أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - وليد مهدي - سر الحياة الأكبر














المزيد.....

سر الحياة الأكبر


وليد مهدي

الحوار المتمدن-العدد: 7684 - 2023 / 7 / 26 - 16:14
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


يوما ما .. ستبوح لك الحياة بأخطر أسرارها ، و سيكون ممكناً ان يخرج المرء من غيبوبة الحياة , التي دفنته وهو على قيد الحياة في قلب الحياة ..
غيبوبة الامل والطموح والتطلع نحو المستقبل وتحقيق النجاح . نعم , يوماً ما ستكتشف انها كانت غيبوبة ونوم عميق وان اليقظة منها والتجرد عن هذه العناوين التي تمثل هوية تحقيق ذاتك هو الذي سيقودك الى رؤية حقيقة هذا العالم .
عندما تستفيق عن هذا السبات , وتتخلى عن هذه " الخطط " التي تحدد مسارات حياتك , ستفاجئك اليقظة ..
ستشعر بالتيه اول الامر , لا تدري ما هي الحقيقة وما هو شكل هذا العالم الحقيقي . فاليقظة تشوه صورة العالم القديمة في عينك وتدخلك في باديء الامر بما يشبه الاكتئاب ، صمت في الافكار و كأنه ظلام في الوعي ، فانت تريد ان تعرف الحقيقة , حقيقة ما بعد اليقظة , تريد ان تدرك من أنت وما هي هويتك وما هي غاية وجودك في هذا العالم .. !!؟
وقبل ان نعرج على إجابة تساؤلاتك لا بد ان نذكرك , إن اقسى الصدمات في حياتك هي اكثر نجاعة في تحقيق هذه اليقظة , بعضها يشفى بعد مدة فتعاود النوم من جديد وتنسى تساؤلاتك فترجع الى مسار حياتك السابق الذي يدخل في صراع بين تيارين :
تيار الاخلاق الذي يدفعك لبناء قيمتك الاخلاقية اجتماعيا ..
تيار المادة الذي يسحبك نحو الارتقاء وتحقيق الطموحات والثروة ..
لكن بعضها لا يشفى ويعطيك الفرصة بان تشفي نفسك بنفسك , وتبني انت لبنات وعيك انت بنفسك , فتمنعها عن العودة الى الغيبوبة القديمة بصورة تامة , لتستمر معك لحظات التساؤل اليومية :
لماذا انا في هذا العالم ؟ ما هي مهمتي بالضبط ؟
إذا حدث ذلك , تكون أنت الآن بحاجة الى مساعدة , مساعدة فكرية تعززها القراءة , وما ستقرأه سيكون ضمن اطار تيارين من الفكر لا ثالث لهما :
• تيار الفكر الروحاني الذي يخبرك بان وجودك ذو غاية روحية تتمثل في الآخرة والحياة بعد الموت
• تيار الفكر المادي الذي يخبرك ان عليك فعل كل ما يزيد ثروتك وسلطتك ويجعلك تستمع بحياتك لأقصى حد ممكن ..!!
إن رجعت الى تبني احد هذين المذهبين في قراءتك , ستصاب بخيبة امل , لان شيئاً في اعماقك مجهول الماهية يخبرك بان الحقيقة أسمى وهناك هدف وغاية لهذه الحياة تختلف عن كونها مجرد محطة عابرة للآخرة , او هي مجرد " حانة " لأجل اللهو والمرح ..!!
اليقظة التي انت فيها ستجدها اكبر مما تقرأ .. وثمة هاجس عميق في وعيك يخبرك بأن هذا العالم شيء آخر ليس ما تعودنا على القراءة عنه !!
وهنا , وحتى لا تبقى في دوامة التيه و الاكتئاب سنحاول مساعدتك في هذه السطور لقراءة رسالة الحياة نفسها وماذا تخبرك في صميم روحها ..!!
الحياة تقول بأنك اتيت ناتجاً عن عملية تلقيح , ابتدأت من تسابق ملايين النطف , لتفوز نطفة ذكرية واحدة لاختراق بيضة , بهذه الفلسفة تنطوي كل معاني الحياة , فمن يعيشون على الأرض اليوم ثمانية مليارات إنسان , وتقديرات تقول بان عدد البشر الذين عاشوا اكثر من ذلك بكثير ممن فارقوا هذه الحياة , لكنهم باقون معنا بجيناتهم ( مورثاتهم ) , فمنهم ورثنا اشكالنا وكل التفاصيل ..
وهكذا , كل هذه المليارات تسهم في النهاية بتشكيل هيئة وبنية وثقافة " إنسان واحد " نموذجي ومثالي بنفس فلسفة تنافس ملايين النطف لاختراق بيضة , الحياة تقول بان ما تراه حولك وما يحدث كله في النهاية يصب في غرض اساسي واحد للحياة :
نحن جميعاً نصنع عبر تطوير الجينات جسدا مثاليا للانسان , وجميعنا نصنع , عبر تطوير الذاكرة الثقافية والعلمية للحضارة , تاريخا وثقافة مثالية لهذا الجسد ..!!
هذه ببساطة هي الحياة وهذه هي حكمتها الكبرى والعظيمة , نحن كلنا جميعاً ، كل الكائنات الحية بلا استثناء تم تسخيرنا جميعاً نحو تحقيق إنتاج هذا النموذج " المادي – الثقافي " ..
اما تحقيق الذات , والانا , والطموحات الشخصية وحب الوطن , والدين و الإنسانية والاخلاق بصورة عامة ، فهي كلها وسائل لإكمال مسيرة الحياة الفردية القصيرة ..!!
كل تلك الهويات و الانتماءات والمفاهيم والاهداف والغايات عبارة عن معارك جانبية ليست مهمة كثيراً بقدر ضرورة المعركة الكبرى في التأريخ :
إنتاج النموذج البشري الأسمى لــ " آدم " ..
وهو ليس آدم الملكوت الذي سجد له الملائكة , او سوبرمان نيتشه ، إنما هو كائن لم يظهر على الارض بعد ويمثل نهاية التاريخ الكوني برمته , نحن نقوم بتكوينه واستكماله على مراحل في مدى العصور ..
والآن لابد وان يخطر في بالك هذا تساؤل :
من أنا ... ومن هو آدم الاكبر هذا ؟
في الحقيقة , الموت يخبرك ببساطة بأنك ستفنى ولن تبقى لك قيمة إلا بمقدار ما تسهم به في بناء هذا النموذج ، سترجع الى الأرض بشكل ذرات . لكن هذا ما قالته لك " الحياة " في مبدأ وجودها البيولوجي الحيوي ، ماذا عن معناها الاعمق في البنية " الكوانتية " الكمية للذرة التي هي موئلنا النهائي والاخير ؟
#يسألونك_عن_الإنسان
يتبع -



#وليد_مهدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الآلهة القديمة من منظار علم الانثروبولوجيا وعلم نفس الأعماق
- رؤية الحضارة الغربية للكون : الإنحراف الذهني بالغ التخفي
- - العلاج الوجداني العميق -
- - العلاج الروحي العميق - عبر الوصول إلى مصدر الطاقة النفسية ...
- رحلة الى بيت الشناشيل
- رحلة الحقيقة نحو الذات
- الدخول الى العقل الكوني - استراتيجيات تطوير الذات البشرية
- الاينوما ايليش والقرآن يؤكدان -سينتهي التاريخ بإله -
- الآنوناكي و النبأ العظيم في القرآن
- الانوناكي – والحرب العالمية الثالثة
- السر الإلهي الأعظم
- الأهرامات – سر الإله الكوكبي النائم
- نفخ الروح في الآلات الذكية
- طب التسامي الشرقي – الجزء الاول
- الطريق الى الحكمة الإلهية (الثيورجيا) -الجزء الثاني-
- الطريق الى الحكمة الإلهية (الثيورجيا) - الجزء الأول
- ما بعد صواريخ آية الله - الشرق سيدخل الحرب وسينتصر
- أعيدوا مملكة الهاشميين للعراق – كلمة للتأريخ
- القراءة الحرفية للقرآن - شريعة الرسول و شريعة الله ، الخمر و ...
- القراءة الحرفية للقرآن - 2


المزيد.....




- فيصل بن فرحان يعلن اقتراب السعودية وأمريكا من إبرام اتفاق أم ...
- إيرانيون يدعمون مظاهرات الجامعات الأمريكية: لم نتوقع حدوثها. ...
- المساندون لفلسطين في جامعة كولومبيا يدعون الطلاب إلى حماية ا ...
- بعد تقرير عن رد حزب الله.. مصادر لـRT: فرنسا تسلم لبنان مقتر ...
- كييف تعلن كشف 450 مجموعة لمساعدة الفارين من الخدمة العسكرية ...
- تغريدة أنور قرقاش عن -رؤية السعودية 2030- تثير تفاعلا كبيرا ...
- الحوثيون يوسعون دائرة هجماتهم ويستهدفون بالصواريخ سفينة شحن ...
- ستولتنبرغ: -الناتو لم يف بوعوده لأوكرانيا في الوقت المناسب.. ...
- مصر.. مقطع فيديو يوثق لحظة ضبط شاب لاتهامه بانتحال صفة طبيب ...
- استهداف سفينة قرب المخا والجيش الأميركي يشتبك مع 5 مسيرات فو ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - وليد مهدي - سر الحياة الأكبر