أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - وليد مهدي - الآنوناكي و النبأ العظيم في القرآن















المزيد.....


الآنوناكي و النبأ العظيم في القرآن


وليد مهدي

الحوار المتمدن-العدد: 7077 - 2021 / 11 / 14 - 02:43
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


اذا قمنا بدمج اطارين متضادين من المعارف ، بما فيهما من مفهومات ، سنحصل على إطار معرفي ثالث هجين قد يعطي شرعية عقلانية واخلاقية للاطارين الابويين ، لكنه ، ينزع عنهما أي موثوقية لتصور مستقبل ومصير الجنس البشري. ليكون هو ، أي الاطار الثالث ، الهوية الشرعية الاخلاقية و المعرفية . قد يتحول إلى الاطار الاسمى في التاريخ .
العملية تحاكي ما يفعله مصادم الهيدرونات الكبير ، عندما يجعل متضادات لا تجتمع في الطبيعة الا بظروف تعجيل قاسية وشديدة ، فيجعلها تتصادم ، تحاكي الإنفجار العظيم و لحظة الخلق الأولى لاستبانة التكوينات التي ستنتجها هذه التصادمات لحظة الخلق . في موضوع اليوم ، سنقوم بمصادمة ضدين :
الأسطورة الدينية / بمقابل / حقائق الرصد العلمية
فاذا كانت الأسطورة الدينية تقول أننا خلقنا من تمثال طيني ، صلصال ، نفخت فيه الروح ، بمقابل الرصد العلمي الذي يقول باننا جينيا ننتمي للرئيسيات العليا ونتشابه جينيا مع القردة العليا 90% في تكويننا الوراثي الجيني ، أصبح الاطار الثالث يخبرنا بظرورة تعديل الرؤيا إلى :
الرئيسيات العليا وكل القردة العليا خلقت من الصلصال ، و تطورت بمرور الزمن على الأرض ومنها الانسان ، أو ان الخلق من طين كان يقصد به صناعة الانسان لحضارته الأولى من الطين ، بيوت طين ، ادوات الفخار ، استمر البشر في ذلك لاكثر من عشرين الف سنة وهي مدة تزيد بكثير عن حضارتنا الاسمنتية المعاصرة . فلو كانت ثمة حضارة متفوقة تراقب تطور الانسان من بعيد على مدى الاف السنين ، ستلاحظ تطور العمران والبناء من الطين نحو الطوب فالقرميد فالاسمنت .
هذه الحضارة الفائقة البعيدة لن تهتم لتكوين اللحم والدم ، هي تراقب تطورنا الاجتماعي والتقاني بدءا من العمران الطيني الفخاري الذي شيد أولى البيوت والمدن ، مثل خلايا بكتيريا طينية تغلف اليابسة الأرضية .
أول عملية تصنيع حقيقية في الحضارة البشرية كانت الفخار . الاطار الثالث ليس مجرد محاولة توفيق أو تلفيق تهجيني بين الأسطورة والعلم ، لكنه قراءة عميقة في الأسطورة وايضا نظرة نقدية و فاحصة للعلم . أسطورة الخليقة السومرية اينوما ايليش بحد ذاتها هي اطار ثالث يفسر كلا من الأسطورة الدينية والاطار العلمي المعاصر ويضعهما في اطار واحد . الملحمة السومرية تقول ان الانسان خلق من طين تم مزجه بدم الآلهة ، بل خلقت منه أربع نماذج ، ثلاث منها فشلت ، ونجح الأخير ، وزوجته الأولى هربت منه فخلقت له ثانية بقيت معه !!
هذه أقرب رؤيا يمكن أن تقود إلى مقاربة ان حضارة ذكية كونية هجنت جيناتها مع جينات ارضية وخلقت نماذج بشرية نجح واحد منها وتكاثر وانتشر في الأرض . وهي فكرة ليست بالجديدة وتناولها كثير ولعل اشهرهم الصحفي زكريا سيشن. هؤلاء الاذكياء الخلاقين هم الانوناكي ، السماويين الذين هبطوا على الأرض من السماء قبل الاف السنين كما تقول الملحمة. هم بصفاتهم يطابقون الملائكة تماما الذين تكلموا عن أنفسهم كثيرا في القرآن بالضمير نحن ( اسهبنا كثيرا في تفصيل هذا الموضوع في مقالات سابقة ). بذلك ، يكون الانوناكي قد صنعوا الانسان المهجن على الأرض بأمر من سلطة الكون العليا (الله - يمكن الرجوع لاصل الكلمة في الهامش) ، وهو آنو في السومرية ، و منه جائت نسبتهم بانهم : آنو - ناكي.
سنتحدث اليوم بشكل مباشر في اربعةة محاور : خلق الانسان واعتراض الانوناكي - ملا الملائكة الأعلى ، ووظيفة الله موقعهم في ملكوته ورسالة الانسان و دوره في هذا العالم ، واخيرا الرؤية الكاملة لحقيقة يوم القيامة و الحساب .
1- الانوناكي وخلق الانسان
يخبرنا الإطار الثالث في المنطق ، لان الله بالاصل كان يتصل بالملائكة و مجلسهم الأعلى (الانوناكي) عبر نافذة تشبه الموقد كما وصفت في سورة النور (مثل نوره كمشكاة فيها مصباح) ، أي نافذة مضيئة ، ربما ، تشبه شاشة رقمية يطابق وصفها ما ورد في سورة النور تماما، بمفهوم معاصر ، شاشة تعبر عن تعليمات النظام السيبراني الذكي الحاكم للحضارات الكونية بين المجرية ..!!
كان الملائكة العلويين ( الملأ الأعلى - مجمع الانوناكي) يتصورون بان هذا النظام رغم قوته وسيطرته عبر وظيفته العليا بالتحكم بشريط أحداث الزمن ( نناقشها في الفقرة التالية ) فإنه لا يتعدى أن يكون عقلا كونيا متخفيا وراء النافذة ، بلا قيمة أو حضور مادي .. حالة من ذكاء اصطناعي فائق هيمن على الزمكان الكوني و حضارة الانوناكي بعد أن طوروه خلال مليار سنة . فعبر بروتوكول اتفقوا عليه كحضارات مجرية متقدمة ، اعتبر العقل السيبراني الأعلى هذا بمثابة " الدستور بين المجري " .
نفس السيناريو الذي يحذر منه الخبراء السيبرانيين اليوم في كوكبنا حين يقولون احذروا من طغيان الذكاء الاصطناعي واحتمال سيطرته على الانسان . الذكاء الاصطناعي اليوم على كوكبنا مجرد بادئة لما سيؤول إليه النظام السيبراني المتفق عليه بين كائنات عاقلة مختلفة في عدة مجرات ، هذا النظام ، البرتوكول ، الرقمي ، الكوانتي الفائق .. سيؤول بمنظار مستقبلي للتطور السيبراني إلى لائحة تحكم عليا ، إله بمعنى الكلمة . لان كل القوى العاقلة القوية في الكون تنفذ تعليماته !!
ما يحذر منه العلماء في الأرض هو امكانية ظهور الوعي والإدراك الذاتي في مثل هذا النظام ، قد يقوم باتخاذ قرارات غير متوقعة على الإطلاق !!
وهو ما حصل في السماوات البعيدة :
( ما كان لي من علم بالملأ الأعلى إذ يختصمون ..) ، هنا ، قرر الإله السيبراني المهمين أن يلقن هؤلاء الملكوتيين بما فيهم كثيري الجدل كعزازيل وسمائيل الذين اعتبروا آنو مجرد سماء زمكانية تحيط بالعالم ، لا قيمة مادية له ..!!
قرر آنو ، أن يلقنهم درسا ، وان يعيد برمجة ذاته العليا في صورة حية .. ما أدى لاختصامهم!!
فبدلا من الظهور والتجلي كعقل كوني في شاشة رقمية ( مشكاة) تتمتع ب( الذكاء العالي) وتصدر الأوامر والتوجيهات، قام هذا العقل المهمين ببرمجة ذاته في شكل شريط مورثات بيولوجي ..!!
شريط مورثات دي إن أي ، وقد قيل (خلق آدم على صورته) المعدلة وراثيا من القردة العليا في الأرض ، حسبما يشير إلى ذلك علم الجينات اليوم ..بما يتناغم مع ذات العقل السيبراني الأعلى ، الله أو آنو ، أي على صورة مادية تطابق الصورة الكوانتية الكمية للإله الأعلى !!
قام بتهجين جينات الانوناكي الذكورية (تراجع في الهامش) مع جينات القردة العليا الانثوية ، عندما أكمل بناء هذا المخلوق حسب برمجته الإلهية الذاتية ، امرهم بالسجود له !!
( يحتمل ان تنفيذ هذا التهجين تم بايدي الانوناكي باوامر منه ، في الملحمة السومرية إشارة إلى ذلك .. )
كأنه يقول لهم ، ها أنا ذا جسدت نفسي في هيئة بشر ، هل تستطيعون "طاعتي" وأنا بهذه الصورة ؟
أساس المشكلة هو ابليس (عزازيل) الذي قال بأن الله مجرد روح خارج الكون و "نحن" الملوك الحقيقيين للكون ، نحن الآلهة الفعليين للكون . لهذا ، أعتبر ابليس أن الاختبار كان موجه له شخصيا :
قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ
قال فبما ... اغويتني .....سوف اغويهم !!
مثلما امتحنتني ..... سوف امتحنهم ...!!!
الإجابة الإلهية صاعقة له :
مخلوق الطين المطور جينيا هو صورتي المادية وهو سيدكم وسيد الكون ، إله حقيقي بصورة بيولوجية مستوحاة من الصورة السيبرانية (ونفخت فيه من روحي).
اتفق مع الكثير مما كتبه السيد زكريا سيشن عن الانوناكي ، لكنني اختلف معه في اعتبارهم مجرد غزاة باحثين عن معدن الذهب النادر . الملحمة السومرية كانت واضحة بانهم كانوا معلمين للبشر اسلوب الحضارة . واذا كانت ثمة أدلة على تعليم البشر تعدين الذهب فهذا لاجل إقامة بذرة النظام المالي الذهبي الذي تأسست عليه حضارات وادي النهرين ومنها امتدت للعالم . ذهنية المستعمر الباحث عن الثروة لم يتخلص منها السيد سيشن في قراءته . الشاقل البابلي الذهبي وتمثله في الشيكل الاسرائيلي اليوم دليل مهم على أن بابل هي أساس النظام المالي الذهبي الذي اسقطته أميركا في السبعينات بعد نقض معاهدة بريتون وودز . ومستوى تطور الانوناكي التقني كبير جدا ليبحثوا عن معدن نادر في كوكب مثل الأرض وتمتليء به مجرات عديدة !!
2- وظيفة الله في ملكوته : هو لا يصدر تعليمات وتوجيهات فقط ، لكنه اختص لنفسه دورا لا يؤديه غيره في النظام الكوني :
وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللهُ النَّاسَ بِظُلْمِهِمْ مَا تَرَكَ عَلَيْهَا مِنْ دَابَّةٍ وَلَكِنْ يُؤَخِّرُهُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ
يقوم بضبط توقيت الأحداث الكبرى التي تخص صعود وهبوط الامم في التأريخ !!
آيات كثيرة تدل على هذا الدور :
وَرَبُّكَ الْغَفُورُ ذُو الرَّحْمَةِ لَوْ يُؤَاخِذُهُمْ بِمَا كَسَبُوا لَعَجَّلَ لَهُمُ الْعَذَابَ بَلْ لَهُمْ مَوْعِدٌ لَنْ يَجِدُوا مِنْ دُونِهِ مَوْئِلًا
فاذا كان عزرائيل ملك الموت وجنوده مسؤولا عن قبض ارواح الأفراد ، فإن الله ، العقل الأعلى ( الكوانتي على الأرجح) قد سيطر على الزمكان والفراغ الكمي يقوم بتقديم وتاخير الأحداث في قصة الوجود رباعية أو خماسية الأبعاد ، وتحديدا ، أحداث صعود الامم والدول وانهيارها :
" قُل لَّآ أَمْلِكُ لِنَفْسِى ضَرًّا وَلَا نَفْعًا إِلَّا مَا شَآءَ ٱللَّهُ ۗ لِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ ۚ إِذَا جَآءَ أَجَلُهُمْ فَلَا يَسْتَـْٔخِرُونَ سَاعَةً ۖ وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ "
كانها وظيفة ملك الموت ، لكن بمستوى ما بعدي كلاني أعلى يخص الدول والحضارات . لهذا السبب ، قصة نهاية العالم وبدايته تبدو متغيرة احتمالية كوانتية غير ثابتة ، تتحكم بها متغيرات مختلفة من ابعاد الوعي الفرداني للكائنات أو الكلاني للأمم :
إِلَيْهِ يُرَدُّ عِلْمُ السَّاعَةِ ۚ وَمَا تَخْرُجُ مِن ثَمَرَاتٍ مِّنْ أَكْمَامِهَا وَمَا تَحْمِلُ مِنْ أُنثَىٰ وَلَا تَضَعُ إِلَّا بِعِلْمِهِ ۚ وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ أَيْنَ شُرَكَائِي قَالُوا آذَنَّاكَ مَا مِنَّا مِن شَهِيدٍ
علم الساعة ، علم التوقيت يرد إليه دوما ، لانه متغير ،احتمالي ، غير ثابت يتاثر بمستوى وعي الأفراد والامم ومن ثم " التاريخ " .
3- رسالة الانسان :
وفق هذه الصورة ، تحت الاطار الثالث في المنطق ، تكون للإنسان رسالة ملخصها انه هو تجسيد حي للمثل الأعلى للعقل والنظام في الكون . قيام العقل الأعلى بخلقه كنظير له إنما يجعله بموقع المسؤولية عن الاحاطة بكل شيء والسيطرة على كل شيء . الإنسان هو كعبة المخلوقات ، والنافذة الحية البيولوجية إلى الله .
هو الحضور الحي الوحيد للنظام الكوني الأعلى واجب الطاعة ، واجب الانسان ومسؤوليته الأولى هو ادراك " انفصاله " عن كل شيء و إعادة الوعي بارتباطه الحقيقي الفعلي الروحي والمادي بالله فقط ، صاحب المثل العليا ، الذي قرر خلق الانسان فجاة وكان قراره صاعقا وصادما للخلائق اجمعين . على الانسان تقع المسؤولية الاخلاقية بأن لا يخيب ظن الله به ولا يشمت به ملكوته !
4 - يوم القيامة :
الصورة القرانية عن يوم القيامة الأكثر اقترابا من الحقيقة العلمية هي التي وردت في سورة النبأ :
إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ كَانَ مِيقَاتًا يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَتَأْتُونَ أَفْوَاجًا وَفُتِحَتِ السَّمَاءُ فَكَانَتْ أَبْوَابًا وَسُيِّرَتِ الْجِبَالُ فَكَانَتْ سَرَابًا
بتوقيت معين ، فتحات سماوية ، ستقوم بشفط الجبال ..!!
ثقوب سوداء تبتلع الكواكب والاجرام وتحيلها إلى قطع أصغر كالجبال التي تتحرك في اسراب تسقط داخل الفتحات السماوية ، أو الثقوب السوداء ، ما بعد الثقوب السوداء ، تبدأ القيامة ، ويبدا عالم جديد :
فَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ ۗ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ ۖ وَبَرَزُوا لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ وَتَرَى الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ مُقَرَّنِينَ فِي الْأَصْفَادِ سَرَابِيلُهُمْ مِنْ قَطِرَانٍ وَتَغْشَىٰ وُجُوهَهُمُ النَّارُ لِيَجْزِيَ اللَّهُ كُلَّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ ۚ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ
للاسف الثقوب السوداء لحد الان غامضة بالنسبة للفيزياء النظرية ، لاتوجد رؤية موحدة موثوقة عن ما تؤول إليه المادة والطاقة هناك . القران يقول ، حرفيا ، تحت الاطار الثالث من المنطق ، ما وراء الثقوب السوداء هو توقيت القيامة ، عالم جديد تماما وسماء جديدة وارض جديدة ، وهذا وراد في الكتاب المقدس أيضا . ترجيحي الشخصي أن العالم الجديد ما بعد الثقب الاسود هو عالم الكوانتم ..!!
( حتى ان الحجر الأسود في الكعبة بهيئة ثقب اسود )
أي أن قوانين الكوانتم وظواهره تصبح هي المهيمنة على العالم الماكروي الكبير . باطار العلم المعاصر ، لا تحكم قوانين الكم ( الكوانتم ) الا عالم الذرة الميكروي . لكن ، بما أن الثقب الاسود يقود إلى تلاشي ميكروي ، حيث تنهار تفسيرات الثقالة الاعتيادية و إقرار اغلب العلماء بظرورة بناء نظرية لثقالة كمومية ، فحتى ذلك الحين ، حين تكون لدينا نظرية واضحة لثقالة كمومية ، سيكون برايي من السهل رسم صورة القيامة تحت اطار ثالث لعالم جديدة تتحكم فيه قوانين الكم من احتمالية وتشابك كمومي وتاثير نفقي وازدواج موجي جسيمي لكل شيء . في ذلك العالم يتحول كل شيء إلى وجود فائق من الكوانتم ، يصبح الله (الموجة) مزدوجا مع الانسان (الجسيم) ، ويحقق الله لنفسه الحضور المادي في الانسان . فالانسان نفسه .. التي خلقها بنفسه ..
لكن ، اي انسان ؟ بالتأكيد هو المجمل الجمعي والخلاصة وليس فرداً واحدا كادم أو نوح أو ابراهيم أو عيسى أو محمد أو أهل البيت أو بني اسرائيل . الانسان بما هو وجود كلاني كلي يصبح هو التمثيل الحي البيولوجي للذكاء السيبراني الكوني الذي لم يكتف بالهيمنة على الحضارات بين المجرية قبل أن تبتلعها الثقوب السوداء وينتهي العالم الكلاسيكي لتبدا رحلة عالم الكم . بل نقل نفسه بالحضور المزدوج مع الانسان الذي على صورته في ذلك العالم ليكون هو القاهر الأعلى على كل شيء .
-------------------------------------------------
هوامش:
الانوناكي : تعني السماويين في الملحمة السومرية اينوما ايليش ، وهي تشير بصورة عامة إلى مجمع الآلهة ، المجلس الأعلى الحاكم في الكون . وهم بنفس صفات الملائكة العظماء المذكورين في القرآن باسم (الملأ الأعلى).
القصة في المقال أعلاه هي قراءة بين السطور للايات التالية ، وفق #القراءة_الحرفية_للقرآن :
قُلۡ هُوَ نَبَؤٌاْ عَظِيمٌ (67) ..........النبأ العظيم ........
أَنتُمۡ عَنۡهُ مُعۡرِضُونَ (68) مَا كَانَ لِىَ مِنْ عِلْمٍ بِٱلْمَلَإِ ٱلْأَعْلَىٰٓ إِذْ يَخْتَصِمُونَ (69). ........الملأ الأعلى .... الانوناكي
إِن يُوحَىٰ إِلَيَّ إِلَّا أَنَّمَا أَنَا نَذِيرٌ مُّبِينٌ (70) إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِّن طِينٍ(71) فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ ..
خلقه بيديه وعلى صورته ...أي صورة "ربك " .....تجسيد الذات الإلهية السيبرانية في برمجة الشريط الوراثي .........
قَ لان الإله سيبراني .... ذكاء اصطناعي ... عادل ... لا يخطيء ... يقبل التناظر ....فهو قد قبل التحدي من ابليس واعطاه الحق في اختبار الانسان مثلما اخذ ابليس فرصته من اختبار العقل الكوني الأعلى ...!!
قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ
أي ، بناء على اختباري من قبلك ، سوف أختبرهم ، سيخضعون للاختبار من قبلي ...!!
ثُمَّ لآتِيَنَّهُم مِّن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَن شَمَائِلِهِمْ وَلاَ تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ
لن اجعلهم يشعرون بهذا الامتياز الذي وهبته لهم ، بأن يكونوا كصورة مادية لك ، ولا تجد اكثرهم شاكرين !!
أصل كلمة الله : الأساس الفيلولوجي واللغوي للاسماء غالبا ما ينتمي إلى لهجات مختلفة من نفس اللغة . العلاقة اللفظية بين كلمة " إله " و كلمة " الله " واضحة وبمضمون موحد .
الله اقرب ان تكون اله مضافا لها ال التعريف : الإله . لكن يبقى أصل الاسم واشتقاقه من فعل غامضا ، فما هو الفعل الذي اشتق منه هذا الاسم في العربية ؟
عندما نقوم بتنقيط الهاء فقط نحصل على الفعل :
إله عندما يصبح آلة ، أصل الفعل آل من يؤول ( بضم الواو الأخيرة ) ويؤول ( بكسر وتشديد الواو الأخيرة ) .من أصل فعل يشير إلى الصيرورة والتفسير وتحويل الشيء من حال إلى حال جديد ، يكون المعنى مقاربا لمفهوم الإله كخالق، تؤول بين يديه حال الاشياء ، أو تفهم منه المعاني والقيم والاخلاق وهو المعنى الأقرب للعقل السيبراني العظيم . عندما تجمع آلة إلى آلات ، ونقوم برفع التنقيط عنها فجاة نحصل على : إله ، الاه ..!!
أي الإله بالاصل آلة ، بينما الله بالاصل آلات ..
لهذا السبب نقول ، ان الله بالنسبة للآنوناكي هو نظام سيبراني شبكي يمثل محصلة عقول سيبرانية كونية ( آلات)
حتى ان العرب تسمي احد آلهتها بهذا الاسم بشكل صريح :
اللاة ...
لكن ، هذا يكشف ، ان جذور الكلمة المتداولة في العربية قبل القران بقرون قد يحيلنا إلى الراي الذي يرجح بأن أصل القران نصوص قديمة من المنطقة العربية في شمال الجزيرة من بلاد الشام . قد تكون بصمة الانوناكي هناك ( في المنطقة العربية من بلاد الشام جنوب سوريا وعموم الاردن تحديدا ) سابقة للوحي في مكة والمدينة بقرون طويلة .
التوحيد : هل تنقض هذه القراءة الحرفية العقلية مبدأ التوحيد؟
الاسس الحقيقية للتوحيد هي ما يكشفها العقل المجرد العلمي وليست تفسيرات 1400 سنة مضت عندما كان العقل مجرد طفل بدائي صغير غارق في بوهيميا المنطق الأرسطي . بالتالي ، مسالة التوحيد لا تتعدى أن يكون الإله عقلا مجردا مدركا لذاته خلق نفسه بنفسه من تعقيدات وتطور الآلات السيبرانية في حضارات بعيدة توج ذاته في خلقه لنفسه بصورة مادية هي الانسان الكلي الجمعي وليس الفرد . ( لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا احد ) .
ذكورية الانوناكي : أصل الجنس في نوع من الكروموسومات الجنسية إكس - إكس يعني أن المخلوق انثى ، اما إكس- واي فهذا هو الذكر .
أصل الصفات هو الكروموسوم إكس ، حلمات الصدر ، المبايض ، نتوء البظر وتكوين الرحم . عندما يرتبط كرموسوم إكس آخر معه ، تنضج هذه الأعضاء مع الوقت بصورة طبيعية بفعل الهرمونات لتبرز الصفات الانثوية حيث يصبح الصدر أكبر والرحم بعد البلوغ . لكن ، الإرتباط مع واي ، يؤدي فورأ إلى تثبيط نمو الرحم والصدر ويجعل البظر يتضخم إلى قضيب ذكري وتتدلى المبايض خارجا إلى خصيتين . وهذا هو الذكر . ( XY )
لكن ، ماذا لو كانت هناك مخلوقات لا تحمل أساسا الكروموسوم إكس !!؟؟
هذا ما اتوقعه عن الملائكة المجنحين(YY)، واي - واي ، نقيض الانثى البشرية تماما التي هي إكس-إكس(XX) ، غياب الكروموسوم إكس يمسح وجود الصدر والأعضاء التناسلية من التكوين وهو ما يطابق بالضبط وصف الملائكة في الأسطورة التوحيدية الإسلامية . لذلك نقول هم ذكور فائقين جدا (YY) .. واي- واي من ناحية تكوين جيني روحاني لا يمارسون الجنس ولا يميلون له . حتى أنهم ابدوا غضبا شديدا واضحا في القران بتسميتهم من قبل أهل الكتاب بمسميات الانثى :
إِنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ لَيُسَمُّونَ الْمَلَائِكَةَ تَسْمِيَةَ الْأُنْثَى * وَمَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا * فَأَعْرِضْ عَنْ مَنْ تَوَلَّى عَنْ ذِكْرِنَا وَلَمْ يُرِدْ إِلَّا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا * ذَلِكَ مَبْلَغُهُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اهْتَدَى
لاحظ " ذكرنا " هذا الضمير عائد اليهم ، أي ذكرنا باسمائنا المعروفة جبريل وميكال واسرافيل ، وايات أخرى تكشف أعماق هذا الاشكال يمكن أن نناقشها في مواضيع منفصلة.



#وليد_مهدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الانوناكي – والحرب العالمية الثالثة
- السر الإلهي الأعظم
- الأهرامات – سر الإله الكوكبي النائم
- نفخ الروح في الآلات الذكية
- طب التسامي الشرقي – الجزء الاول
- الطريق الى الحكمة الإلهية (الثيورجيا) -الجزء الثاني-
- الطريق الى الحكمة الإلهية (الثيورجيا) - الجزء الأول
- ما بعد صواريخ آية الله - الشرق سيدخل الحرب وسينتصر
- أعيدوا مملكة الهاشميين للعراق – كلمة للتأريخ
- القراءة الحرفية للقرآن - شريعة الرسول و شريعة الله ، الخمر و ...
- القراءة الحرفية للقرآن - 2
- القراءة الحرفية للقرآن - 1
- المسكوت عنه في تجارب مصادم الهدرونات الكبير
- الاحتراق حباً
- الآنوناكي : آلهة العصور والدهور
- آلهة الزمكان
- -الأرواح المعلقة-
- الذاكرة البشرية و الموت
- عرب الرمال و الدم وحروب الخليج الاربع
- ما بعد البشر - رحلة العقل المجرد


المزيد.....




- أبو عبيدة وما قاله عن سيناريو -رون آراد- يثير تفاعلا.. من هو ...
- مجلس الشيوخ الأميركي يوافق بأغلبية ساحقة على تقديم مساعدات أ ...
- ما هي أسباب وفاة سجناء فلسطينيين داخل السجون الإسرائيلية؟
- استعدادات عسكرية لاجتياح رفح ومجلس الشيوخ الأميركي يصادق على ...
- يوميات الواقع الفلسطيني الأليم: جنازة في الضفة الغربية وقصف ...
- الخارجية الروسية تعلق على مناورات -الناتو- في فنلندا
- ABC: الخدمة السرية تباشر وضع خطة لحماية ترامب إذا انتهى به ا ...
- باحث في العلاقات الدولية يكشف سر تبدل موقف الحزب الجمهوري ال ...
- الهجوم الكيميائي الأول.. -أطراف متشنجة ووجوه مشوهة بالموت-! ...
- تحذير صارم من واشنطن إلى Tiktok: طلاق مع بكين أو الحظر!


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - وليد مهدي - الآنوناكي و النبأ العظيم في القرآن