أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد صحن - العراق أولى ساحات الحوار المسلح















المزيد.....

العراق أولى ساحات الحوار المسلح


احمد صحن
كاتب وباحث

(Ahmed Sahan)


الحوار المتمدن-العدد: 3039 - 2010 / 6 / 20 - 23:00
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ما أن زاد التوتر بين إيران والولايات المتحدة الأمريكية حول الملف النووي، حتى بدأت لغة الحوار المسلح تتحفز من جديد، وتأخذ أشكالا متعددة كالتهديد، والتهديد المضاد، ويبدو أن إيران ما تزال تتجرأ في مد يدها الطولى في المنطقة والعراق على وجه الخصوص عازمة على العودة به لسنوات الدم وهذا ما يحتاج إلى مزيد من التكتيك وخلق ذرائع من شانها أن تربك الوضع الأمني فيه، بيد إن الحوار المسلح هذه المرة بدأ يأخذ منحى يختلف عن الطريقة المبطنة التي كانت متبناة، أي الحروب التي حصلت بالنيابة في العراق ولبنان واليمن، إذ بدأت لغة الحوار المسلح تأخذ أبعاداً إستراتيجية على المستويين العسكري والسياسي، بدءاً من قرار العقوبات الذي صدر مؤخرا وانتهاء بتوجيه ضربة عسكرية وقائية، حيث بدأ الحديث عن المواجهة بين الطرفين – إيران وأمريكا - بشكل أكثر علانية بعد أن كان مقتصرا على لَي الأذرع في مناطق الصراع (العراق، لبنان،اليمن، فلسطين، أفغانستان).
وفي حال اشتدت الخلافات الإيرانية الغربية فأن العراق سيكون من أكثر الدول تضررا في المنطقة كونه يعيش حالة فراغ سياسي لاسيما بعد الانتخابات البرلمانية الأخيرة، ولا زال الصخب السياسي مستمرا ما أدى إلى خلط كبير لملامح الصورة السياسية في العراق، حيث تغيّر كثير من مواقع الأعداء والأصدقاء بالنسبة للتشكيلات السياسية الداخلية، حتى بات يصعب على المراقب أن يفك شفرات هذا التغيير باستثناء بعض التحليلات السطحية، لذلك نترقب نحن اليوم الإحداث ما بعد انتخابات البرلمان الثالث بعد فترة الاحتلال والثاني بعد الدستور " المطاط " إذ تستعد كل من إيران وأمريكا للتنافس على إيجاد أغلبية برلمانية تحدد الوجهة التي يميل إليها العراق، فأمريكا من جهتها ترغب بتشكيل حكومة "تؤمرك" العراق بعد أن تمت "ايرنته" سياسيا بسبب نجاح المناورات السياسية الإيرانية الرامية لإضعاف الدور الأمريكي في العراق والمنطقة بشكل عام، وإيران هي الأخرى باتت اليوم أكثر احتياجا من أي وقت مضى في أن تكون لها بصمة فاعلة في توجيه سياسة العراق القادم .
لا يخفى على مراقب من أن حلفاء إيران في العراق خسروا كثيرا من رصيدهم الانتخابي بسبب عجزهم عن قراءة مزاج الشارع الشيعي ومتطلباته فضلا عن عموم العراق الأمر الذي يدعو إيران إلى الأخذ بترتيبات جديدة من شانها أن تعيد رسم الخريطة لحلفائها وان تدخلهم البرلمان بذات الثقل الذي حصلوا عليه في البرلمان السابق وربما دخول الأحزاب الاسلاموية في الانتخابات بأكثر من قائمة يعد إحدى الخطوات التي من شأنها استقطاب الجماهير وطمأنتهم وهذا ما حصل بالفعل حيت عودتنا الأحزاب الشيعية أن تدخل الانتخابات بقائمة واحدة وتبعثر نفسها في البرلمان، أما ما حصل في الانتخابات الأخيرة هو دخولهم بأكثر من قائمة واندماجهم في البرلمان الحالي، وعلى أساس ما تقدم سنفترض سيناريوهات لعراق ما بعد الانتخابات :-

1- بات كثير من المراقبين والمحللين السياسيين يتفقون على ان لإيران غاياتها الكبرى في المنطقة بعد أن وظفت كافة العوامل السسيولوجية والجيوبولتيكية في محيطها واستطاعت أن تغرس كل مخالبها في مناطق متعددة من الشرق الأوسط وأصبحت لها اليد الطولى في التأثير على مجريات الإحداث في مناطق الصراع كالقضية الفلسطينية ولبنان وأفغانستان واليمن والأهم في العراق ، وهذا ما تجلى في تصريح الرئيس نجاد حين قال إن دور تركيا وإيران في المنطقة لا يمكن تجاهله، لذا فان تلك المطالب الإيرانية تعد من اخطر المطالب التي تهدد تعاظم النفوذ الغربي عموما والأمريكي خصوصا الأمر الذي من شأنه أن يهدد السلام الإقليمي والاستقرار في الشرق الأوسط.
2- ان تلك النجاحات الإيرانية جاءت نتيجة طبيعية للإرهاصات التي مرت بها السياسة الأمريكية في المنطقة وان مجمل ملامح الصورة التي نفترضها تجعل من إيران أحد طرفي المعادلة السياسية، وفي حال استمرار التصعيد الأمريكي ضد إيران بخصوص ملفها النووي سيدفع إيران إلى عرقلة سير أعمال الحكومة العراقية القادمة وربما تعود بالعراق إلى أيام العنف بغية إدامة بقاء القوات الأمريكية في العراق كرهائن لئلا تتعرض لضربة عسكرية وذلك يتم من خلال توحيد ائتلافي دولة القانون والائتلاف الوطني بغية تشكيل حكومة هشة بعد أن يتم تهميش الكتلة الفائزة وبالتالي تُثار حفيظة المنطقة الغربية ويعود الحال بالعراق إلى سنوات الدم الطائفي .
3- إن الإدارة الإيرانية تدرك تماما حجم الخطورة إذا ما دفعت بالأزمة مع الغرب إلى الضربة العسكرية كونها تفرض عليها – أي الضربة – ضريبة الرد الكبيرة وبالتالي سيكون صراعا عسكريا لا ينتهي الا بتدمير البنية التحتية لإيران، لذلك ستعمد إيران إلى رفع حدة الصراع لرفع سقف المطالب في حال قدمت تنازلاً يسمح لها بالجلوس على طاولة المفاوضات وقد يكون شكل هذا التنازل هو تسليم العراق للـ "العلمانية " الأمريكية كون الأخيرة لا تقبل أن يكون شكل العراق علمانيا على الطريقة الإيرانية كما فعل المالكي حين أصبح توفيقيا ما بين التشدد والانفتاح الذي يرغب الأمريكان تحقيقه، أي إن إيران سوف تسعى وتفسح المجال أمام صعود الكتلة المؤيدة للسياسة الأمريكية في المنطقة وبذلك تكون هذه الخطوة عربون ثقة لعقد حوار إيراني أمريكي مفترض.
4- نتيجة لصعوبة المواجهة العسكرية الأمريكية مع إيران ـ ربما بسبب صعوبة إدارة جيشها المتواجد في العراق وأفغانستان ـ قد تسعى أميركا إلى تقاسم مناطق السيطرة والنفوذ في العراق وهذا اضعف الإيمان بالنسبة للإدارة الأمريكية، أي إنها أذا ما حصلت على تراجع مقصود في الدور الإيراني في العراق فان ذلك يؤدي إلى شراكة في الحكومة القادمة ومن الأرجح أن تقوم كلا الإرادتين، الإيرانية ، الأمريكية؛ في خلق مناخ توفيقي بين كتلة علاوي وكتلة المالكي وهذا سيجعل الانطباع السائد عن العراق هو ذلك الذي رُسِم وفقا للمشروع الأمريكي، وبذلك تكون الأبواب قد فتحت أمام الانسحاب الأمريكي من العراق .
كثيرة هي الافتراضات وكثيرة هي الأحداث الدموية في العراق وقليلة هي الخطوات الفاعلة التي ينتظرها الشعب العراقي حتى باتت الآمال مفقودة في استقرار العراق في المدى القريب .



#احمد_صحن (هاشتاغ)       Ahmed_Sahan#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراق بفساده الإداري ، ورشة للشيطان
- عراق ما بعد الانسحاب
- التاسع من نيسان، لحظة الانهدام الشامل
- أوباما والحوار المسلح
- احداث 11سبتمبر - زلزال لم يطح بالغرب الجديد
- طبول الحرب لا بد ان تقرع في الخليج
- مسارات التغيير تبدأ من القمة
- الدكتاتورية - ذاكرة ، هاجس ، ممارسة -
- حزب الله واولمرت بين الحماقة والجنون
- الحرب الخفية في العراق
- الكرة في ملعب الشعب
- مرايا 11 سبتمبر


المزيد.....




- هل تصريح نتنياهو ضد الاحتجاجات في الجامعات يعتبر -تدخلا-؟.. ...
- شاهد: نازحون يعيشون في أروقة المستشفيات في خان يونس
- الصين تطلق رحلة فضائية مأهولة ترافقها أسماك الزرد
- -مساع- جديدة لهدنة في غزة واستعداد إسرائيلي لانتشار محتمل في ...
- البنتاغون: بدأنا بالفعل بنقل الأسلحة إلى أوكرانيا من حزمة ال ...
- جامعات أميركية جديدة تنضم للمظاهرات المؤيدة لغزة
- القوات الإيرانية تستهدف -عنصرين إرهابيين- على متن سيارة بطائ ...
- الكرملين: دعم واشنطن لن يؤثر على عمليتنا
- فريق RT بغزة يرصد وضع مشفى شهداء الأقصى
- إسرائيل مصدومة.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين بجامعات أمريكية ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد صحن - العراق أولى ساحات الحوار المسلح