أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هشام جمال داوود - الصين وتحديات الممر الاقتصادي في أفغانستان














المزيد.....

الصين وتحديات الممر الاقتصادي في أفغانستان


هشام جمال داوود

الحوار المتمدن-العدد: 7695 - 2023 / 8 / 6 - 07:43
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تواجه الصين العديد من العقبات في تنفيذ مشاريعها المقترحة حديثا في أفغانستان، وخاصة توسيع الممر الاقتصادي الصيني الباكستاني. والسبب الرئيسي لهذه التأخيرات هو الحالة الأمنية الهشة في كل من أفغانستان وباكستان. بالإضافة إلى ذلك، يبدو أن بكين تركز بشكل أكبر على بناء سرد إيجابي لمساعدة أفغانستان من خلال مبادراتها الاقتصادية الثنائية والإقليمية وأقل تركيزا على تنفيذها. علاوة على ذلك ، منذ انسحاب القوات الأجنبية واستيلاء طالبان على كابول في أغسطس 2021 ، تنتقد الصين الولايات المتحدة لتجميدها أصول أفغانستان.
في 9 أيار/مايو، اجتمع وزراء خارجية الصين وباكستان وأفغانستان في إسلام أباد لمناقشة توسيع نطاق الممر الاقتصادي ليشمل أفغانستان، وخلال الاجتماع أكدوا دعمهم لمشاريع البنية التحتية متعددة الأطراف والتي تشمل مشروع الطاقة في آسيا الوسطى وجنوب آسيا والسكك الحديدية العابرة لأفغانستان، في حين أن تمديد الممر الاقتصادي كان متوقعا لبعض الوقت إلا أن الإعلان الرسمي ربما وفر للصين نفوذا دبلوماسيا كبيرا في المنطقة، ومع ذلك فإن القرار مدفوع في المقام الأول بموقف الصين الاستراتيجي ضد الولايات المتحدة.
أدت حوادث الإرهاب المتزايدة والمناوشات الحدودية العنيفة بين باكستان وطالبان إلى زيادة زعزعة استقرار المنطقة مما يشكل تحديات لخطط الصين طويلة الأجل والأهم من ذلك على مدى السنوات العشر الماضية فشل الممر الاقتصادي الصيني الباكستاني في تحقيق أهدافه الأصلية مما أدى إلى شكوك جدية حول الجدوى المالية للمشروع على المدى الطويل، إضافة إلى هذه المخاوف تواجه مبادرة الحزام والطريق الصينية بالفعل اتهامات دولية بتوظيف سياسة بكين سيئة السمعة "فخ الديون" على الاقتصادات النامية الأضعف، ومع ذلك وعلى الرغم من كل هذه الادعاءات واصلت الصين تأمين مشاريع جديدة في أفغانستان منذ آب 2021.
في 5 كانون الثاني وقع نظام طالبان اتفاقا مع شركة شينجيانغ آسيا الوسطى للبترول والغاز، وهي شركة تابعة لشركة البترول الوطنية الصينية المملوكة للدولة وتسمح هذه الاتفاقية باستخراج النفط من حوض آمو داريا، مع التزام الصين باستثمار 150 مليون دولار سنويا لمدة ثلاث سنوات مع زيادة مخططة إلى 540 مليون دولار طوال مدة العقد البالغة 25 عاما، في وقت لاحق في 13 نيسان أعلنت وزارة المناجم والبترول الأفغانية أن شركة Gochin الصينية قد أعربت عن اهتمامها باستثمار 10 مليارات دولار في احتياطيات الليثيوم في أفغانستان، وفي الوقت نفسه تشير التقارير إلى أن الصين منخرطة في مناقشات مع طالبان لإعادة التفاوض على شروط عقد عام 2008 لتعدين النحاس من احتياطيات ميس أيناك في مقاطعة لوغار.
ويتضح من هذه الاتفاقيات أن الصين لديها مصلحة كبيرة في استغلال الموارد الطبيعية الهائلة في أفغانستان بما في ذلك المعادن النادرة مثل الليثيوم والكوبالت، مع خروج الولايات المتحدة في عام 2021 رأت الصين فرصة سهلة لتوسيع وجودها في البلد الذي مزقته الحرب بحجة توفير الاستقرار الاقتصادي لأفغانستان بقيادة طالبان، ويمثل الاتفاق المتعلق باستخراج النفط في حوض آمو داريا أول استثمار أجنبي كبير منذ عودة طالبان إلى السلطة في أفغانستان، ومع ذلك تجدر الإشارة إلى أن المشاريع الصينية الكبرى في الماضي بما في ذلك مشروع تعدين النحاس Mes Aynak Logar الذي تم الترويج له كثيراً لم تتحقق، وفي حزيران دعا وزير التعدين والبترول في طالبان شهاب الدين ديلاوار الشركة الصينية إلى بدء العمل "الفعلي" في تطوير وتشغيل منجم أيناك للنحاس.
ادعت بكين لسنوات أن الاستقرار في أفغانستان له أهمية قصوى، ليس فقط لنجاح الاستثمارات الصينية والمصالح الاقتصادية ولكن أيضا بسبب الآثار المبلغ عنها على الوضع الأمني في منطقة (شين جيانغ) المضطربة في الصين منذ تسعينيات القرن العشرين، وأعربت بكين عن مخاوفها بشأن (الانفصاليون اليوغور) وترى خطرا متزايدا مرتبطا بهذه القضية.
وجد بعض مقاتلي اليوغور الذين يزعم أنهم ينتمون إلى حركة تركستان الشرقية الإسلامية ملاذا في أفغانستان وشكلوا تحالفات مع طالبان والقاعدة، والآن مع تنظيم (داعش) ومع ذلك، يجادل العديد من الخبراء بأن تهديد حركة تركستان الشرقية الإسلامية للصين مبالغ فيه والجدير بالذكر أن الحكومة الأمريكية ألغت تصنيف حركة تركستان الشرقية الإسلامية كمنظمة إرهابية في أكتوبر 2020، مشيرة إلى عدم وجود أدلة على استمرار وجودها.
على الرغم من ذلك لا تزال الصين تنظر إلى تشدد اليوغور المزعوم في أفغانستان على أنه تهديد كبير ويمنح هذا القلق الأمني الصين ذريعة ملائمة لزيادة وجودها في أفغانستان وتعزيز العلاقات مع حكومة طالبان المؤقتة.
حافظت بكين على اتصالات دبلوماسية مكثفة مع قيادة طالبان لسنوات وعلى الرغم من أن الاعتراف الرسمي لم يتم تمديده بعد إلا أنه يسمح للإمارة الإسلامية بالتمثيل الدبلوماسي في الصين، ومع ذلك ومنذ عودة طالبان في عام 2021 واجهت أفغانستان صعوبات مالية ولم تتمكن من المضي قدما في التنمية الاقتصادية والبنية التحتية بسبب الأصول المجمدة في الخارج ونقص المساعدات الخارجية، والعقوبات.
عندما رأت الصين الفرصة مناسبة قامت بتسويق امتداد الممر الاقتصادي الصيني الباكستاني إلى طالبان لجذب الاستثمارات والأعمال المحتملة إلى أفغانستان، ومن المثير للاهتمام أن العديد من المسؤولين الأفغان يزعمون أن رجال الأعمال الصينيين يزورون البلاد ويجرون استفسارات ودراسات جدوى، لكنهم في كثير من الأحيان لا يعودون للاستثمار، ومن المتوقع أن يستمر هذا الاتجاه مما يؤدي إلى حواجز منتظمة على الطرق وتأخيرات لأي تطورات متعلقة بالممر الاقتصادي في أفغانستان.



#هشام_جمال_داوود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السياسيون الغربيون وتجاهل قضية اليوغور
- انتهاكات حقوق الانسان ضد المسلمين اليوغور في الصين
- محاكاة صينية للحرب الشاملة مع امريكا
- الطاقة الإيرانية الى باكستان في خطر بسبب الهجمات المسلحة
- باكستان تزود أوكرانيا بمعدات الدفاع
- باكستان وازمة صندوق النقد الدولي
- الارهاب الخالستاني
- وساطة صينية لحل الخلافات بين باكستان وطالبان بشقيها الافغاني ...
- طالبان وقمع الحريات
- أهمية زيارة وزير الخارجية الباكستاني للهند
- حول قمة مجموعة العشرين في الهند
- الهند وتطوير البنية التحتية للطيران
- الصين وباكستان والممر الاقتصادي
- طلاب من التبت يحيون ذكرى الاستقلال في باريس
- الحكومة الصينية وقمع سكان التبت
- الإرهاب يضرب يرعب الباكستانيين هذه المرة في بيشاور
- ازدياد في الهجمات الإرهابية في أفغانستان بسبب النفوذ الصيني
- اللعاب الصيني يسيل على النفط الافغاني.
- كازاخستان تهمش أبناء عمومتها المسلمون الصينيون؟
- ظلم وممارسات وحشية لا تنقطع وسكوت عربي إسلامي غريب


المزيد.....




- -لكلماته علاقة بأيام الأسبوع-.. زاخاروفا تعلق على تصريحات ما ...
- سيارة وجمال.. هدايا مقدمة لسعودي أنقذ مواطنيه من سيل جارف (ف ...
- -المسيرة-: 5 غارات تستهدف مطار الحديدة الدولي غرب اليمن
- وزير الخارجية الإماراتي يلتقي زعيم المعارضة الإسرائيلية
- وثيقة سرية تكشف عن أن قوات الأمن الإيرانية تحرشت جنسيا بفتاة ...
- تقارير مصرية تتحدث عن تقدم بمفاوضات الهدنة في غزة و-صفقة وشي ...
- الكرملين يعلق على الضربة المحتملة ضد جسر القرم
- مشاهد جديدة من موقع انهيار طريق سريع في الصين أدى إلى مقتل ا ...
- سموتريتش يشيد بترامب في رفض حل الدولتين
- -وفا-: إسرائيل تحتجز 500 جثمان فلسطيني بينهم 58 منذ مطلع الع ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هشام جمال داوود - الصين وتحديات الممر الاقتصادي في أفغانستان