أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - احمد صحن - الدكتاتورية - ذاكرة ، هاجس ، ممارسة -














المزيد.....

الدكتاتورية - ذاكرة ، هاجس ، ممارسة -


احمد صحن
كاتب وباحث

(Ahmed Sahan)


الحوار المتمدن-العدد: 1662 - 2006 / 9 / 3 - 09:51
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


"الدكتاتورية" ذاكرة ، هاجس، ممارسة

منذ أمد بعيد أصبح مفهوم الدكتاتورية يُقشعِر الأبدان ويعطل الأذهان لما للعراقيين من تصورات معه، عن أحداث مريرة ارتبطت بالذاكرة السياسية العراقية. و تُعد مرحلة نظام صدام هي الأكثر خطورة، من حيث استيعابها لحيّز كبير من مساحة تلك الذاكرة. ومع ذلك تناسى العراقيون وجهدوا على ان يتجاوزا وطأة تلك الذاكرة وهواجسها ، عندما أُزيح هذا الكابوس الذي أرّق العراقيين سنينا عجافا وأذاقهم المرارة والأنين . ولحظة رشفَ هذا الشعب من كأس الحرية لأول مرة، لقاء ذلك السقوط الفاضح للفاشست، وعلى الرغم من رفضنا القاطع لكافة أشكال الدكتاتوريات، إلا أننا لم نعمل على تجسيد هذا الرفض في ممارساتنا السياسية التي تتطلبها مرحلة ما بعد التغيير ، وحينما سعى هذا الشعب لان يزيح ثقافة الطغيان، انتاب الجميع خشية من عودة الدكتاتورية من جديد لتكبل أغلالها سواعد هذا الشعب، وقد تغدو عصية على الانكسار ، لكن هذه الهواجس لم تثن عزيمتة فراح يعمل وهو يحبو، لأجل رسم خط الانطلاق على ارض واقعه الدامي. وحينما حاولت الجهات المعنية ـ امريكا وحلفاؤها ـ إلباس الشعب العراقي لباس الديمقراطية ، غاب عن ذهنها تأثر هذا الشعب بقيم الدكتاتورية تأثرا كبيرا،وبدأ هذا التاثير يعمل بسبب كمون السلوك الدكاتوري عقوداً وسنوات من القهر ، ما ترك سماته على مساحة كبيرة من جسد الثقافة العراقية، فأصبح هاجس الجميع والخشية من ابدال الدكتاتورية بأخرى أو كأن يصبح الحال تمهيد طبيعي ـ نظرا للاخفاقات الكثيرة ـ لعودتها ثانية. فتحول هذا الهاجس الى سلوك مزدوج تهيمن عليه الممارسات التقليدية في ادارة الحكم المنعقد على ثنائية السيد والعبد وفقا للمنظور الشرقي للحكم، وهذا راح يهيمن على العراقيين بواقعية اكثر من ان يبدو هاجسا وحسب. ولقد بدأ هذا التأثير يعمل مباشرةً وبشكل متواز مع الاستيعاب التاريخي لنمط الدكتاتورية.
وبعد زوال دكتاتورية الدولة بدأت إفرازات هذا التأثير تعمل في فضاء الحرية المفترض المتاح للشعب، ومثلت تلك الافرازات السلوك السياسي الجديد للذات العراقية وصراعاها الداخلي الحثيث مع دكتاتوريتها السابتة، لتهرول هذه المرة دون بوصلة، باتجاه صعيد مليء بالشوك، والسير عليه جميعا بذات الآلية العتيقة، من دون الوعي السليم بخطورتها على مسيرنا .. تلبست ثقافة الدكتاتورية في عقول العوام. ورغم بساطة التلبس هذا في الممارسة البادية على سلوك الإنسان العراقي، غير أنها تعمقت وكبرت عندما أشتدت ظاهرة التحزب وعندما كثرت الأحزاب السياسية في العراق..التي وفدت أرضه بعد انهيار شبح الدكتاتورية وبالطبع منها من كانت له نظالات ضد التسلط والاستبداد ومنها من نشأ ضمن سياق الأحداث التي مر بها العراق بعد مرحلة التغيير، وبطبيعة الحال فهناك صراع بين هذه المكونات السياسية فكل منها يريد إثبات وجوده وأحقيته في المرحلة الحالية والمقبلة ومحاولة تصديه إلى لائحة العمل السياسي إضافة الى ذلك أن أغلب هذه المكونات والأحزاب امتلكت الهاجس من عودة الدكتاتورية وهو ما يبرز من مفارقة تدعو للخشية على مستقبل العراق عندما تحاول معظم هذه الاحزاب ان تدخر الدكتاتورية زادا ان لم تكن قد مارستها دون ان تعي الى مثل هذه الحالات التي تندرج ضمن جدولة برامجها السياسية. وما إن انتشرت تلك الأحزاب بسرعة قصوى وإكتسبت الشارع والساحة السياسية العراقية حتى بات من الواضح ممارسة الفرد العراقي المتحزب مع العراقي الأخر ..وهنا دخل العراق مرحلة دكتاتورية جديدة أكثر وطأة من دكتاتورية الدولة لينتقل إلى دكتاتورية ( الفرد) المنبثقة من ارثنا الثقافي والسياسي ذي الامد الطويل من خلال واقع الحال وليس باختياره لأن واقع العراق يقرأ من خلال السنوات الثلاث الأخيرة التي عاشها بالصخب السياسي المصحوب بالممارسة الدكتاتورية المبطنة والمعلنة احيانا.
وحتى تتخطى تلك الاحزاب الصعاب وتتسلق الى القمم يجب أن يكون لديها قرأءة في واقع العراق السياسي ، ذلك الواقع الذي أشبعته الدكتاتورية دما وبؤسا وتخلفا لان التغيير القادم من الخارج قد اتى بلباس الديمقراطية ـ وان كان مفروضا ـ وهذا الإتيان قد يقوض مساحة العمل السياسي الشامل وحسره بين القادم وما هو سابت في النفوس ليصل الامر الى التقاطع بين ديمقراطية النظام المفروض والممارسة الدكتاتورية .
يُزعم ان العملية السياسية قد تقدمت في العراق، من انتخابات ، وكتابة دستور للبلاد ، وحكومة دائمية ، لكن كل تلك الخطوات لم تنقل الشعب العراقي من حقبة ما قبل النظام الى ما بعده ، وقد أضحى الفرد العراقي فاقد لنعمة الامن الذي اثر تأثيرا كبيرا على الرؤى السياسية الثاقبة ، اما النظر الحاسم والسعي البناء من اجل الوصول الى نهاية النفق و ايضا من اجل التخلص من الدكتاتورية فلن يتحقق مالم نزح من أمامنا كل ترسبات الدكتاتورية القابعة في نفوسنا مع علمنا ان آثاروجودها واسباب انبثاقها نفسية بحتة ، وعدم الإدراك بذلك ينذر بخطورة المشهد السياسي العراقي..

آب- 2006



#احمد_صحن (هاشتاغ)       Ahmed_Sahan#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حزب الله واولمرت بين الحماقة والجنون
- الحرب الخفية في العراق
- الكرة في ملعب الشعب
- مرايا 11 سبتمبر


المزيد.....




- لعلها -المرة الأولى بالتاريخ-.. فيديو رفع أذان المغرب بمنزل ...
- مصدر سوري: غارات إسرائيلية على حلب تسفر عن سقوط ضحايا عسكريي ...
- المرصد: ارتفاع حصيلة -الضربات الإسرائيلية- على سوريا إلى 42 ...
- سقوط قتلى وجرحى جرّاء الغارات الجوية الإسرائيلية بالقرب من م ...
- خبراء ألمان: نشر أحادي لقوات في أوكرانيا لن يجعل الناتو طرفا ...
- خبراء روس ينشرون مشاهد لمكونات صاروخ -ستورم شادو- بريطاني فر ...
- كم تستغرق وتكلف إعادة بناء الجسر المنهار في بالتيمور؟
- -بكرة هموت-.. 30 ثانية تشعل السوشيال ميديا وتنتهي بجثة -رحاب ...
- الهنود الحمر ووحش بحيرة شامبلين الغامض!
- مسلمو روسيا يقيمون الصلاة أمام مجمع -كروكوس- على أرواح ضحايا ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - احمد صحن - الدكتاتورية - ذاكرة ، هاجس ، ممارسة -