أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - آدم الحسن - بعد الهروب الأمريكي ... أفغانستان الى اين ... ؟















المزيد.....

بعد الهروب الأمريكي ... أفغانستان الى اين ... ؟


آدم الحسن

الحوار المتمدن-العدد: 7003 - 2021 / 8 / 29 - 13:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هنالك أسئلة عديدة تَطرح نفسها بإلحاح حول شكل النظام الذي ستفرضه حركة طالبان على أفغانستان و الذي بدوره سيضع افغانستان عند مفترق طرق , فإما السير نحو الاستقرار و البناء أو الدخول في نفق دموي مظلم جديد خصوصا و أن اعلان تشكيل الحكومة الجديدة في افغانستان التي ستشكلها حركة طالبان سيكون خلال الأيام القليلة القادمة .
من المؤكد أن الأسئلة حول مستقبل افغانستان بعد الانسحاب الأمريكي الأطلسي منها تتمحور حول الأمور التالية :
اولا : ما شكل النظام الذي ستفرضه حركة طالبان على افغانستان ... ؟ و هل سيكون النظام الجديد نظاما تشاركيا بمعنى وجود تمثيل لكل المكونات القومية للشعب الأفغاني ... ؟ أم أن البشتون و هم يشكلون أكثر من نصف سكان أفغانستان سيفرضون هيمنتهم المطلقة على افغانستان دون إشراك ممثلي باقي القوميات التي يتكون منها الشعب الأفغاني مثلما كان الحال في النظام الطالباني السابق الذي تم اسقاطه في 2001 من قبل المحتل الأمريكي .... ؟
بعض المؤشرات الصادرة من بعض قيادات طالبان تؤكد أن النظام الجديد في أفغانستان سيكون نظاما تشاركيا حيث سيكون هنالك ممثلين لكل مكونات الشعب الأفغاني القومية , من البشتون الذين هم المكون القومي الأكبر في أفغانستان و معهم ممثلين عن الطاجيك و الأوزبك و الهزار و البلوش في الهيئة او المجلس الحاكم الذي سيتولى حكم افغانستان , لكن هنالك تأكيد أن النظام الجديد سيكون مركزيا أي سيتم استبعاد أي شكل من اشكال الأنظمة الفدرالية , و ما يؤكده قادة طالبان هو ضرورة إبعاد التدخل الخارجي و خصوصا الأمريكي و قوالبه الجاهزة عن المشهد الأفغاني .

ثانيا : هل ستشترك حركات سياسية مع حركة طالبان في مجلس حكم وطني ينقذ افغانستان من حالة الدمار الذي تعيشه نتيجة حروب متعاقبة التي استمرت أكثر من اربعين سنة , مجلس حكم يتمكن من إعادة أفغانستان الى الحالة الطبيعية , أي أن تكون أفغانستان كأي دولة أخرى في المنطقة لها علاقات طبيعية و مصالح مشتركة مع دول العالم و خصوصا مع دول الجوار الإقليمي التي تشمل بشكل خاص الصين و باكستان و ايران و روسيا و حلفاء روسيا من دول اسيا الوسطى ...؟
أم أن المخطط الأمريكي سينجح في خلق فوضى مدمرة تجتاح المنطقة , يكون مركز هذه الفوضى افغانستان بحيث يدفع ثمن تلك الفوضى كل دول الجوار الإقليمي و على الأخص الصين التي تخشى من أن تحيط هذه الفوضى بمسارات مشروعها العملاق المعروف باسم طريق الحرير الجديد ...؟
يبدوا أن الجناح المعتدل في حركة طالبان هو المسيطر على سياسة الحركة و بالتالي من المتوقع اشراك أطراف سياسية من خارج حركة طالبان في أدارة العملية السياسية التي ستسير عليها أفغانستان , فالحركة بتشكيلتها الحالية عبارة عن مجموعة مقاتلين اشداء غير قادرين على إدارة شؤون دولة بحجم أفغانستان تنتظرها مهمات صعبة و معقدة في جميع الأصعدة , فمرحلة القتال شيء و مرحلة إدارة دولة شيء آخر .

ثالثا : هل ستُنْشأ حركة طلبان نظام ولاية فقيه على شاكلة ولاية الفقيه في ايران لكن بلباس سني ...؟ و ما هي أوجه التشابه في شكل النظام الذي ستفرضه حركة طالبان على افغانستان و نظام الملالي في إيران ... ؟
لا شك أن جميع حركات الإسلام السياسي و منهم حركة طالبان , حين يتمكنون من السيطرة على السلطة , سيسعون الى تأسيس نظام استبدادي يتم من خلاله فرض أيديولوجيتهم الإسلاموية على المجتمع , قد تختلف درجة التشدد من حركة أو حزب سياسي إسلاموي الى آخر لكن جميعهم يسعون الى ما يعتقدون أنه حكم الله في الأرض و إنهم ممثلين لهذا الحكم لذا فمن المرجح أن نجد في دستور أفغانستان الجديد الذي سيكتبه الطالبانيون فقرة تشير الى أن ( الحكم هو لله وحده ) أي أن الحكم ليس للشعب , و لأن الديمقراطية معناها ( حكم الشعب ) فالنظام الطالباني سيكون بالتأكيد نظاما لا ديمقراطيا , و هذا ما أكده بعض قادة حركة طالبان .

رابعا : هل يمكن تحديد الإطار العام للدستور الأفغاني للدولة الطالبانية ... ؟
لا شك أن رئيس حركة طالبان سيكون هو المرشد العام للدولة الأفغانية و الذي ستخضع له كل السلطات الأساسية في أفغانستان بحيث تكون صلاحياته واسعة و شاملة مشابه للصلاحيات التي يمتلكها الولي الفقيه في ايران ... و لربما بصلاحيات أوسع ... !

خامسا : هل ستعتمد دولة افغانستان في دستورها على نهج وفق مذهب محدد من المذاهب الإسلامية ... ؟
لقد صرح عدد ليس بالقليل من قادتها من أن النظام في أفغانستان سيكون وفق الشريعة الإسلامية و حسب فقه المذهب الحنفي , و هذا في حد ذاته يبشر بخير لأنه بعيد عن فقه ابن تيمية و الوهابية .

سادسا : هل سَتُنْشأ طالبان قوة عسكرية عقائدية دينية على غرار الحرس الثوري الإيراني ... ؟
من المؤكد أن أول خطوات حركة طالبان للسيطرة على الدولة الأفغانية ستبدأ بالسيطرة على كل الأجهزة العسكرية و الأمنية و المخابراتية في أفغانستان , لكن في نفس الوقت سيبقون على الهيكل العسكري لتنظيم طالبان و سيعيدون تنظيمه و تجهيزه بالأسلحة و المعدات و يعطونه اسما جديدا على غرار اسم الحرس الثوري الإيراني , الاسم ليس مهم , لا يغير في الأمر شيء ..... فالأساس هو واحد .... !

سابعا : ما الاسم الذي سيطلق على الحاكم المطلق لأفغانستان ...؟ هل سيطلق عليه لقب ( أمير المؤمنين ) ام ( المرشد العام ) و ما هو اسم الدولة الطالبانية الجديدة ... ؟ هل سيكون اسمها ( الأمارة الإسلامية في افغانستان ) أم سيكون ( الجمهورية الإسلامية في أفغانستان ) .... ؟

هذه الأسئلة و غيرها ستكون اجوبتها حقائق على الساحة الأفغانية خلال الفترة القصيرة القادمة أما علاقة النظام الأفغاني الجديد بدول العالم الأخرى فأهم معالمه ستكون ما يلي :
اولا : ستعمل الصين على تعزيز الاستقرار في افغانستان و تطوير العلاقة التجارية و الاقتصادية معه و تقديم المساعدة و الدعم لأفغانستان كدولة و كشعب دون التدخل بشؤونه الداخلية و سيكون مطلب الصين الوحيد هو قيام الحكومة الأفغانية الجديدة بمحاربة الجماعات الجهادية التي تعمل على جعل افغانستان منطلقا لعملياتها الإرهابية في دول الإقليم الأخرى و منها الصين .

ثانيا : ستتولى روسيا دعم الحزام الأمني لدول اسيا الوسطى بالإضافة الى مسك الملف السياسي مع أفغانستان , اي سيكون هنالك تقسيم للأدوار بين الصين و روسيا , الصين تتكفل بالشأن الاقتصادي و التجاري , أما روسيا فسيكون دورها في الشأن الأمني و السياسي و مكافحة الإرهاب و المخدرات .

ثالثا : سيعمل النظام الإيران على تطوير العلاقة مع النظام الأفغاني الجديد في كافة المجالات و خصوصا في المجالات التجارية و الاقتصادية حيث ستكون إيران مصدرا للمشتقات النفطية التي تحتاجها افغانستان .

رابعا : ستكون تركيا و قطر المدخل الرئيسي لعلاقة الولايات المتحدة الأمريكية و باقي الدول الغربية بالنظام الأفغاني الجديد و على الأقل ليس لفترة فصيرة قادمة .



#آدم_الحسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحالة العراقية و الحالة الأفغانية ... مقارنة قسرية بين حالت ...
- عشرون سنة من السياسة الأمريكية الفاشلة في افغانستان ( 2 )
- عشرون سنة من السياسة الأمريكية الفاشلة في افغانستان ( 1 )
- سوريا الى اين ... ؟
- الممانعة الأمريكية في تحول الاتحاد الأوربي الى دولة اتحادية
- المحور الإقليمي لصد و محاربة الإسلام السياسي ( 2 )
- المحور الإقليمي لصد و محاربة الإسلام السياسي ( 1 )
- ماذا يلوح في افق التوتر المتنامي في منطقة الخليج ...؟
- التدخل الإيراني في العراق ... هل حقا هو التدخل الأكبر ...؟ ( ...
- التدخل الإيراني في العراق ... هل حقا هو التدخل الأكبر ...؟ ( ...
- التدخل الإيراني في العراق ... هل حقا هو التدخل الأكبر ...؟ ( ...
- الإسلام السياسي و الديمقراطية ... طريقان لا يلتقيان ( 2 )
- الإسلام السياسي و الديمقراطية ... طريقان لا يلتقيان ( 1 )
- الأنظمة الديمقراطية ... هل هي حقا حكم الشعب .. ؟
- هل يمكن إصلاح العملية السياسية في العراق ...؟
- ما هي طبيعة العلافة بين إقليم كوردستان و حكومة بغداد ..؟
- هل الدستور العراقي الحالي هو دستور شرعي ... ؟!
- الصين و أمريكا في ميزان المقارنة ( 10 )
- الصين و أمريكا في ميزان المقارنة ( 9 )
- الصين و أمريكا في ميزان المقارنة ( 8 )


المزيد.....




- مراهق اعتقلته الشرطة بعد مطاردة خطيرة.. كاميرا من الجو توثق ...
- فيكتوريا بيكهام في الخمسين من عمرها.. لحظات الموضة الأكثر تم ...
- مسؤول أمريكي: فيديو رهينة حماس وصل لبايدن قبل يومين من نشره ...
- السعودية.. محتوى -مسيء للذات الإلهية- يثير تفاعلا والداخلية ...
- جريح في غارة إسرائيلية استهدفت شاحنة في بعلبك شرق لبنان
- الجيش الأمريكي: إسقاط صاروخ مضاد للسفن وأربع مسيرات للحوثيين ...
- الوحدة الشعبية ينعي الرفيق المؤسس المناضل “محمد شكري عبد الر ...
- كاميرات المراقبة ترصد انهيار المباني أثناء زلازل تايوان
- الصين تعرض على مصر إنشاء مدينة ضخمة
- الأهلي المصري يرد على الهجوم عليه بسبب فلسطين


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - آدم الحسن - بعد الهروب الأمريكي ... أفغانستان الى اين ... ؟