كلمة العلمي الحروني بمناسبة حفل استقبال وتهنئة المناضل المصطفى حجاجي على خروجه من السجن

أحمد رباص
كاتب
(Ahmed Rabass)

الحوار المتمدن-العدد: 7725 - 2023 / 9 / 5 - 14:11
المحور: حقوق الانسان
    

احتضن مقر الاشتراكي الموحد بمدينة تمارة هذا الحفل يوم الأحد الأخير ابتداء من الساعة السادسة مساء. تميز هذا الحفل بكلمة مؤثرة ودالة ألقاها العلمي الحروني، عضو المكتب السياسي بحضور عدد من المواطنات والمواطنين ونخبة ممثلة للهيئات السياسية والمدنية الداعمة.
بدأ الفاعل السياسي كلمته بالقول إن الهدف من تنظيم هذا الحفل هو الدفاع عن حقوق المواطنات والمواطنين بدوار "امحيجر" وبجماعة المنزه ككل، ضد ما أسماه بالحرب الطبقية المندلعة في المغرب بأكمله وليس فقط في ارجاء إقليم الصخيرات تمارة، مؤكدا أن هذه الحرب تجلت في صورة تسلط المخزن بقيادة أزلامه الموزعين واحدا واحدا على رأس الولايات، والذين يسحقون عباد الله ويهدمون مناولهم دون وجه حق، وكل من صدح بصوته ضد هذا التوجه توضع في حقه شكاية كيدية من طرفهم؛ كما وقع للرفيق المصطفى حجاجي الذي واجه شكاية من تأليف عون سلطة )مقدم) مسؤول عن دوار "أولاد مبارك" كرد فعل منه على شكاية كان حجاجي قد تقدم بها لدى النيابة العامة ولم تخضع للمسطرة الخاصة بها.
هذه الحرب الطبقية التي يقودها التسلط المخزني المتسلط على المغاربة تهدف - يقول الحروني -
إلى إخراج الناس من ديارهم حتى يستحوذ على العقار ويسلمه لمستثمرين أجانب وآخرين محظوظين من ذوي النفوذ السيلسي في البلاد.
ويرى المتحدث أن ما يقع في إقليم الصخيرات تمارة وفي المغرب بأسره عبر جهاته الأربعة يتزامن مع الشروع في تفعيل النموذج التنموي الجديد بعد المصادقة عليه والذي جاء لتعويض نموذج تنموي فاشل كما قال رئيس البلاد. "وإذا كان هذا هو النموذج التنموي فنحن نرفضه إذا لم يعتن بالإنسان اولا وقبل كل شيء. ففي ظل الهشاشة وضعف تأطير المجتمع المدني والسياسي لا يعقل الهجوم على المستضعفين مع ما يرافقه من بروباغاندا إعلامية مخزية وراءها خونة يتم تسخيرهم لتخويف المواطنين"، يوضح الحروني.
باسمه الخاص ونيابة عن المناضلات والمناضلين في الهيئات الداعمة، هنأ المتكلم ابمصطفى حجاجي الذي اتصف بالشجاعة وأدى ضريبة النضال بحبسه لمدة شهر وحيى كل من ساهم في إصدار بيانات وصياغة مراسلات والمشاركة في وقفات احتجاجية ذات علاقة بهذا الموضوع.
في هذا الإطار، يندرج سؤال كتابي القته الأمينة العامة للحزب الاشتراكي الموحد على وزير الداخلية. من يرغم هؤلاء الناس على التوقف عن السير في هذه الطريق؟ نحتاج إلى بناء وحدة بين هؤلاء المواطنين وحتى بين الفاعلين في الإعلام المتسمين بالشرف والنزاهة والذين يبذلون قصارى جهدهم ويجتهدون لإيصال صوت المواطنين إلى الرأي العام، يواصل الخروني.
وأضاف عضو المكتب السياسي أنهم يتحدثون كذلك عن الدولة الاجتماعية، في حين أن الشعب المحتج دائما على حق، وأن الديناميات الشعبية على حق. ثندم يتساءل: أين هي الدولة الاجتماعية؟ هل هناك تطبيب في البلاد؟ هل هناك تعليم حقيقي لأبناء الطبقة الشعبية؟ الجواب بالنفي. كل من ألمت به وعكة صحية سوف لن تتاح له فرصة وإمكانية للعلاج. من ذلك يستنتج المتكلم أن هناك مشكلا اجتماعيا عويصا في المغرب لأن الدولة تخلت عن الخدمات الاجتماعية الضرورية والتي هي سر وجود الدولة. إذا لم تهتم الدولة بما هو احتماعي، وإذا لم تهتم بأمن وأمان المواطنين اللذين تضمنها القوانين الدولية، فما هو دورها؟ يتساءل مرة أخرى.
كل ما وقع في إقليم الصخيرات تمارة من هدم المنازل يخالف ويناقض القوانين الدولية، ناهيك عن دستورنا. هذا غريب ونتمنى التحلي بقليل من الحكمة، يوضح الحىدروني.
ثم يقول: "نحن نؤمن في هذه الهيئات الداعمة كلها بأن الضغط الاجتماعي هو السبيل الوحيد لإيقاف هذا التسلط عند حده. لا يمكن لنا قبوله. هناك أناس يطالبون بإعادة هيكلة دوار "اولاد مبارك" الذي يضم مئات المساكن المبنية منذ مدة وتقررت إعادة الهيكلة لهذا الدوار الكائن بجماعة المنزه انطلاقا من سنة 2018، لكن في 7 يوليوز 2023 جاءت رسالة من الوكالة الحضرية تلغي إعادة الهيكلة بعدما أنجزت الوكالة ومعها مكونات اللجنة المشتركة دراسة تعميرية وأعدت تصاميم".
في رأي هذا الفاعل السياسي، لا يمكن للسكان السكوت لأن من مصلحتهم تهيئة دوارهم وترصيف وتعبيد طرقهم وغير ذلك. لكن السلطات تدخلت بهجوم غريب استعملت فيه كل الوسائل وأمروا السكان بإخلاء مساكنهم على الفور. هذا يدل على غياب الحوار في بلادنا، هل هناك شخص يمكن التحاور معه؟ عندما تكون هناك مطالب كثيرة ومعلن عنها كما هو الحال بالنسبة إلى مطالب الريف المشروعة والعادلة، وبالنسبة إلى مطالب جميع الجهات.
الآلة القمعية التسلطية تمعن في تكسير شوكة النضال وتعتقل الناس كما وقع في الريف وجرادة وإميضر والصخيرات تمارة. بدأوا باعتقال مواطن من دوار "جمايكا" وفي الصخيرات اختطفوا الناس دون توصلهم باستدعاءات للحضور مع أنهم قاموا ياحتجاجات سلمية. مثلا، جماعة شباب أمحيجر تتحاور مع السلطة التي تعرف اعضاء الجمعية وتدرك انهم سلميون منذ مدة، وعوض احترام القانون عن طريق تسليم رئيسها استدعاء ولو بالواتساب أو عبر رسالة نصية تم اختطافه والزج به في السجن مع تأليب بعض الجرائد والخونة ضده. هذا للأسف غير مقبول.
"سوف نتابع هذه الملفات كما عاهدنا عليه الرأي العام سواء في دوار "أمحيجر" او في دوار "أولاد مبارك" وفي إقليم الصخيرات تمارة ككل. كما نطالب المواطنات والمواطنين أينما وجدوا بأن يتكتلوا لأجل التصدي لهذا الهجوم الذي يستهدف المغربيات والمغاربة"، يقول الحروني قبل أن يخبر الحضور هجوما مماثلا استهدف بالأمس فئة من سكان أكادير.
عادة ما ترسل إلى أحد المواطنين استدعاء بالحضور بناء على شكاية تقدم بها عون سلطة يقول فيها إن المدعى عليه يتهمه بتلقي الرشاوى. من هو هذا الشخص في البلاد بأسرها سواء كان صحافيا او مواطنا عاديا لا يعرف أن "المقدمين" واعوان السلطة هم الذين سمحوا بالسكن الصفيحي او العشوائي؟ من يجرؤ على نفي ذلك؟ يسأل الحروني ويجيب بأن كل شيء معروف ومسعر حتى، إذا أردت بناء طبقة إضافية فعليك ب "اذهن السير يسير". يجب أولا أن نسأل المقدم والقايد وغيرهما ممن ظهرت عليهم النعم: من أين لكم بهذا؟ خاصة ونحن نعلم أن تلك النعم لا تؤتى اعتمادا فقط على الأجرة الشهرية للمعني بالأمر. ينبغي البحث عن مصادر الاموال التي تم بها اقتناء البقع، بدل من التوجه نحو مواطن يحتج بشكل سلمي وقال يشاع أن فلانا يتلقى الرشوة بينما ذلك هو الحقيقة بعينها ليتم اعتقاله، يختم صاحب الكلمة.

#أحمد_رباص (هاشتاغ)       Ahmed_Rabass#          

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل