أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - المنصور جعفر - ليبرالية الحكم العسكري والحزبي في دولتي الحداثة والإسلام















المزيد.....

ليبرالية الحكم العسكري والحزبي في دولتي الحداثة والإسلام


المنصور جعفر
(Al-mansour Jaafar)


الحوار المتمدن-العدد: 7721 - 2023 / 9 / 1 - 09:13
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


هذا راي ضد ربط قوة الدولة بتغيير مسميات هيئاتها دون تغيير نظام معيشة الناس والتنمية فيها.


عروة قول الترابي عن سيطرة الإسلاميين على الجيش أنها سيطرة تؤمن تحكيم الاسلام وتمكنه وترسخه وهو كلام مخالف لتاريخ طويل قدره 1400 عام من التمردات والانشقاقات و والانقلابات في جيوش الخلافات الاسلامية.


في معسكر الاراء الليبرالية الحداثوية والاسلامية فات على الإسلاميين وعلى الحداثيين منذ ما قبل أيام الترابي وإلى مستقبل قريب ان الجيوش في الدول الليبرالية تعمل بأمر قادتها لتحقيق مصالحهم الظاهرة والباطنة مع قوى النفوذ والهيمنة التجارية والسياسية. من ثم لا يوجد في دولة ليبرالية جيش رسمي أو جيش يتبعه يعمل لـ"مصلحة الشعب والوطن،" كما يقال، وذلك بحكم أن ليبرالية التجارة تقسم المجتمع إلى طبقات وبالتالي تخفض تماسك المجتمعات والدولة وتغيب الكينونة الشعبية للدولة والكينونة السياسية للشعب، والكينونة الديموقراطية للوطن الذي تتم خصخصته، كذلك تغيب في الدول الليبرالية الكينونة الوطنية والشعبية للديموقراطية بفعل الأحزاب النخبوية التجارية التوجيه وبفعل الجيوش ذات القيادات المواشجة للسوق.، ففي مختلف حالات الليبرالية تنطفيء المعاني التي تلقنها للناس منظومة التعليم والتثقيف والأدلجة للمفردات الكبيرة مثل مفردات: "الشعب" و"الوطن" و"الجيش" و"الحرية" و"الدين"، والديموقراطية،..إلخ.


في غالبية دول العالم يتحكم السوق وكبراء السوق في مجريات الحياة العامة، يتبعه قادة العمل السياسي وقادة المخابرات والجيش الخ. فإن كانت الدولة الليبرالية الاقتصاد والتجارة ذات رئاسة عسكرية كغالبية الدول والرئاسات المألوفة في العالم الثالث خفتت نجومية الأحزاب وكان تحكم قيادة الجيش في بقية فئات المجتمع - عدا الشريحة الراسمالية الكبيرة العلاقات- تحكماً ظاهراً برئاسة نابليونية، وهي رئاسة تزعم لتبرير سيطرتها ان وجود البلاد أو قيمها يواجه خطراً وجودياً يهدد وحدتها الشعبية أو وحدتها الوطنية أو يهدد من الخارج "سيادة الدولة" أو يهدد الوحدة والسيادة معاً.


في حالتي الخطر يصون الجيش بصورة نسبية أجزاء من حرية بعض الأفراد في تملك موارد المجتمع تملكاً انفراديا محوره الإستغلال التجاري لبعض حاجات الناس أو الإستغلال الرأسمالي لحاجاتهم وجهودهم.

أي ان تحكم الجيش في أمن وفاعلية الدولة الليبرالية سواء كان علمانياً أو اسلامياً هو جزء أصيل من تحكم النظام التجاري الرأسمالي الكينونة وليس تحكم عابر لمجموعة حزبية أو ربع حزبية في مجموعة عسكرية، أو تحكم طارئي لنخبة عسكرية في مجموعة أو منظومة سياسية، بل الحقيقة الموضوعية هي وجود ونشاط الجيش في الدولة كأداة تحكم طبقي.


كذلك فات على الاسلاميين وكثير من خصومهم ان الجيوش في الدول الليبرالية الامبريالية ذات الرئاسة الحزبية جيوش تتحكم في كثير من أمور الأحزاب والحكم والاقتصاد والعلاقات الخارجية تحكماً دقيقاً عبر أربعة منظومات هي:

(أ) المنظومة القانونية:
هي منظومة مكونة من مواثيق وقوانين وبرامج وسياسات متنكرة في عبارات "الأمن القومي" و"المحافظة على المصالح الحيوية للدولة" (بمعنى المحافظة على هيمنة البنوك والشركات على أعمال المجتمع والنشاط الإمبريالي) و"المحافظة على السلم الإجتماعي" (بمعنى المحافظة على نظام الاستغلال الطبقي) و"حماية التملك الخاص" أي التملك الرأسمالي لموارد المجتمع)، و"عدم إثارة الكراهية" (بمعنى دم اثارة ضد الطبقة المتحكمة) و"عدم التآمر لفرض سيطرة أو لإعاقة حرية تجارية" (اضرابات عمالية غير مأذونة، أو كارتيلات ربح غير مأذونة) و"عدم اصطناع أو نشر مواد تهدد الأمن والنظام" بتحريض مباشر او غير مباشر على "العنف أو تؤدي إليه"!، وكلها أمور ضابطة تأبد التحكم الرأسمالي وتحمي استبداده بميثاق سياسي يسمونه "الدستور" ونصوص واجراءات جنائية يسمونها "القانون" وضباع لها يسمونها "اللوائح" وموجهات تسمى "البرامج" إضافة إلى إنفاذها بواسطة أنواع من العقود والموجهات والأوامر مع متابعة صارمة وتسهر على تمكينها وتنفيذها وتقويتها كل هيئات الدولة خاصة هيئات الأمن والمخابرات وكتائب الظلام العاملة بأمرها بكل الأساليب.

(ب) منظومة التحكم في أشخاص ومهمات مناصب الهيئات السياسية والحزبية والإدارية والتجارية والإعلامية عبر أساليب المخابرات ذات الإغراء والتهديد وأحياناً القتل.

(ج) منظومة التحكم المعرفي والثقافي والإعلامي المزينة أنشطة التحكم والسيطرة الرأسمالية وامتداداتها الامبريالية، بان تقدمها إلى الأذهان كأنشطة منطقية وضرورية لحياة المجتمع وانها قابلة للإصلاح والتحسين بنفس الأدوات السامة والمدمرة التي كونتها وكرست مظالمها!

(د) منظومة العلاقات الخارجية المؤسسة بشكل كبير على التعاون العسكري ذو التبعية والخضوع سواء بتبعية غرب أوروبا لأمريكا أو بتبعية غالبية دول العالم الثالث لمراكز الإمبريالية في غرب أوروبا والولايات المتحدة، تبعية القن للسيد.


في النظام الليبرالي ذو الرئاسة الحزبية تقوم مؤسسات الأمن والاستخبارات من خلال ضبطها المنظومات الأربعة بدور حاسم في توجيه وضبط النشاط السياسي والاقتصادي والثقافي والدولي للهيئات والأفراد رغم انها مؤسسات غير منتخبة لكن اضبطها أمور الحكم جزء عضوي من منظومة التحكم الرأسمالي منذ تكوينه الجيوش والحكومات الحديثة في القرن السابع عشر.


إذن في حالتي الدولة الليبرالية حالة الرئاسة الحزبية أو حالة الرئاسة العسكرية فإن سيطرة الجيش والمخابرات والميليشيا على تفاصيل الدولة أمر معلوم نسبياً وله اما انقلابات ظاهرة كما في دول العالم الثالث أو انقلابات ذات أشكال مدنية ناعمة في العالم الإمبريالي. وفي الحالتين تضاد الدولة الليبرالية أسس واشكال "الديمقراطية الشعبية".


نعم أكثر ما فات على غالبية الاسلاميين وما لن يدركوه بسهولة ان أسلمة الجيش لا تعني رسوخ واستقرار تحكمهم فما أكثر التمردات والانقلابات التي نفذتها قيادات الجيوش الاسلامية خلال ألف وأربعمائة عام من التحكم الاسلامي السياسي في شؤون البلاد ومجتمعاتها، كما إن أسلمة الدولة لا تعني نهاية سيطرة السوق وتماسيح السوق على تفاصيل المعيشة والمجتمع والدولة بل إن الأسلمة كانت هي بداية توحش السوق وتماسيحه بحكم تقديسها اعمال الدولة.


أما الليبراليين الحداثويين فلم يزلوا في الوهم التليد ان تكوين حكم وجيش من الموسمين بأنهم "كفاءات وطنية" سينقل البلاد من حال الموات إلى حال النشاط وما دروا أن تناقضات النظام الليبرالي هي التي دمرت مأ كانت تحاول كل كفاءة ان تنجزه.


الخلاصة: إن إعلان أسلمة الجيش أو الحكم أو إعلان وطنية الجيش أو الحكم هو مجرد إجراء شكلي لتبرير تحكم سياسي لكنه لا يلغي استبداية السوق والجيش في النظم الليبرالية ولا يخفي كينونتهم التجارية الطفيلية كجزء عضوي في ليبرالية السوق، سواء كانت دولة السوق هذه دولة حزبية الرئاسة أو دولة عسكرية الرئاسة، علمانية أو إسلامية.

وهكذا كانت الدولة التي ماتت في السودان بمختلف مسمياتها إذ كانت ولم تزل بقاياها مثل غالبية دول العالم الليبرالية مجرد دولة عنف تجاري التعامل والهدف تتحكم في أمورها شؤون العرض والطلب والنظم اللازمة لربح النخبة الرأسمالية من حاجات وجهود وآمال فئات الطبقة الكادحة، من ثم فإن تغيير مسميات هيئاتها لم يغير طبيعة هذه الهيئات. بل صارت الأمور تحتاج إلى إعادة بناء متكامل للنظم الاقتصادية والثقافية والإجتماعية والسياسية في كل المنطقة وليس في جزء واحد منها.

انتهى



#المنصور_جعفر (هاشتاغ)       Al-mansour_Jaafar#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ضد التأجيج العنصري في السودان
- تأثيل جدل القبيلة والدولة
- الأستاذ فاروق أبوعيسى
- عشرة تغييرات هزت سوريا
- الدمج وذلك السؤآل
- مهمات في الدعاية الثورية
- نقاط لتأريخ هذه الحرب
- سببا الانفجار
- لاباسيوناريا La Pasionaria
- في تبدد الإنتاج الوطني
- من الميكانيك إلى الكهرباء
- الليبرالية تولد التطرف
- تحسيناً للحزبية، الذكاء الاصطناعي ضد أسلوب روزا
- تأثيل الجزء الليبرالي من كلمة العدل
- تأثيل فلسفة المثقف الإستعماري الكبير
- الخطابة الثورية
- الإعلام الثوري والتغيير الجذري
- تبرئة كل النخبة وإدانة كل الثائرين
- تيت تيت .. ديالكتيك النشاط الفوقي والنشاط القاعدي
- في الحرب ضد النُخب، أهم 40 ضربة أنجزتها الحركة الثورية


المزيد.....




- الاحتفال بشم النسيم 2024 وما حكم الاحتفال به دار الإفتاء توض ...
- قائد الثورة الاسلامية يستقبل جمعا من مسؤولي شؤون الحج
- فتوى في الأردن بإعادة صيام يوم الخميس لأن الأذان رفع قبل 4 د ...
- “أغاني البيبي المفضلة للأطفال” ثبتها الآن تردد قناة طيور الج ...
- القمة الإسلامية بغامبيا تختتم أعمالها بـ-إعلان بانجول- وبيان ...
- قادة الدول الإسلامية يدعون العالم إلى وقف الإبادة ضد الفلسطي ...
- مئات ملايين الدولارات.. واشنطن تزيد ميزانية حماية المعابد ال ...
- بعد مظاهرة داعمة لفلسطين.. يهود ألمانيا يحذرون من أوضاع مشاب ...
- المقاومة الإسلامية في العراق تستهدف ميناء حيفا بصاروخ -الأرق ...
- يهود ألمانيا يحذرون من وضع مشابه للوضع بالجامعات الأمريكية


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - المنصور جعفر - ليبرالية الحكم العسكري والحزبي في دولتي الحداثة والإسلام