أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - آدم الحسن - الحركة الاشتراكية العالمية تنهض بلباس جديد -1















المزيد.....

الحركة الاشتراكية العالمية تنهض بلباس جديد -1


آدم الحسن

الحوار المتمدن-العدد: 7066 - 2021 / 11 / 3 - 16:04
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لقد مرت الحركة الاشتراكية العالمية بأكبر انتكاساتها و ذلك بعد انتصار المعسكر الغربي الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية في الحرب الباردة على المعسكر الاشتراكي الذي كان يقوده الاتحاد السوفيتي , هذا المعسكر الذي انهار و هذا الاتحاد الذي تفكك و صار من الماضي .
قد يكون من الضروري تناول اسباب هذه الانتكاسة الكبرى للحركة الاشتراكية العالمية ولو بشكل مختصر و سريع قبل تناول مؤشرات نهوضها الجديد .
يعود سبب انهيار المعسكر الاشتراكي و تفكك الألحاد السوفيتي الى جملة عوامل موضوعية و ذاتية اهمها :
اولا : كانت السمة الرئيسية للتجربة السوفيتية هي فرض نظام ديكتاتورية البروليتارية حيث تم تأميم و مصادرة جميع الأراضي و وسائل الإنتاج و الممتلكات الخاصة للطبقات الرأسمالية و الإقطاع و شملت تلك الإجراءات الصارمة البرجوازية الصغيرة ايضا , حيث اصبحت كل الأراضي الزراعية و غير الزراعية ملك للدولة و لم يبقى أي شيء من وسائل الإنتاج أو وسائل توفير الخدمات لدى القطاع الخاص بعد أن سيطرت الدولة على كل مفاصل العملية الإنتاجية و الاقتصادية بشكل كامل .
إن اعتماد التجربة السوفيتية على مبدأ ديكتاتورية البروليتارية انهت دورا مهما في التطور المطلوب خلال المرحلة الانتقالية و هو دور القطاع الخاص و نشاطه الفاعل في تغطية جوانب مهمة من العملية الإنتاجية و لتوفير الخدمات , حيث جعل النظام السوفيتي العدالة في توزيع اجمالي الناتج المحلي هي الأساس و ليس خلق الثروة .
ثانيا : كانت المراحل الأولى لبناء الاشتراكية في الاتحاد السوفيتي السابق مشحونة بالثورية و تحقيق العدالة الاجتماعية في توزيع الثروة ( الناتج المحلي ) على افراد الشعب السوفيتي بعد أن تم القضاء على كل اشكال الاستغلال الطبقي لكن ذلك لم يؤدي الى تحسين و تطوير حياة المواطنين السوفييت فقد اخذت وتائر النمو الاقتصادي تتحقق بمعدلات منخفضة و كأن الهدف الوحيد للاشتراكية هو الغاء الاستغلال الطبقي و ليس تحسين المستوى المعاشي لغالبية الشعب حيث كانت اكبر مساوئ تلك المرحلة هي الانخفاض في نسبة نمو اجمالي الناتج المحلي ...!
ثالثا : تحولت الدولة السوفيتية الى دولة موظفين مما ادى الى نمو البيروقراطية بدرجات عالية و كانت هذه البيروقراطية احد الأسباب الرئيسية في تراجع دور التكنوقراط في ادارة الدولة بالإضافة الى سوء في العلاقات الاجتماعية المرافقة للعمليات الإنتاجية .
رابعا :اعتمدت تجربة البناء الاشتراكي في الاتحاد السوفيتي و دول المنظومة الاشتراكية على تعطيل جميع قوانين اقتصاد السوق و قد أدى ذلك الى سلبيات كبيرة منها فقدان الأسس التي يمكن الاستناد عليها لاحتساب الجدوى الاقتصادية للمشاريع أو الجدوى الاقتصادية التفصيلية لكل جزء من اجزاء العملية الإنتاجية .
خامسا : عدم معالجة موضوع حقوق الأنسان و الحريات الفردية و حرية المعتقد الديني بالشكل الذي يساهم بتطور المجتمع ثقافيا و اجتماعيا حيث اتخذ النظام السوفيتي و من تبعه من الأنظمة الاشتراكية موقفا سلبيا متشددا تجاه هذه الحقوق و الحريات , إذ يفترض بالنظام الاشتراكي تقدسيه للإنسان كقيمة عليا و أن يكون أكثر انسانية من اي نظام تسيطر عليه الطبقة الرأسمالية التي تعتبر أن المقدس هو الملكية الخاصة إلا إن ما حصل هو عكس ذلك .
سادسا : خرج الاتحاد السوفيتي من الحرب العالمية الثانية حاله حال دول أوربا الغربية و الشرقية مدمرا , ابنية , مصانع , جسور , منشئات اقتصادية , كل شيء مدمر بشكل كامل أو جزئي فيما خرجت امريكا من هذه الحرب دون أن تتعرض لأي ضرر في الداخل الأمريكي لأن تلك الحرب كانت خارج الأراضي الأمريكية , لذا كان التنافس خلال الحرب الباردة بين طرفين احدهما مدمر و منهك من أثار الحرب العالمية الثانية و هو الألحاد السوفيتي و الطرف الآخر , الذي هو امريكا , معافى و اقتصاده كان هو الأقوى عالميا .
سابعا : اصبح امام الاتحاد السوفيتي خلال الحرب الباردة مهمتين , الأولى اعادة اعمار نفسه من اثار الدمار الذي خلفته الحرب العالمية الثانية و اعادة اعمار دول أوربا الشرقية التي سيطر عليها في حين كان امام الولايات المتحدة الأمريكية مهمة واحدة اساسية و هي اعادة اعمار الدول التي هيمنت عليها و منها دول غرب أوربا و اليابان .
ثامنا : دخول الألحاد السوفيتي في مواجهة غير متكافئة مع المعسكر الغربي الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية في مناطق متعددة من العالم لغرض تقديم السند لحركات التحرر الوطني , و على سبيل المثال لا الحصر , الدعم المتعدد الجوانب لمصر خلال حكم جمال عبد الناصر , من بناء السد العالي و إنشاء البنية التحتية للصناعة المصرية الوطنية و غيرها و كذلك الدعم الهائل لبناء القوات المسلحة المصرية و تعويض هذه القوات عن الخسائر التي لحق بها في نكسة حزيران 1967 و مع ذلك انقلبت مصر على الاتحاد السوفيتي بعد وفاة جمال عبد الناصر و طردت الخبراء السوفيتي و اختارت الارتماء في احضان الراعي الأمريكي و امثلة اخرى عديدة منها الدعم السوفيتي للنظام التقدمي في افغانستان حيث تطور هذا الدعم الى تورط في حرب ضد المجاهدين من الأفغان و غيرهم المدعومين من المعسكر الغربي و حلفائه و بشكل خاص من الولايات المتحدة الأمريكية و معها دول الخليج النفطية , هذه الحرب التي افقدت الاتحاد السوفيتي هيبته و خلقت في داخله مقومات للصراع الداخلي و تناقضات حادة في عموم المعسكر الاشتراكي و كأنها القشة الأفغانية التي قصمت ظهر البعير السوفييتي مما ادى الى صعود التيار الاستسلامي بقيادة غورباشوف الذي اختار التراجع عن المسيرة الاشتراكية بدلا عن الإصلاح الشامل للخلل فيها .

(( يتبع ))



#آدم_الحسن (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انتفاضة قيس سعيّد ... تباشير لإصلاح حقيقي للربيع العربي
- أمريكا بحاجة دائمة الى عدو ...!
- الإمبراطورية الأمريكية في طريقها الى الزوال - 2
- الإمبراطورية الأمريكية في طريقها الى الزوال - 1
- النظام الاقتصادي في الصين يدخل مرحلة جديدة - 2
- النظام الاقتصادي في الصين يدخل مرحلة جديدة - 1
- مرض اليسارية الطائفي
- محاولة تلميع صورة التاريخ
- مؤتمر أربيل للتطبيع مع إسرائيلي ... مناورة فاشلة
- أزمة الثقافة العربية المعاصرة بين الحداثة و التحديث ( 4 )
- أزمة الثقافة العربية المعاصرة بين الحداثة و التحديث ( 3 )
- حلف اوكاس و التفكك التدريجي لحلف الناتو
- أزمة الثقافة العربية المعاصرة بين الحداثة و التحديث ( 2 )
- أزمة الثقافة العربية المعاصرة بين الحداثة و التحديث ( 1 )
- الاقتصاد الريعي و الأنظمة الاستبدادية
- هل سيتشكل حلف ناتو اسرائيلي امريكي عربي ..؟
- ما سبب خشية امريكا من طريق الحرير الجديد ... ؟
- التضخم و علاقته بأجمالي الناتج المحلي للدول الصناعية
- مستقبل العراق ... و ثمن العودة للحاضنة العربية
- تسونامي افغانستان و التفكك التدريجي لحلف الناتو ..!


المزيد.....




- زعيم المعارضة الإسرائيلية لـCNN: لا يمكننا تحمل -إيران نووية ...
- المغرب: -خيوط الأمل-.. ورشة نسائية في قرية سيدي الرباط تنسج ...
- نزوح جماعي من طهران بعد تهديدات وزير الدفاع الإسرائيلي
- إسرائيل إستهدفت منشآت إيرانية حيوية: ما هي وما أهميتها؟
- ألمانيا.. الحكم على طبيب سوري بالمؤبد بتهمة جرائم ضد الإنسان ...
- من فولفسبورغ إلى ساو باولوـ شبح الانتهاكات يلاحق فولكسفاغن
- آثار الدمار في حيفا عقب هجوم صاروخي إيراني ومقتل 3 أشخاص بعد ...
- زاخاروفا: الجانب الأمريكي ألغى محادثات مع روسيا بخصوص -إزالة ...
- وزير الدفاع الباكستاني: إسرائيل -دولة مارقة- وقدراتها النووي ...
- -غرينلاند ليست للبيع-.. ماكرون يزور أكبر جزيرة في العالم


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - آدم الحسن - الحركة الاشتراكية العالمية تنهض بلباس جديد -1