أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - آدم الحسن - العملية السياسية في العراق و تعقيداتها















المزيد.....

العملية السياسية في العراق و تعقيداتها


آدم الحسن

الحوار المتمدن-العدد: 7668 - 2023 / 7 / 10 - 16:56
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الثورة الشعبية هي شكل من اشكال الانقلاب , فأي تغيير يتم بطرق غير دستورية هو انقلاب , قد يكون الانقلاب عسكري و ذلك حين تقوم مجموعة من العسكريين بالإطاحة بنظام ما من خلال استخدام القوات المسلحة النظامية للسيطرة على السلطة , و قد يكون الانقلاب شعبي حين يقوم فصيل سياسي او مجموعة من الفصائل السياسية بالإطاحة بنظام قائم من خلال استخدام حشد جماهيري بالسيطرة على السلطة بالقوة و غالبا ما يسمى هذا النوع من الانقلابات بالثورات الشعبية .
إن الشكل الثاني من الانقلاب " الثورة الشعبية " هو الأخطر لأنه غالبا ما يقود الى حل المؤسسة العسكرية النظامية و إحلال قوات شعبية مسلحة محلها و قد يرافقه الكثير من الفوضى و الانفلات الأمني .
لابد من الإشارة الى إن اخطر سلبيات الواقع العراقي الحالي هو عدم وجود مؤسسة عسكرية عراقية وطنية عابرة للطوائف و القوميات لذلك فإن اي انقلاب عسكري او انقلاب عبر ثورة شعبية سيقود العراق الى الفوضى الهدامة المدمرة التي ستحول العراق الى دويلات متناحرة .
في هذه المرحلة الخطرة التي صار العراق فيها عند مفترق طرق , لابد للعراقيين الذين يخشون على العراق و مستقبله من التفكير بواقعية اكثر و ان يكون عملهم نابع من حس عالي بالمسؤولية الوطنية يقودهم للدعوة للإصلاح الشامل للعملية السياسية و ليس للانقلاب بشكله العسكري او الشعبي و ان تكون تظاهراتهم و احتجاجاتهم سلمية دون الاعتداء على المؤسسات السيادية للدولة العراقية كما حصل سابقا حين تم الاعتداء على مجلس النواب العراقي الذي هو اهم هذه المؤسسات و اكثرها رمزية , أما بالنسبة للعراقيين الذين يشعرون باليأس من الحالة العراقية و من العملية السياسية الجارية حاليا فيه فعليهم الجلوس خارج المشهد السياسي العراقي و أن يكونوا متفرجين على الأحداث افضل لهم من التمسك بالشعارات الثورية الطوباوية التي لا تستند على الواقع كي لا يساهموا في دفع العراق نحو الهاوية , فبقائهم صامتين افضل من ان يكونوا جزءا من الماكنة الفوضوية التي تزيد معاناة العراقيين .
الحراك الشعبي في العراق وصل الى مراحل متطورة , و هذا الحراك اصبح عملية تحول كبيرة يقوم بها الملايين من العراقيون في البحث عن الطريق السليم الذي يضمن الوصول بالعراق الى الحالة الديمقراطية الحقيقية و التخلص من بقايا الاحتلال الأمريكي للعراق .
صحيح إن الكيانات السياسية العابرة للطوائف و القوميات لم تتشكل بالحجم الضروري بعد ألا إن الأصوات الداعية لنبذ الطائفية المقيتة اخذت تكبر يوما بعد يوم و هذا يدل على أن العراق بدأ يسير في الاتجاه الصحيح باستثناء النزعة الانفصالية التي لازالت متجذرة في عقول قادة الأحزاب القومية الكوردية .
من الضروري جعل تحليلنا لما يجري في العراق تحليلا واقعيا يبرز كل السلبيات فيه و يشخصها تشخيصا صحيحا و يدرس اسبابها كي يكون هذا التحليل مفيدا لعملية التغيير و الإصلاح وفق منهج واقعي .
احدى اهم سلبيات الواقع العراقي هو أن الأحزاب المتنفذة في العراق و التي لها جماهيرية كبيرة هي إما اسلامية أو قومية كوردية , ليس هنالك إسلام سياسي غير طائفي و كل الأحزاب القومية الكوردية تتعارض في نهجها و اهدافها مع المشروع الوطني العراقي , لذلك نجد هذا التعقيد الكبير الذي يرافق العملية السياسية في العراق إذ لا يمكن لأحزاب الإسلام السياسي و لا لأحزاب الحركات القومية الكوردية المساهمة في بناء دولة تعتمد المواطنة كأساس و ليس الدين أو المذهب أو القومية إلا انه لا يمكن استبعاد هذه الأحزاب من العملية السياسية لعدم توفر الإمكانية و لا القدرة بالإضافة الى إن الظرف الذاتي و الموضوعي للعراق لا يسمح بذلك .
إن وجود احزاب الإسلام السياسي و الأحزاب القومية الكوردية في المرحلة الانتقالية لا ينسجم و المشروع الوطني العراقي إلا انه لا يمكن منع هذه الأحزاب من ممارسة نشاطها السياسي , و قد تحصل في انتخابات نزيهة أو مزورة على اغلب مقاعد مجلس النواب العراقي , هذه إشكالية معقدة ليس من السهل حلها .
إن الحل الوحيد الممكن لإنقاذ العراق هو في نمو و تطور التيار المدني الديمقراطي العراقي , و رغم ضعف و عدم نضوج البرنامج السياسي لهذا التيار المدني حاليا إلا انه النواة التي سيتشكل حولها مشروع الإنقاذ الوطني العراقي .
لن ينهض الشعب العراقي للبدء في مسير التطور و التقدم و التطور دون التخلص من النعرات القومية و الطائفية التي لازالت توثر في الواقع العراقي و لو بدرجة اقل من ما كانت عليه في الفترة السابقة .
لابد للتيار المدني الديمقراطي العراقي من وضع خارطة طريق تنقل العراق من حالته الحالية الى دولة المواطنة , من الأسس الضرورية لهذه الخارطة :
اولا : توحيد صفوف كافة اجنحة التيار المدني الديمقراطي بضمنه الحزب الشيوعي العراقي في تحالف متين .
ثانيا : وضع برنامج عمل واضح الأهداف و عرضه على الجماهير العراقية بأوسع نطاق ممكن و الحصول على استبيان رأي لكافة شرائح المجتمع العراقي حول فقرات هذا البرنامج .
ثالثا : عدم دخول كافة اجنحة التيار المدني الديمقراطي بأي تحالف مع الكيانات السياسية العراقية الأخرى .
رابعا : اشتراك كافة اجنحة التيار المدني الديمقراطي في الانتخابات في قائمة واحدة .
خامسا : عدم اشتراك التيار المدني الديمقراطي في أي تحالف حكومي و البقاء في مقاعد المعارضة في مجلس النواب العراقي لحين عبور المرحلة الانتقالية و حصول هذا التيار على قاعدة شعبية واسعة و كتلة نيابية لها وزنها و تأثيرها .
خامسا : تكثيف النشاط الإعلامي لتحالف التيار المدني الديمقراطي منها تنشيط صفحة موحدة في وسائل التواصل الاجتماعي و أن يكون هنالك ناطق رسمي لهذا التحالف باعتباره كيان سياسي موحد .
من المؤكد أن هذه الخارطة ستكون معقدة و طويلة اذ ليس هنالك عصا سحرية يمكن استخدامها لأجراء نقلة سريعة و سهلة لعملية التغيير و الانتقال بالعراق ليكون دولة ديمقراطية مدنية حرة , امر يبدو في غاية الصعوبة لكن مسيرة الألف ميل تبدأ بخطوة واحدة .



#آدم_الحسن (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التيار الصدري و مستقبل العملية السياسية في العراق
- الأساليب المتاحة امام امريكا لوقف تطور الصين ( 4 )
- الأساليب المتاحة امام امريكا لوقف تطور الصين ( 3 )
- الأساليب المتاحة امام امريكا لوقف تطور الصين ( 2 )
- الأساليب المتاحة امام امريكا لوقف تطور الصين ( 1 )
- الصين و روسيا تحالف ام شراكة ...؟ ( 2 )
- الصين و روسيا تحالف ام شراكة ...؟ ( 1 )
- حركة اسعار النفط و الضغوط الأمريكية ( 2 )
- حركة اسعار النفط و الضغوط الأمريكية ( 1 )
- الاعتذار عن جرائم الماضي تبيض لصفحة المستقبل
- الدواعش اليهود
- المبادرة الصينية لبناء الحضارة العالمية
- نو روز عيد الربيع و رأس السنة السومرية
- متى تتمكن الصين من ضم تايوان لسيادتها ...؟ ( 2 )
- متى تتمكن الصين من ضم تايوان لسيادتها ...؟ ( 1 )
- الحدود الكويتية العراقية أزمة مستمرة ...!
- ارتدادات الحرب في اوكرانية على الوضع في الساحة الدولية ( 3 )
- ارتدادات الحرب في اوكرانية على الوضع في الساحة الدولية ( 2 )
- ارتدادات الحرب في اوكرانية على الوضع في الساحة الدولية ( 1 )
- النظام الفدرالي في العراق لا يشبه أي نظام في العالم ...! ( 2 ...


المزيد.....




- احتمال الصراع الأهلي في سوريا يزداد
- الجالية الروسية بعمّان تحتفل بيوم العمال
- نائب وزير الخارجية التركي لبي بي سي: -حرب غير مسبوقة تُشنّ ض ...
- إقالة أم استقالة؟ مستشار الأمن القومي يغادر منصبه على وقع تس ...
- قاضٍ أمريكي يفرج عن الطالب الفلسطيني محسن مهداوي ويؤكد حقه ا ...
- سوريا: أنباء عن اتفاق بتسليم السلاح الثقيل ودخول الأمن إلى ا ...
- مركبة فضاء سوفيتية ضلت طريقها وتعود إلى الأرض بعد نصف قرن
- السودان.. الدعم السريع تقصف العاصمة وسط تحذيرات أممية
- مفوض أممي: الرعب في السودان لا حدود له
- سلطات رومانيا ترحل مراسل RT إلى تركيا


المزيد.....

- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - آدم الحسن - العملية السياسية في العراق و تعقيداتها