أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - غالب المسعودي - غياب الدهشة














المزيد.....

غياب الدهشة


غالب المسعودي
(Galb Masudi)


الحوار المتمدن-العدد: 7708 - 2023 / 8 / 19 - 15:03
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


الدهشة هي الشعور بالتعجب أو الانبهار أو الاستغراب أمام شيء جديد أو غير مألوف أو غير متوقع. الدهشة تعتبر من المحفزات الأساسية للبحث عن المعرفة والحقيقة والجمال.
لكن في حاضرناالمعاصر، يبدو أن الدهشة قد فقدت قيمتها ومكانتها في حياة الإنسان. فالإنسان أصبح مغمورا بالمعلومات والتقنيات والسلع التي تغزو مجاله الحسي والذهني. فالإنسان يظن أنه يعرف كل شيء، ولا يستطيع أن يستوعب كل شيء..
الانسان بدون دهشة يصبح كآلة تعمل بلا روح أو شغف أو مبادرة. فالإنسان بدون دهشة يصبح كجزء من الكتلة المجهولة التي تسير بلا هوية أو قيمة أو معنى..
ولذلك، على الإنسان أن يستعيد دهشته المفقودة، وأن يسترجع قدرته على التعجب والانبهار والاستغراب. وعلى الإنسان أن يفتح عقله وقلبه وروحه لكل ما هو جديد وجميل ويستعيد حاسة التأمل والتفكير والابتكار. على الإنسان أن يكون في حالة بحث دائم عن المعرفة والحقيقة والجمال..
في المجال الاجتماعي، قد تظهر علامات غياب الدهشة في سلوكيات مثل::
• عدم الانفتاح على التجارب الجديدة أو المختلفة
• عدم التفاعل مع الآخرين بحماس أو اهتمام
• عدم التقدير أو التعبير عن الامتنان للأشخاص أو الأشياء في حياتهم
• عدم التورط في الأنشطة التي تثير شغفهم أو إبداعهم
• عدم التعلم من التجارب أو الملاحظات أو الملاحظات
• عدم تحدي انفسهم أو تطوير مهاراتهم أو قدراتهم
.ان دور السلطة الدينية والسياسية وهما مفهومان مترابطان في تاريخ الشرق الأوسط، حيث كثيرا ما استخدم الدين كأداة لتبرير وتثبيت وتحصين السلطة السياسية، وكذلك للتأثير على الوعي والسلوك والقيم للمجتمعات.و قد يكون لهذا التحالف بين الدين والسلطة دور في تعميق غياب الدهشة، وهو عدم الشعور بالإعجاب أو الفضول أو الدهشة تجاه شيء جديد أو غير متوقع أو رائع.
اما من جهة السلطة،يؤدي الى استخدام الدين كأداة لتشويه الرسالة ومضمونها وجمالها، وبإلتالى تحويل الدين إلى نظام من القواعد والأحكام والممنوعات والتقييدات، يفرض على الناس بالقوة أو بالخوف أو بالغرامة. وهذا قد يقلل من قدرة الناس على استشراف المعاني العميقة والرمزية لابداعهم، وعلى التفكير بحرية ونقدية ويساهم في مصادرة الوعي وتفسيراته، وعلى التفاعل مع التجارب الروحية والإبداعية التي يقدموها. كما قد يقلل من احترام الناس للسلطات نفسها، إذا شعروا بأنها مستغلة أو مزورة أو مخالفة للعقل أو للحق..
ومن جهة أخرى، يؤدي استخدام السلطة السياسية للدين إلى تثبيط روح التجديد والابتكارحتى في المجتمعات الدينية، وإلى ترويج فكرة التقليد والإقصاء والإغلاق على الآخر. فبدلا من أن يكون الدين مصدرا للإلهام والتحفيز للاستكشاف والتجربة والتعلم من التاريخ والثقافات المختلفة، قد يصبح عائقا أو حجة لرفض كل ما هو جديد أو غير مألوف أو مختلف. وهذا قد يحول دون تطور المجتمعات في المجالات العلمية والفنية والثقافية، وقد يحرمها من فرص التبادل والحوار مع الحضارات الأخرى.
. فكلما ازداد هذا التحالف قوة وانتشارا، كلما انخفض مستوى الدهشة في المجتمعات. وبالمقابل، كلما ازداد التفريق بين الدين والسلطة، كلما ازداد مستوى الدهشة في المجتمعات..



#غالب_المسعودي (هاشتاغ)       Galb__Masudi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جين الكلب دراسة مقارنة في السلوك البشري
- المثقف الفعال وخطاب السيد والعوام
- نظام التفاهة ونهاية الفلسفة
- تجريدات غالب المسعودي...نظرة الى السماء في كاس....
- الاخلاق والعلمانية في العراق
- الطقوسيون والمنافقون الاحتلال الامريكي نموذجا
- السياسة الامريكية في المنطقة بين الزبف والتلفيق والتوجس
- جيفاريات امريكية ..حصيلة اولية
- لا باس ان نراجع الماضي روٌية يسارية لكن هيهات
- النار افضل شكل تجريدي
- الموقع الازرق(قصة سوريالية)
- الحب في زمن الكورونا(قصة سوريالية)
- غيمة وردية وقمر ازرق(قصة سوريالية)
- موسى كليم الرب
- القصيدة يحركها الكاهن
- التحف ظهر المتعة
- اللوحة مثال اعلى للجمال
- ستار العفة
- جرحي وطني
- الفنان ماجد السنجري تعدد دالات النص سياقيا


المزيد.....




- أرملة أبو بكر البغدادي تكشف لبي بي سي تفاصيل حياتهما معاً
- اتحاد المصريين بالسعودية: أغلبية المرحلين لعدم حملهم تصاريح ...
- استخباراتي أمريكي سابق: الغرب سيكون أول من يستخدم الأسلحة ال ...
- سكاي نيوز: لأول مرة مقاتلات أوكرانية تضرب عمق المناطق الروسي ...
- غانتس وآيزنكوت خارج مجلس الحرب.. إقرار بفشل نتنياهو في غزة
- سيارات عائمة ومنازل غارقة.. فيضانات وانهيارات أرضية تضرب الن ...
- شاهد.. انهيار أرضي هائل يغلق طريقا سريعا بين ولايتين أمريكيي ...
- غانتس ينسحب من حكومة الحرب الإسرائيلية
- سكوت ريتر حول منعه من السفر إلى روسيا: أحتاج لمعرفة سبب ما ح ...
- إعلام إسرائيلي: تفاهمات بين تل أبيب وواشنطن على استئناف شحنة ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - غالب المسعودي - غياب الدهشة