أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سلوى فاروق رمضان - الهوية المصرية وإستلاب الوعي














المزيد.....

الهوية المصرية وإستلاب الوعي


سلوى فاروق رمضان

الحوار المتمدن-العدد: 7199 - 2022 / 3 / 23 - 20:05
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كشفت الحرب الروسية الأوكرانية عن كثير من التناقضات لأطراف الصراع ، فالديمقراطية عند أمريكا لا تمنعها من إلزام الجميع على إعلان إدانتهم لروسيا ، ولكن في حرب مصر ضد الإرهاب تصبح الديمقراطية معناها أن نجبر علي التفاوض مع الإرهابيين ودمجهم في نسيجنا الوطني ويصبح الإرهابيين في الإعلام الغربي والعربي المعادي مجموعة متمردة مسلحة مختلفة مع النظام الحاكم!
كشفت على الجانب الأخر تناقض روسيا ، ففي لقاء السفير الروسي مع عمرو أديب قال موضحاً لعداء أوكرانيا لروسيا إنها قامت ببناء سد لقطع المياه علي شبه جزيرة القرم ، والجدير بالذكر أن القوات المسلحة الروسية قصفت هذا السد ، ولكن عند تهديد أمن مصر المائي وتدخل في تهديد وجودي ،تعلن روسيا موقفها في مجلس الأمن عن موقفها في سد النهضة وتقول غير مقبول التلويح بإستخدام القوة !
كل هذه التناقضات التي تواجه الوطن لا يراها الكثير من من يعتبروا مصريين ، بل يتوقفوا وبشدة ليبرزوا تناقض الغرب مع فلسطين ويأنبون ضمير العالم كيف يتعاطفوا مع أوكرانيا ويتناسون فلسطين ، وكأن فلسطين أهم من وطنهم والتهديد الوجودي الذي يواجه بلادهم !

أبو تريكة الصنم المعبود

هو يظهر في برنامج دولة معادية للبلد المفترضة إنها بلده ، بل دولة صانعة وداعمة للإرهاب في بلده ، فيظهر ليتملق أمير قطر وسياسة الدولة ويقول لهم قطر تستثمر في البشر ، ولكنه يا للبجاحة يتباكي علي فلسطين من تناقضات الغرب ،فيرفعونه الإسلاميين علي الأعناق ، فهو شجاع، رجل في زمن عز فيه الرجال، صاحب قضية، ياليت نمتلك ألفاً من أبو تريكة ، وأين قضية وطنه هو ، هل الإنتماء الوحيد المسموح به هو فقط لفلسطين ؟! وإخوانك المصريين البشر اللذين قتلوا في عمليات إرهابية بمباركة من تتملقهم أين دفاعك عنهم ؟
هذا نموذج للبائع لقضايا وطنه وشاري قضية غير بلده ، يوجد الكثيرين اسمهم مصريين ولكنهم مثله مستلبي الوعي فارغي العقول من أي إهتمام يخص وطنهم أو أي شعور بالإنتماء لقضايا وطنهم ممحيين الهوية المصرية ، بل كل آمالهم أن نعيد عادات شبه الجزيرة العربية في القرن السابع الميلادي وهذا قمة طموحاتهم وإيمانهم ، بل تصل السفاهه أن ينكروا أي أخلاق عرفها بشر قبل هذا التاريخ ، فكل ما مر من البشرية قبل هذا التاريخ فهو جاهلي حتي لو تاريخ بلد حقيقية بعظمة مصر ، وبعد هذا التاريخ العالم يعرف النور ومن هذه البقعة ، بقعة شبه الجزيرة العربية ، يحلمون بالخلافة الإسلامية التي وطنهم كان فيها محتل ، فالإنتماء تاريخيآ كان للسيد القرشي وحاليآ للسيد العثمانلي .

خصائص العقلية الإسلامجية

عقلية الإسلامجية تتميز بخصال قميئة وهي كراهية الهوية الوطنية - والفرز - والإزدواجية ، فمرشدهم قالها من قبل ( طز في مصر ) ، ( فليحكمنا مسلم ماليزي ولا مصري مسيحي ) ، فحتي قضية فلسطين لا يرونها بمنظور الوطن ، بل هم يتباكون علي مسلمين فلسطين وبقعة من أرضها مقدسة ، غير ذلك لا يهم ، وأين باقي قضايا العالم الإسلامي فلو سلمنا فرضآ أن فرز البشر لمسلم وغير مسلم هو أمر عاقل وعادل ، فأين قضايا المجموعات الإسلامية الأخري ، أين قضية سبته ومليلية مثلا المدينتين المحتلتين في المغرب من إسبانيا ، أم إنهما ليس فيهما قطعة من الأرض مقدسة فلا يهم أمرهما ، أين قضايا مسلمين سوريا وليبيا والسودان واليمن اللذين صنعتم مأسيهم بأيديكم لماذا لا تتباكون عليهم أم أن تمزيق الأوطان حصري لكم لا تريدون أحد ينازعكم فيه ! هي فقط فلسطين ولا مأساة تعلوا علي مأساتها مهما كبرت .
المشكلة ليست في إزدواجية الغرب وهي حقيقية ولكنها إزدواجية برمجاتية لصالحهم ، من يمنعنا أن نري مصلحتنا نحن الآخرين ، هي عقول الإسلاميين المدججة بالكراهية المستعدة أن تكون فتيل لإستخدامهم من كل من يريد أن يعبث بأمننا ، فهل نلوم المستغل ونترك من عنده إستعداد للإستغلال ؟! فلولا عقولهم المؤدلجة بأفكار ضد أوطانهم ما قدر عابث أن يستغلهم في خراب الأوطان .
عقول الإسلاميين المسيطرة واللاعبة دور رئيسي في توجيه الرأي العام وتشكيل الوعي من قبل وإلي الأن بدرجات متفاوتة ، فإليها فقط يعزي جميع مصائب مجتمعاتهم ، هم ومن لم يؤخذوا علي أيديهم وتركوهم بلا محاسبة لحد الإستفحال .
الإسلاميين ينازعون الغرب في إزدواجيته بل أكثر ، إذا كان الغرب وقف بجانب أوكرانيا أكثر من فلسطين فهم أيضاً يهتمون لأمر فلسطين أكثر من أوطانهم ، طبعا الإهتمام الحقيقي بفلسطين هم من عوام الإسلاميين ولكن قادتهم هم يعرفون جيداً كيف يتاجرون بهذه القضية ، والإزدواجية في معايرة وطنهم بهزيمة لحقها نصر عظيم ، والبكاء علي فلسطين الصامدة تحت العدوان ، فهم صامدون مقاومون شجعان ، أما نحن رغم تحرر كامل وطننا يزايدون ويتقولون علينا شعبآ ودولة جميع الصفات الرزيلة ، ومن الجدير بالذكر هنا تذكر شاعر مصري هو ليس إخواني ولكن لإن قضية فلسطين شكلوها كأهم من وطننا الأم ، يقول في شعره " هم اللي عمالة ، وإحنا اللي قوالة ، عندينا تبقي الست ولدها طول الباب وتخاف يروح مشوار ، وهناك حريم من غضب شايفين عيالهم دهب ، وعشان ما يلمع زيادة ، لازم يدوق النار ،و بدأ شعرة بسب وطنه !
هذا يوضح بشدة أزمة هويتنا ، التي جعلت من إرهابي خائن صاحب قضية ، وجعلت شاعر مثقل بالدونية بطل ، يجب أن نعي أن وطننا أولآ ونواجه الجميع بذلك ، ويحترم ذلك كما نحترم الأخرين عندما يجعلون أوطانهم وهويتهم أولآ ، هذا ليس تصارع هويات بل إحترام للذات وللحقيقة ولوقف الإبتزاز علينا .



#سلوى_فاروق_رمضان (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العلم والعقل الجمعي
- الخيانة المشروعة والمكايدة الذكورية
- عقد الزواج وعقد الشركة
- بسنت خالد ،ضحية الكيد الذكوري
- خواطر من وحي الحضارة
- التنوير وسنينه
- رموزنا المصرية . اللواء باقي زكي يوسف نموذجأ (٢)
- رموزنا المصرية . زينب الكفراوي نموذجآ ١
- لماذا نقرأ الأدب
- البوركيني وفن صناعة المظلومية ٢/٢
- البوركيني وفن صناعة المظلومية
- الهوية الدينية في القضية الفلسطينية
- موقف شيخ الأزهر من الإخوان
- أين العفة من الطلاق الغيابى ؟
- الشخلعة بين الشيخ والفنان
- (هل يستفزهم العرى حقا !)
- ثقافة تبرير التحرش
- بالعامية المصرية آنسة ولا مدام
- هل أخلاقنا حقيقية أم مجرد مظاهر
- مقتطفات من التاريخ الذكورى


المزيد.....




- نور عمرو دياب تثير الجدل في فيديو متداول حول علاقتها بوالدها ...
- إيران تحذر مواطنيها من استخدام واتساب وتيليغرام لتفادي الاغت ...
- غالانت يكشف لـCNN الشروط الـ4 التي تحققت لشن هجوم على إيران ...
- قطر تعلن تواصلها يوميا مع أمريكا لإنهاء الصراع الإسرائيلي- ا ...
- مراسلة CNN لترامب: هل ستدمر قنبلة أمريكية برنامج إيران النوو ...
- هل تلبّي أمريكا رغبة نتنياهو وتدمّر منشأة فوردو وأي نوع من ا ...
- التصعيد الإيراني الإسرائيلي - ترامب يدعو إلى -استسلام غير مش ...
- متى تستدعي إيران حلفاءها بوجه إسرائيل؟
- جدارية ضخمة في طهران تكريما للمذيعة الإيرانية بعد القصف الإس ...
- الخارجية الروسية: إجراءات إسرائيل ضد إيران غير قانونية وتنذر ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سلوى فاروق رمضان - الهوية المصرية وإستلاب الوعي