اهل الوطن

عماد الطيب
كاتب

الحوار المتمدن-العدد: 7697 - 2023 / 8 / 8 - 19:06
المحور: الادب والفن
    

انتهى الزمن الذي كان فيه اهلنا يخافون علينا من الغربة .. واصبحنا نحن نخاف عليهم من الوطن .. كلمة رائعة لديستوفسكي .. قالتها قبيل مغادرتها للسفر وانا احادثها .. كانت خائفة على عائلتها واهلها وليس على نفسها في بلاد الغربة .. اي معادلة معكوسة الاجابة واي عالم نعيشه في بلداننا .. كل المغتربين يتصلون بأهاليهم عند حدوث امر كبير في الوطن ويظل القلق هو القاسم المشترك الذي يتقاسمونه كل يوم كرغيف خبز على مائدة الانكسارات التي ارسخت جذورها في هذا الوطن الجريح .. كنا حين يسافر احدنا نتمنى له الخير وتوصيات لاتنتهي من الاب والام .. نام جيدا .. اكل جيدا .. واحدى النساء تحضر لابنها ثمانين رغيف خبز وكباب وتقول له اكل تلك البلدان مابي طعم .. حاليا المعادلة اصبحت هكذا الاهل يتمنون سفر اولاهم حماية لهم والمسافراصبح اشد قلقلا على اهله ولايدري ماذا يحدث لهم وكأن الخارج من الوطن كالخارج من بوابة الجحيم .. ماعادت بيئة الوطن صالحة للآمان .. قالت لي ودمعة تكاد تسقط من مقلتيها .. الوطن هو الحب الوحيد الخالي من الشوائب حب مزروع في قلوبنا ولم يصنع. رغم كل مايفعله الاخرون من ابناء جلدتنا بالوطن من مهانة واجرام وفساد . ولأنت يا وطني العظيم منارة .. في راحتيك حضارة الأجيال لا ينتمي لك من يخون الولاء .. احيانا الغربة تنسينا وجع الوطن ولكن جرحه غائر في قلوبنا .. اي همسة او لمسه اوصوت دافيء يذكرنا بالوطن نبكي وننتحب .. اقول لها اذهبي بحفظ الله ورعايته .. الوطن باق وهم راحلون الى مزابل التاريخ حيث سيصفعهم التاريخ ولايرحمهم ويظلوا لطخة سوداء في صفحاته . انهم اناس لايفقهون شيء عن حب الاوطان وهم عبارة عن مجموعة كلاب اموال تنهش بجسد الوطن ليلا ونهارا ولايشبعون ولايتعظون من التاريخ . وموعدهم الصبح .. اليس الصبح بقريب ؟ اذهبي وعالجي جرحك الذي هو جزء من جراح الوطن .. عودي سالمة الينا .. امثالك يعيدون للوطن صورته النقية . وتذكري ان التاريخ سيتكلم كثيرا عنكم يامن بنيتم الوطن بالعلم والمعرفة . انتم وضعتم اسس الوطن الصحيحة . ولهذا قلوبنا معكم . فالقردة والكلاب تظل تسرح دون رقيب وحسيب لفترة معينة. وهنالك معنى وضعه الله نصا في القرآن . بمعناه .. ان الله يمهل الظالم على مراحل ثم يأخذه أخذا وبيلا . ولكل ظالم نهاية . وبالمقابل ولكل مجتهد نصيب ونصيبك ان شاء الله ترجعين الى عملك سالمة لنبني وطن اسمه العراق .

#عماد_الطيب (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات