا به، ورغم عن ذلك قد يحدث حقا حالات إستثنائية لأحدهم وتتم الدعوى وتنقضي دون دراية منه! الحقيقة أن هذا ظلم، فمتى يعترفون أن الطلاق الشفهي والغيابي هو أيضآ ظلم، ففي حاله الخلع الظلم الواقع على الرجل ليس من النساء ولكن فساد بعض المحضريين فيستسهلون و يفعلوا ما تعارف عليه بالإعلان الأمريكاني وهو أن يتم الإعلان إدارياً دون أن يسلموا صاحب الإعلان ويخبروه بنفسه، وليس المخلوع لوحده ضحية لمثل هذا النوع من الإعلانات فألآف الأحكام القضائية صدرت غيابي على أشخاص وتفاجئوا بالقبض عليهم بسبب عدم إعلانهم، وأستخدمه الأزواج نكاية في زوجاتهم في حالة الخيانة الزوجية(تعتدد الزوجات)، لقد شرط القانون على الزوج عندما يمارس خيانته المشروعة أن يتم إخبار زوجته، ففي كثير من الأحيان يتآمر الزوج مع المأزون ويرسل لزوجته على عنوان وهمي بعد الزواج، مع العلم أن ليس من حق الزوجة أن تطلب الطلاق للضرر بسبب الضرر العائد عليها من الخيانة التي تسمى زواج إلا خلال سنة من علمها، فيضيع عليها السنة بسبب الإعلان الخطأ، فهل في ظلم أبشع من إجبار إنسانة لهذا الوضع، لها نفس إحساس وإنسانية الرجل وكرامته! هل يطيق الرجل على نفسه أن تعرف زوجته عليه رجل أخر ويضع القانون شرط عليه لكي يخرج من حياته التعسة ليس أمامه إلا سنة وإذا فاتت السنة لم يستطع طلب الطلاق بسبب تضرره من الخيانة! ثم تتآمر زوجته مع المأذون أن لا تعلمه ثم يضيع عليه السنة، فلم يجد إلا الخلع ثم يرى من يسد في وجهه هذا المخرج! هل هذا عدل؟

من شروط الخلع أن ترد المرأة للرجل المهر، فعند عرضها لمقدم الصداق، فيحق للرجل أن يطعن بصورية الصداق وهنا يطالب القضاء الزوجة أن تأتي بشهود أن هذا المهر المكتوب هو المهر الفعلي، فإذا عجزت عن الإتيان بشهود فتحلف المحكمة الزوج أن هذا المهر صوري فإذا حلف فلم تحكم المحكمة لها بالخلع إلا برد المهر التي اقتنعت المحكمة إنه المهر الفعلي، وعلى الرغم أن العقد هو شريعة المتعاقدين وأن المادة 61 من قانون الإثبات تنص على أن الشئ المكتوب لا يجوز إثباته إلا بالكتابه ولكن هذا الدفع في هذه الحاله لا يجوز لضمان حق الزوج لإنه ممكن أن يكتب صوري حتى لا يدفع للمأذون مبلغ كبير، ولكن قد يوجد إشكال من هذا وهو إنه في الغالب لم يعد أحد يدفع مهر ومن يكتب جنيها في المهر لا يعني في كل الأحوال أن هذا معناه أنه يوجد مهر ولكنه صوري وقد تعجز الزوجة عن الإتيان بالشهود فتضطر تدفع لتنهي العلاقة الزوجية حتى لو لم تأخذ شئ.

يدعي أيضا المناهضين للخلع أن المرأة أصبحت تستسهل في أي مشكلة أن تخلع زوجها مما يدمر الأسرة، فهل الخلع الذي يمر بكل هذه الخطوات سهل وكلمة أنت طالق هي الصعبة، من يدعوا ذلك يستحقون دراسة نفسية فهم أيضا من يبرروا الخيانة الزوجية ولا يروا فيها تدمير للأسرة بحجة أن المرأة لا تستطيع الحياة بدون زوج، فيوجد المطلقات والعوانس والأرامل الذين يحتاجون للرجل لذا يجب أن يعدد، فمن هي المرأة في نظرهم! هي التي تستسهل الخلع لهدم بيتها أم هي من تقبل أن تكون برقم في حياة رجل؟ فلم يروا كفتين الميزان الغير متساويتين، فلو إعتبروا المرأة إنسان مثلهم فهل يرضوا على أنفسهم ما إرضتوه عليها؟
فلكي يشعر الإنسان أن عليه أن يعامل غيره بمثل أن يحب أن يعامل فعليه أن يقتنع أولا أن غيره هو مثله تماما، فالخلل في ميزان العدالة هو خلل في نظرة الرجل للست.



#سلوى_فاروق_رمضان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صناعة التقديس
- تنظيم النسل
- المصلحة والأخلاق
- كيف سمح الجمهور بالتطاول على فنانيه
- الهوية المصرية وإستلاب الوعي
- العلم والعقل الجمعي
- الخيانة المشروعة والمكايدة الذكورية
- عقد الزواج وعقد الشركة
- بسنت خالد ،ضحية الكيد الذكوري
- خواطر من وحي الحضارة
- التنوير وسنينه
- رموزنا المصرية . اللواء باقي زكي يوسف نموذجأ (٢)
- رموزنا المصرية . زينب الكفراوي نموذجآ ١
- لماذا نقرأ الأدب
- البوركيني وفن صناعة المظلومية ٢/٢
- البوركيني وفن صناعة المظلومية
- الهوية الدينية في القضية الفلسطينية
- موقف شيخ الأزهر من الإخوان
- أين العفة من الطلاق الغيابى ؟
- الشخلعة بين الشيخ والفنان


المزيد.....




- رابط التسجيل في منحة منفعة الأسرة بعمان “احصل على 445 ريال ع ...
- لجنة إيرانية ترسل مسودة قانون الحجاب لمجلس صيانة الدستور لمر ...
- “فرحهم وخليهم يتسلوا”.. تردد قنوات الاطفال 2024 “توم وجيري، ...
- في جدة.. هذه السعودية تتولى مسؤولية -أهم يوم- في حياة كل امر ...
- لك ولكل الأسرة: كيفية الحصول على حساب المواطن 2024
- العراق.. السجن 15 عامًا للمثليين والعابرين
- إيه اللون الطبيعي للسائل المنوي؟ تابعونا عشان تعرفوا #الحب_ث ...
- 5 نصائح صحية للنساء للوقاية من خطر السكتات الدماغية
- “اعرفي الخطوات”.. خطوات التسجيل في منحة المرأة الماكثة في ال ...
- spf.gov.om.. خطوات التسجيل في منحة منفعة الأسرة بعمان 2024 و ...


المزيد.....

- جدلية الحياة والشهادة في شعر سعيدة المنبهي / الصديق كبوري
- إشكاليّة -الضّرب- بين العقل والنّقل / إيمان كاسي موسى
- العبودية الجديدة للنساء الايزيديات / خالد الخالدي
- العبودية الجديدة للنساء الايزيديات / خالد الخالدي
- الناجيات باجنحة منكسرة / خالد تعلو القائدي
- بارين أيقونة الزيتونBarîn gerdena zeytûnê / ريبر هبون، ومجموعة شاعرات وشعراء
- كلام الناس، وكلام الواقع... أية علاقة؟.. بقلم محمد الحنفي / محمد الحنفي
- ظاهرة التحرش..انتكاك لجسد مصر / فتحى سيد فرج
- المرأة والمتغيرات العصرية الجديدة في منطقتنا العربية ؟ / مريم نجمه
- مناظرة أبي سعد السيرافي النحوي ومتّى بن يونس المنطقي ببغداد ... / محمد الإحسايني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف فكري وسياسي واجتماعي لمناهضة العنف ضد المرأة - سلوى فاروق رمضان - الخلع ظلم!