أنت واللاشيء

سلوى لإدريسي

الحوار المتمدن-العدد: 7684 - 2023 / 7 / 26 - 03:37
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

لماذا اختارتنا الكتابة من بين جميع الكائنات ،هل حقا الكتابة فعل إنسان محض،أم أننا نتوهم ذلك، لماذا نعتقد أن حضارتنا هي أعظم حضارة؟!...
سآخدكم في رحلة تأملية نحو الفضاء الخارجي، لنستخلص بعض المفاهيم الجديدة عن كونك إنسان بعيدا عن أي معتقد..

وأنت تحلق بالطائرة فوق المحيط ،كيف سيظهر لك الناس على الشواطئ ،ألا يشبهون الصراصير وهي تطفو فوق سطل ماء ، كيف تحافظ أيها الإنسان على تلك العظمة ،لمن يراقبك من الأعلى، بل راقب أيضا كيف يفعل الموج بجسدك ، ألا يطرحك بكل سهولة فوق الرمال، أنت أيها الإنسان تعاني من ضخامتك من وجهة نظرك لا من وجهة نظر الكون، أنت تبني ناطحات السحاب ،تقولها بكل جرأة ،كأنك تعني ذلك حقا ...جميع ما بنيته لا يساوي شيئا بالنسبة للفضاء ..
فل نقس كل ما قلناه على موكب النمل وهو يمشي بثبات نحو بيته ،إنه مثلك لا يعلم أنه لاشئ بالنسبة الكون ،لكن هو يرى جسمه الضخم وذاك الرأس الكبير الذي يثقل جسده، وايضا حبات التراب الضخمة التي تشكل عائقا في طريقه كلما حاول البناء ،أنه مثلك تماما عندما تقف صخرة ضخمة أو جبل في طريق مخططك ، لبناء منتجع أو مستشفى، ماالفرق بيننا وبين باقي المخلوقات؟! حتى اكثر الأشياء التي تبدو لها مصداقية ،حيث يقول العلماء أننا نتميز بالوعي عن باقي المخلوقات ،ماهذه الخرافة؟! لتثبث تميزك يجب على النملة ان تتكلم لغتك وتقول "أنا لا أفهم شيئا عن هذه الأشياء حولي" ...
انت كمن يقول نوعي البشري يفهم لغتي" اعود وأقول نوع النمل يفهم لغته، القردة ،الأفاعي، النمور ،الطيور، تتشارك لغة خاصة بنوعها ،دون التجرء على لغة الآخر ووصفها بالعظيمة أو المبتذلة ..
من أين جينا بهذه الثقة نحن البشر ؟! سؤال يفرض نفسه ، لكنه يكاد يكون سؤالا بدون جواب ،الإ اذا تواضعنا لهذا الكون وما يحمله من عظمة تفوق تصوراتنا عن ماهيتنا ، نحن لا شيء بالنسبة لكل شيء ،وفي نفس الوقت قد نكون كل شيء بالنسبة لأي شيء حولنا...

#سلوى_لإدريسي (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل