|
ساركوزي: انتحاء ماكرون على الجزائر -يأخذنا بعيدا عن المغرب، نحن نجازف بفقدان كل شيء-
أحمد رباص
كاتب
(Ahmed Rabass)
الحوار المتمدن-العدد: 7706 - 2023 / 8 / 17 - 08:14
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
في مقابلة مطولة مع صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية ، بمناسبة صدور كتابه "زمن المعارك"، يوم 22 غشت، حذر الرئيس الفرنسي الأسبق نيكولا ساركوزي بدوره إيمانويل ماكرون من "انتحائه على الجزائر". بالنسبة له وبهذا الموقف "لن نكسب ثقة الجزائر وسنفقد ثقة المغرب". كم هي واضحة ومناسبة هذه الكلمات المندرجة ضمن سلسلة طويلة من ردود أفعال مماثلة صادرة عن رجال دولة وسياسيين فرنسيين. والتي استعادها الرئيس السابق نيكولا ساركوزي في مقابلة مع صحيفة " لو فيغارو" اليومية التي نشرتها يوم الأربعاء 16 غشت في نسختها الإلكترونيةىبمناسبة خروج كتابه الجديد سالف الذكر إلى المكتبات، المقرر يوم 22 غشت عن دار النشر فايار، بحجم يتكون من 560 صفحة. في هذه المقابلة الطويلة، تحدث رئيس الدولة السابق على أهم قضايا الساعة (روسيا، إفريقيا، إلخ..)، وتناول أيضا العلاقات بين باريس والجزائر، محددا الثمن الباهظ الذي تدفعه الدبلوماسية الفرنسية لقاء محاولة التقارب المستحيل مع النظام الجزائري على حساب المغرب. بالنسبة للرئيس السابق، كل محاولة لإنشاء علاقة عقلانية ودائمة إلى حد ما مع الجزائر محكوم عليها بالفشل. "لنتوقف عن محاولة بناء صداقة مصطنعة مع القادة الجزائريين الذين يستخدمون فرنسا بشكل منهجي ككبش فداء لإخفاء عيوبهم وافتقارهم للشرعية. إنهم يرفضونها دائما"، يحذر ساركوزي. السبب بسيط للغاية وبالنسبة لساركوزي٠، فهو واضح وضوح الماء النابع من الصخر. إنه يتمثل ببساطة في الافتقار المؤسف إلى النوايا الحسنة. "هل لديهم (القادة الجزائريين) حاجة كبيرة لتحويل الانتباه عن الفشل الذي غطسوا فيه منذ فترة طويلة من خلال اتهام فرنسا بانتظام بكل الشرور"، حسب قوله. في هذه المقابلة، التي كشفت فيها صحيفة "لوفيغارو" عن "صفحات صارمة" في "أزمنة المعارك" في ما يتعلق بـ "الانتحائية الجزائرية" للرئيس ماكرون، يحذر ساركوزي ايضا من كون هذه "الانتخائية تبعد(نا) (فرنسا) عن المغرب". "نحن نجازف بفقدان كل شيء. لن نكسب ثقة الجزائر، وسنفقد ثقة المغرب"، يحسم، محددا في نفس الوقت مسافاته تجاه ماكرون الذي قال إنه دعمه في الانتخابات الرئاسية الأخيرة. "هذا لا يعني أننا اتفقنا على كل شيء. لا يتعلق الأمر بصرامة، بل بقناعات”. يذهب نيكولا ساركوزي إلى أبعد من ذلك بالدعوة إلى مراجعة اتفاقيات 1968 التي تسهل حركة المواطنين الجزائريين في فرنسا. بالنسبة له، " أصبح ذلك أمرا ضروريا. السلطات الجزائرية تمنع عودة العديد من رعاياها وتسمح في نفس الوقت لمن يريدون المغادرة. لم يعد هذا ممكنا"، يشرح ساركوزي. يأتي موقف نيكولا ساركوزي لينضاف إلى العديد ممن يواصلون دق ناقوس الخطر بشأن سياسة إيمانويل ماكرون تجاه الجزائر. كزافييه درينكور، سفير فرنسا السابق في الجزائر العاصمة من 2008 إلى 2012 ومن 2017 إلى 2020، واحد من هؤلاء. في مذكرة نُشرت في يونيو 2023 بعنوان "رهان إيمانويل ماكرون الجزائري: أوهام، مخاطر وأخطاء"، استنكر فتور العلاقات بين فرنسا والمغرب بسبب انتحاء ماكرون على الجزائر الذي قاده إلى رهان خاسر. إن هذا الرهان غير المؤكد كذلك، والقائم على "الأوهام ، وأخطاء في التحليل والمخاطر السياسية والجيوسياسية التي لا يستهان بها"، والذي "يكون تفعيله بالحد الأقصى، ولكن فرصه في الفوز بالحد الأدنى"، وبالتالي لا يقدم سوى مزايا قليلة لفرنسا في القضايا الأساسية"، يعتقد كزافييه درينكور. وقال صاحب المذكرة: "لا شيء يتعلق بالعلاقة العسكرية، ربما بأشياء قليلة (أو هي نفسها دائما) على المستوى الاقتصادي أو التجاري، والصعوبات المتوقعة فيما يتعلق بالهجرة، والقليل عن منطقة الساحل". منذ ذلك الحين، ضاعف الدبلوماسي خرجاته ورسائله التحذيرية. آخرها تحليل نُشر في "لوجورنال دي ديمانش، حيث عاد إلى الرسائل المتناقضة، على خلفية إرادة الإذاية، للقادة الجزائريين في ما يتعلق بفرنسا. مثلا: "رحلة الرئيس تبون إلى باريس، أرجئت مرتين واستبدلت برحلة سريالية إلى موسكو، تلتها قرارات استفزازية مثل البيان الجزائري الداعم لأعمال الشغب في فرنسا". وفي ما يتعلق بالساحل، "يمكن لموسكو أن تشجع الجزائر على الاقتراب الآن من الانقلابيين في نيامي، مثل أمثالهم في باماكو وواغادوغو، لإضعافنا دائمًا"، نقرأ مرة أخرى. وتجدر الإشارة أيضا إلى أنه في رسالة مفتوحة نُشرت يوم 7 غشت في صحيفة "لوفيغارو"، دعا 94 برلمانيًا من عدة اتجاهات سياسية الرئيس ماكرون "لمراجعة سياسة فرنسا في إفريقيا". لحسن حظ مملكتنا، فقد احتلت مكانة ممتازة في ثنايا تلك الرسالة. "في المغرب، فإن المماطلة الفرنسية بشأن الصحراء (بينما اعترفت إسبانيا وألمانيا بالسيادة المغربية) وسياسة المشي على الحبل المشدود في "كي دورسي" مع الجزائر تدفع القصر الملكي للبحث في مكان آخر غير باريس عن شركاء عسكريين أو اقتصاديين"، كما يمكن لنا أن نقرأ فيها. وهكذا، أصبحت مثل هذه الدعوات التي يتزايد عددها أكثر من أي وقت مضى مثيرة للقلق بشكل متزايد، وتوضح أقوال ساركوزي ذلك من نواح كثيرة. فهل ستجد آذانا صاغية؟
#أحمد_رباص (هاشتاغ)
Ahmed_Rabass#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
إبراهيم غالي يدعو من مدينة بومرداس الجزائرية إلى -حرب شاملة-
...
-
شذرات من سجل الشهداء
-
الأمم المتحدة تكشف عن حصيلة مقلقة للقتلى الفلسطينيين
-
المقاربة النظرية والبيروقراطية لمطلب التربية على القيم باءت
...
-
الكذب حقيقة لا بد من ظهورها
-
هل يمثل صعود المتدينين المتشددين إلى السلطة في إسرائيل مقدمة
...
-
خمسة قتلى وأربعة جرحى حصيلة هجوم مسلحين بأيعاز من فرنسا على
...
-
موقع ابن رشد الفيلسوف والقاضي والفقيه بين الإسلام والمسيحية
...
-
موقع ابن رشد الفيلسوف والقاضي والفقيه بين الإسلام والمسيحية
...
-
بوح الذاكرة: عبرات معلم مقبل على الانتحار شنقا
-
مالي تلغي 11 اتفاقية استعمارية فرضتها فرنسا على دول إفريقية
...
-
دقت طبول الحرب في الساحل وبدات رمال الصحراء تغلي
-
موقع ابن رشد الفيلسوف والقاضي والفقيه بين الإسلام والمسيحية
...
-
فرنسا بين التدخل العسكري في النيجر ورفض مشاركتها في القمة 15
...
-
موقع ابن رشد الفيلسوف والقاضي والفقيه بين الإسلام والمسيحية
...
-
النيجر: حول التدخل العسكري المتوقع من المجموعة الاقتصادية لد
...
-
أمريكا تعسكر مضيق هرمز وخليج عمان بدعوى مضايقة واعتراض إيران
...
-
موقع ابن رشد الفيلسوف والقاضي والفقيه بين الإسلام والمسيحية
...
-
المحكمة الفدرالية تطلق سراح ترامب بكفالة إذا انتهك شروطها يت
...
-
حسن حامي: الطفولة الدبلوماسية أكثر سخافة من الهواية السياسية
...
المزيد.....
-
-قلت مصر وقالت الدنيا نعم-.. أمير سعودي يعلق على لقاء محمد ب
...
-
السودان في -حرب فارغة من المعنى-.. بايدن يخاطب طرفي الصراع و
...
-
بعد انفجارات -البيجر- بلبنان.. رئيس شركة -غولد أبولو- التايو
...
-
انفجارات -البيجر-.. مصدر أمني تايواني يكشف لـCNN ما في سجلات
...
-
إعصار ياغي يتسبب بمقتل 226 شخصًا في ميانمار ويترك 77 في عداد
...
-
فيضان سد يغمر بلدة ستروني سلاسكي ويوقف الخدمات الأساسية في ب
...
-
إسرائيل خططت لأكثر من ذلك وشركة تايوانية تعلق على -صلتها- بـ
...
-
ترامب: التعاون مع روسيا والصين مفيد
-
شركة طيران شهيرة تفرض قواعد صارمة على الملابس الداخلية لمضيف
...
-
قائد أمريكي يقر بافتقار الطيارين الأوكرانيين للخبرة اللازمة
...
المزيد.....
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
-
الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ
/ ليندة زهير
-
لا تُعارضْ
/ ياسر يونس
-
التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري
/ عبد السلام أديب
-
فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا
...
/ نجم الدين فارس
-
The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun
/ سامي القسيمي
-
تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1
...
/ نصار يحيى
المزيد.....
|