أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد قنوت - غبار الشرق السوري و شمس جبل العرب















المزيد.....

غبار الشرق السوري و شمس جبل العرب


خالد قنوت

الحوار المتمدن-العدد: 7723 - 2023 / 9 / 3 - 02:50
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أن تقوم الثورة الشعبية من جديد رغم كل حدث لها من بطش دموي من سلطة الاستبداد الاسدي و تجاهل دولي و غدر من بين صفوف الحراك لهو أمر يفوق التوقعات على الأقل في فترة قياسية لم تستطع بذور الثورة الشعبية أن تدك جذورها في الأرض لتنتج نتاجاً وطنياً حقيقياً يقود ذاك الحراك الشعبي إلى ثورة وطنية حقيقية.
و لكن الحدث في كثير من الأحيان يتجاوز التوقعات و الاحتمالات و يخرج كإعصار أو كبركان و على الوطنيين الاحرار التقاط الدفة و توجيه الحراك نحو حالة وطنية نظيفة و فاعلة كأضعف الايمان لتكون لبنة قوة و راسخة لثورة كل السوريين في تحقيق حلم استعادة دولتهم و ترابهم الوطني و خوض مسيرة شاقة و طويلة لبناء دولة المواطنة و الحق و العدل و حقوق الانسان الفرد.
رُدت الروح للسوريين من جديد من قلب السويداء مع توأمتها حوران البطلة و بدأت بشائر و صدى هذا الحراك الرائع تنتشر في طرطوس و اللاذقية و حلب و دير الزور التي سطرت أجمل و أروع اشكال الحراك الثوري منذ بداية الثورة الشعبية, لتعكر كل هذا الحراك العظيم أخبار المعارك في محافطة دير الزور الجريحة و المحتلة من دول و ميليشيات و عصابات و جيش الأسد الخائن جميعها تعبث فيها فساداً و نهباً لثرواتها استكمالاً لمسيرة آل الأسد منذ أكثر من اربعين سنة.
هل من سؤال محق عندما نسأل لماذا الآن؟ و ما يتبع من أسئلة منطقية, لصالح من؟ و ما طبيعة العلاقات القائمة بين القوى المتحاربة و خلفياتهم و ارتهاناتهم؟ و إلى أين يمضي ذاك الصراع؟ و بالنهاية هل يخدم هذا الصراع السوريين و يدعم حراك جيل العرب اليوم و الذي يسير بالأحداث نحو قيامة ثانية للسوريين في كل المناطق و خاصة تلك التي تحت سلطة النظام الأسدي العميل؟
أعتقد, ان على السوريين الوطنيين أن يفكروا جيداً كيف تخبو حدة المعارك في مكان و زمان ما من سورية لتستعر و تستدعى من مكان و زمان آخر؟

في العمق,
- هناك ضبابية و غموض, قد يكون متعمد, في طرح قوات قسد الاستراتيجي و مدى تفاعلهم مع القضية الوطنية السورية و هي بالمجمل تثير الريبة لدى المكون العربي السوري, إن كان من الممكن أن نضفي على قسد صفة الاكراد مع أن قسد تضم مكونات عربية سورية في قواتها العسكرية. في الوقت نفسه, لا يمكن أن نغفل دور قسد في تحرير شرق سورية من الارهاب الداعشي و الأسدي و تأمين حالة متقدمة من الأمن للمنطقة و دفاعها المشروع ضد الاحتلال التركي للشمال الشرقي و مع ذلك قسد لم تقدم نموذجاً وطنياً سورياً سوى الخريطة السورية على علمها الأصفر لا بل رفعت تلك الأعلام فوق أي علم وطني سوري مرفقاً بأعلام إقليم كردستان العراق و صور الزعيم الكردي الجليل أوجلان الذي يكن له السوريين الاحرار كل التقدير و لكن ليس على حساب رموز سورية وطنية كردية أو غير كردية كالشهيد مشعل تمو أو حتى رجالات الاستقلال السوري الأوائل كإبراهيم هنانو أو أحمد كرد علي ..!
- الحالة المنفلتة في منطقة دير الزور لا يمكن لأي كان أن ينكرها و كيف تحولت بعض كتائب الجيش الحر المكونة ببداية الثورة إلى تنظيمات مسلحة متعددة الانتماءات و الاهواء تقوم على فكر الفزعات العشائرية دون جدل أو عقلانية مما أفرز تنظيمات مسلحة تقودها شخصيات غير كفوءة لأي عمل وطني سوري أو ثوري, أمتلكت بحكم السلطة المفرطة التي امتلكوها و الثروات التي تراكمت لديهم نتيجة سيطرتهم على مقدرات السوريين من نفط و ثروة حيوانية و زراعية و خوات لفتح طرق توريد النفط المنهوب للنظام أو لتركيا أو حتى لمناطق شمال غرب سورية حيث أهلنا المهجرين من كامل الجغرافيا السورية. نعم انتجت اثنا عشر سنة من الحرب السورية امراء حرب جدد من مناطق لا سلطة لأحد فيها سوى سلطة المال و السلاح كأمثال أبو خولة و غيره و غيره و منهم من كانوا أعضاء في الائتلاف الوطني و يتحدثون باسم الثورة.
- قوات النظام المتواجدة لا حول لها و لا قوة داخل دير الزور و حولها تحت قيادة ميليشيات ايرانية محتلة.
- ميليشيات ايرانية الطائفية التي تسعى لتغيير ديموغرافي في المنطقة نحو امتداد الهلال الشيعي الايراني نحو المتوسط الذي صار أكثر خطراً على المنطقة و ربما أكثر للخطر الصهيوني.
- القوات الامريكية التي تسيطر و تأمر و تقرر كل شيء في المنطقة من منظور مصالحها كدولة عظمى تبيع و تشتري حتى بالبشر و الحجر للحصول على اللقمة الأكبر التي تلائم قدراتها الهائلة فلديها في سورية و ليس في شرقها و حسب مكونات اجتماعية ترى فيها المخلص للكارثة السورية و في مناطق تواجدها توجد الثروات النفطية و غير النفطية تمد من خلالها دعماً ذاتياً لقواتها و لقوات حلفائها دون قيد أو شرط و دون رقيب. و رغم ما يتناقله السوريين و العراقيين من أخبار عن تحول سياسي أمريكي في ملف منطقتنا فإن كل المحللين السياسيين الأمريكين يستغربون هذه الاخبار و يصفوها بالاشاعات فلا يمكن لأمريكا أن تخوض أي حرب للمنطقة يمكن لها أن تخسر أحد جنودها فيها و هي على أعتاب الانتخابات الرئاسية في الوقت نفسه لا يمكن لأمريكا أن تقبل بزوال التأثير التخريبي للسياسة الايرانية في المنطقة العربية ككل و في الخليج تحديداً و في سورية و العراق على وجه الخصوص و هذا منطقي لدولة لا ترى في الحروب الباردة و الساخنة سوى فرص للتأثير في العالم و في كسب المصالح و الثروات, حتى هذا اليوم.

أعتقد, أن ما يحدث في شرق الفرات السوري يستلزم منا كسوريين وطنيين الوقوف عنده و إعادة رسم خارطة جيوسياسية للمنطقة كي نعرف قدرات القوى القائمة على الارض و البحث عن مصالحنا الوطنية و بناء منظومة حلفائنا الجدد مع إدراكنا الواعي لمصالح الآخرين في سورية اليوم و غداً بعد سقوط النظام كهدف وطني مرحلي نحو تحقيق هدف استراتيجي وطني أكثر صعوبة و قسوة و هو تحقيق بناء الدولة السورية الوطنية.

بمعنى آخر, أن نعي ما يثار اليوم من معارك في شرق الفرات تؤسس كهدف مستقبلي لحروب طويلة و دموية بين الاشقاء السوريين و أن نضع القواسم المشتركة بين المصالح و الأهداف التي تطرحها القوى على الأرض و أن نزينها بميزان الوطن لنخرج من التشويه و التشويش الاعلامي المثار لدى بعض القنوات الاعلامية و القوى الفاشلة التي تدعي معارضة النظام و كذلك قنوات النظام الأسدي المجرم و كهدف آخر آني في التغطية على حراك أهلنا الوطني في جبل العرب الذي يملك من الفعالية و التأثير في العالم ما قدمه الحراك الثوري السلمي في بدايات الثورة اليتيمة عام 2011 قبل أن تختطفها طيور الظلام و الاسلام السياسي و القوى المتعطشة للدماء السورية.
لنرفض كل اشكال الصراعات التي يكون فيها السوريين وقودها (عرباً و أكراداً) و تكون المصلحة الوطنية السورية ضحيتها مع كل الاصرار على حق أي سوري في أن يرفض و يناضل ضد أي استبداد و تسلط مليشياوي أو سلطات الأمر الواقع.



#خالد_قنوت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ساعة الحسم
- محنة روسيا اليوم.
- صيغ لقيامة وطنية سورية جديدة
- الحصان, أولاً
- الانتخابات الكندية و دور المواطن الكندي.
- حروب طالبان القادمة والمنفعة السورية
- بناء الذات, أولاً
- أسئلة عن الحلول الاستراتيجية للأزمة السورية
- ملفات النفايات النووية المخفية
- دولة فاشلة أم وصاية دولية؟
- لم يبدأ بعد...!
- وهم النفط و الغاز
- من حلم الدولة إلى دولة الخراب
- يا سفرجل...
- براميل الكورونا
- كورونا و الازمة الاقتصادية العالمية
- كورونا السياسة
- و كم من كوهين, وصل؟!
- في مهب الرياح
- العنف خلف الغربال


المزيد.....




- بعضها أوقف التصدير... ما هي الدول التي تزود إسرائيل بالأسلحة ...
- الآلاف يرفعون علم روسيا العملاق في قبرص احتفالا بيوم النصر
- لجنة فلسطينية تدعو أهالي الضفة والقدس والداخل للانتفاضة إسنا ...
- ساحة حرب.. مشاهد مروعة لهجوم نشطاء على مصنع -تسلا- في ألماني ...
- -كتائب القسام- تفجّر نفقا بقوة إسرائيلية في رفح
- الدفاع الروسية تعلن تدمير 3 دبابات -ليوبارد- ألمانية ودبابتي ...
- تأهل المتسابقة الإسرائيلية في مسابقة -يوروفيجين- وسط تظاهرات ...
- السفارة الروسية في الإمارات تنظم أمسية احتفالية بمناسبة الذك ...
- إسرائيل تتحدث عن مغادرة مقاتلين من -حماس- رفح وتكشف عن استرا ...
- لسبب غريب.. صينيون يدهنون وجوههم باللون الأسود (فيديو)


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد قنوت - غبار الشرق السوري و شمس جبل العرب