أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كرم نعمة - الحقيقة القبيحة تنمو وتتصاعد














المزيد.....

الحقيقة القبيحة تنمو وتتصاعد


كرم نعمة
كاتب عراقي مقيم في لندن

(Karam Nama)


الحوار المتمدن-العدد: 7704 - 2023 / 8 / 15 - 22:12
المحور: الادب والفن
    


قبل سنوات غردت ايفانكا ترامب التي تحظى بأكثر من عشرة ملايين متابع لحسابها على تويتر، ما يجعلنا نتأمل “الحقيقة القبيحة” وكأنها لب الحقيقة!
اقتبست ايفانكا جملة مثيرة ونسبتها إلى عالم الفيزياء الشهير ألبرت أينشتاين لإثارة إعجاب ملايين متابعيها على تويتر تقول “إذا كانت الحقائق لا تتناسب مع النظرية، فغيّر الحقائق”. وفي حقيقة الأمر لم يقل أينشتاين مثل هذا الكلام، لكن هل بمقدوره الاستيقاظ من رقاده الأبدي ليدافع عن نفسه في تويتر؟
يمكن أن نجد ما يعادل تلك “الحقيقة القبيحة” التي قدمتها لنا إيفاكنا على طبق تذوقه أكثر من عشرة ملايين مستخدم، وربما تمتع الغالبية منهم بمذاقه الكاذب، بما يحصل في العراق، فـ “الحقائق القبيحة” عندما يتعلق الأمر بالتاريخ والحاضر متصاعدة ومستمرة! دع عنك الأكاذيب السياسية المنطلقة من المنطقة الخضراء التي تسوق فيه حكومة الإطار التنسيقي الغبار إلى العراقيين وكأنه مسحوق من الذهب!!
في أوج انتشار وباء كورونا ظهر علينا مذيع تلفزيوني عراقي يتحدث عن مصدر مستل من “الحقيقة القبيحة” نفسها يزعم أن الإمام علي بن أبي طالب أول من تنبأ بوباء كورونا ولفق نصًا على لسان الإمام علي يتحدث عن ذلك ونسبه إلى مصدر وهمي!
لم يحدث أي شيء بعدها، فاستمرت عملية التلفيق، مع أن هناك الكثير من فند هذا الكلام، فهو غير موجود بالأساس لا في كتاب “نهج البلاغة” ولا في الكتاب الوهمي الآخر الذي لفقه المذيع العراقي عن دراية أو جهل.
يمكن أن نعزو ذلك إلى أن “الحقيقة القبيحة” تبدو أجمل من الحقيقة نفسها! وهو ما يحدث في العراق اليوم، لدرجة أن مطابع إيرانية تنشر طبعات ملفقة لكتب عالم الاجتماع العراقي علي الوردي وتدس فيها فقرات لم يكتبها الوردي بالأساس! لهدف سياسي إيراني مكشوف.
يتم تداول هذه الكتب بطبعاتها الإيرانية في مكتبات بغداد بذريعة حرية “الحقيقة القبيحة” نفسها!
ماذا لو عاد أينشتاين الذي قال ذات مرة “إن البحث عن الحقيقة والمعرفة من أفضل صفات الإنسان”. والوردي الذي قال “إن العقل يقتبس من الحقيقة الخارجية جزءًا ثم يضيف إليها من عنده جزءًا آخر ليكمل بذلك صورة الحقيقة كما يتخيلها. وهذا هو الذي جعل كل فرد منا يحمل معه حقيقته الخاصة كما يحمل حقيبته”.
ماذا لو عادا هذان الرجلان إلى الحياة، هل سيغردان بالرد على أكاذيب مواقع التواصل الاجتماعي؟
سأجد بعض الإجابة بما كتبه الصحفي الأمريكي توماس فريدمان الذي تهكم على مستقبل الحقيقة بالتساؤل القائل “أليس الكذب إحدى الوصايا العشر؟”.
ويمكن تفسير كل الذي يحصل بأن سلطة الخبر صارت في كل مكان، وصار العالم الرقمي المكان الذي تعيش فيه الثروة والسلطة، ولا يمكن للساعين إلى هذه الثنائية التي استند التاريخ عليها لسرد مدونته، أن تكون بلا أكاذيب!
المؤرخون والصحفيون يهيئون المساحة اللائقة بمسميات تحتفي بالكذب، القواميس اللغوية عدّلت متنها لتكون التعريفات وافية وصادقة لـ “أخبار كاذبة”، وهناك ما هو أكثر تأدّبًا من ذلك فـ “ما بعد الحقيقة” تسمية كيسة للأكاذيب من دون أن تغيّر شيئا من الحقيقة.
التاريخ يدرك عبر مسيرته أن الطريق إلى السلطة والثروة يكمن في الأكاذيب، ذلك ليس جديدًا عليه، الجديد الذي يشغل التاريخ الرقمي للعالم اليوم، نحن المستهلكون الذاهبون بلا مبالاة إلى التعامل مع الأكاذيب وكأنها حقيقة، التحيّز العقلي ميزة المستهلك في العالم الرقمي، فهو يصدق ما يتمناه بغض النظر عن حقيقته، ويعمل بإخلاص ومثابرة على نشره.
هكذا تستمد الأخبار الزائفة حقيقة وجودها، ليس من قوتها بقدر ما نقوم به نحن المستهلكون المغفلون أو الموغلون في الخطأ، بالترويج لها من أجل رغبة أنانية ضيّقة.
أدى هذا الإحساس بعصمتنا الفكرية إلى الافتقار الشديد إلى التواضع لدى جميع أنواع الناس، من السياسيين إلى المشاهير إلى المؤثرين على وسائل التواصل الاجتماعي.
قبل عامين صدر كتاب رائع اسمه “حقيقة قبيحة: داخل معركة فيسبوك للسيطرة”، روعة الكتاب تكمن في اللمسة الصحافية المشوقة التي وزعها المؤلفان شيرا فرنكل وسيسيليا كانغ داخل المتن. فهما مراسلان لصحيفة نيويورك تايمز، وهناك جهد صحافي في استخلاص المادة أكثر من كونه كتابًا أكاديميًا تقليديًا.
ممارسة العمى المتعمد إزاء الكارثة القادمة كانت واحدة من الأسباب التي ركز عليها المؤلفان، ويمكن أن نعزو إليه القلق عند مارك زوكربيرغ وفريقه من هذا الكتاب، بينما صدرت من قبل العشرات من الكتب عن فيسبوك بوصفه خطرًا مستمر الضرر على المجتمعات والدول، ولا يمكن توقع عدم صدور كتب جديدة بنفس هذا التوجه. يكفي الإشارة هنا إلى أن المؤلفين استعانا بـ367 مصدرًا كشفت عن عمل فيسبوك للسيطرة على العالم، غير أن زوكربيرغ لم تكن لديه مصلحة في المشاركة بهذا الكتاب أو حتى الدفاع عن شركته.
سبق وأن تساءل الناقد جون نوتون مؤلف كتاب “من غوتنبرغ إلى زوكربيرغ: ما تحتاج معرفته حقًا عن الإنترنت” داعيًا الجميع لوضع إجابات مقترحة لتساؤلاته: كيف أوصلنا فيسبوك إلى هذه الفوضى التي لا يمكن الخروج منها؟ فيسبوك اليوم أكبر شركة في العالم غارقة في الظلام.
ويسرد نوتون في مقال له بصحيفة الغارديان التداعيات المترتبة على الطبيعة الغريبة للتكنولوجيا الرقمية، وأيديولوجيا وادي السيليكون، والسذاجة السياسية المدهشة لمارك زوكربيرغ، ورؤية النفق الأخلاقي لمهندسي البرمجيات، والأهم من ذلك نموذج الأعمال الذي جاء ليكون معروفًا باسم “رأسمالية المراقبة”.



#كرم_نعمة (هاشتاغ)       Karam_Nama#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أطباء فائضون عن الحاجة
- أسهل وصفة لتدمير بلد
- الموت يفقد مواصفاته العراقية!
- هل حقا الديمقراطية تحقق النجاح؟
- بورخس قارئ رقمي!
- العنصري في غربته يبيع الماضي
- إيلون ومارك كالحلوى بمذاق مر
- يكذبون علينا ونكذب عليهم!
- يا لوجع مي من دون رافع
- متى نستعيد أمل خضير
- لا أسعد من ذوي الياقات الزرقاء
- ساعة تسديد الحساب الوطني
- رومانسية اقتصادية بين واشنطن ولندن
- إيكاروس بغداد بمذاق تمر مر
- بايدن أم ترامب: ذعر الخفافيش العمياء
- فائق حسن وصدام حسين
- عمار الحكيم زعيم العروض الصوتية الزائفة
- عودة إلى سوينتون والصائغ
- ومتى كانت كرة القدم عادلة؟
- ما ينتظر الحكومات…


المزيد.....




- بعد الإدانة التاريخية لترامب.. نجمة الأفلام الإباحية لم تنبس ...
- الحلقة 27 من مسلسل صلاح الدين الايوبي مترجمة للعربية عبر ترد ...
- “الآن نزلها” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد لمشاهدة جميع أفلا ...
- تردد قناة بانوراما فيلم 2024 حدث جهازك واستمتع بباقة مميزة م ...
- الرد بالترجمة
- بوتين يثير تفاعلا بفيديو تقليد الممثل الأمريكي ستيفن سيغال و ...
- الإعلان 1 ح 163 مترجم.. مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 163 على قن ...
- ماسك يوضح الأسباب الحقيقية وراء إدانة ترامب في قضية شراء صمت ...
- خيوة التاريخية تضفي عبقها على اجتماع وزراء سياحة العالم الإس ...
- بين الغناء في المطاعم والاتجاه للتدريس.. فنانو سوريا يواجهون ...


المزيد.....

- حكايات أحفادي- قصص قصيرة جدا / السيد حافظ
- غرائبية العتبات النصية في مسرواية "حتى يطمئن قلبي": السيد حا ... / مروة محمد أبواليزيد
- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كرم نعمة - الحقيقة القبيحة تنمو وتتصاعد