أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد صحن - احداث 11سبتمبر - زلزال لم يطح بالغرب الجديد















المزيد.....

احداث 11سبتمبر - زلزال لم يطح بالغرب الجديد


احمد صحن
كاتب وباحث

(Ahmed Sahan)


الحوار المتمدن-العدد: 2084 - 2007 / 10 / 30 - 10:23
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بعيدا عن توقعات سينما هوليود، نحاول ان نستشف الوجوه للعالم اذا ما تحققت فرضية انهيار الدولة الاعظم، اذ اننا نشاهد في افلام هوليود في مرات عدة سيناريوهات مفترضة عن سقوط امريكا، وكثيرا ما نشاهد تلك الصور وهي تفترض اسبابا لم تكن واقعية كما ليست سياسية كي تبقى تحافظ على اطارها السينمائي، كل تلك الافلام تعطينا دلالة مفادها ان السينما الامريكية ذاتها يخطر في ذهن كتابها ومفكريها فرضيات تؤدي الى انهيار تلك الدولة العظيمة، لكن هنا ندخل في اشكال طريقة التفكير حيث الكيفية المؤدية لنهاية حضارة بعينها، اذ اننا حين نفكر ونفترض أي سبب يؤدي الى انهيار امريكا، علينا ان نقارنها بين ما يدور في العقل الامريكي نفسه، اذ اننا نجد مسافة كبيرة بين طرائق تفكيرنا نحن العرب حيث مازلنا نعزو سقوط الحضارات الى اسباب تقليدية ونربطها بالتجارب التاريخية، كما ونعرف ان أي حضارة لا بد ان تأتي بأسباب سقوطها وهي بالتأكيد ـ أي امريكا ـ او الغرب الجديد كما يحلو للبعض ان يسميه؛ تختلف عن سابقاتها، لا سيما لم تبلغ حد الشيخوخة، بل، لا زالت في مرحلة الاشد من عمرها.
قد يكون هذا الاستهلال غير كافي للرد على من يفترض انهيار امريكا ولما نريد الخوض فيه. ونحن نعيش هذه الايام الذكرى السادسة من زلزال الحادي عشر من سبتمبر ذلك الحدث الذي غير خريطة العالم السياسية والذي سبب في حربين شرق اوسطيتين مما جعل امريكا في حالة رد فعل دائم ، وغّير الكثير من مواقع الاعداء والاصدقاء بالنسبة لامريكا، اذ يمكن لنا ان نسأل عن هذا الحدث وتداعياته هل هو بداية لانهيار الدولة الاعظم على اعتباره حدثا ربما يستنزف الاقتصاد الامريكي ويقصم ظهره اذ ما اخذت الحرب ضد الارهاب وقتا اطول.
ام ان الضربة التي لا تقصم الظهر تعطيه قوة، وفي حال جعل احداث الحادي عشر من سبتمبر سببا اوليا لسقوط امريكا فما هي تداعيات انهيار امريكا على العالم عموما والدول العربية بشكل خاص؟
سنختزل تلك الاستفهامات المفترضة بثلاث نقاط :-
1- التداعيات السياسية العالمية :
بعد انهيار الاتحاد السوفيتي ودخول العالم الى عصر القطبية الواحدة اصبحت الديمقراطية هي البديل لانظمة الحكم السائدة في بعض جمهوريات الاتحاد السوفيتي هذا يعني ان الديمقراطية هي التي حققت الانتصار في الحرب الباردة التي استمرت الى عقود، اضف الى ذلك فان معظم الدول الفاعلة تتبنى الديمقراطية كنظام سياسي وتُعتبر امريكا على رأسها، واذا ما توفرت اسباب سقوطها هذا لا يعني ان الدول المماثلة ستسقط كحجر الدومينو، ربما تصمد بعضها الى حين، كما اننا لم نقرأ في التأريخ عن سقوط نظرية سياسية حكمت في جزء كبير من المعمورة ما لم يكن لها خصما قويا، فالديمقراطية اليوم تعد من النظم القوية واستطاعت ان تحظى برغبة كثير من الشعوب، بل ان بعض الشعوب تتمنى ان تُحكم وفق الديمقراطية ونظام السوق الحرة. وان حصل زلزالا سياسيا في احدى دولها ـ بافتراض أمريكا ـ فأن الدول المشابهة ستلجأ لتكّون اتحادا معينا يقف بالضد من أي تحد يهدد انظمتها على الصعيد الاقتصادي او السياسي ، ولا زلنا في الافتراض، ان احداث الحادي عشر من سبتمبر هو الزلزال الذي سيوقع امريكا فأن الايديولوجيا التي تقف وراء منفذيها، لا تحظى باي تأييد في معظم دول العالم فضلا عن الدول العظمى التي تتفق مع امريكا الى حد بعيد وتتبنى الديمقراطية نظاما للحكم .

2- وعن العولمة وما ستؤول بها الامور بعد الانهيار ـ المفترض ـ لامريكا، فأن العولمة لم تصبح ملكا لامريكا؛ فهي مجموعة قيم ثقافية وعلمية ترسخت في كثير من البلدان والشعوب وبقائها لا يعتمد على بقاء امريكا فغياب المبادرة الامريكية من شأنه ان يولد كيانات دولية فاعلة على كل الأصعدة، وأهمها الاقتصاد، فالدول الاقتصادية العظمى كاليابان والمانيا وبريطانيا وغيرها من الدول الصناعية التي تتبنى الرأسمالية في مسيرتها الاقتصادية لا تسمح من سيادة إيديولوجيا متخلفة ـ كما يصفون ـ بديلة عما هي عليه الان فالقيم التي فرزتها حضارة اليوم ـ الغرب ـ لا زالت مصدر جذب لكثير من الشعوب ولم تحظ بممانعة قيميّة اخرى سوى بعض الثقافات الإسلامية المتشددة وبقايا الفكر الاشتراكي. بيد ان قناعتنا ليست كافية في ان تكون احداث الحادي عشر من سبتمبر سببا لبدء العد التنازلي لانهيار امريكا ومع ذلك اذا ما حصل وانهارت فالتداعيات لذلك الحدث ستكون وخيمة كمحصلة طبيعية لغياب شرطي العالم ، ومنها نشوء صراعات اقليمية ودولية من اجل افراز الدولة الرائدة او الحلف الرائد للعالم الجديد ، اما انعكاس ذلك التغيير على دولنا العربية فلم تكن بأسوء حال مما مضى، فنحن ما زلنا نتلقى الضربات من الطرف الغالب وليس باستطاعتنا ان نحرك الساكن على الصعيد الدولي واذا ما حصل بالفعل سنتلقى الضربات تبعا لحجم ممانعتنا عن ما هو جديد، وفي كل الاحوال، الدول العربية غير مستعدة لهذا التغيير العالمي كونها لم تفلح بالاستفادة مما هو قائم الان.

3- اما عن الاقتصاد وشؤونه وشجونه، ان حصل الانزلاق امريكي نحو الهاوية فانها ستجر معها عروشا اقتصادية كثيرة لم تنحسر على الدول العربية المرتبطة عملتها بالدولار وحسب، بل ثمة اقتصاديات دولية ستنهار، تلك الاقتصاديات التي تستثمر ترليونات من الدولارات االمرتبطة بقيمة الدولار، وان معظم الاسواق العالمية ستشهد زلزالا مروعا كاسواق هونكونك واسواق دبي ، ومع انني لست خبيرا اقتصاديا الا ان امريكا تمتلك 38% من الاقتصاد العالمي كما يقدره المتخصصون الاقتصاديون. وهذه النسبة كفيلة في ان تصنع انكسارا اقتصاديا عالميا تطول شظاياه معظم ارجاء العالم .
قد نصيب حين نعتقد ان خصوم امريكا الى الان لم يأتوا بقيم سياسية واقتصادية افضل مما هو قائم الان وطالما انهم يفتقرون لهذه القيم فضلا عن عدم امتلاكهم المبادرة الاقتصادية والعسكرية فعلى هذا الاساس تصبح احداث الحادي عشر من سبتمبر ضربة أعطت قوة للظهر الامريكي ولم تقصمه ولم تكن بأي حال زلزالا يطيح بالغرب الجديد.
* نشر هذا المقال في مجلة المسار بتاريخ 20-9-2007 الصادرة عن دائرة العلاقات العامة لجامعة السلطان قابوس .



#احمد_صحن (هاشتاغ)       Ahmed_Sahan#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- طبول الحرب لا بد ان تقرع في الخليج
- مسارات التغيير تبدأ من القمة
- الدكتاتورية - ذاكرة ، هاجس ، ممارسة -
- حزب الله واولمرت بين الحماقة والجنون
- الحرب الخفية في العراق
- الكرة في ملعب الشعب
- مرايا 11 سبتمبر


المزيد.....




- انتشر بسرعة عبر نظام التهوية.. لحظة إنقاذ كلاب من منتجع للحي ...
- بيان للجيش الإسرائيلي عن تقارير تنفيذه إعدامات ميدانية واكتش ...
- المغرب.. شخص يهدد بحرق جسده بعد تسلقه عمودا كهربائيا
- أبو عبيدة: إسرائيل تحاول إيهام العالم بأنها قضت على كل فصائل ...
- 16 قتيلا على الأقل و28 مفقودا إثر انقلاب مركب مهاجرين قبالة ...
- الأسد يصدر قانونا بشأن وزارة الإعلام السورية
- هل ترسم الصواريخ الإيرانية ومسيرات الرد الإسرائيلي قواعد اشت ...
- استقالة حاليفا.. كرة ثلج تتدحرج في الجيش الإسرائيلي
- تساؤلات بشأن عمل جهاز الخدمة السرية.. ماذا سيحدث لو تم سجن ت ...
- بعد تقارير عن نقله.. قطر تعلن موقفها من بقاء مكتب حماس في ال ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد صحن - احداث 11سبتمبر - زلزال لم يطح بالغرب الجديد