أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - آدم الحسن - بعد القطيعة أين سيكون موقع سوريا ... ؟ ( 2 )















المزيد.....

بعد القطيعة أين سيكون موقع سوريا ... ؟ ( 2 )


آدم الحسن

الحوار المتمدن-العدد: 7610 - 2023 / 5 / 13 - 22:55
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الكثير من العرب يعتبرون أن الجامعة العربية مجرد كيان هزيل لم يفعل شيء ذا قيمة لشعوب الدول العربية و أنه لا داعي للاهتمام فوق العادة بعودة سوريا للجامعة العربية , قد يكون ذلك صحيحا , لكن اذا ارتبطت هذه العودة بأسقاط مشروع تفكيك الدولة السورية فإن هذه العودة ستكون لها اهمية كبيرة و يمكن معرفة هذه الأهمية من خلال الغضب و الاستياء الأمريكي الذي عبرت عنه الإدارة الأمريكية حين أعلنت أن سوريا لا تستحق هذه العودة و إن العقوبات الأمريكية على سوريا تحت اسم قانون قيصر ستبقى و طالبت الدول العربية بالالتزام بهذه العقوبات .
لقد كان مِنْ المتوقع أن دولة مثل الجزائر هي التي تتبنى عودة سوريا الى الجامعة العربية لكن الذي حصل هو أن السعودية هي التي تبنت هذا الموضوع و استخدمت نفوذها للتأثير على دول عربية كانت رافضة بقوة لهذه العودة كدولة قطر مثلا .
و بذلك يمكن القول أن لولا الدور السعودي لبقت سوريا خارج الجامعة لأجل غير مسمى .
السؤال : لماذا هذا الموقف السعودي و ماذا ورائه ... ؟
و هل إن عودة سوريا الى الجامعة العربية مجرد خطوة شكلية لا قيمة لها ... أم إن هذه الخطوة هي جزء من مشروع سعودي واسع النطاق ...؟
الجواب صدر من الأعلام السعودي الرسمي و مِنْ شخصيات إعلامية قريبة من منصة صنع القرار السياسي السعودي التي أكدت أن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان يعمل على تصفير المشاكل و الأزمات و الحروب في الشرق الأوسط .
لقد بدأت الإدارة الأمريكية تدرك أن خطط ولي العهد السعودي هي إنشاء مشاريع اقتصادية و سياسية عابرة لجغرافية السعودية و أن هذه المشاريع ستخص عموم إقليم الشرق الأوسط و انه يَعتبرْ أن التنمية الاقتصادية التي مِنَ الممكن أن تقودها السعودية لابد لها أن ترتبط بتنمية اقليمية شاملة في شرق أوسط خالي من الحروب و الأزمات و من هذه المشاريع " مشروع الشرق الأوسط الأخضر " و إن هكذا مشاريع طموحة لابد لها من سند قوي اقتصاديا و علميا و تكنولوجيا و كانت الصين هي الحل لكونها تبحث ايضا عن شراكات استراتيجية شاملة .
بعد أن رأت الإدارة الأمريكية هذا الاهتمام الصيني الكبير بدول الخليج العربية و مركزها السعودية تحركت هي ايضا لتبحث لها عن مكان في المشروع السعودي .
و لكي تكون صورة الواقع الحالي و المستقبل اكثر وضحوا لابد من الرجوع خطوات الى الوراء , الى فترة الحرب الباردة .
لاشك أن ظروف و معطيات الحرب الباردة هي التي دفعت بدول الخليج العربية و منها السعودية للاحتماء بالمعسكر الغربي الذي تولت أمريكا قيادته , و لم يكن أمام ملوك و أمراء هذه الدول من خيارات اخرى لبقائهم على كراسي حكم بلدانهم سوى الاعتماد على الدعم الغربي فعقدوا اتفاق مع الغرب , النفط مقابل حماية أنظمتهم و بقائهم على كراسي الحكم ضمن معادلة تحقق امن و استقرار هذه الدول و الثمن هو تقاسم الشركات الغربية مع حكومات دول الخليج للثروة النفطية لهذه الدول , بعكس بعض الحكومات التي ظهرت في منطقتنا العربية و التي تمسكت بالموقف الوطني كحكومة عبد الكريم قاسم في العراق فكانت النتيجة هي تدمير هذه التجارب الوطنية و حرمان بلدانهم مِنْ الأمن و الاستقرار و حرقهم بخيراتهم كعقوبة لهم لعصيانهم السيد المستعمر الغربي .
و بعد انتهاء الحرب الباردة و جلوس امريكا على كرسي القطب العالمي الأوحد بدأت أمريكا بالتعاون مع أعوانها بخلق شرق أوسط جديد بملامح و صفات أرادته له , تارة مِنْ خلال الفوضى الخلاقة و تارة أخرى مِنْ خلال خريف عربي , أساليب تتغير و الهدف واحد هو شرق اوسط جديد مركزه إسرائيل و محيطه الهيمنة الأنكلوسكسونية .
و لديمومة سير السياسة الأمريكية في مسار إخضاع دول الشرق الأوسط تم استخدام أسلحة و ادوات متنوعة أهمها سلاح حقوق الأنسان و الحريات الشخصية و التعايش الإيجابي بين الديانات الإبراهيمية , أسلحة لجميعها أسماء جميلة و براقة , بالإضافة الى فرض دساتير جديدة لبلدان شملها التغيير الأمريكي , هذه الدساتير تضمن تبادل للسلطة وفق قوالب ديمقراطية جهزتها أمريكا لبقاء هذه الدول في متاهة معقدة لا تعرف و لا تستطيع شعوب هذه الدول تعديل هذه الدساتير و الخروج من عنق الزجاجة الأمريكية مثلما هو الحال مع الدستور العراقي الحالي الذي تم إقراره في ظل الاحتلال الأمريكي للعراق .
التاريخ لم يتوقف عند هذا الحد إذ جاء الصعود الصيني و خلق حالة توازن جديدة سمح لدول عديدة منها السعودية و دول خليجية في اتخاذ مواقف سياسية فيها قدر مقبول من الاستقلالية عن الهيمنة الأمريكية .
لقد أصبحت الصين لاعب اساسي يحرك من الخلف الاحداث في منطقة الشرق الأوسط , و من المؤكد أن للصين دور مهم في تطبيع العلاقة بين سوريا و السعودية مثلما كان لها دور مهم و اساسي في تطبيع العلاقة بين السعودية و ايران .
إن ما تخشاه اسرائيل و معها أمريكا في هذه المرحلة هو اتخاذ السعودية موقفا حاسما من القضية الفلسطينية و إعادة طرحها لمبادرتها السابقة " حل الدولتين " و أن تكون مبادرتهم هذه المرة مدعومة مِنْ قبل دول الشرق و بالأخص الصين و بعض دول الغرب و منها فرنسا .
حقا , إن حل الدولتين و مطالبة سوريا بالجولان السورية بدعم خليجي تقوده السعودية ستكون كارثة تحل على رؤوس صانعي القرار السياسي في أمريكا .



#آدم_الحسن (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بعد القطيعة أين سيكون موقع سوريا ... ؟ ( 1 )
- التنمية العالمية وفق المنظور الصيني
- صفات العالم الجديد حين يكون متعدد الأقطاب ( 3 )
- صفات العالم الجديد حين يكون متعدد الأقطاب ( 2 )
- صفات العالم الجديد حين يكون متعدد الأقطاب ( 1 )
- هل حقا أن الصين تعمل على القضاء على النظام العالمي السائ ...
- هل حقا أن الصين تعمل على القضاء على النظام العالمي السائد حا ...
- هل حقا أن الصين تعمل على القضاء على النظام العالمي السائد حا ...
- الدَين العام الأمريكي .... تحدي اقتصادي كبير يتنظر الحل
- هل هنالك علاقة بين العيد الوطني العراقي و الوطنية العراقية . ...
- حكومة أغلبية وطنية في العراق ... الإمكانيات المتاحة و التحدي ...
- الوصية الأخيرة
- ماذا انجزت انتفاضة تشرين في العراق ... ؟
- الارتدادات الجيوسياسية لانضمام إيران لمنظمة شنغهاي للتعاون ( ...
- الارتدادات الجيوسياسية لانضمام إيران لمنظمة شنغهاي للتعاون ( ...
- الارتدادات الجيوسياسية لانضمام إيران لمنظمة شنغهاي للتعاون ( ...
- الارتدادات الجيوسياسية لانضمام إيران لمنظمة شنغهاي للتعاون ( ...
- مَنْ وراء محاولة اغتيال مصطفى الكاظمي ... ؟
- الحركة الاشتراكية العالمية تنهض بلباس جديد - 2
- الحركة الاشتراكية العالمية تنهض بلباس جديد -1


المزيد.....




- ترامب يرد على سؤال حول إمكانية إرسال قوات برية في حالة التدخ ...
- قاضٍ أميركي يأمر بالإفراج عن الناشط المؤيد لفلسطين محمود خلي ...
- إيران تستهدف إسرائيل بصواريخ ثقيلة وتطلق مسيرة على خليج حيفا ...
- بوتين: روسيا تبني لإيران مفاعلين نوويين إضافيين في بوشهر
- من المسؤولة الأميركية التي كذبها ترامب وماذا قالت عن إيران؟ ...
- إسرائيل: أخّرنا إمكانية امتلاك إيران سلاحا نوويا سنتين أو 3 ...
- تحديث مباشر.. دخول الصراع يومه التاسع وترامب: إسرائيل لا يمك ...
- على وقع الضربات المتبادلة مع إسرائيل.. زلزال في شمال إيران
- -فتاح 2-: الصاروخ الإيراني الذي يصل إلى تل أبيب في أقل من 5 ...
- الدويري: المقاومة تعمل بعمق قوات الاحتلال وحرب إيران لا تؤثر ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - آدم الحسن - بعد القطيعة أين سيكون موقع سوريا ... ؟ ( 2 )