أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - آدم الحسن - الأساليب المتاحة امام امريكا لوقف تطور الصين ( 1 )















المزيد.....

الأساليب المتاحة امام امريكا لوقف تطور الصين ( 1 )


آدم الحسن

الحوار المتمدن-العدد: 7665 - 2023 / 7 / 7 - 18:52
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قبل الدخول في بحث الأساليب المتاحة امام امريكا لوقف تطور الصين و امكانية نجاح هذه الأساليب في تحقيق أهدافها لابد من الإشارة الى الأمور التالية :
اولا : بسبب المتغيرات التي حصلت على الساحة الدولية اصبحت هيمنة أمريكا على الدول الأخرى و خصوصا على الدول الفقيرة لا تتم بثمن بسيط , فهذا الثمن أخذ يكبر يوما بعد يوم بسبب ظهور متنافسون جدد في الساحة الدولية مستعدون للدفع مقابل شراء المواقف السياسية لتلك الدول أو لإقامة علاقات تجارية على اساس المنافع المشتركة للطرفين , ليست الصين و روسيا هما المنافسين الوحيدين لأمريكا بل صار هنالك منافسين أخرين من اوربا كفرنسا و من الدول الخليجية كالسعودية و الأمارات , و عدد المتنافسين في تزايد , من المؤكد أن هذا التنافس يصب في مصلحة الدول الفقيرة , حتى اخذ البعض منها هو من يفرض شروطه على من يقدم له الدعم المالي أو الاقتصادي .
كي تكسب أمريكا مزيدا من الدول التابعة لسياستها , دول تسير تحت هيمنتها و كي تحافظ امريكا على علاقتها بهم و تتمكن من ادامة هذه العلاقة لابد من أن يكون الدعم الأمريكي في تصاعد مستمر , فالمنافسة اصبحت شديدة و هذا ما صار واضحا في القارة الأفريقية .
لا شك أن الدعم الذي تقدمه امريكا للدول لأغراض الكسب السياسي سيشكل مع مرور الزمن ثقل يقصم ظهر الاقتصاد الأمريكي لأنه في الغالب لا يتم وفق المصالح المشتركة بعكس الصين التي تبحث في جميع علاقتها على المصالح المشتركة من خلال أنشاء مشاريع تنموية أو لتنفيذ مشروعها الحزام و طريق الحرير و بالتالي لا تشكل هذه العلاقات على الصين أعباء اقتصادية و مالية .
ثانيا : ستواجه امريكا مشاكل اقتصادية حقيقية ما لم تُؤمنْ و تَتَصرفْ بواقعية و تَعتَرفْ بأن العالم اصبح عالما متعدد الأقطاب و إن لا جدوى من شرائها للولاء السياسي للدول فعصر الشراكة العادلة بين الدول قد بدأ بديلا عن عصر التابع و المتبوع .
لقد اصبح واضحا أن الميزانية الفدرالية الأمريكية و منذ سنين عديدة تعاني من عجز مستمر حيث وصل الدين العام الأمريكي الى رقم قياسي , بحدود 32 ترليون دولار , و إن نفوذ الدولار الأمريكي في النظام النقدي العالمي بدأ يتراجع , هذا العامل و عوامل أخرى ستؤدي بالتأكيد الى تلاشي الهيمنة الأمريكية على الدول الأخرى بشكل تدريجي .
هنالك حقيقة لابد لإدارة البيت الأبيض الأمريكي الحالية و الإدارات القادمة ادراكها و تَقَبُلها و هي أن امريكا ستبقى واحدة من الدول العظمى اقتصاديا و علميا و تكنولوجيا لكن دون أن تكون لها هيمنة سياسية على الدول الأخرى .
ثالثا : يوفر العالم متعدد الأقطاب إمكانيات كبيرة للكثير من الدول كي تتصرف وفق مصالحها الوطنية دون الخشية من سلطة أمريكا التي صارت القطب الأوحد بعد انهيار و تفكك الاتحاد السوفيتي .
رابعا : لقد اصبحت الصين الصاعدة هي صاحبة الاقتصاد الأكبر عالميا عند استخدام القيم الاستعمالية في حساب الناتج الوطني الإجمالي و ثاني اقتصاد في العالم بعد امريكا عند استخدام القيم التبادلية في حساب الناتج الوطني , و يتوقع الكثير من خبراء الاقتصاد أن الاقتصاد الصيني سيكون خلال السنين القليلة القادمة في المرتبة الأولى عالميا وفق استخدام الأسلوبين في حساب الناتج الوطني الإجمالي , اسلوب استخدام القيم التبادلية و اسلوب استخدام القيم الاستعمالية .
خامسا : مع التطور العلَمي و التكنولوجي السريع في الصين فأن معدل إنتاجية الفرد فيها يقترب من معدلات إنتاجية الفرد في الدول عالية التطور و مع استمرار هذا التطور سيزداد معدل إنتاجية الفرد في الصين على إنتاجية الفرد في كل البلدان المتقدمة عندها سيكون إجمالي الناتج المحلي الصيني بحدود خمسة أضعاف اجمالي الناتج المحلي الأمريكي إن لم يكن أكثر .
سادسا : تختلف التجربة الصينية عن كل التجارب التي مرت بها دول العالم و لهذه التجربة ميزات تم من خلالها تحقيق الإنجازات الهائلة في كافة المجالات حيث تمت اكبر عملية لنقل المعرفة في كافة صنوف العلوم و التكنولوجيا من الدول التي سبقت الصين في التقدم الى الداخل الصيني في فترة زمنية قصيرة لدرجة يمكن وصفها بالتجربة المعجزة التي لم يسبق لها مثيل في تاريخ البشرية .
اهم ما يجب الإشارة اليه بخصوص نقل المعرفة الى الداخل الصيني انه منذ نجاح الإصلاحيين في الصين من السيطرة على دفة الحكم في الصين بقيادة تنغ تسياو بنغ حصلت اكبر عملية في التاريخ الإنساني لنقل العلوم و التكنولوجيا من البلدان المتقدمة الى الصين حيث ارسلت الدولة الصينية بحدود مئة الف طالب سنويا للدراسة في البلدان المتقدمة و خصوصا في أمريكا , أي ما مجموعة خلال الفترة الماضية حوالي اربعة ملايين طالب , هؤلاء الطلبة إما كانوا يدرسون على حساب الدولة الصينية أو على حساب الشركات العاملة في الصين بضمنها الشركات الصينية أو على حسابهم الخاص , بالإضافة لدراسة الطلبة الصينيين في الدول المتقدمة تم الاستعانة بخبراء اجانب برواتب مغرية للعمل داخل الصين , هذه الطرق هي من بين طرق عددية اخرى استخدمتها قيادة للحزب الشيوعي الصيني الإصلاحية لنقل العلوم و التكنولوجيا الى الداخل الصيني .
إن تطور الصين هو نتاج لعمل جاد لملايين الصينيين من العلماء و الخبراء في إدارة الدولة و المهندسين و الفنيين بكافة الاختصاصات , لذا فإن وقف تطور الصين هو أمر مستحيل .

(( يتبع ))



#آدم_الحسن (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الصين و روسيا تحالف ام شراكة ...؟ ( 2 )
- الصين و روسيا تحالف ام شراكة ...؟ ( 1 )
- حركة اسعار النفط و الضغوط الأمريكية ( 2 )
- حركة اسعار النفط و الضغوط الأمريكية ( 1 )
- الاعتذار عن جرائم الماضي تبيض لصفحة المستقبل
- الدواعش اليهود
- المبادرة الصينية لبناء الحضارة العالمية
- نو روز عيد الربيع و رأس السنة السومرية
- متى تتمكن الصين من ضم تايوان لسيادتها ...؟ ( 2 )
- متى تتمكن الصين من ضم تايوان لسيادتها ...؟ ( 1 )
- الحدود الكويتية العراقية أزمة مستمرة ...!
- ارتدادات الحرب في اوكرانية على الوضع في الساحة الدولية ( 3 )
- ارتدادات الحرب في اوكرانية على الوضع في الساحة الدولية ( 2 )
- ارتدادات الحرب في اوكرانية على الوضع في الساحة الدولية ( 1 )
- النظام الفدرالي في العراق لا يشبه أي نظام في العالم ...! ( 2 ...
- النظام الفدرالي في العراق لا يشبه أي نظام في العالم ...! ( 1 ...
- الى اين تسير السياسة السعودية الجديدة ...؟ ( 3 )
- الى اين تسير السياسة السعودية الجديدة ...؟ ( 2 )
- الى اين تسير السياسة السعودية الجديدة ...؟ (1)
- هل الديمقراطية الشعبية هي الحل ( 2 ) ...؟


المزيد.....




- -نايكي- تُحيي فنًا عمره 5000 عام في أول تعاون لها مع علامة أ ...
- قتلى وجرحى ودمار جراء القصف الإيراني على إسرائيل
- مصر: الحكومة تضع حلولا بعد غلق إسرائيل أكبر حقولها للغاز.. و ...
- هل الهدف هو تغيير النظام الإيراني أو القضاء على البرنامج الن ...
- إيران وإسرائيل تعلنان أحدث حصيلة لقتلى الهجمات المتبادلة بين ...
- بعد أن أثار جدلا.. كاتس يتراجع عن تهديد سكان طهران
- حاملة الطائرات الأميركية -نيميتز- نحو الشرق الأوسط: هل تلوّح ...
- الجيش الإسرائيلي يسحب الفرقة 98 من غزة ويحشد عند حدود مصر وا ...
- فرقة -كوستروما- تؤدي عرضا بأوبرا القاهرة
- بن غفير يأمر الشرطة بإيقاف أشخاص يصورون أماكن سقوط الصواريخ ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - آدم الحسن - الأساليب المتاحة امام امريكا لوقف تطور الصين ( 1 )