أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - آدم الحسن - أزمة الثقافة العربية المعاصرة بين الحداثة و التحديث ( 4 )















المزيد.....

أزمة الثقافة العربية المعاصرة بين الحداثة و التحديث ( 4 )


آدم الحسن

الحوار المتمدن-العدد: 7034 - 2021 / 9 / 30 - 16:39
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تدفقتْ على الثقافة العربية منذ بدايات القرن الماضي و لحد الآن عدة مجموعات من المصطلحات القادمة من الغرب حيث وجدت العديد منها محل لها في قاموس المثقفين الحداثيين العرب , من بين تلك المجموعات :
اولا : مجموعة المصطلحات الثقافية التي اجتاحت الساحة الثقافية العربية بعد الحرب العالمية الثانية و خلال الحرب الباردة بين المعسكرين , الرأسمالي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية و المعسكر الاشتراكي بقيادة الاتحاد السوفيتي السابق , و لإعطاء صورة مبسطة لطبيعة هذه المجموعة من المصطلحات يمكن تناول بعض مفرداتها بشكل سريع و مختصر :
ديكتاتورية البروليتارية : تلقفتْ عقول المثقفين اليساريين الحداثيين في بلدان الشرق و منها البلدان العربية هذا المصطلح و وضعوه في الخانة الأولى من اهتماماتهم الفكرية ليكون مدخلا لشرح طبيعة النظام الذي يسعون لتشكيله , و رغم انه نهج غير قابل للتطبيق في المجتمعات الغير صناعية لعدم وجود طبقة بروليتارية بالحجم و القوة الكافية لفرض ديكتاتوريتها إلا أن الحداثيين اليساريين اصروا على اتباعه كمنهج ثوري مقلدين لما هو مطروح في ساحة السياسيين اليساريين في بلدان الغرب التي انشأت هذا المصطلح .
لم يتخلى الحداثيون اليساريون العرب عن اعتماد مصطلح ديكتاتورية البروليتارية و بقى في قاموسهم السياسي حتى تخلى الغرب عنه فاتبعوا الغرب مرة اخرى و تخلوا هم عنه ايضا .
الإمبريالية : و هو مصطلح للتعبير عن امبراطورية رأس المال العالمي و التي تتشكل من توحد الطبقات الرأسمالية في البلدان كافة , على افتراض أن مصالحهم مشتركة , فأعتمد الحداثيون في البلدان العربية هذا المصطلح و صاروا يرجموه في طروحاتهم الثقافية و خطبهم السياسية كما يرجم الشيطان .
يا عمال العالم اتحدوا : رغم انه ليس مصطلح و انما دعوة اطلقها الفكر اليساري في الغرب للعمال في العالم للتوحد على افتراض أن هنالك مصير واحد و مصلحة مشتركة لجميع عمال العالم و أن عدو العمال في كل بلدان العالم هو واحد و هو الإمبريالية , فأعتمد بعض الحداثيين اليساريين في البلدان العربية هذا الشعار و اعتبروه رمزا لنضالهم الثوري , و رغم ان كل الدلائل كانت تشير الى عدم وجود مصلحة طبقية مشتركة للعمال في العالم و ان المصالح الاقتصادية بين الأمم هي متناقضة و أن هنالك مصلحة مشتركة لكافة طبقات البلد الواحد للنمو و التطور و التنمية لغرض منافسة البلدان الأخرى و مع ذلك استمر البعض من هؤلاء الحداثيين اليساريين بالتشبث بهذا الشعار ليومنا هذا ... !
ثانيا : مجموعة المصطلحات الثقافية التي اجتاحت فكر المثقف العربي و التي بدأ تدفقها على الساحة الثقافية العربية مع انهيار المعسكر الاشتراكي و تفكك الاتحاد السوفيتي حيث امتازت هذه المرحلة بالهيمنة الغربية بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية ليس على ثقافة الشرق فحسب و انما على تحديد مصيره ايضا .
و لتسليط الضوء على هذا الغزو الثقافي الغربي لابد من تناول بعض المفردات الأساسية لهذه المجموعة و خصوصا تلك المصطلحات التي انغرست في عقول الحداثيون و لم يسلم منها بعض التحديثيين ايضا :
الشرعية الدولية : بعد تفكك الاتحاد السوفيتي السابق و تحول العالم الى عالم احادي القطبية الذي اصبحت فيه امريكا هي الموجه لقرارات الأمم المتحدة شاع استخدام مصطلح الشرعية الدولية من قبل الحداثيين , الغريب هو أن الحداثيين المبهورين بالغرب الذي تقوده أمريكا اعجبهم كثيرا استخدام مفردة الشرعية و كأن امريكا هي من تقرر ما هو شرعي و ما هو غير شرعي ....!
الليبرالية : تشكلت مفردة الليبرالية في الغرب عبر عدة قرون حيث حملت معاني كثيرة لها علاقة بالحريات الشخصية و الحقوق المدنية كحرية التعبير و الحرية الدينية و حرية النشر و الصحافة و غيرها من الحريات و قد رافق تطور مفهوم الليبرالية في الغرب سقوط الأنظمة الإقطاعية التي كانت متحالفة في الكثير من الأحيان مع الكنيسة و صعود رأسمالية القطاع الخاص الذي كان بحاجة الى اشكال معينة من الحريات المرتبطة باقتصاد السوق الحر و قوانينه لذلك صار لليبرالية في الغرب فلسفتها السياسية و اطارها العام الذي يعتمد على قدسية الملكية الخاصة .
و حين وصل مفهوم اللبرالية الغربي الى الشرق تلقفه الحداثيون العرب و صاروا من اشد المدافعين عنه دون تناول التفاصيل في حين أن لكل فقرة من فقرات الليبرالية الغربية اركان قد تتعارض و متطلبات الواقع العربي و مستلزمات تطوره الطبيعي فمثلا هنالك تعارض بين قدسية الملكية الفردية و متطلبات التنمية في هذه البلدان و كذلك بالنسبة للحريات الشخصية حيث جاءت على شكل قوالب جاهزة بعضها لا يتناسب و المرحلة التي تعيشها مجتمعات هذه الدول لذا فأن استخدام الليبرالية كمصطلح عام لا يتوافق و التدرج الطبيعي في تطور البنية الاجتماعية للبلدان العربية و قد يكون من الأفضل التخلي عن هذا المصطلح و تناول موضوع الحريات و الحقوق كحقوق الأنسان و حقوق المرأة و غيرها بشكل منفصل و دون دمجها في مصطلح واحد هو الليبرالية .
لا شك أن الهيمنة الأمريكية على العالم قد بدأت في التراجع و أن العالم أخذ يتحول بشكل تدريجي من عالم احادي القطبية الى عالم يمتاز بتعدد القطبية و مؤشرات ذلك اصبحت واضحة و اهمها :
** استعادة روسيا الاتحادية لشيء من قوتها و نفوذها على الساحة الدولية .
** صعود الصين كقوة اقتصادية و علمية و تكنولوجية كبرى في العالم .
** سعي الاتحاد الأوربي ليكون قراره مستقلا عن الهيمنة الأمريكية و أن يكون لهذا الاتحاد استقلاله الاستراتيجي المعزز بقوة عسكرية موحدة تتشكل من جيوش دول الاتحاد بمعزل عن الإرادة الأمريكية .
** المساعي التي بدأت تنطلق لتشكيل اتحاد لدول امريكية اللاتينية على غرار الاتحاد الأوربي و التي وجدت قبولا واسعا لدى العديد من دول امريكا اللاتينية و خصوصا الدول الكبيرة منها كالمكسيك و البرازيل و الأرجنتين .
هذه الأمور و غيرها جعلت السيطرة الأمريكية على مصير شعوب دول العالم الأخرى تتراجع لتصبح تدريجيا شيء من الماضي لذلك سنجد انبهار المثقفين الحداثيين بالثقافة الغربية تخفت تدريجيا و تتجه نحو العقلانية و الواقعية و سيحظى التحديثيين في بلدان الشرق و منهم البلدان العربية بفرصة جديدة واعدة للنهوض من جديد لممارسة دورهم في عملية دعم التطور التنموي و الثقافي في بلدانهم , ففي الشرق خزين كبير من الموروث الحضاري و الثقافي يمكن الركون اليه مع الاستفادة الواعية من انجازات الغرب الثقافية و العلمية و التكنولوجية .



#آدم_الحسن (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أزمة الثقافة العربية المعاصرة بين الحداثة و التحديث ( 3 )
- حلف اوكاس و التفكك التدريجي لحلف الناتو
- أزمة الثقافة العربية المعاصرة بين الحداثة و التحديث ( 2 )
- أزمة الثقافة العربية المعاصرة بين الحداثة و التحديث ( 1 )
- الاقتصاد الريعي و الأنظمة الاستبدادية
- هل سيتشكل حلف ناتو اسرائيلي امريكي عربي ..؟
- ما سبب خشية امريكا من طريق الحرير الجديد ... ؟
- التضخم و علاقته بأجمالي الناتج المحلي للدول الصناعية
- مستقبل العراق ... و ثمن العودة للحاضنة العربية
- تسونامي افغانستان و التفكك التدريجي لحلف الناتو ..!
- مؤتمر بغداد للتعاون و الشراكة ... الأهداف و النتائج
- بعد الهروب الأمريكي ... أفغانستان الى اين ... ؟
- الحالة العراقية و الحالة الأفغانية ... مقارنة قسرية بين حالت ...
- عشرون سنة من السياسة الأمريكية الفاشلة في افغانستان ( 2 )
- عشرون سنة من السياسة الأمريكية الفاشلة في افغانستان ( 1 )
- سوريا الى اين ... ؟
- الممانعة الأمريكية في تحول الاتحاد الأوربي الى دولة اتحادية
- المحور الإقليمي لصد و محاربة الإسلام السياسي ( 2 )
- المحور الإقليمي لصد و محاربة الإسلام السياسي ( 1 )
- ماذا يلوح في افق التوتر المتنامي في منطقة الخليج ...؟


المزيد.....




- فيديو أشخاص -بحالة سُكر- في البحرين يشعل تفاعلا والداخلية تر ...
- الكويت.. بيان يوضح سبب سحب جنسيات 434 شخصا تمهيدا لعرضها على ...
- وسائط الدفاع الجوي الروسية تدمر 121 طائرة مسيرة أوكرانية الل ...
- -بطاقة اللجوء وكلب العائلة- كلّ ما استطاع جُمعة زوايدة إنقاذ ...
- في اليوم العالمي لحرية الصحافة: هل يعود الصحفيون السوريون لل ...
- مسؤول عسكري كوري شمالي من موسكو: بيونغ يانغ تؤكد دعمها لنظام ...
- صحيفة برازيلية: لولا دا سيلفا تجاهل 6 رسائل من زيلينسكي
- -باستيل- فرنسا يغري ترامب.. فهل تتحقق أمنية عيد ميلاده؟
- روسيا تعرب عن استعدادها لمساعدة طالبان في مكافحة الإرهاب
- ترامب ينهي تمويل خدمة البث العامة وهيئة الإذاعة الوطنية الفي ...


المزيد.....

- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - آدم الحسن - أزمة الثقافة العربية المعاصرة بين الحداثة و التحديث ( 4 )