انكسار

عماد الطيب
كاتب

الحوار المتمدن-العدد: 7716 - 2023 / 8 / 27 - 11:51
المحور: الادب والفن
    

بعدما كتبت عبارات الوداع لها .. فزعت من هول الكارثة التي اقدمت عليها .. لقد انتزعت روحي بيدي .. وقمت بأنتحار عاطفي .. مع سبق الاصرار .. ياويلي ماهذا الذي افعله وكأنه الجنون بعينه .. كلماتي اشبه بالسقوط من منحدر جبل الى اسفل القاع .. تهشم وتحطم في ارادتي التي تسعفني بالملمات .. كانت تقول لي اترك كلمات الوداع نحن اناس كبرنا على تلك الكلمات الصبيانية .. ماذا اقول بعد ذلك فقد جرحت كرامتي وغرزت سكينا في خاصرتي بكلماتك الاخيرة التي تعبر عن عدم ثقة .. واني لست اهلا للثقة .. اي جناية ارتكبتها حين اسأل عن احوالك وتردين وكأنك افشيت سر من اسرار الكون لي .. وتداركتي خطأك المزعوم وكأنك قمت بأمور مهولة حين حكيت لي مشكلتك وانا الذي يحاول ان يخفف من وطأة الامر عليك ويزيدك صبرا .. وانت تثورين في وجهي وتلومين نفسك .. اي امرأة مبهمة انت .. .. فكل الناس لها مشاكلها وعيوبها وتسر حين تفشيها لمن تحب لتخفف من وطأة الامر وتعرف جيدا ان كل مشاكلنا متشابهة . يقولون ان الثقة بالنفس حين تبدأ بمصارحة الاخرين عن احوالك الجيدة والسيئة . فلاعيب ان يطلع الاخرين عن شيء من خصوصيتنا مادام الامر لايتعدى التدخل فيها وانما ابداء النصائح فحسب .. ان كانت خصوصيتك تعد مثلبة ان افصحتي عنها .فأنصحك ان تحبسي نفسك بصندوق لتعيشي به طول حياتك .. ولاتجعلي من نفسك ملاك دون عيوب واخطاء . قمة النضج ان نعرف حقيقة انفسنا وسط خرائط البشر .. يقول السيد المسيح .. من كان منكم بلاخطيئة فليرمها بحجر .. هنا قمة التحدي ان الحقيقة التي نحاول ان نخفيها اننا بلاعيوب ولاخطايا هي كذبة . المصارحة مع النفس وزرع الثقة مع الاخرين ليس عيبا . وانما التقوقع في داخلنا يجعلنا عرضة للانكسار .. علينا ان نختار اناس يكونون مرآة لنا يصلحوا عيوبنا ويذكرونا بأخطائنا . وان كانت هذه قناعاتك المترسخة في اللاوعي . فما عليك سوى اغلاق الابواب واطفاء الانوار عليك والعيش في ظلمة المجهول . ولكن اقول ما غالب في الحبِ أو مغلوب .

#عماد_الطيب (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل