أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد عبد الكريم يوسف - السلطة والقلم، محمد عبد الكريم يوسف














المزيد.....

السلطة والقلم، محمد عبد الكريم يوسف


محمد عبد الكريم يوسف
مدرب ومترجم وباحث

(Mohammad Abdul-karem Yousef)


الحوار المتمدن-العدد: 7703 - 2023 / 8 / 14 - 12:10
المحور: كتابات ساخرة
    


السلطة والقلم

الوطن ليس صفحات من اليوميات نكتبها والآنيات نبدلها متى نشاء والحكومات تسير على غير هدى وفق أهوائها المذهبية والسياسات العشوائية والتقلبات المزاجية والظرفيات التجريبية والتشكيلات الطقسية والانتخابات المبرمجة والتفاهات السياسية والدناءَات الشخصية. الوطن فوق الجميع يشمل الجميع ويحتوي الجميع .فكيف بوطن ضالع في صنع التاريخ.

فالقاضي الذي حكم على لافوازية بالإعدام وأطلق عبارته الشهيرة " الثورة ليست بحاجة للعلماء" قاض جاهل لأنه لطح الثورة الفرنسية بدم عالم بريء ملكيته للوطن الفرنسي بغض النظر عمن يعتلي عرش السلطة .

وسقوط الأندلس كان بسبب قبيلة من القادة تتولى السلطة فتمعن فيه فتكا وفسادا واغتيالا لمستقبلها إلى أن وقعت الواقعة في سياق مادي هو الأحط والأكثر عهرا في تاريخ البشرية .

ومدافع الفقهاء ما هي إلا أقلاما بيد السلطة ترسم بها ما تريد من رؤى وسياسات ، تفسر على هواها ، وترفع من تشاء ، وتلقي بمن تشاء إلى الهاوية والخاسر الوحيد هو الوطن.

القبيلة ، بالمعنى المجازي، جسد مادي موَقَّت مصيره الاضمحلال والتلاشي، فيما الوطن روح أَثيرية خالدة تحملها معك حيث تذهب ، فهو الضالع في صنع البشرية وتقديم روح الإنسانية الخيرة وتراثها المجيد ، فاعلا في الماضي ، منيرا في الحاضر وفاتحا في الأفق مستقبلا مشرقا.

الطريف أن من يمتلك السلطة في البلاد المحكومة بالمذاهب يمتلك القلم ، فالفاعل عندهم منصوب والمفعول به مرفوع والسياق اللغوي دائما مرتبط بحد علمهم ، والبائس الوحيد هو "سيبويه" وعندما تناقش سلطويا يقطع عليك الطريق بأنه غير مقتنع أو أنه لم يسمع بالمصطلح من قبل أو أنه لم يقرأ مثل هذا في كتب المدرسة ، إن قرأها. وقد يلطشك بعبارته المعهودة بأن أسلوبك أدبي وهو تقتني . واللغة التقنية مثل اللغة الشعرية يجوز لها ما يجوز لغيرها ، فالمرفوع منصوب والمنصوب مرفوع ، ثم يحملون خيباتهم على الجامعة التي لم تعلمهم الأساليب اللغوية والثقافة. يشعر السلطوي أن القلم أداة ترسم ما يريد وهي طوع بنانه لأن رغباته الشخصية قانون.

والطريف أكثر أن البلاد المحكومة بالمذاهب لا تراجع قراراتها وتعاميمها لغويا فالمرفوع عندها منصوب والمنصوب مرفوع منوهين أن السلامة اللغوية والسلاسة الأسلوبية تمنع التأويل القانوني للنصوص وتبعد مواطن اللبس والقصور في المعنى وما يصدر اليوم يمكن أن يصدر غدا بعد المراجعة والتدقيق اللغوي عملا بقول الفيلسوف الشيرازي : " أيها النابل تأنى فالسهم متى انطلق لا يعود".

والطريف أيضا أن المديرين في الدول المحكومة بالمذاهب يمارسون استخدام القلم الكيدي فمتى اعتلوا السلطة يصبحون بقدرة قادر رجال الفهم في القانون والإدارة واللغة العربية واللغة الأجنبية ويتخبطون يمينا وشمالا ويخبطون المكان ويلخبطون الوطن ويخربطون من حولهم لأنهم يعتقدون جاذما أن فوق كل ذي علم عليم .

رجال السلطة يضمون القلم وحاضرهم طالما هم على الكرسي لكنهم بكل تأكيد لا يضمنون لحظة واحدة من مستقبلهم فكما تحكموا بمصائر غيرهم سيرثهم من يتحكم بمصيرهم .

هكذا الدنيا تسير في مجتمع المستقبل والقبيلة والوطن ، الحاسر الرأس حافي القدمين ، من يفكر به؟.



#محمد_عبد_الكريم_يوسف (هاشتاغ)       Mohammad_Abdul-karem_Yousef#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أعجوبة الحب ، محمد عبد الكريم يوسف
- الديسابورا إهانة للوطن، محمد عبد الكريم يوسف
- ماذا يجري في الكون؟ مقدمة عن العصر الأمريكي، جورج فريدمان
- انقلاب النيجر: دور نيجيريا وفرنسا وروسيا ، إلياسو كادو
- عن الوطن والمواطنة
- الذكاء الصناعي وتأثيره على حياتنا ، محمد عبد الكريم يوسف
- لقد ولدت ثلاث مرات: مقابلة مع أدونيس، هدى فخر الدين
- لماذا انهارت اتفاقية حبوب البحر الأسود ؟باتريك وينتور
- الزمن وحده قادر على فهمك
- رجل حسن الملبس، لانغ ليف
- كيف جعلت سوريا من روسيا بوتين قوة أرثوذكسية عالمية ، كمال عل ...
- هجوم اليابان المضاد: درس تعلمته من كوريا الجنوبية ، شينيشي ه ...
- الحرب في سوريا: بعد الاتفاق الإيراني السعودي ، هل يمكن أن تك ...
- لا تتوقعوا تطبيع العلاقات بين تركيا وسوريا في أي وقت قريب،رج ...
- المساعدة الإنسانية و المشكلة الإرهابية. هل يمكن حلها؟ جيسيكا ...
- لماذا يحتاج أردوغان العلاقة مع الرئيس الأسد أكثر من أي وقت م ...
- لا أعرف، لانغ ليف
- كليوباترا، ملكة مصر
- لدى كيسنجر الإجابات الكافية لخروج الولايات المتحدة من مستنقع ...
- هل تحققت نبوءة كيسنجر في سوريا، كمال علم


المزيد.....




- حتى المشاهير لم يسلموا من الهجمات العشوائية.. الاعتداء على ن ...
- صيحات استهجان في جامعة ديوك الأميركية ضد الممثل جيري ساينفيل ...
- كل عام وأنتم بخير عمالقة السينيما يتنافسون.. أقوى أفلام عيد ...
- بسبب دعمه لإسرائيل.. صيحات استهجان في جامعة أميركية ضد الممث ...
- بالفيديو.. صيحات استهجان في جامعة ديوك الأميركية ضد الممثل ج ...
- أجدد أفلام ومسلسلات الكرتون.. ثبت الآن تردد قناة ماجد MAJID ...
- رابط خطوات الحصول على أرقام جلوس الدبلومات الفنية 2024 عبر ا ...
- “ماما حرامي سرق لولو” تردد قناة وناسة أطفال 2024 شوف مسلسلات ...
- “مترجمة Hd” مسلسل صلاح الدين الايوبي الحلقة 24 عبر قنوات عرض ...
- وفاة الفنان العراقي عبدالستار البصري بعد معاناة مع المرض


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد عبد الكريم يوسف - السلطة والقلم، محمد عبد الكريم يوسف