أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - آدم الحسن - الحرب في اوكرانيا مفترق طرق ( 4 )















المزيد.....

الحرب في اوكرانيا مفترق طرق ( 4 )


آدم الحسن

الحوار المتمدن-العدد: 7624 - 2023 / 5 / 27 - 20:18
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كان من الممكن تجنب الحرب الروسية الأوكرانية لو أن الولايات المتحدة الأمريكية و معها بعض من دول حلف الناتو و بالأخص بريطانيا لم تعطل تنفيذ اتفاقية مينسك التي كانت هي الحل الوحيد لمعالجة قضية الأوكرانيين من القومية الروسية بطريقة سلمية بموجب مبدأ حق تقرير المصير , كذلك لو تعهد حلف الناتو قبل اندلاع الحرب في أوكرانيا بعدم ضم أوكرانيا لهذا الحلف النووي و عدم التهديد بإحداث خلل خطير في التوازن الاستراتيجي بين الغرب و روسيا لما حصل كل هذا الدمار في أوكرانيا و هذه المأساة الإنسانية لشعبها , لكن ال " لو " لم تنجح و اصبحت روسيا بين خيارين لا ثالث لهما :
إما القبول بتفوق استراتيجي مستمر لصالح القطب الأمريكي الأوحد و إطالة أمد حقبة تفوق هذا القطب و إدامة هيمنته على العالم أو الدخول الى أوكرانيا عسكريا و منع تمدد حلف الناتو في الأراضي الأوكرانية و تحمل ما سيترتب على ذلك من عقوبات غربية قاسية و عشوائية عليها .
اختارت روسيا المواجهة و دخلت بعملية عسكرية محدودة الأهداف في أوكرانيا لإحداث تغيير يمنع انضمام أوكرانيا لحلف الناتو ليس في هذه المرحلة فقط بل في المستقبل ايضا و الدفاع عن حق سكان الدونباس بالعيش في ارضهم دون أن تتسلط عليهم بنادق كتائب النازيين الجدد ككتيبة اوزوف , هذا الخيار بالنسبة الى روسيا كان اقل الشرين ضررا بالنسبة لها , لذلك كانت العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا أمرا ليس فقط متوقعا بل أمرا مؤكدا و رد فعل على المخطط الناتوي .
بعض الآراء تحدثت من إن روسيا لم تعطي الحل السلمي الوقت الكافي , الأمر ليس كذلك إذ لم يكن بإمكان روسيا الانتظار لحين ما تتمكن اوكرانيا من السيطرة الكاملة على اقليم الدونباس و تهجير جميع سكان الإقليم الأصليين , و هم من القومية الروسية من ارضهم فقد كان القصف الأوكراني على الدونباس شغال و بكثافة عالية و قد تضطر اوكرانيا ايضا للتخلي المؤقت عن مطالبتها بجزيرة القرم من اجل الإسراع بتكامل الشروط الخاصة بالانضمام لحلف الناتو , لو أن روسيا قد انتظرت اكثر لكان الأوان قد فات ...!
شيئاً فشيئاً تحولت الحرب على الأرض الأوكرانية الى حرب هجينة , أي حرب بين روسيا و حكومة زيليتسكي التي اصبحت تقاتل بالوكالة نيابة عن حلف الناتو حيث اخذ الناتو يدير العمليات العسكرية من الخلف بكل طاقته الاستخباراتية و أقماره الصناعية و بتصعيد تدريجي لمستوى الدعم اللوجستي و تجهيز الجيش الأوكراني بالمعدات و الأليات العسكرية لغاية ما وصل الدعم الى الموافقة على تسليح اوكرانيا بطائرات F16 .
الرئيس الروسي بوتين أعلن اكثر من مرة و بكل حزم و وضوح إن روسيا لن تسمح بعد الآن لأمريكا أن تكون شرطي العالم , هذا هو الهدف الرئيس الأهم من دخول روسيا في مواجهة عسكرية مع الناتو في أوكرانيا .
الحرب في اوكرانيا جعلت العالم يقف عند مفترق طرق , لهذا المفترق ثلاثة اتجاهات رئيسية , تعتمد هذه الاتجاهات على نتائج المعارك الحربية الجارية حاليا بين روسيا و الناتو على الأرض الأوكرانية .
الحرب الروسية الأوكرانية كأي حرب اخرى ستكون لها نهاية , لا توجد حرب دون نهاية , هنالك ثلاثة احتمالات لطبيعة نهاية هذه الحرب :
الاحتمال الأول : خروج روسيا مهزومة من هذه الحرب بعد أن تتمكن القوات الأوكرانية المدعومة بشكل كبير من بعض دول حلف الناتو و على رأسهم امريكا و بريطانيا و بولندا , عندها ستحل الكارثة على حكومة الرئيس الروسي بوتين و ستحصل انتكاسة كبيرة للاتحاد الروسي قد تؤدي الى انهياره و تفككه الى دويلات متناحرة .
يحمل هذا الاحتمال مخاطر كبيرة على السلم و الاستقرار في العالم اذ من المحتمل توزع الترسانة النووية التي تتضمن بحدود ستة الاف رأس نووي بالإضافة الى البنى التكنولوجية لتطوير و تصنيع المزيد من الأسلحة النووية بين هذه الدويلات , هذا الأمر خطير للغاية و سوف لن تسمح بحصوله امريكا و حلفائها لذا فأن مخاطر انتشار السلاح النووي بشكل عشوائي يهدد حياة البشرية سيمنع من احتمالية الدفع باتجاه تحقيق هزيمة كبيرة و مذلة لروسيا , عندها ستسمح امريكا و معها دول الناتو لروسيا في هذا الوضع الجديد بلملمة جراحها و الجلوس على طاولة المفاوضات بشروط غير قاسية على روسيا و يمكن تحملها من قبل التيار المعتدل الروسي الذي يقوده الرئيس الروسي بوتين , لكن يبقى هنالك خطر كبير أخر و هو تحرك التيار القومي الروسي المتشدد بقيادة ميدفيدف أو غيره من المتشددين لاستلام السلطة في الاتحاد الروسي إذ من المحتمل جدا أن تتم عملية استلام المتشددين للسلطة بطريقة تسليم و استلام متفق عليها بين التيار المتشدد و التيار المعتدل , عندها ستنتقل الحرب الى مرحلة جديدة , من عملية عسكرية خاصة محدودة الأهداف الى حالة إعلان روسيا الحرب الشاملة على اوكرانيا يكون فيها استخدام الأسلحة النووية الروسية التكتيكية لضرب اهداف في أوكرانيا امرا واردا جدا , و القنابل التكتيكية التي تمتلكها روسيا لها قوة تدميرية منخفضة تعادل 3 - 5% من القوة التدميرية لقنبلة هورشيما ... ! التيار القومي الروسي المتشدد لن يقبل بالحلول الوسطى لذلك سيجد العالم نفسه عند حافة الجحيم النووي كما حصل في أزمة الكاريبي بين الاتحاد السوفيتي السابق و الولايات المتحدة الأمريكية في عهد الرئيس الأمريكي كندي حين اراد الرئيس الروسي خروتشوف نصب صواريخ نووية في كوبا حينها انتهت تلك الأزمة بسحب روسيا لأسطولها الحامل للصواريخ النووية و الذي كان متجه صوب كوبا مقابل سحب امريكا لصواريخها النووية من تركيا .
شروط التيار القومي الروسي المتشدد ستكون شاملة لا تخص الوضع في اوكرانيا فقط بل سيتعداها لتحقيق امن مشترك لكل الأطراف وفق مبدأ الأمن لا يتجزأ " امن لك مقابل أمن لي " و لن يتحقق امن شامل لأوربا اطلاقا دون رجوع حلف الناتو لحدوده في زمن الحرب الباردة و من الشروط الأخرى لهذا التيار الروسي المتشدد هو أن لا يكون الحكم في أوكرانيا مدعوم من قبل النازية الجديدة و أن لا تكون هنالك صواريخ نووية باتجاه المدن الروسية و منها العاصمة الروسية موسكو خارج نطاق الاتفاقيات الموقعة سابقا بين روسيا و امريكا .
قد يوسع التيار القومي الروسي المتشدد عملياته العسكرية لتمتد الى مولدافيا و جورجيا كي يضمن عدم تقدم الترسانة النووية الأمريكية باتجاه الأراضي الروسية من جهات اخرى و ذلك من خلال منع هاتين الدولتين من الانضمام الى حلف الناتو .
مولدافيا و جورجيا هما من الجمهوريات السوفيتية السابقة و عدد سكانهما محدود و فيها اقاليم انفصالية سكانها من القومية الروسية , اقليم ترانسنيستريا في مولدافيا و اقليمي ابخازيا و اسيتيا الجنوبية في جورجيا .
الاحتمال الثاني : خروج الجيش الأوكراني من هذه الحرب مهزوما و هذا سيؤدي الى تفكك اوكرانيا و تقسيمها الى اجزاء تحصل دول الجوار الأوكراني على حصصها منها و ستكون حصة روسيا و بولندا هي أكبر الحصص , و يبقى وسط اوكرانيا و عاصمته كييف بيد سلطة هزيلة يتم الاعتراف بها و بحدودها من قبل روسيا و امريكا باعتبارها اوكرانيا الجديدة , لكن تفكك الجيش الأوكراني قد ينتج عنه حرب أهلية و هذا ليس في مصلحة روسيا و لا في مصلحة دول حلف الناتو , لذا من المتوقع أن تتوقف الحرب قبل الوصول لهذا الاحتمال .
الاحتمال الثالث : توقف الحرب دون هزيمة روسيا و لا هزيمة اوكرانيا حيث تدخل العلاقة بين روسيا و اوكرانيا حالة اللا حرب و اللا سلم , و هذا يتحقق من خلال الوسيط الصيني أو مجموعة وسطاء يشكلون لجنة وساطة مشتركة ذات تأثير مهم و قد تشترك في هذه اللجنة المشتركة : الصين , فرنسا , الهند , السعودية , جنوب افريقيا , مصر , تركيا , البرازيل .
هذا الاحتمال هو الأقرب للواقعية من الاحتمالين الأول و الثاني , و ليس غريبا أن نجد زيلينسكي و قد تحول موقفه الى موقف معتدل و واقعي و يعلن عن موافقته للرجوع لاتفاقية مينسك باعتبارها حلا عادلا و يعلن ايضا عن حيادية اوكرانية الدائمة مع بعض الضمانات لحفظ ما يتبقى من ماء وجهه ...!



#آدم_الحسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحرب في اوكرانيا مفترق طرق ( 3 )
- الحرب في اوكرانيا مفترق طرق ( 2 )
- الحرب في اوكرانيا مفترق طرق ( 1 )
- منظمة شنغهاي في طريقها لأن تكون اتحادا أسيويا ( 2 )
- منظمة شنغهاي في طريقها لأن تكون اتحادا أسيويا ( 1 )
- ما مصير هيئة الأمم المتحدة في عالم متعدد الأقطاب ... ؟ ( 2 ...
- ما مصير هيئة الأمم المتحدة في عالم متعدد الأقطاب ... ؟ ( 1 )
- بعد القطيعة أين سيكون موقع سوريا ... ؟ ( 2 )
- بعد القطيعة أين سيكون موقع سوريا ... ؟ ( 1 )
- التنمية العالمية وفق المنظور الصيني
- صفات العالم الجديد حين يكون متعدد الأقطاب ( 3 )
- صفات العالم الجديد حين يكون متعدد الأقطاب ( 2 )
- صفات العالم الجديد حين يكون متعدد الأقطاب ( 1 )
- هل حقا أن الصين تعمل على القضاء على النظام العالمي السائ ...
- هل حقا أن الصين تعمل على القضاء على النظام العالمي السائد حا ...
- هل حقا أن الصين تعمل على القضاء على النظام العالمي السائد حا ...
- الدَين العام الأمريكي .... تحدي اقتصادي كبير يتنظر الحل
- هل هنالك علاقة بين العيد الوطني العراقي و الوطنية العراقية . ...
- حكومة أغلبية وطنية في العراق ... الإمكانيات المتاحة و التحدي ...
- الوصية الأخيرة


المزيد.....




- سموتريتش يهاجم نتنياهو ويصف المقترح المصري لهدنة في غزة بـ-ا ...
- اكتشاف آثار جانبية خطيرة لعلاجات يعتمدها مرضى الخرف
- الصين تدعو للتعاون النشط مع روسيا في قضية الهجوم الإرهابي عل ...
- البنتاغون يرفض التعليق على سحب دبابات -أبرامز- من ميدان القت ...
- الإفراج عن أشهر -قاتلة- في بريطانيا
- -وعدته بممارسة الجنس-.. معلمة تعترف بقتل عشيقها -الخائن- ودف ...
- مسؤول: الولايات المتحدة خسرت 3 طائرات مسيرة بالقرب من اليمن ...
- السعودية.. مقطع فيديو يوثق لحظة انفجار -قدر ضغط- في منزل وتس ...
- الحوثيون يعلنون استهداف سفينة نفط بريطانية وإسقاط مسيرة أمير ...
- 4 شهداء و30 مصابا في غارة إسرائيلية على منزل بمخيم النصيرات ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - آدم الحسن - الحرب في اوكرانيا مفترق طرق ( 4 )