أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - آدم الحسن - مؤتمر أربيل للتطبيع مع إسرائيلي ... مناورة فاشلة















المزيد.....

مؤتمر أربيل للتطبيع مع إسرائيلي ... مناورة فاشلة


آدم الحسن

الحوار المتمدن-العدد: 7035 - 2021 / 10 / 1 - 17:40
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


دون سابق إعلان انعقد مؤتمر في مدينة اربيل عاصمة اقليم كوردستان العراق , قيل انه مؤتمر لعشائر عراقية تدعو للتطبيع مع إسرائيل ,,, ! و على أثر انعقاد هذا المؤتمر ثارت عاصفة في اوساط الكثير من العراقيين امتازت بالسخرية من هذه الدعوة التي لا مبرر لها اذ يفترض بالعراقيين تطبيع العلاقة في ما بينهم قبل التفكير بتطبيع العلاقة مع الآخر فكيف اذا كان هذا الآخر هو اسرائيل ...!
و الغريب أن الحكومة المحلية لإقليم كوردستان ادعت انه لم يكن لديها علم مسبق بانعقاد المؤتمر في عاصمة الإقليم ...! فهل يعقل أن قادة حكومة الإقليم لم يكونوا على عِلمْ بهذا المؤتمر قبل انعقاده .... ؟ إن كان ذلك صحيحا .... فهل هذا يعني أن حكومة الإقليم هي حكومة هزيلة لدرجة انها آخر مَنْ يعلم عن ماذا يجري في عقر دارها ...!؟
لقد وضع قادة الإقليم انفسهم في مأزق , فإما الادعاء بأن حكومة الإقليم هي حكومة هزيلة أو الاعتراف صراحة بأن المؤتمر قد تم الإعداد له من قبلهم و بالتعاون و التنسيق مع احدى مؤسسات الحركة الصهيونية و باشتراك احدى الهيئات الأمريكية المعنية بملف تطبيع الدول العربية مع اسرائيل ... لا شك أن الخوف قد أجبرَ قادة الإقليم على نكران معرفتهم المسبقة بانعقاد هذا المؤتمر .... !
و يبقى السؤال ... الخوف من ماذا ...؟
من المؤكد أن قادة الإقليم لازالوا يخشون اللعب على المكشوف و يخافون من أن يكون مؤتمر أربيل للتطبيع مع إسرائيلي سببا لتدهور علاقتهم الهشة مع الحكومة المركزية في بغداد ثم في نهاية المطاف يكتشفون أن هذا المؤتمرة عبارة عن صفقة خاسرة و مناورة فاشلة ... !
المتتبع للأحداث في المنطقة العربية سيجد من خلال هذا المؤتمر و من خلال اتفاقيات التطبيع الأخيرة مع اسرائيل التي شملت الأمارات العربية و البحرين و المغرب أن المخطط الإسرائيلي الجديد قد اصبح واضحا حيث بدأ هذا المخطط مع مشروع صفقة القرن و ما تبعها من حملة اعلامية لإسقاط مشروع (( الأرض مقابل السلام )) ليحل محله مشروع (( السلام مقابل السلام )) و لكي يتحقق ذلك لابد من تخلي الدول العربية عن المبادرة السعودية للسلام مع اسرائيل التي حصلت على اجماع عربي في القمة العربية التي انعقدت في بيروت سنة 2002 .
من خلال المخطط الإسرائيلي الجديد يتضح أن إسرائيل تريد ضمان عدم تكرار معاهدة السلام بين مصر و اسرائيل التي مكنت مصر من استرجاع سيناء و مدينة طابة و فتحت قناة السويس للملاحة بالإضافة الى حصول مصر على معونات مالية أمريكية .
إن مساعي اسرائيل الحالية و بدعم امريكي كبير تتركز حول نقطتين اساسيتين :
اولا : جعل الدول العربية تقبل بالتطبيع مع اسرائيل دون أي شروط عربية تلزم اسرائيل بالانسحاب من الأراضي التي احتلتها في حرب حزيران 1967 كي يتم افشال اي مساعي لسوريا مستقبلا للمطالبة باسترجاع الجولان المحتل .
ثانيا : اسقاط مشروع حل الدولتين كي تتمكن اسرائيل من الاستيلاء التدريجي على الضفة الغربية و القدس الشرقية من خلال البناء المستمر للمستوطنات فيهما و التهيئة لمشروع جديد اسمه الوطن البديل للفلسطينيين بدعم مالي من دول الخليج لإنشاء هذا الوطن .
و ما مؤتمر اربيل للتطبيع سوى حلقة بسيطة من سلسلة حلقات لمشروع صهيوني متكامل يتم تنفيذه برعاية امريكية و يبدو أن قيادات الأحزاب القومية الكوردية في العراق على استعداد تام للمشاركة في تنفيذ ما تريده اسرائيل و هذا يؤكد مرة أخرى أن هذه القيادات لم تتعظ و لم تتعلم من دروس الماضي و إنها تكرر نفس الأخطاء السابقة , فقد استخدمت امريكا الحركة المسلحة الكوردية في العراق كورقة ضغط بالطريقة التي تشاء و في الوقت الذي تشاء ثم تتركهم بسهولة ليواجهوا مصيرهم عندما تتغير اتجاهات السياسة الأمريكية و من تلك التجارب القاسية :
اولا : في سنة 1975 و حين وقّعَ صدام حسين مع شاه ايران في الجزائر على اتفاق اطلق علية اتفاقية الجزائر انهارت على اثرها الحركة المسلحة الكوردية في شمال العراق التي كان يقودها الزعيم الكوردي الراحل الملا مصطفي البرزاني حيث استسلمت قوات البيشمركة و سلمت اسلحتها للحكومة العراقية خلال ليس ايام و انما خلال ساعات بعد توقيع تلك الاتفاقية .
لقد كانت ايران في زمن نظام الشاه السند الرئيسي للحركة المسلحة الكوردية التي كثيرا ما رفعت السلاح بوحه الحكومات العراقية المتعاقبة بعد حصولها على الضوء الأخضر الأمريكي من خلال نظام شاه ايران الذي كان ركن من اركان النفوذ الأمريكي في المنطقة .
و بموجب اتفاقية الجزائر تخلت ايران عن الحركة المسلحة الكوردية في العراق بسرعة اذهلت الجميع , هذا التخلي تم بموافقة و ايعاز امريكي بسبب حصول تغيير و اختلاف في المعادلات و الحسابات الأمريكية في المنطقة في تلك الفترة .
ثانيا : في سنة 2014 تمكنت قوات البيشمركة الكوردية من السيطرة على مدينة كركوك العراقية الغنية بالنفط و على سهل نينوى و مناطق شاسعة اخرى من شمال العراق أثر انهيار الجيش العراقي و سقوط مدينة الموصل و مناطق و مدن عديدة اخرى غرب العراق بيد تنظيم داعش الإرهابي .
في تلك الفترة الصعبة التي مر بها الجيش العراقي نجحت قوات البيشمركة الكوردية من استغلال ضعف قوات الحكومة المركزية فقامت بالسيطرة على تلك المدن و المناطق حيث ضنت القيادة في اربيل أن امريكا اصبحت حليفتهم الأبدية و ستعطيهم اي اراضي يريدونها إلا انه و بمجرد استعادة الجيش العراقي لعافيته من جديد و بدعم من قوات الحشد الشعبي تقدم الى جميع المناطق و المدن التي استولت عليها قوات البيشمركة و من ضمنها مدينة كركوك حيث انسحبت البيشمركة دون قتال الى خلف الخط الأزرق الذي يمثل حدود اقليم كوردستان , كان ذلك في زمن حكومة حيدر العبادي ,
لا شك أن حيدر العبادي لم يعطي امر للقوات الاتحادية لإزاحة قوات البيشمركة و دفعهم الى خلف الخط الأزرق إلا بعد حصوله على الضوء الأخضر الأمريكي ... و بذلك تكررت التجربة القاسية للأحزاب القومية الكوردية مع امريكا .
و اليوم يكرر قادة الأحزاب القومية الكوردية نفس الخطأ السابق لكن هذه المرة من خلال مغازلة اسرائيل و تنفيذ مخططاتها في المنطقة معتقدين أن ذلك سيجعل منهم حليفا دائما لأمريكا في المنطقة ...! لكنهم قد لا يعلمون بأن الصفحات الأخرى للاستراتيجية الأمريكية في منطقة الشرق الوسط تتضمن التخلي من جديد عن الحركات ؛ الكوردية المسلحة في سوريا و العراق ضمن تسويات جديدة تشترك في رسم خارطتها و اهدافها امريكا و الاتحاد الأوربي و روسيا كلاعبين دوليين و ايران و تركيا كلاعبين اقليميين .



#آدم_الحسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أزمة الثقافة العربية المعاصرة بين الحداثة و التحديث ( 4 )
- أزمة الثقافة العربية المعاصرة بين الحداثة و التحديث ( 3 )
- حلف اوكاس و التفكك التدريجي لحلف الناتو
- أزمة الثقافة العربية المعاصرة بين الحداثة و التحديث ( 2 )
- أزمة الثقافة العربية المعاصرة بين الحداثة و التحديث ( 1 )
- الاقتصاد الريعي و الأنظمة الاستبدادية
- هل سيتشكل حلف ناتو اسرائيلي امريكي عربي ..؟
- ما سبب خشية امريكا من طريق الحرير الجديد ... ؟
- التضخم و علاقته بأجمالي الناتج المحلي للدول الصناعية
- مستقبل العراق ... و ثمن العودة للحاضنة العربية
- تسونامي افغانستان و التفكك التدريجي لحلف الناتو ..!
- مؤتمر بغداد للتعاون و الشراكة ... الأهداف و النتائج
- بعد الهروب الأمريكي ... أفغانستان الى اين ... ؟
- الحالة العراقية و الحالة الأفغانية ... مقارنة قسرية بين حالت ...
- عشرون سنة من السياسة الأمريكية الفاشلة في افغانستان ( 2 )
- عشرون سنة من السياسة الأمريكية الفاشلة في افغانستان ( 1 )
- سوريا الى اين ... ؟
- الممانعة الأمريكية في تحول الاتحاد الأوربي الى دولة اتحادية
- المحور الإقليمي لصد و محاربة الإسلام السياسي ( 2 )
- المحور الإقليمي لصد و محاربة الإسلام السياسي ( 1 )


المزيد.....




- بعد جملة -بلّغ حتى محمد بن سلمان- المزعومة.. القبض على يمني ...
- تقارير عبرية ترجح أن تكر سبحة الاستقالات بالجيش الإسرائيلي
- عراقي يبدأ معركة قانونية ضد شركة -بريتيش بتروليوم- بسبب وفاة ...
- خليفة باثيلي..مهمة ثقيلة لإنهاء الوضع الراهن الخطير في ليبيا ...
- كيف تؤثر الحروب على نمو الأطفال
- الدفاع الروسية تعلن إسقاط 4 صواريخ أوكرانية فوق مقاطعة بيلغو ...
- مراسلتنا: مقتل شخص بغارة إسرائيلية استهدفت سيارة في منطقة ال ...
- تحالف Victorie يفيد بأنه تم استجواب ممثليه بعد عودتهم من موس ...
- مادورو: قرار الكونغرس الأمريكي بتقديم مساعدات عسكرية لأوكران ...
- تفاصيل مبادرة بالجنوب السوري لتطبيق القرار رقم 2254


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - آدم الحسن - مؤتمر أربيل للتطبيع مع إسرائيلي ... مناورة فاشلة