أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد قنوت - بناء الذات, أولاً














المزيد.....

بناء الذات, أولاً


خالد قنوت

الحوار المتمدن-العدد: 6957 - 2021 / 7 / 13 - 20:41
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بعقل بارد, رغم قسوة المحاولة, لا يمكن للسوريين أن يستعيدوا روح المبادرة و القيام من جديد بخبرة عشر سنوات على قيامتهم الأولى أنجزوا فيها الكثير و خسروا الكثير الكثير لأسباب داخلية بنيوية و ذاتوية و أخرى خارجية جوهرها الترابط السرطاني للنظام المجرم بتحالفات اقليمة و دولية استطاعت أن تستوعب درس الثورة الشعبية و تمكنت من حسم مرحلي لصالحها طبعاً على أنقاض سورية المدمرة و الممزقة.
تجربة تشكيل قيادة للحراك الثوري و فرض الكثير من المرتزقة و المرتهنين صار درساً مؤلماً و مريراً لكل السوريين مانزال نحصد علقه و اشواكه حتى يومنا هذا و ربما لزمن طويل إن لم نبدأ.
كان هدف الثورة الشعبية بناء سورية حرة كريمة ديمقراطية لكل ابنائها و هذا بالمنطق يعني تغيير جذري بالنظام السياسي القائم و مع تجربة الدم و الدمار صار الهدف الاساسي اسقاط النظام و رأسه بالتحديد دون أن نعي أن المطالب الشعبية تحلق بعيداً بسوياتها لأن الموضوع يحتاج لعوامل وطنية و دولية منطقية لتحقيق هذا الهدف, و مع ذلك و رغم جنون آلة النظام العسكرية و الأمنية و بتدخل مباشر لقوات و ميليشيات بقيادة ايرانية أقترب هذا الهدف من التحقق في 2014 و لولا التدخل الروسي العسكري 2015 لكان انهيار النظام قد تحقق و ربما و بشكل منطقي أيضاً كنا نعيش اليوم حالة حرب أهلية دموية لسبب بسيط أننا لم نخلق بديل وطني و لم تكن هناك خطة استراتيجية و لا قيادة وطنية تتكفل بتسير امور بلد ممزق و مدمر و على ارضه قوات و مليشيات أجنبية.
العقل البادر يقول: إن استعادة روح المبادرة الوطنية يبدأ من الذات في انتظار الظروف أو التغيرات الموضوعية أو السعي لوجودها و هذا يعني أننا كسوريين مؤمنين بأن خلاص سورية يكون ببناء دولتها الحديثة على اساس المواطنة و على اساس فوق دستوري هو شرعة حقوق الانسان و دولة يحكمها القانون و الدستور بشكل حيادي لا تتجاوزه أي ايديولوجيا أو قوة سياسية أو أي فرد كان, مطالبون اليوم بصياغة الذات و تقديمها لكل السوريين كبديل وطني اصيل و حقيقي و قادر لمرحلة زمنية عصيبة و قاسية قادمة عبر مؤسسة سياسية جامعة و تحت مجهر و رقابة صارمة لتكوينات أهلية هدفها التصحيح و منع الانزلاق نحو الفردية و الاستغلال و الاستبداد.

أعتقد, أن العالم يتناسى الوضع المأساوي السوري ليس لأنه غير مكترث أو لأنه لا يعير اهتماماً ببلد يتوسط العالم أو أن صراعاته الدولية بعيدة عن المرور عبر سورية, بل لأن العالم أيضاً بانتظار البديل السوري الذي يستطيع أن يتعاطى مع نفسه و مع العالم بالسياسة و بمنطق المصالح.
كل السياسيين في العالم و منذ قيام الثورة 2011, كانوا ينتظرون و يتحدثون عن البديل السوري و لم يجدوه بعد.
النظام الأسدي يفهم و يعرف أن وجود بديل وطني يعني سقوطه الحتمي دولياً و بقرار لا أكثر, لذلك عمل بكل قدراته على منع قيام ذاك البديل.
يبقى أن نعرف و نؤمن بأن لدى السوريين الكثير من الشخصيات الوطنية الأصيلة و الكثير من العقول و الخبرات, كل ما ينقصها هو العمل الجماعي و المؤسساتي النظيف و الصارم و العقلاني حيث لا يمكن للعلائق و المتسولين و الجهلة و المتعطشين للسلطة أن ينسلوا بين أروقتها.
سيبقى عتات الفشل و الارتزاق يتناوبون المناصب الفارغة و يقلبون على السوريين نهارهم طالما لم نبني بديلنا السوري الوطني و طالما نحلم بسقوط المطر في صيف ايامنا.



#خالد_قنوت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أسئلة عن الحلول الاستراتيجية للأزمة السورية
- ملفات النفايات النووية المخفية
- دولة فاشلة أم وصاية دولية؟
- لم يبدأ بعد...!
- وهم النفط و الغاز
- من حلم الدولة إلى دولة الخراب
- يا سفرجل...
- براميل الكورونا
- كورونا و الازمة الاقتصادية العالمية
- كورونا السياسة
- و كم من كوهين, وصل؟!
- في مهب الرياح
- العنف خلف الغربال
- عفوية العمل الثوري و ضياع الأمل من جديد
- الشباب و مستقبل سورية
- نيرون مغنياً
- من يقدر الجمال, ينتصر.
- سوتشي, لماذا؟
- استحقاقات سورية مصيرية
- الشعب الايراني و حتمية القيامة من جديد


المزيد.....




- فيديو: إصابة 11 شخصاً من بينهم طفل في قصف على مدينة يبلغورود ...
- إسرائيل تهاجم شرق رفح ومحادثات الهدنة تنتهي دون اتفاق
- بالفيديو..-القسام- تستهدف جرافة عسكرية وتقصف قوات إسرائيلية ...
- لوكاشينكو يطلب من قوات الأمن البيلاروسية ضمان سلامة القاضي ا ...
- السعودية.. أستاذ ينقذ طالبا من الاختناق بـ-نباهة وفطنة- ويثي ...
- -السلحفاة-.. ابتكار روسي جديد لاختراق دفاعات العدو (فيديو)
- فيديو بكاء وصراخ من داخل سجن يثير جدلا على مواقع التواصل..هل ...
- انطلاق مسيرة النصر بالسيارات في بيروت
- ألمانيا تعلن عزمها على شراء منظومات -هيمارس- الصاروخية لتسلي ...
- زيلينسكي يقيل المسؤول عن أمنه الشخصي


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد قنوت - بناء الذات, أولاً