أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - آدم الحسن - تركيا الاوردوغانية تبحث لها عن مكان في الكتل الاقتصادية الصاعدة ( 3 )















المزيد.....

تركيا الاوردوغانية تبحث لها عن مكان في الكتل الاقتصادية الصاعدة ( 3 )


آدم الحسن

الحوار المتمدن-العدد: 7678 - 2023 / 7 / 20 - 18:50
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مشكلة تركيا الأوردوغانية هي انها ارادت السير في كل المسارات في آن واحد , و هذا أفقدها القدرة على السير في أي من المسارات , هذه المسارات هي :
اولا : المسار الإسلامي .
تبنت تركيا في عهد الرئيس اوردوغان ما يسمى الإسلام السياسي المعتدل حيث وجدت في حركة الإخوان المسلمين ضالتها فاندفعت بقوة تجاه هذه الحركة و اندفعت الحركة تجاه تركيا .
لقد عزلت تركيا الأوردوغانية نفسها بسب الورطة الكبيرة التي ادخلت نفسها فيها بدعمها لحركة الإخوان المسلمين في مصر ادى ذلك الى اشتداد العداء بينها و بين الحكومات في مصر و السعودية و الأمارات و دول اخرى بعد أن شعرت هذه الدول بخطورة الإسلام السياسي على استقرار بلدانهم .
لم تتوقف تركيا عند حد التدخل في الشأن الداخلي المصري بل امتد تدخلها ليشمل سوريا و ليبيا حيث وقفت الى جانب الحركات الإسلامية المسلحة في هذين البلدين , و حاولت زج نفسها في الشأن الداخلي التونسي فلم تجد لها منفذ .
ثانيا : المسار القومي التركي .
في سنة 2009 تأسست منظمة الدول التركية التي كانت تسمى مجلس التعاون للدول الناطقة باللغة التركية , عملت تركيا الاوردوغانية على تقوية و زيادة نشاط هذه المنظمة التي تشبه الى حد ما جامعة الدول العربية , و قد ورد في كلمات الرئيس اوردوغان دعوات لتطوير هذه المنظمة في المجال الاقتصادي إلا أن ثلاثة من الدول المشتركة في منظمة الدول التركية هم اعضاء في منظمة شنغهاي للتعاون هي اوزبكستان و كازاخستان و قيرغيزستان لا تحتاج الى الاشتراك في منظمة اقتصادية اخرى لذا ظلت منظمة الدول التركية منظمة هامشية .
لقد تعارض نشاط تركيا الإسلامي مع نشاطها القومي إذ إن معظم الدول الناطقة باللغة التركية قد رفضت تنشيط الإسلام السياسي في بلدانهم .
ثالثا : المسار الأوربي .
عملت تركيا الأوردوغانية على احياء مشروع انضمامها للاتحاد الأوربي عدة مرات و لم تنجح , و محاولتها الحالية بربط انضمام السويد لحلف الناتو بانضمامها الى الاتحاد الأوربي ستواجه معوقات عديدة تحول دون قبولها في هذا الاتحاد , و قد تكون نتيجة هذا الربط بين قضيتين مختلفتين في المعايير و الأسباب هو قبول انضمام السويد الى حلف الناتو مقابلة مرونة بسيطة في مباحثات انضمام تركيا للاتحاد الأوربي .
رابعا : المسار الناتوي .
حافظت تركيا الأوردوغانية على توثيق علاقتها بحلف الناتو لكن في نفس الوقت تعمل على ممارسة دور الدولة المحايدة في الكثير من صراعات و حروب حلف الناتو , على سبيل المثال لا الحصر اتخذت تركيا موقف الحياد في الحرب الدائرة رحاها حاليا بين روسيا و حلف الناتو على الأرض الأوكرانية .
خامسا : المسار الأسيوي .
حين توجهت تركيا الأوردوغانية صوب الشرق الأسيوي صرح اوردوغان " إن منظمة شنغهاي للتعاون هي نافذة تركيا لأسيا " .
لقد ضن الكثير من المتابعين للشأن التركي أن الرئيس اوردوغان اختار لتركيا مسارها الصحيح باعتبارها دولة اسيوية تبحث لها عن مكان في الكتل الاقتصادية الصاعدة , لكن تركيا وجدت امام انتمائها لمنظمة شنغهاي شروط اعتبرها اوردوغان تعجزيه , من اهم هذه الشروط خروج تركيا من حلف الناتو فمنظمة شنغهاي ليست منظمة للتعاون الاقتصادي فحسب و انما لها مهام في حفظ الأمن و الاستقرار الإقليمي و محاربة الإرهاب و الجريمة المنظمة و تجارة المخدرات و لهذا الغرض يقوم اعضاء المنظمة بتبادل المعلومات الاستخباراتية بينهم و اجراء مناورات مشتركة و هذا يتعارض مع وجود دولة عضو في حلف الناتو في هذه المنظمة .
لقد وافق الرئيس اوردوغان على سحب تركيا لطلبها للانضمام للاتحاد الاوربي لكنه رفض خروج تركيا من حلف الناتو فتوقف مسارها الاسيوي عند هذا الحد , فعادت تركيا الأوردوغانية الى محاولة تنشيط مسارها الأوربي .
لتركيا مشاكل عديدة مع الادارات الأمريكية المتعاقبة , و لهذه المشاكل انعكاسات سلبية على علاقة تركيا بالدول الأوربية و بعلاقتها بحلف الناتو و من هذه المشاكل قضية شراء تركيا لصواريخ اس 400 الروسية بالإضافة الى قضية اكراد سوريا و الدعم العسكري الأمريكي لقوات سوريا الديمقراطية ( قسد ) التي تعتبرها تركيا منظمة ارهابية و امتداد لحزب العمال الكوردستاني التركي الذي يمارس نشاط عسكري ضد القوات المسلحة التركية منذ عدة عقود .
في الجانب الأخر ظلت علاقة تركيا الأوردوغانية مع روسيا متذبذبة و غير مستقرة رغم أن روسيا قدمت الكثير لتركيا من اجل ابعادها عن المعسكر الغربي و اهم ما قدمته روسيا لتركيا :
اولا : مشروع انشاء محطة نووية لإنتاج الطاقة الكهربائية بكلفة حوالي 20 مليار دولار و هذه المحطة ستكون من المحطات النووية الكبيرة حيث ستبلغ طاقتها الإنتاجية حوالي 35 مليار كيلو واط ساعة في السنة .
ثانيا : تزويد تركيا بالغاز الروسي بأسعار مخفضة مما يساهم في تخفيف الأعباء المالية على الاقتصاد التركي .
ثالثا : انشاء مركز في تركيا لتوزيع الغاز الى الدول الأوربية , سيمنح هذا المركز تركيا امتيازا مهما يجلب لها منافع اقتصادية كبيرة و يزيد من الأهمية الجيوسياسية لتركيا .
رابعا : تنشيط قطاع السياحة في تركيا حيث تُشَكلْ السياحة مصدرا مهما لحصول تركيا على العملة الصعبة بالإضافة الى أن السياحة اداة مهمة لتحريك الاقتصاد التركي فالسواح الروس يشكلون نسبة مهمة من حجم السياحة في تركيا .
لا يمكن الحكم على منهج أوردوغان و وصفه بالمنهج الجيد و كذلك لا يمكن وصفه بالمنهج السيء لأنه اصلا لا يمتلك منهج .



#آدم_الحسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تركيا الاوردوغانية تبحث لها عن مكان في الكتل الاقتصادية ال ...
- تركيا الاوردوغانية تبحث لها عن مكان في الكتل الاقتصادية ال ...
- هل حققت امريكا اهدافها من الحرب في اوكرانيا ...؟ (2)
- هل حققت امريكا اهدافها من الحرب في اوكرانيا ...؟ (1)
- العملية السياسية في العراق و تعقيداتها
- التيار الصدري و مستقبل العملية السياسية في العراق
- الأساليب المتاحة امام امريكا لوقف تطور الصين ( 4 )
- الأساليب المتاحة امام امريكا لوقف تطور الصين ( 3 )
- الأساليب المتاحة امام امريكا لوقف تطور الصين ( 2 )
- الأساليب المتاحة امام امريكا لوقف تطور الصين ( 1 )
- الصين و روسيا تحالف ام شراكة ...؟ ( 2 )
- الصين و روسيا تحالف ام شراكة ...؟ ( 1 )
- حركة اسعار النفط و الضغوط الأمريكية ( 2 )
- حركة اسعار النفط و الضغوط الأمريكية ( 1 )
- الاعتذار عن جرائم الماضي تبيض لصفحة المستقبل
- الدواعش اليهود
- المبادرة الصينية لبناء الحضارة العالمية
- نو روز عيد الربيع و رأس السنة السومرية
- متى تتمكن الصين من ضم تايوان لسيادتها ...؟ ( 2 )
- متى تتمكن الصين من ضم تايوان لسيادتها ...؟ ( 1 )


المزيد.....




- عام على الحرب في غزة.. ماذا تقول الأرقام عن البشر والحجر؟
- فيديو طائرة دون طيار يظهر الدمار بجنوب لبنان جراء الغارات ال ...
- -خلال ساعة واحدة-..الجيش الإسرائيلي يعلن إطلاق أكثر من 100 ص ...
- بيروت ست الدنيا نعم.. أما صور الجنوبية فلها طعمٌ آخر
- توصية باستخدام الوسائط الرقمية للأطفال خلال القراءة، ما أهمي ...
- جونسون يصف شقة داونينغ ستريت بـ-وكر لتعاطي المخدرات-
- لافروف يستفسر هل توجد في أرمينيا ظاهرة Quadrobers
- بريطانيا تفرض عقوبات على قوات الدفاع الإشعاعي والكيميائي وال ...
- السيسي يتحدث عن 3 أهداف لمصر منذ 7 أكتوبر 2023
- قادة بلدان رابطة الدول المستقلة يلتقون في الكرملين تمهيدا لل ...


المزيد.....

- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .
- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - آدم الحسن - تركيا الاوردوغانية تبحث لها عن مكان في الكتل الاقتصادية الصاعدة ( 3 )