أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - آدم الحسن - هل الديمقراطية الشعبية هي الحل ( 2 ) ...؟















المزيد.....

هل الديمقراطية الشعبية هي الحل ( 2 ) ...؟


آدم الحسن

الحوار المتمدن-العدد: 7634 - 2023 / 6 / 6 - 10:19
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


النظام الديمقراطي الذي يطبق في الصين يختلف بشكل جوهري عن الأنظمة الديمقراطية في البلدان الغربية , و لكون الاختلاف بين التجربة الصينية و التجارب الغربية كبير جدا , و بسبب حملة التضليل الإعلامي و التشويه لطبيعة و اهداف التجربة الديمقراطية في الصين اصبح الكثير من المواطنين في الغرب لا يعرفوا شيء عن هذه التجربة الديمقراطية ذات الخصائص الصينية و يعتبرونها شكل من اشكال الديكتاتورية و الاستبداد لأنها لا تشبه الأنظمة التي يعتمدونها في الحكم , فكل التجارب التي لا تشبه تجاربهم يعتبرونها غير صحيحة , و كأن على الشعوب الأخرى تقليد نموذجهم في الديمقراطية و إلا سيكونون على خطأ ...!
بشكل عام , معظم المواطنين في الغرب لا يعمل أي مقارنة موضوعية بين تجارب الغرب في الديمقراطية و التجربة الصينية و لا يتساءل اي من التجربتين اكثر فعالية في تحقيق التقدم في العلوم و التكنولوجيا و النمو الاقتصادي و في تحقيق العدالة الاجتماعية .
رغم أن التجربة الديمقراطية في الصين لاتزال بعيدة عن النموذج المثالي للديمقراطية الشعبية لكنها تمثل مرحلة متقدمة و مهمة من مراحل بناء هذا النوع من الديمقراطية و انها تسير خطوة بعد خطوة لتحقيق الهدف الأساسي المنشود من الديمقراطية الشعبية و هو اشراك الشعب بشكل مباشر و كلي و دون انقطاع في حكم نفسه بنقسه دون الحاجة الى مَنْ يمثله من احزاب .
إن النهج الصيني في الديمقراطية يَعتَبر وجود الأحزاب السياسية و منها الحزب الشيوعي الصيني هي ضرورة مؤقتة ستنتهي الحاجة اليها بشكل تدريجي مع تكامل بناء اركان الديمقراطية الشعبية .
الديمقراطية في الغرب هي تنافس لدرجة التضاد بين أحزاب , أما الديمقراطية ذات الخصائص الصينة فهي تنافس بين أفراد في المجتمع للوصول الى مَنْ هم الأجدر بصعود سلم التمثيل الشعبي .
الديمقراطية الشعبية هي ديمقراطية المجالس المحلية و ليست ديمقراطية التنافس بين أحزاب , هذا هو اهم فرق بين التجارب الغربية في الديمقراطية و الديمقراطية ذات الخصائص الصينية .
النظام الانتخابي في الصين يتحقق في خمسة مراحل , فهنالك خمسة مستويات من المجالس الشعبية تبدأ من الأسفل و هو المستوى الخامس و يطلق عليه " المجلس الشعبي الأولي " , هذا المجلس يخص منطقة صغيرة كقرية أو محلة في مدينة حيث يتم انتخاب اعضاء هذه المجلس مباشرة من قبل سكان المنطقة , لهذا المجلس صلاحيات و واجبات مهمته الأساسية هو الدفاع عن مصالح منطقته و متابعة تنفيذ احتياجاتها و المهمة الأساسية الأخرى هي اختيار مَنْ يمثله في المجلس الشعبي من المستوى الرابع .
يضم كل مجلس شعبي من المستوى الرابع عدة مجالس شعبية أولية و من واجبات المجلس الشعبي من هذا المستوى هو الدفاع عن مصالح مناطق المجالس الشعبية الأولية التابعة له و متابعة تنفيذ احتياجاتها و المهمة الأساسية الأخرى لهذا المجلس هي اختيار مَنْ يمثله في المجلس الشعبي من المستوى الثالث .
تستمر عملية الصعود في التمثيل حيث يقوم نواب مجلس كل مرحلة باختيار ممثليهم في المرحلة الأعلى لغاية الوصول الى المستوى الأول و هو مجلس الشعب الصيني الذي هو اعلى سلطة تشريعية في الصين مرورا بمجالس المدن و المقاطعات .
لابد من الإشارة الى أن هنالك في الصين تسعة احزاب سياسية , اكبر هذه الأحزاب هو الحزب الشيوعي الصيني الذي يبلغ عدد اعضائه حوالي تسعين مليون عضو أما مجموع عدد اعضاء باقي الأحزاب فبحدود 2 مليون عضو .
يتم اختيار اعضاء المجالس الشعبية على اساس فردي و ليس حزبي , فقد يكون عضو المجلس الشعبي منتمي الى احد الأحزاب الصينية و قد يكون مستقلا لا ينتمي لأي من الأحزاب .
لقد ازداد دور المستقلين في الحياة السياسية في الصين كأعضاء في المجالس الشعبية دورة بعد دورة و قد زادت نسبتهم بشكل ملحوظ في مجلس الشعب الصيني .
كنتيجة لهذا التدرج في التمثيل الشعبي في المستويات الخمسة للمجالس الشعبية اصبح لكل منطقة اعضاء في مجلس الشعب الصيني يتناسب عددهم مع عدد سكانها , و بشكل تقريبي كل عضو في مجلس الشعب الصيني يمثل حوالي نصف مليون مواطن يعيشون في نفس المنطقة .
من خلال الأسلوب الصيني في الديمقراطية يتضح أن المواطنين ينتخبون المجالس الشعبية الأولية و المجالس الشعبية تنتخب اعضاء مجلس الشعب الصيني و مجلس الشعب الصيني هو الذي ينتخب رئيس جمهورية الصين و الأشخاص الذين يشغلون المناصب الكبرى في الدولة , هذا الأسلوب يختلف تماما عن ما هو موجود في الديمقراطيات الغربية .
لا شك أن الديمقراطية الشعبية او ديمقراطية المجالس الشعبية هي اكثر فاعلية في تحقيق روابط وثيقة بين المواطنين و قيادة الدولة من خلال المجالس الشعبية ابتداء من المجلس الشعبي الأولي .
لقد تجاوزت التجربة الصينية مرحلة ديكتاتورية البروليتارية لذلك اصبح مجلس الشعب الصيني هو من يملك الصلاحية لاختيار رئيس الدولة و اعضاء الحكومة و المصادقة على البرنامج الحكومي و ليس الحزب الشيوعي الصيني .
من الناحية الواقعية , لازال للحزب الشيوعي الصيني الدور الأكبر في العملية السياسية في الصين لكونه اكبر كتلة سياسية منظمة عدد اعضائها بحدود 10% من الذين يحق لهم التصويت لاختيار اعضاء المجالس الشعبية الأولية و له منهج واضح يتطور بحيوية تمكنه من أن يكون المحرك الأساسي للتطور في الصين .
صحيح أن الأنظمة الديمقراطية في البلدان الغربية متباينة لكن تباينها هو في الشكل أما الأساس فهو واحد يعتمد على التنافس بين طرفين , من يحصل على الأغلبية يشكل الحكومة و الأخرون يجلسون في مقاعد المعارضة .
الشيء المثير هو أن غالبية مواطني البلدان الغربية يعتبرون أن النموذج الذي يعتمدونه , موالاة و معارضة , لتحقيق الديمقراطية هو ليس النموذج الأفضل فحسب بل هو النموذج الوحيد للديمقراطي و يعتبرون أن اي نظام لا يعتمد نفس هذه الأسس و المفاهيم هو نظام شمولي استبدادي دكتاتوري لا يمثل ارادة الشعب دون أن يدققوا و يعرفوا حقيقة تجارب الشعوب الأخرى و خصوصا التجربة الصينية بجوانبها الإيجابية و السلبية .
في الصين هنالك شكل من اشكال التعددية الحزبية لكنها ليست تعددية تناحرية بل تعددية تكاملية , فمن خلال التنافس الحر بين الأحزاب الصينية لكسب التأييد لمشاريعهم الحزبية يتم التوصل الى ما هو افضل للشعب الصيني , و كأن كل الأحزاب في كتلة واحدة وفق نهج " تنافس و مشاركة " و ليس " تنافس و تضاد " .
إن السر وراء سرعة التطور في كافة مجالات الحياة في الصين علميا و تكنولوجيا و ثقافيا و التي تقدرها دراسات محايدة و رصينة بأنها اسرع بأربعة الى خمسة مرات من سرعة التطور في الدول الغربية , هو أن الأنسان الصيني يتمتع بقدر جيد من الحرية و يشعر بقدر مقبول من العدالة الاجتماعية و إن مساهمته في اختيار ما يناسب بلده اكبر بكثير من المواطن في الدول الغربية .
في التجارب الغربية يذهب المواطن الى صناديق الاقتراع مرة واحدة عند بداية كل دورة انتخابية و التي هي في العادة اربعة أو خمسة سنوات لاختيار من يمثله و بعد يوم التصويت ينقطع المواطن عن المشاركة في إعداد و تطوير و متابعة تنفيذ البرنامج الحكومي بعكس التجربة الديمقراطية في الصين فالمواطن لا ينقطع عن المشاركة في تطوير و متابعة تنفيذ البرنامج الحكومي للدولة الصينية حيث يتم ذلك من خلال المجالس الشعبية و في الإطار العام لبناء الاشتراكية ذات الخصائص الصينية



#آدم_الحسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل الديمقراطية الشعبية هي الحل ( 1 ) ...؟
- المتاهة التي دخل فيها العراق .... !
- كارتيلات الصناعة العسكرية الأمريكية و دورها في صنع السياسة ...
- الحرب في اوكرانيا مفترق طرق ( 4 )
- الحرب في اوكرانيا مفترق طرق ( 3 )
- الحرب في اوكرانيا مفترق طرق ( 2 )
- الحرب في اوكرانيا مفترق طرق ( 1 )
- منظمة شنغهاي في طريقها لأن تكون اتحادا أسيويا ( 2 )
- منظمة شنغهاي في طريقها لأن تكون اتحادا أسيويا ( 1 )
- ما مصير هيئة الأمم المتحدة في عالم متعدد الأقطاب ... ؟ ( 2 ...
- ما مصير هيئة الأمم المتحدة في عالم متعدد الأقطاب ... ؟ ( 1 )
- بعد القطيعة أين سيكون موقع سوريا ... ؟ ( 2 )
- بعد القطيعة أين سيكون موقع سوريا ... ؟ ( 1 )
- التنمية العالمية وفق المنظور الصيني
- صفات العالم الجديد حين يكون متعدد الأقطاب ( 3 )
- صفات العالم الجديد حين يكون متعدد الأقطاب ( 2 )
- صفات العالم الجديد حين يكون متعدد الأقطاب ( 1 )
- هل حقا أن الصين تعمل على القضاء على النظام العالمي السائ ...
- هل حقا أن الصين تعمل على القضاء على النظام العالمي السائد حا ...
- هل حقا أن الصين تعمل على القضاء على النظام العالمي السائد حا ...


المزيد.....




- السعودية.. 28 شخصا بالعناية المركزة بعد تسمم غذائي والسلطات ...
- مصادر توضح لـCNN ما يبحثه الوفد المصري في إسرائيل بشأن وقف إ ...
- صحيفة: بلينكن يزور إسرائيل لمناقشة اتفاق الرهائن وهجوم رفح
- بخطوات بسيطة.. كيف تحسن صحة قلبك؟
- زرقاء اليمامة: قصة عرّافة جسدتها أول أوبرا سعودية
- دعوات لمسيرة في باريس للإفراج عن مغني راب إيراني يواجه حكما ...
- الصين تستضيف محادثات مصالحة بين حماس وفتح
- شهيدان برصاص الاحتلال في جنين واستمرار الاقتحامات بالضفة
- اليمين الألماني وخطة تهجير ملايين المجنّسين.. التحضيرات بلسا ...
- بعد الجامعات الأميركية.. كيف اتسعت احتجاجات أوروبا ضد حرب إس ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - آدم الحسن - هل الديمقراطية الشعبية هي الحل ( 2 ) ...؟