أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - كاظم فنجان الحمامي - العنف المدرسي بين الهند والعراق














المزيد.....

العنف المدرسي بين الهند والعراق


كاظم فنجان الحمامي

الحوار المتمدن-العدد: 7727 - 2023 / 9 / 7 - 01:15
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    


تناقلت وكالات الفضائيات العربية مقطعا لمعلمة هندية في ولاية (مظفر نجار) Muzaffarnagar ذات الاغلبية الهندوسية، تطلب من التلاميذ الهندوس توجيه الصفعات لصبي مسلم في السابعة من عمره، وذلك تماشياً مع سياسة الحزب الحاكم الذي يقوده ناريندرا مودي. يبدو ان احدهم كان يتربص بهذه المعلمة، وهو الذي نقل لنا هذا المقطع المشين، فانتشر بسرعة البرق في كل القارات. .
ليست الهند وحدها متهمة بالعنف التدريجي، فما يحصل في مدارسنا لا يختلف أبداً عن مدارسهم. وربما يتجاوز حدود المعقول، وقد تعايشنا منذ طفولتنا مع سياسة الضرب والتعذيب المدرسي في معظم المراحل الدراسية، في المرحلة الابتدائية كنا نتعرض للجلد في ساحة المدرسة، وعلى وجه التحديد في الاصطفاف الصباحي، وذلك قبل توجهنا إلى قاعات الدرس. بعض صغار التلاميذ يتبولون في سراويلهم من شدة الخوف. وبعضهم يغمى عليه. كان المعلمون يحملون العصي والهراوات ويتفاخرون بها. كنا نشعر اننا في معسكر لتعذيب اسرى الحرب. أحياناً يطلبون من التلاميذ الكف عن الكلام والتوقف عن التنفس. ويلجأون أحياناً إلى التعذيب بالفلقة. .
في خمسينيات القرن الماضي كنت من تلاميذ مدرسة الرشيد الابتدائية في مدينة المعقل بالبصرة. وسألني المعلم عن جدول الضرب للعدد ( 9 ) فترددت وتلعثمت. فتعرضت لأول مرة للتعذيب بالفلقة. والفلقة عبارة عن إطار من الخشب بفتحتين، تُوضع فيهما ساقا التلميذ المراد عقابه. فيضربه المعلم على قدميه بخيزرانه مرنة تترك جروحا عميقة تحت الجلد. .
وفي المرحلة الثانوية والمتوسطة كنا نتعرض لسياسة التمييز الطبقي. أذكر ان مدير متوسطة الوحدة في المعقل بالبصرة (عدنان احمد عبدالرحيم) كان يتحامل على ابناء الطبقات الفقيرة والمسحوقة. بل كان يتذمر من وجودهم في مدرسته، ويطلق عليهم بعض العبارات الجارحة. بمعنى انه كان يمارس العنف النفسي. وهو من أخطر أنواع العنف المدرسي على الإطلاق لتأثيره على نفسية الطالب في كافة مراحله الدراسية، فهو يُهدد كرامته، ويُشعِرَه بأنَّه أقل كفاءة من ابناء الطبقات البورجوازية المترفة، ويكون ذلك من خلال حرمان الشخص من حقوقه، وإهماله، وممارسة الضغوط النفسية عليه، وعزله، وتهديده، وبالتالي قد يفقد الطالب توازنه النفسي. .
وإذا شئنا التعمق أكثر، يمكننا تعريف العنف المدرسي بأنه مجموعة من السلوكيات العدائية غير المقبولة تربوياً، والتي من شأنها أن تؤثر سلبا على سياسة التربية والتعليم. .
ختاماً: لابد من الاشادة بالجهود الرائعة التي بذلها اساتذتنا الأوائل. فالمعلمون على وجه العموم يلعبون دوراً كبيراً في حياتنا. إنهم الأشخاص الذين يثقفون المجتمع وينقلون معرفتهم للأجيال القادمة. وإنهم سبب وجود مهندسين وأطباء وطيارين والعديد من المهن المنتشرة في جميع أنحاء العالم. ما نتعلمه منهم في سن مبكرة على الأرجح سيبقى راسخاً في أذهاننا لبقية حياتنا. .
لا تنهض الأمم إلا بالتعليم، ولا يكون ذلك إلا بالمعلم المتمكن، وهكذا يظل المعلم مشعلاً يضيء دروب الخير لأجيالنا القادمة. .



#كاظم_فنجان_الحمامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأفارقة يقطعون ارتباطهم بفرنسا
- أبواق الجمهورية الفاضلة
- أما خنجر غادر أو وردة قاتلة
- هكذا تحدثت (زهوة) عن فلستين
- مقالات ندمت على كتابتها
- إمبراطورية صواريخها في 80 دولة
- ظهور أعراض الميثومانيا على جماعتنا
- أم من يحمي المظلوم والمستغيث ؟
- حتى لا يظل البيت لمطيرة
- جرعة زائدة من الحشيش الأفغاني
- الصين تختبئ تحت الماء
- قاربنا الذي أصابه العطب
- هموم القارة المضطهدة
- حمى الانقلابات تعصف بالجابون
- كتاب : بلاد ما بين النهرين القديمة
- أمريكا تعترف بجرائمها
- امرأة كتبت اسمها في سماء البصرة
- خذلونا فكان لهم الفضل علينا
- الفوضى: ديمقراطية بلا أنياب
- مراجعة لمفردات السطو والسرقة


المزيد.....




- ردا على بايدن.. نتنياهو: مستعدون لوقوف بمفردنا.. وغانتس: شرا ...
- بوتين يحذر الغرب ويؤكد أن بلاده في حالة تأهب نووي دائم
- أول جامعة أوروبية تستجيب للحراك الطلابي وتعلق شراكتها مع مؤ ...
- إعلام عبري يكشف: إسرائيل أنهت بناء 4 قواعد عسكرية تتيح إقامة ...
- رئيس مؤتمر حاخامات أوروبا يتسلم جائزة شارلمان لعام 2024
- -أعمارهم تزيد عن 40 عاما-..الجيش الإسرائيلي ينشئ كتيبة احتيا ...
- دائرة الإحصاء المركزية الإسرائيلية تكشف عن عدد السكان
- مغنيات عربيات.. لماذا اخترن الراب؟
- خبير عسكري: توغل الاحتلال برفح هدفه الحصول على موطئ قدم للتو ...
- صحيفة روسية: هل حقا تشتبه إيران في تواطؤ الأسد مع الغرب؟


المزيد.....

- اللغة والطبقة والانتماء الاجتماعي: رؤية نقديَّة في طروحات با ... / علي أسعد وطفة
- خطوات البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- إصلاح وتطوير وزارة التربية خطوة للارتقاء بمستوى التعليم في ا ... / سوسن شاكر مجيد
- بصدد مسألة مراحل النمو الذهني للطفل / مالك ابوعليا
- التوثيق فى البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- الصعوبات النمطية التعليمية في استيعاب المواد التاريخية والمو ... / مالك ابوعليا
- وسائل دراسة وتشكيل العلاقات الشخصية بين الطلاب / مالك ابوعليا
- مفهوم النشاط التعليمي لأطفال المدارس / مالك ابوعليا
- خصائص المنهجية التقليدية في تشكيل مفهوم الطفل حول العدد / مالك ابوعليا
- مدخل إلى الديدكتيك / محمد الفهري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - كاظم فنجان الحمامي - العنف المدرسي بين الهند والعراق