أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - احمد صحن - تأرجح المعنى، بين الاتصال العمودي والافقي















المزيد.....

تأرجح المعنى، بين الاتصال العمودي والافقي


احمد صحن
كاتب وباحث

(Ahmed Sahan)


الحوار المتمدن-العدد: 7707 - 2023 / 8 / 18 - 14:56
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


منذ أن عَقل الانسان الاول سؤاله عن المُبهم الذي يحيط به وقف على العتبة الاولى لصناعة المحتوى المعرفي القيم، كسؤاله عن المخاطر التي تنتج عن الظواهر الطبيعية، صواعق، زلازل فيضانات ..الخ، عمل على الاتصال مع نضيره الانسان بواسطة وسائل الاتصال البدائية، من قبيل: الاتصال عبر الاشارات او العلامات او بواسطة رسم الصورة، ثم اكتشف اللغة، ذلك المنجز العظيم، فتحاور مع الغير وطرح اسئلة وجودية كبيرة فتفلسف بها وعبّر عن مشاعره بنص وبقصيدة وابتكر – لاحقاً - آلة الطابعة فصار يقرأ المطبوع، كالصحف والمجلات، وجلس يشاهد المسرح وبمشاهدته تلك طمأن نفسه ودرء عنها شيئاً من مخاطر الجهل، ثم اخترع الراديو فسمع الخبر ونتفاً من المعرفة، فجاء التلفاز فشاهد القصة وتفاعل مع ما يعرضه من احداث ودراما، ثم وجد نفسه في عصر وسائل الاتصال الالكتروني كالفيسبوك وسواه من تطبيقات الاتصال الاجتماعي. وبدهياً، ان تلك الانتقالات الحضارية بنت نفسها بتراتبية امبيرقية استغرقت عشرات ألالوف من السنين وجاء تواجدها كأستجابة للشرط الزمني الذي راكم الخبرة والتجربة. ومن الامور المسلم بها أن الاتصال بين الناس أمر حتمي وقديم ولازم الانسان منذ فجر بصيرته وهو حاجة ملحة واساسية بالقدر ذاته لما تحتله من اهمية مثل حاجات الطعام والمأوى واللباس، فليس بوسع الانسان ان يقضي حاجاته وغرائزه ولا يمكن له ان يتمم رحلة وجوده دون الاتصال بمن حوله ولهذا تطور الاتصال وتعددت نظرياته وتطورت ادواته واتسعت آفاقه وتشعبت مآربه وسُيست غاياته.
رسائل اتصالية تغذي نَفسها بنفسِها
في الوقت الذي تعرف الانسان فيه على صناعة المعاني الحياتية من قبيل اشراكه بواسطة الخبر او التبليغ او بواسطة التلاعب بالمشاعر او استنهاضها لغاية ما، من قبل شيخ القبيلة او زعيم القرية او من أي شخص كان يملك القدرة على اصدار فرمان توجيهي بشأن المخاطر الطبيعية او تنظيم الحياة الاجتماعية، فأنه يحمل اكثر من وجه، لكن افضل الوجوه وضوحاً هو وجه السلطة، فالسلطة تتعاظم عند من يملك القدرة على صناعة الرسائل الاتصالية ذات المحتوى المثمر والتي تتغذى على صدى الاستجابة لها وبصرف النظر عن تعدد اسباب ومراحل تطور السلطة، فان الاتصال مع الجماعة من ابرز اسباب تطورها إذ تهدف الرسائل الاتصالية ـ في عناوينها العريضة ـ الى تحقيق مصلحة عامة، لكنها تُعد شكل من اشكال تحديد الوعي الجمعي وتأطيره، ما يقابلها تكريسا لسلطة المُرسِل الاتصالي وفقا لما جاء في نظريات الاتصال القديمة كنظرية الخطابة عند ارسطو او بما تضمره المكيافللية من طرائق الاتصال بين رأس السلطة والامة ومرورا بنظرية السلطة وليس انتهاءا بالنظريات المابعد حداثية كنظريات التأثير والاتصال الشهيرة الذي قام بتأسيسها عالم الاجتماع والاتصال الامريكي هارولد دوايت لاسويل ضمن نظرية التأثير في المجتمع من خلال وسائل الاتصال ومضمون رسائلها سواء يتلقاها الجمهور سيمائيا وفقا لما يراه رولاند بارثاس او بطريقة التغذية الذاتية وفقا لنظرية المنفعة والاشباع عند إليو كاتز. صحيح أن تأطير الوعي الجمعي يجري ضمن الحدود التي تضمن تحقيق الاهداف التنموية على نحو بيداغوجي تفترضه رؤية المؤسسة الصانعة للمعرفة، لكن الصحيح ايضا انها معرفة تنمو ضمن حدود تجعل من أي تجمع بشري يفكر بطريقة الاستجابة الالية التي يريدها المُرسِل، فالرسائل الاتصالية بين المجتمع والسلطة لا بد لها أن تحتكر زمام المبادرة وفقا للمنظور الفلسفي السياسي القديم. فنظرية السلطة التي برزت في القرن السادس عشر تؤكد احتكار الدولة لمنابع المعرفة ورسم خططها. وفي تتبع تاريخي اكثر عمقا نجد افلاطون يؤكد ذلك، إذ يرى؛ عندما تتقاسم الدولة سلطتها "بالتساوي" بين الحكومة والمجتمع فأن هذا التقاسم يعد بمثابة زراعة بذور تفكك الدولة وقد يثمر عنه انهيارها. واشتراطا للمنظور الفلسفي آنفا فأن الدولة التي تسعى لاستمرار وجودها لا بد لها ان تحتكر مفاتيح الرسائل الاتصالية بشكلها العمودي. وعلى الرغم من اهمية تلك الرسائل، بوصفها منبه ذهني، إذ تستثير عقل المتلقي بغية الحصول على الاستجابة لدى الجمهور المُستهدف، سواء اكانت اجابة ناتجة عن جس مستوى التخلف او الارتقاء، الا انني احسبها رسائل اتصالية خلاقة للاجابات الشرطية، بمعنى أن المُرسَل الاتصالي يتعامد ويتقاطع مع اجابته بطريقة التغذية الذاتية، فالوعي الجمعي يستلم الرسالة الاتصالية ويتفاعل معها بمرتبة الادنى وفقا لمستويات الوعي لدى افراد الجماعة المُستَقبِلة، بصرف النظر عن نوع تفاعلها سواء أكان ايجابي او سلبي، المهم في الامر انها كانت جماعة متلقية وليست مبادرة وما ينعكس عليها من أثر فهو بمثابة اجابة، تتلقى فتستجيب لتعود لاستقبال مُرسلا جديدا وتبقى متلقية حتى بعد أن يتحقق التغيير التنموي العصري، إذ ان التغيير المجتمعي خاضع للتحديث المستمر بناء على ما تحدثه مداخيل المعرفة المنضبطة التي تتغذى عليها الجماعة من قبل المؤسسات الفوقية، فكلما زاد تعلم الجماعة كلما اتسعت مساحة اجابتها وتنوعت مشاربها وبالتالي يتسع الافق الاتصالي بين المجتمع والدولة، فصانعو الرسائل الاتصالية الفوقية اكثر تطورا من الجماعة من حيث رصد حركة المعاني الحياتية سواء كانت ارتقاءا او هبوطا وهم الاقدر على مراقبة حركة التغيير المجتمعية فيقومون اما بتقويمها او إعادة توجيهها وفقا للمسعى المؤسساتي الذي يعمل استنادا لخطاب الدولة، واقصد هنا ان المؤسسات التعليمية الحكومية وكذلك المنظمات الدولية والصحف وقنوات التلفاز كلها كانت تمارس اتصالا وتعليما عموديا/هرميا قبل ظهور الاتصال الافقي المتمثل بالمواقع الالكترونية والدراسة عن بعد ولاحقاً تطبيقات وسائل الاتصال، بمعنى آخر اننا كنا نستلم تعليماً يأتي من الاعلى. وهذا ما كان يؤكده الباحثون في فترة الخمسينيات والستينيات حين قامت منظمة اليونسكو بعملية مسح ودراسة لمجتمعات متخلفة في كل من اسيا، امريكا اللاتينية وافريقيا وافضت نتائج اجتماع المنظمة في بانكوك عام 1960 وسانتياجو عام 1961 بخلاصة من قبل باحثيها وقد دعمتها الجمعية العامة للامم المتحدة عام 1962 ومفادها: ان الامم المتحدة تعبر عن قلقها، حيث ان المسح أكد نسبة التخلف في سكان العالم إذ بلغت 70% يفتقرون الى وسائل الاتصال الميديوي والتنموي. وهنا نجد أن الامم المتحدة هي الاخرى مارست تخطيطا اتصاليا عموديا ايضا فهي بدورها تحث حكومات الدول على وضع برامج ميديوية تنموية ودعمت اليونسكو كثير من الحكومات بغية الارتقاء بوسائل التعليم ووسائل الاتصال. وفي الغالب نجد التعليم يناهز الاعلام وهذا الثاني يتحايل على الاول في بعض الاحيان، فالحكومة عندما تضع خطة تعليمية هي نفسها تصنع الموجهات الاتصالية، كنتاج لحركة التطور المجتمعية، وبالتالي تخضع الجماعة لعملية بناء وعي مؤطر وهذا الامر ينسحب على مجمل مناح الحياة وعلى راسها الشأن السياسي، كالرسائل الاعلامية في المواسم الانتخابي التي تتخذ اشكالا سيميائية عديدة، كالاشارات والرموز والصور وغيرها لكن بعد أن تطورت سبل الحياة وتداخلت الغايات الايديولوجية والسياسية والاقتصادية صارت عملية تأطير الوعي الجمعي مهمة رئيسة في الاتصال، إذ عادة ما كانت تهدف الرسائل الاتصالية الى عملية استلاب لتلقائية التفكير بغية اعادة انتاج طريقة تفكير ممنهجة، فكل اتصال معرفي آت من الاعلى هو بمثابة اقتحام قسري لحرية التفكير او تحديده او حرف وجهة تفكيره، فبث خبر او اشاعة او أي توجيه حكومي تجعل العقل المتلقي يستجيب بشكل آلي. ومن هنا فقد تلقت الشعوب جرعة عالية من المعاني الحياتية عبر وسائل الاتصال الحكومي/العمودي، فضلا عن نظام التربية والتعليم الى جانب الدوائر الحكومية التي تعنى بالتبليغ ونشر الخبر عبر قنواتها وهنا فأن أي وعي تشكل لدى عامة الناس فهو يقف على اساس ميديوي حكومي عمودي، قيم وانساق ثقافية تم فلترتها بواسطة النظام السياسي واستمر هذا الحال لعهود طويلة من الزمن حتى جاء عصر الشبكة العنكبوتية التي كسرت سلسلة الاتصال العمودي، لنجد انفسنا واقفين اليوم امام عملية اتصالية افقية.

اتصال افقي فوضوي ذو تفاهة منتظمة
أكثر من ثلاثة مليار إنسان يستخدم تطبيق الفيسبوك وفقا لاخر احصائية اعلنت عنها شركة ميتا، فضلا عن تطبيقات الاتصال الاجتماعي الاخرى، كتويتر والانستا وغيرها. وحين نتأمل بالسؤال الذي يعتلي صفحة الفيسبوك نجد فيه استفزازا متواصلا يتعرض له مستخدمو الفيسبوك، يتعرضون له كلما فتحوا نوافذ صفحاتهم وتمثل هذا الاستفزاز بالسؤال: بمَ تفكر..؟
قد يظن احدنا انه قادر على تجاهله حين يحرك الصفحة باصبعه متعاليا على هذا المنشور او متجاهلا ذاك، لكن في حقيقة الامر ان قراءة تعليقا هنا ومنشورا هناك فهي – القراءة بحد ذاتها - استجابة فعلية للسؤال، سواء تواصلت معه بشكل ناثر او قارئ، بصرف النظر عن قناعتك بما تقرأ. وهنا لا احد من مستخدمي الفيسبوك بمقدوره ان يبقى صامتا حين يتعرض لسؤال من هذا النوع، فالصمت في تصفح وسائل الاتصال الاجتماعي هو نوع اتصالي بشكل او بآخر، قد تهمل التفاعل معه يوم او يومين لكن ستجيب عليه وحتما ستقع في فخ الاستفزاز وتبدأ نرجسيتك بالتواضع كأستجابة لفضوله، استفزاز يكشف جوانياتنا الانفعالية والعقلانية على حد سواء بطريقة اتصالية افقية، مصدرها انا وانت وهو، عكس ما كنا اعتدنا عليه في الاتصال العمودي. وقد يرى الكثير ان هذا النوع من الاتصال فيه من المحاسن والمساوئ اسوة بأي طفرة تكنالوجية، لكن في الحقيقة ان ثمار الاتصال الافقي غير معروفة، فلا ندري هل سيئاته حسنات ام حسناته سيئات، ففي ظني ان التقييم ستحدده العقود الزمنية القادمة، صحيح ان وسائل الاتصال الافقي قد حركت في داخلنا ما هو اولي او ثانوي وحركت ما كان مترسبًا في ذواتنا من قضايا حياتية متنوعة، لكن الصحيح ايضا اننا نجهل مآلاته، فهي جرت جميع مستخدمي تلك الوسائل الى التداول في حضيض السياسة والاقتصاد والخوض في العقائد وصار التداول في كل شيء أمرا مستساغا رغم فوضويته لا سيما وان امزجة المستخدمين متباينة ومناسيب وعيهم ليست متساوية والتي، قد، تسعدنا او تؤذينا وفقا لطبيعة حالة النشر او التعليق في صفحات الفيس وسواها من وسائل الاتصال الافقي. لقد حركت تلك الوسائل ما هو راكد من عقائد وقناعات آيديولوجية او دينية كانت خبيئة ومترسخة لعهود من الزمن وتم تحريكها باسلوب تبسيطي وإنزالها من رفوف مكتبات المختصين لتذويبها بين عامة الناس حتى تلابست فيها المضامين وتشوهت فيها المعاني وربما اهتزت ركائز بعض العقائد بسبب النقاش الطافي على سطح تلك الوسائل. ودعمت في كثير من الاحايين المتواضع فكريا ومنحته شجاعة الحديث الى جانب العالم المختص بالشان. استفزازا مكثفاً بجرعة عالية مليئة بالفضول الذي يتحرك بطريقة خوارزمية معقدة، او، كأنه فضاء يعمل بالطريقة الانفعالية الطرفية، بمعنى اخر انه تفاعل حسي يعمل من طرف واحد وهذا التفاعل لم يعتد عليه اغلب الناس من قبل ان تظهر وسائل الاتصال الافقي، فهو فضول نتج عن دوافع اقتصادية في سوق البرمجيات الدولي وانتهى الامر به لتكون عبارة عن مجسات تتعرف على توجهات مستخدميها ومن ثم تتحرك ضمن فضاء عالم الذكاء الاصطناعي وفقا لما تراه احدث الدراسات، بالتالي توّلّد اتصالا من نوع خاص، جنسا اتصاليا افقيا، او ميديا مابعد شعبوية. ليس هذا حسب، فالامر لم يقتصر على الاضافة/التلاعب بثقافة الشعوب انما تعدى الى الجانب الاقتصادي، فمسألة عرض المهن والحرف عبر مقاطع فيديوية قصيرة سواء في اليوتيوب او التيكتوك او غيرها لهو أمر يدفع لافقية تبادل المهن ايضا حيث تم تذويبها وكشف الغطاء عن اسرارها وصارت المناولة في امتهانها بين الناس دافعا لهجرة هذه المهنة او تلك خلافا لما كنا نعهده في الماضي حيث كانت اسرار الحرف والمهن بشكل عام تنزل من عليتها بشكل تراكمي عمودي. اما الان فصار الكل يعرف بشؤون الكل، لم يعد الاختصاص ساكنا ولم تعد الحرفة متموضعة عند خابريها. تغيرت خريطة العالم الاتصالية وصارت تتسم بالاتصال الفوضوي، ما انعكس على كل شيء فتبدلت مواقع المراكز الاتصالية مع اطرفها وتناقلت الادوار بين المرسل والمتلقي فاصبح لكل منهما حرية التعبير عن الرأي بدراية او بدون دراية وهي، في ظني، اجده اختبارا شديد الصعوبة على حركة المسار القيمي، إذ وضعتنا وسائل الاتصال الافقي في نظام يتحرك بتفاهة فسرقة الوقت منا يعدم انتاجيتنا ويقربنا الى حالة ذروة الاستهلاك وصار كثير من مستخدمي تلك الوسائل يبحثون عن ما بات يُعرف شعبياً بالطشة والبحث عن مزيد من اللايكات من خلال نشر التافه من المواضيع. صحيح ان لوسائل الاتصال الافقي فضل كبير في حرية التعبير وقد استخدمه المنتفضون فيما يعرف بالربيع العربي حيث اصبحت مواقع الفيسبوك وتويتر عبارة عن مقاهي كبيرة اجتمعت فيها الشعوب العربية قبل نحو عقد ونيف من الزمن وانه مكّن ثقافات الشعوب من التواصل والاحتكاك ببعضها اكثر من اي وقت مضى وكذلك وفر مساحة كبيرة للتداول المعرفي بين الناس. لكن الصحيح ايضا انه اتاح حرية صناعة الزيف ونشر الكراهية وصارت فرص التجهيل والتضليل وفيرة بفضل اباحية نشر ما هو رث وسمين في آن وصارت الطبقات الاجتماعية الدنيا المهمشة تسهم في صناعة الرأي وتزييفه في آن. ففي عصر ما قبل الانترنيت كانت مناهل المعرفة ومنابع الوعي لدى الشعوب تنبع من صنبور شبه مركزي، إذ تشرف الانظمة السياسية على حدودها ونوعها وتحدد غاياتها من خلال نظام تربوي واعلام مرئي ومسموع ومطبوع، بدءًا من برامج الاطفال وليس انتهاءًا بالدراما الموجهة وغير الموجهة ايضا. اما الان فقد تغيرت ادوات التنشئة المعرفية واصبحت خطوط الانتاج المعرفي متعرجة وتتحرك بشكل افقي متوازٍ مع خطوط انتاج التلهية والتجهيل. في ظل ذلك تجني القوى العالمية الافادة الاقتصادية وتجني ايضا اهمية الكشف عمّا تخبيه الثقافات الطرفية من خلال حزمة وسائل الاتصال الافقي، فببساطة تتم معرفة ما تخفيه ثقافة سكان قرية نائية في اقصى العالم.
لقد تعرى كل شيء تقريباً وليس بمقدورنا ان نبقى ساكنين في محيطنا دون ان نتاثر بما تفضيه وسائل الاتصال الافقي مسببة لنا اغترابًا قاسياً او فصاما على نحو ما. في السابق كنا نعيش احتكار الاعلام التقليدي من قبل سلطتي الاقتصاد والسياسة المحلية والعالمية واللتين كانتا تعملان على ادارة الخبر وتضليله وتوزيعه وتزييف بعض معانيه بإنتقائية ومعايير مدروسة او انها نتاج الرسائل الاتصالية العالمة. اما اليوم فبات عامة الناس تسهم في صناعة الكذب والحقيقة بنفس القدر والتأثير. فمثلما يجد صانع القصة الخبرية الصادقة جمهورا له، فإن صناع القصة الخبرية الكاذبة يتزاحمون على استحواذ الجمهور وان الثاني يجد له متلقين اكثر من الاول فضلا عن اهمية استحباب كثير من عامة الناس للميديا الشعبوية التي لا تكلف عشاقها مشاق البحث والتمحيص. فالتسافل اسهل من الرفعة وفقا لتعبير جمال الدين الافغاني فهيبة البحث التي كانت تتسم بالمشقة وجهد انتقاء الممحص بدأت تتضاءل امام الذكاء الاصطناعي الذي شطب كثير من المساحة التي كانت تفصل بين الحقيقي والزائف، فهذا الذكاء لم يتوقف عند حدود واضحة انما تطورت رسائله الاتصالية حتى تدخل في صناعة الفنون وكتابة البحوث والمقالات وغيرها الامر الذي يدفع الجميع الى مزيد من التهميش والاستهلاك والمآل المجهول.



#احمد_صحن (هاشتاغ)       Ahmed_Sahan#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تفاؤل من ورق
- صناعة الاحباط
- لا تنتخبوا ام - زرزور-
- أمريكا هربت من الموضع الدفاعي
- مردوخ يستجيب لنبوخذ نصر
- العراق بقيادة الذهن الثيوقراعلماني
- أوجه الانسحاب الأمريكي المتعددة، تخلو من النصر
- العراق أولى ساحات الحوار المسلح
- العراق بفساده الإداري ، ورشة للشيطان
- عراق ما بعد الانسحاب
- التاسع من نيسان، لحظة الانهدام الشامل
- أوباما والحوار المسلح
- احداث 11سبتمبر - زلزال لم يطح بالغرب الجديد
- طبول الحرب لا بد ان تقرع في الخليج
- مسارات التغيير تبدأ من القمة
- الدكتاتورية - ذاكرة ، هاجس ، ممارسة -
- حزب الله واولمرت بين الحماقة والجنون
- الحرب الخفية في العراق
- الكرة في ملعب الشعب
- مرايا 11 سبتمبر


المزيد.....




- -لم أستطع حمايتها-: أب يبكي طفلته التي ماتت خلال المحاولة ال ...
- على وقع قمع الاحتجاجات المؤيدة لفلسطين بالجامعات.. النواب ال ...
- الصين تتيح للمستخدمين إمكانية للوصول السحابي إلى كمبيوتر كمي ...
- -الخامس من نوعه-.. التلسكوب الفضائي الروسي يكمل مسحا آخر للس ...
- الجيش الروسي يستخدم منظومات جديدة تحسّن عمل الدرونات
- Honor تعلن عن هاتف مميز لهواة التصوير
- الأمن الروسي يعتقل أحد سكان بريموريه بعد الاشتباه بضلوعه بال ...
- ??مباشر: الولايات المتحدة تكمل 50 في المائة من بناء الرصيف ا ...
- عشرات النواب الديمقراطيين يضغطون على بايدن لمنع إسرائيل من ا ...
- أوامر بفض اعتصام جامعة كاليفورنيا المؤيد لفلسطين ورقعة الحرا ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - احمد صحن - تأرجح المعنى، بين الاتصال العمودي والافقي