أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد صحن - أوجه الانسحاب الأمريكي المتعددة، تخلو من النصر














المزيد.....

أوجه الانسحاب الأمريكي المتعددة، تخلو من النصر


احمد صحن
كاتب وباحث

(Ahmed Sahan)


الحوار المتمدن-العدد: 3118 - 2010 / 9 / 7 - 20:22
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ثمة علامة استفهام كبيرة تتعلق بالانسحاب الامريكي الجزئي من العراق، فالوضع في العراق لا يزال معقد ويثير القلق والحيرة، ان شكلا سياسيا في العراق لم تكتمل ملامحه بعد، وان عملية سياسية لم تبلغ من النضج لدرجة تمكنها من الصمود امام الغياب الامريكي الكامل عام 2011.. أتذكر اللحظات التي غادر الحاكم المدني بول بريمر العراق عندما انتقلت السلطة الى الحكومة العراقية المؤقتة بزعامة علاوي حيث تسليم السلطة وخروجه خلسة، ترى عن اي نجاح في العراق تحدث الرئيس بوش في حينها، وان احدا من ساسة البيت الابيض لم يزر العراق بشكل علني، آخرها زيارة نائب الرئيس الامريكي جو بايدن الى العراق في الظلام وخلسة ايضا، ما يدل على الخراب الامني العميم وركاكته، واسلوب "الترقيع" الذي تبنته الادارة الامريكية عندما وقعت في الشراك العراقي، ثم جاء اوباما خليفة لبوش الابن ليتحدث هو الاخر ويقول "العراق في الطريق الصحيح"، وكيف لا، وان معطيات الصراع الايراني الامريكي مهدت لهذا الانسحاب، ولولا التوافق بين طهران وواشنطن على الشكل السياسي الحاصل الان في العراق لم يتمكن الرئيس اوباما من سحب قواته ويفي بوعده الانتخابي ويستقبلها في واشنطن وخلافا لذلك عليه ان يستقبل جثامين القتلى من الجيش الامريكي. نعم العراق على الطريق الصحيح المؤدية الى الهروب الامريكي من العراق اذ ان الانسحاب الامريكي على ما يبدو يحمل وجوها وتوصيفات كثيرة لكن ليس من ضمنها النصر لان الالنسحاب لم يخضع الى اية معايير على الارض العراقية، بل حكمته معطيات السياسة الداخلية الامريكية، من قبيل؛ الايفاء بالوعود التي قطعها الرئيس في حملته الانتخابية، وشعارا سيكتب على لوحات الدعاية في انتخابات الكونجرس القادم. نعم ثمة انسحاب امريكيا لكنه سياسي في الاغلب، ليس نصرا على الاطلاق، جدولة زمنية – الاتفاقية الامنية - صنعها الرئيس بوش ليخرج بمنجز سياسي وقليل من ماء الوجه..لا يمكن بأي حال ان يسمى هذا الانسحاب نصرا، لان النصر في العراق لا يقبل الاجتزاء، ان تزيل امريكا نظاما ديكتاتوريا صلبا، عليها ان تبني نظاما ديمقراطيا صلبا ايضا، ان تحل جيشا عراقيا بجرة قلم، وتمضي سبع سنوات ولم نر جيشا بمستوى الكارثة، ثم بمستوى الوطنية، فكيف نقتنع ان بناء الجيش يأخذ وقت لغاية عام 2020، قد يكون انقلاب مايس في اربعينيات القرن الماضي سببا في عدم الارتقاء بمستوى الجيش، ربما..
ان واشنطن بانسحابها هذا ربما اكتفت بنصر رمزي مهدد بالزوال في اي لحظة ، هل كانت الذاكرة الامريكية الفيتنامية هي التي كانت تحكم ادارة اللعبة في العراق، احيانا يبدو الامر كذلك، اذ ان الشارع الامريكي امتعض كثيرا من عدد القتلى الذين ازدادوا في سنوات الاقتتال الاهلي العراقي في العامين 2006/2007.. الامر الذي دعا ادارة بوش الى ان تلجأ وتأخذ بتوصيات لجنة بيكر هاملتون وعلى اساسها تم الامن النسبي الذي حصل في السنتين الماضيتين.. كيف نوصف تصريح الرئيس اوباما بعد مضي سويعات قليلة على انتهاء الانتخابات العراقية، حين قال: "إن أمام العراقيين أياما صعبة"، كلمات كانت بمثابة نذير شؤم للأيام القادمة في العراق، عبارة لم تخرج من محلل سياسي أو جهة حزبية او إي مراقب، أن رئيس لأعظم دولة في العالم وهي الدولة التي تبنت مشروع تفكيك العراق وإعادة بناءه، يتفوه بتلك العبارة وهو يدرك تماما ما تخزنه الأيام من ويلات سوف تمر على العراقيين.
في ظني ثمة تراجع أمريكي حقيقي عن ما هو واجب تجاه العراق، حيث من الواضح ان ساسة البيت الابيض يأسوا من نجاح مشروعهم في العراق وبدأ شغلهم الشاغل في كيفية الخروج بأسرع وقت من ذلك البلد الذي تعصف به هالة الدمار بعد ان وقع وبسبب الأخطاء السياسية الأمريكية بين فكي الصراعات الإقليمية الدولية من جهة، والصراعات السياسية الداخلية/ طائفية / اثنية /إيديولوجية، وبالطبع رافقت عملية الانسحاب محاولات لإعاقته ومن المؤكد ان إيران على رأس الجهات التي ترغب ببقاء القوات الامريكية وان تمسك بها بكل ما تملك من سنان وأسنان كـ "رهائن" تقيها من ضربة عسكرية محتملة. في تقديري ربما تأخير تشكيل الحكومة وتردي الوضع الامني كانت من اهم المحاولات التي من شأنها ان تعيق الانسحاب. لكن الرئيس باراك اوباما بإصراره على الانسحاب ذلل تلك العقبات ، فتم الانسحاب.
نحن اليوم على مقربة من الشهر السابع بعد الانتخابات البرلمانية، والساسة العراقيون لم يتمكنوا من تشكيل حكومتهم، إذ تتصارع الكتل السياسية على شغل المناصب السيادية دون النظر إلى المصلحة العليا للبلد وهم يصرون بالمضي قدما بين رفض هذا الشخص وفرض ذاك، أكثر ما يدعو للاستغراب والسخرية على حد سواء ، هو دستورنا المطاط الذي لم يملك حدا فاصلا في البت بمسألة الاستحقاق الانتخابي واصبح من السهل الالتفاف عليه حيث يتم تفسير المادة 76 وفقا لأهواء الساسة ، وبين هذا اللغط المستمر والانسحاب الأمريكي فأن البلد يقترب من حافة الهاوية من حيث كل الأصعدة، فأمريكا، الدولة الأكثر فاعلية في العراق ، لا تبدو عليها اي ملامح او اهمية تتناسب وحجم المشكلة الدائرة، والكارثة القادمة.. فبعد الامن النسبي الذي تجاوز السنتين، ربما يعود العراق الى المربع الاول حيث الانهيار الامني الكلي والاقتتال الاهلي الطائفي، ان التفجيرات الاخيرة التي عبّرت وبشكل واضح من خلال جغرافيتها، ان الامن في عموم العراق لم يكن متماسكا اذ قوى الأمن لم تكن مهنية وان تلك التفجيرات التي حصلت في البصرة والموصل وديالى والفلوجة اي في شمال العراق وجنوبه وشرقه وغربه، هي عبارة عن رسالة موجهة من الخلايا النائمة مكونة من شطرين: الاول مفاده ان الامن تزلزل وتم إيقاظ الخلايا النائمة بفعل ما يصنعه السياسيون من تجاذبات سياسية، والثاني: تأكيدا على ان القوات الأمريكية انسحبت مهزومة ولم تكتمل مهمتها.



#احمد_صحن (هاشتاغ)       Ahmed_Sahan#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراق أولى ساحات الحوار المسلح
- العراق بفساده الإداري ، ورشة للشيطان
- عراق ما بعد الانسحاب
- التاسع من نيسان، لحظة الانهدام الشامل
- أوباما والحوار المسلح
- احداث 11سبتمبر - زلزال لم يطح بالغرب الجديد
- طبول الحرب لا بد ان تقرع في الخليج
- مسارات التغيير تبدأ من القمة
- الدكتاتورية - ذاكرة ، هاجس ، ممارسة -
- حزب الله واولمرت بين الحماقة والجنون
- الحرب الخفية في العراق
- الكرة في ملعب الشعب
- مرايا 11 سبتمبر


المزيد.....




- بريطانيا: فرض عقوبات على إسرائيليين متشددين بسبب أعمال عنف ف ...
- السعودية.. وفاة و20 حالة في العناية المركزة بتسمم غذائي بمطع ...
- السعودية تكشف جنسية وافد عربي ابتز فتاة ودردشتهما -مموهة-
- الأردن.. الملكة رانيا تكشف عن نصيحة الملك الحسين لها عندما ت ...
- من هو المرشح الرئاسي الذي قد يستحوذ على دعم الشباب في تشاد؟ ...
- المشروب الكحولي الأقل ضررا للكبد
- المشكلات الصحية التي تشير إليها الرغبة الشديدة في تناول الحل ...
- أنطونوف: اتهامات واشنطن بتورط روسيا في هجمات إلكترونية على أ ...
- انجراف التربة نتيجة الأمطار الغزيرة في هايتي يودي بحياة 12 ش ...
- الجزائر تطلب عقد اجتماع لمجلس الأمن الدولي بشأن المقابر الجم ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد صحن - أوجه الانسحاب الأمريكي المتعددة، تخلو من النصر